المرصاد نت - لقمان عبدالله
سلّطت استعادة الجيش واللجان الشعبية لفرضة نهم والعديد من مديريات محافظتي مأرب والجوف، الضوء على مدى تماسك جبهات العدوان في جميع مناطق الاشتباك الداخلي. ويبدو أنّ أهم ميزة من ميزات عملية «البُنيان المرصوص» أنها كشفت تضعضع أساسات البُنيان العسكري والسياسي لوكلاء التحالف السعودي ــ الإماراتي المحليين. وأظهرت مشاهد الإعلام الحربي اليمني لجيش حكومة هادي المكوّن في غالبيته من ميليشيا «الإصلاح» (الإخوان المسلمين) شقوقاً كبيرة في هيكله واختلالاً في عقيدته العسكرية وشكوكاً في ولائه الوطني فضلاً عن غياب الحافزية القتالية على المستويين الجمعي والفردي. إضافة إلى ما تقدّم تصاعدت في الأيام والساعات القليلة الماضية دعوات النخب العسكرية والسياسية الموالية لتحالف العدوان إلى ضرورة فتح الجبهات كافة دفعة واحدة وجزمت تلك النخب بعدم قدرة القوى المحلية (جيش وميليشيا) ومن خلفها قوى التحالف البرية بمساندة جوية على الوقوف والتصدّي لأي عملية عسكرية يقوم بها الجيش واللجان الشعبية في الجبهات الداخلية.
في هذه الأثناء بادر النظام السعودي إلى استدراك الخطر الداهم بعد العملية الأخيرة (في نهم) فسارع إلى استقدام تعزيزات إضافية من قوات هادي المتموضعة في محافظة شبوة في مواجهة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى جبهات القتال في محافظتي مأرب والجوف. ودعا التحالف عبر حزب «الإصلاح» إلى النفير العام في صفوف القبائل الشرقية التي لا تزال تحت سيطرته.
وعلى خلاف المرحلة الأولى من عملية «البُنيان المرصوص» تدخّلت الطائرات الحربية السعودية عبر تكثيف الغارات الجوية لإسناد الوكلاء المحليين وذلك خشية الانهيار السريع في جبهة حزم مركز محافظة الجوف كما حصل في جبهة نهم. في المقابل استهدفت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر التابعان للجيش اليمني أهدافاً حيوية في جنوب السعودية في تكتيك جديد يعمل من خلاله الجيش واللجان على تحييد سلاح الجو السعودي من استمرار التغطية الجوية في الجبهات الداخلية.
من جهتها تحسّست القوى الجنوبية رأسها أيضاً وأرسلت تعزيزات عسكرية لدعم جبهات القتال في الضالع وذلك بتوجيه من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي الذي وصل إلى عدن مساء أمس. وتأتي تعزيزات المجلس الانتقالي على خلفية التقدّم الذي حقّقته قوات الجيش واللجان الشعبية على مشارف مديرية الأزارق في محافظة الضالع في الأيام الماضية. وإن كانت التقارير تفيد بأنه لا وجود لمؤشرات هجومية لقوات صنعاء في الجبهات الجنوبية إلا أنه يُرجّح أنّ عمليات القوات اليمنية المشتركة الأخيرة في الضالع جاءت لأهداف دفاعية فقط. كذلك من المفترض أن تصل في الساعات المقبلة إلى عدن قوة من الجيش السعودي قادمة من محافظة شبوة. وقد خرجت هذه القوة من مدينة عتق، عاصمة المحافظة. وتضمّ ما يقرب من 30 شاحنة تحمل على متنها عتاداً عسكرياً مختلفاً، كما يرافقها عدد من الأطقم العسكرية مخصّص للقوات السعودية الموجودة في عدن.
وعلى الرغم من أن طرفَي التحالف المحليَّين (أي «الشرعية» المدعومة من الرياض والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبو ظبي) يعتبران أن التقدم الأخير الذي أحرزه الجيش واللجان (عملية «البُنيان المرصوص») يمثّل تهديداً لهما إلا أنّ العداوة لا تزال تتحكم فيهما. فقد صرّح محافظ جزيرة سقطرى رمزي محروس أمس بأن المجلس الانتقالي الجنوبي نفّذ تمرداً عسكرياً ضد الحكومة وأضاف في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي أنهم «فوجئوا» الإثنين الماضي بإعلان عناصر من «كتيبة حرس الشواطئ»، التابعة لـ«اللواء الأول مشاة بحري» التمرّد على شرعية هادي والانضمام إلى المجلس الانتقالي الانفصالي. وقد أمهلت قيادة محافظة أرخبيل سقطرى المتمرّدين «24 ساعة للرجوع عن غيّهم، والعودة إلى جادة الصواب».
وفي السياق ذاته اتّهم محافظ شبوة محمد صالح بن عديو أمس الإمارات بـ«تمويل الفوضى» في المحافظة بميزانيات ضخمة. وقال بن عديو، في سلسلة تغريدات عبر موقع «تويتر»: «مؤسف جداً أن تموّل الإمارات الفوضى في شبوة بميزانيات ضخمة وأن يتم استغلال حاجة الناس للزج بهم، ليكونوا ضحايا لتحقيق أطماع نفوس مأزومة». بن عديو وجّه كلامه لدولة الإمارات معتبراً أنه لو أن «تلك الأموال أُنفقت في تقديم خدمات أو عون للناس لكفتهم» وختم بالقول إن «المال الذي يدفع لإحداث الفوضى وزراعة الفتن لن يجدي نفعاً أمام إرادة وعزيمة وحكمة أبناء شبوة».
المزيد في هذا القسم:
- هذا هو الدور الخفي للمنظمات الأجنبية في اليمن ! المرصاد نت - متابعات يتمثل تركيز المنظمات الأجنبية في أعمالها على الدول الأكثر استهدافا من قبل قوى الاستكبار العالمي لتنفيذ اجندة صهيونية بامتياز حيث تنشط اعم...
- طيران «التحالف» يلاحق اليمنيين إلى مخيمات النزوح ! المرصاد نت - رشيد الحداد لا يكفي النازحين في محافظة حجة همُّ التشرّد بين المخيمات المُخصَّصة لإيوائهم حتى يأتي «التحالف» ويلاحقهم إلى هناك فاتحاً ...
- مرحلة ما بعد بعد الرياض تبدأ... وصفقات الأسرى تتواصل المرصاد نت - متابعات توقفت صفقات تبادل الأسرى في اليمن لشهور جراء ضغوط من دول تحالف العدوان ولا سيما "النظام السعودي والإماراتي" على الأطراف الموالية لها فيما...
- أكثر من 50 قتيل وجريح من قوات العدوان السعودي في نجران المرصاد نت - متابعات أعلن نائب المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عزيز راشد إن القوات المسلحة واللجان الشعبية تمكنت من صد أضخم هجوم شنه العدوان السعودي ن ثلاث م...
- الأمم المتحدة تعيِّن أعضاء جدد في فريق الخبراء المعني باليمن! المرصاد نت - متابعات عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ستة خبراء إلى لجنة خبراء مجلس الأمن الدولي المعنية باليمن. ووجه غوتيريش رسالة إلى رئيس م...
- أكثر من 36 ألف شهيد وجريح حصيلة مجازر العدوان السعودي خلال ألف يوم المرصاد نت - متابعات كشف أنصار الله وأحزاب اللقاء المشترك اليوم الأحد، عن إحصائية مجازر العدوان السعودي الأمريكي خلال ألف يوم من العدوان والتي وصلت إلى أكثر م...
- اتفاق جدة.. شرعنة للمليشيات أم توحيد للجهود العسكرية تحت مظلة الحكومة؟ المرصاد نت - متابعات بعد مرور أربع سنوات على إنشاء النظام الإماراتي لمليشيات مسلحة خارج سلطة الدولة ذات بعد مناطقي ونفس انفصالي أدرك الجميع خطر التشكيلات المس...
- تعزيزات كبيرة إلى نجران بعد خطاب قائد الثورة .. تغيير في طبيعة المعارك؟ المرصاد نت - يحيى الشامي فيما تمضي القوات اليمنية بعملياتها القتالية في الداخل السعودي يبدو أن خطاب قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي لسكان المناطق الجنوبية ...
- النازحون في اليمن بين فكي كماشة العدوان والحرب وأوضاع معيشية قاسية جدا المرصاد نت - متابعات النازحون اليمنيون لايختلفون في وضعهم المزري عن بقية الشعب اليمني الذي يتعرض بشكل يومي للقصف الجوي ويعاني من الحصار والعدوان الذي سبب المج...
- تفاصيل الجريمة كاملة .. عناصر تكفيرية تختطف مواطناً في طريق رداع وتقتله بعد تعذيبه ثم ترمي... عُثر مساء أمس السبت على جثة المواطن عايش صالح شريانمن أبناء محافظة البيضاء مديرية رداع بعد أن تم اختطافة قبل اسبوع على يد عناصر تكفيرية تنتمي لتنظيم ما يسمى بال...