دمج كتائب أبو العباس مع مليشيات طارق.. خطوة إماراتية لتعزيز نفوذها؟

المرصاد نت - متابعاتALaimarats2020.2.19

كشفت مصادر مطلعة أن الإمارات تقوم في الوقت الحالي بضم “كتائب أبو العباس” إلى القوات التابعة ل”طارق صالح” نجل شقيق الرئيس اليمني السابق والتي تتمركز في الساحل الغربي للبلاد.

وقال قائد عسكري بارز  إن التوجيهات الإماراتية للقيادي السلفي في تعز عادل فارع المكنى ب”أبي العباس” ـ المدرج ضمن قوائم الارهاب الأمريكية ـ قضت بدمج كتائبه مع تشكيلات ما يسمى بالقوات المشتركة التي يقودها “طارق صالح” والعمل تحت قيادته في إطار القوات المشتركة بالساحل الغربي.

وتضم القوات المشتركة “ألوية العمالقة ـ المقاومة التهامية ـ المقاومة الوطنية ” وهي تشكيلات عسكرية تتخذ من السواحل الغربية لليمن مسرحاً ميداناً لعملياتها العسكرية وتتبع النظام الاماراتي ولا ترتبط بقوات حكومة هادي. ويصل عدد تلك القوة إلى قرابة 20 ألف مقاتل تمولهم الإمارات ويأتي التحرك الإماراتي - وفق القائد العسكري- بعد أن أكملت كتائب أبو العباس تدريب لواء جديد بأكثر من ألف مقاتل في منطقتي “التربة” والمخا” غربي تعز.

وقال القائد العسكري إن طارق صالح، أوفد لجاناً ميدانية لبدء عملية دمج كتائب أبو العباس في نطاق ألويته. وقامت اللجان على مدى الثلاثة الأيام الماضية بحصر العتاد العسكري والبشري لكتائب أبو العباس في مقدمة لدمجها رسمياً في الألوية.

وتتكون كتائب أبو العباس من متشددين ومرتزقه، إضافة إلى مقاتلين جدد تم تجنيدهم في وقت لاحق بدعم إماراتي، ويقودها نائبه “عادل العزي” المعروف بقائد الذئاب المنفلتة. ويبلغ عدد القوة البشرية مع أبوالعباس أكثر من 5000 مقاتل.

وقال مصدر في حكومة هادي إن الإمارات تسعى إلى تقديم “طارق صالح” كقوة سياسية قادرة على إحداث تغيير وفرض أمر واقع غربي تعز، كما فعل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في عدن.

وحسب مصادر متعددة في تعز فإن الإمارات تسعى لفصل مديريات الساحل الغربي ومديريات الحجرية عن محافظة تعز والإعلان عن كيان جديد يتخذ من مدينة المخا مقراً له. وقال القائد العسكري إن “عمليات الدمج تأتي في ذات الإطار للإعلان عن كيان جديد”.

ويتولى “عمار صالح” وكيل جهاز الأمن القومي في عهد النظام السابق، وشقيق طارق صالح، عمليات التقريب والدمج بين الفصائل المتشددة والقوات الموالية للإمارات، وفق الترتيبات الاماراتية، حسبما أفادت المصادر. وسبق أن أكدت مصادر أن “عمار صالح” هو يد الإمارات في اليمن، وأن شقيقه “طارق صالح” واجهة فقط للتعامل مع القوات والخارج.

وتهدف تلك الإجراءات الاماراتية، وفق مراقبين إلى توسيع الاجندة الاماراتية في محافظة تعز وتعزيز نفوذ طارق صالح في مديريات الساحل الغربي والريف الجنوبي للمحافظة “الحجرية “. وبدأت تحركات لكتائب أبو العباس بين منطقة الحجرية وباب المندب في نوفمبر الماضي بنقل مقاتلين من مكان لأخر دون معرفة الأسباب- حسب ما أفاد مصدر محلي في ذلك الوقت لـ”اليمن نت”.

ولا تعترف قوات “طارق صالح” أو أياً من أفراد عائلة صالح بحكومة هادي وتهدف الإمارات من خلال هذا الدمج وفصل القوات إلى تقويض سلطة هادي وتقليص نفوذها في محافظة تعز كامتداد جغرافي للمناطق الجنوبية التي تخضع لسيطرة مليشيا الانتقالي المدعوم من الامارات منذ التمرد على الشرعية في أغسطس 2019م المليشيا التي تواصل عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض القاضي بإنهاء ذلك التمرد وعودة الحكومة اليمنية للعاصمة المؤقتة عدن.

وعمدت الامارات المشاركة في التحالف العسكري السعودي منذ العام 2015م إلى تشكيل فصائل عسكرية ومليشيات تدين بالولاء لها وتعمل على تقويض سلطات الدولة في مناطق سيطرتها.

وقبل أيام كشف نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية الفريق الركن عيسى المزروعي، أن قوات بلاده قامت بـ”تجنيد وتدريب وتجهيز أكثر من 200 ألف جندي يمني في المناطق المحتلة”.

وشهر يناير الماضي قالت معلومات أن “عمار صالح” أصدر قرارات بتعيين مدراء أمن في مديريات الساحل الغربي التابعة لمحافظتي الحديدة وتعز. وأضافت المصادر أن عمار صالح أطلق على المناطق الواقعة تحت سيطرة العائلة في الساحل الغربي “إقليم تهامة” وعيّن منصور اليتيم مديراً للأمن ومحمد الجنيد بمنصب عمليات أمن “إقليم تهامة”. ولفتت المصادر إلى أن “عمار صالح” قام بتعيين مدراء أمن المديريات (ذوباب، المخا، موزع، الوازعية) التابعة لمحافظة تعز وسيتم مزاولة عملهم خلال الفترة القادمة. ولم تقدم المصادر الأسماء.

وسبق أن ذكر مسؤولان حكوميان أن الإمارات تضغط على السعودية وحكومة هادي ليكون طارق صالح جزءاً من أي مشاورات مع الحوثيين. وهددت بإعلان طارق صالح حاكماً على الساحل الغربي وجنوب تعز إذا لم يتم تضمينه كطرف مؤثر في إنهاء الحرب في البلاد. وقال طارق صالح في كلمة لجنوده في ديسمبر الماضي إن قواته تسلمت معسكرات الإماراتيين والسودانيين في الساحل الغربي وأصبحت تحت سلطته وإدارته.

وتريد الإمارات إيجاد نفوذ مؤثر على مضيق باب المندب الحيوي. وسبق أن قامت ببناء قاعدة عسكرية متقدمة في مدينة المخا وتمنع السكان من الاقتراب منها.

 وتتمركز قوات طارق في الساحل الغربي للبلاد، وهي لا تنتمي للجيش، وتعمل مع الإمارات، التي سلمت القوات المشتركة إدارة مناطق عديدة من جزيرة زقر والمخا. وقامت الإمارات سابقا بدمج المقاومة الوطنية والمقاومة التهامية مع القوات المشتركة، وتعمل في إطارها كذلك ألوية العمالقة. وكان أبوالعباس -المدرج ضمن قوائم الإرهاب- انسحب من أماكن تمركزه بتعز إلى أطرافها، بعد حدوث صراعات كثيرة داخل المحافظة.

 وفي وقت سابق تحدثت وسائل إعلام عديدة عن سعي الإمارات نحو فصل مدينة وميناء المخا وذوباب وموزع وباب المندب وتشكيلها في إقليم سيحمل اسم "إقليم المخا" وسيضم كذلك مناطق أخرى بينها جزيرة ميون.

عدنان هاشم الباحث في الشؤون السياسية يعتقد أن هدف أبوظبي من عملية الدمج تلك هو نشر الفوضى في تعز وإعلان محافظة جديدة تضم مديريات الساحل الغربي الواقعة تحت سيطرة طارق صالح مع "الحجرية" في تعز. ودلل على ذلك بالقول أن ذلك يظهر واضحاً من تصرف طارق صالح وعائلته والموالين للإمارات باعتبار تلك المناطق دولتهم الجديدة ونقطة تأثيرهم الرئيسة في مستقبل البلاد. ولفت هاشم إلى قيام طارق صالح بتعيين مدراء المديريات ومسؤولي الأمن فضلا عن فرضه نفسه في اللقاءات المفترض أنها مسؤولية الحكومة الشرعية.

 أما عن هدفهم من عملية الدمج تلك يرى هاشم أن طارق صالح والإمارات من خلفه يريد فرض أمر واقع في تلك المناطق كما فعل المجلس الانتقالي الجنوبي، من أجل الحصول على حصة كبيرة في المفاوضات القادمة المرتقبة. وخلص إلى القول: "إننا أمام تأسيس جديد لمراكز القوى في اليمن، تحاول الإمارات أن تُمسك بمعظم الخيوط".

وتعمل أبوظبي بشكل مستمر على تقليص نفوذ الدولة في المناطق المحتله وتعمل على التمسك بالسواحل اليمنية التي تحقق لها أهدافها، وتضيق الخناق بشكل كبير على تعز. حيث إن كتائب أبو العباس المدعومة من الإمارات، وربما تحتاجها أبوظبي بعد خروجها من تعز لإسناد طارق صالح وتحديدا في المخا. كما أن هناك نية مبيتة لتوطين مليشيات الإمارات في الساحل ومنها كتائب أبو العباس وقوات طارق صالح وهو ما يخدم الإمارات وأهدافها.  أما الهدف من دمج الكتائب بقوات طارق، فهو لخنق تعز سواء كانت الكتائب في المدينة أو حتى في الساحل الغربي، مؤكدا أن ذلك مخطط له منذ البداية.

الإمارات باعتبار أنها تدعي الانسحاب فإنها تضم هذه القوات إلى قوات طارق للقول إنها قوات محلية وتقاد بشكل محلي وليس بشكل آخر عبر الإمارات وحتى الآن تقول الإمارات إنها جندت 200 ألف في اليمن ومن بينهم كما هو معروف الأحزمة الأمنية والنخب والقوات المشتركة وغيرهم ويعملون ضد كيان الدولة اليمنية وخاضوا ضدها معارك عديدة.

المصدر : اليمن نت

المزيد في هذا القسم: