المرصاد نت - لقمان عبدالله
بعدما أعلنت الأسبوع الماضي للمرة الثانية خلال أقلّ من عام الانسحاب من الحرب على اليمن، تعود دولة الإمارات لتُسرّع من الخطوات العسكرية والسياسية التي تخدم مشروعها في هذا البلد. خطوات يتولّاها الوكلاء اليمنيون بدلاً من القوات الإماراتية في استراتيجية غير مباشرة من الأعمال الحربية. وانطلاقاً من ذلك لا تزال دوائر القرار في صنعاء تعتبر أن ادّعاءات الانسحاب الإماراتية إنما هي لذرّ الرماد في العيون، ولا تتجاوز كونها قنابل صوتية للتملّص من تبعات الحرب وحماية العمق الإماراتي الذي أصبح مهدّداً أكثر من أيّ وقت مضى فضلاً عن التحلّل من المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية في المحافل الدولية، خصوصاً في ظلّ الدعاوى التي رفعتها مكاتب محاماة غربية في شأن انتهاكات حقوق الإنسان والاغتيالات والسجون السرية والإخفاء القسري والتعذيب في اليمن عموماً والمحافظات الجنوبية خصوصاً. وبحسب مصادر في صنعاء فإن خارطة الانتشار الإماراتي على الأرض لا تزال على حالها باستثناء الانسحاب من عدن بل إن مشاركة أبو ظبي في الأعمال العدائية من خلال وكلائها وطلعات طائراتها زادت عمّا كانت عليه في السابق.
ويستبعد مراقبون أن تَصدُق الوعود الإماراتية بالانسحاب من الحرب وذلك لثلاثة أسباب: أولها أطماع أبو ظبي في الموانئ والجزر اليمنية وثانيها ممانعة السعودية خروج الإمارات من «التحالف» وثالثها الارتباط بالولايات المتحدة الأميركية التي لم تتخذ إلى الآن قراراً بوقف الحرب. وفي هذا الإطار توضح المصادر أن الارتباط الإماراتي بواشنطن لا يقتصر على المستوى السياسي بل له جوانب عملانية في الميدان اليمني حيث يفضّل الأميركيون التعاون مع الإماراتيين لا سيما في ما يتصل بتنظيم «القاعدة». ويوجد الطرفان (الأميركي والإماراتي) جنباً إلى جنب في قاعدتَي بلحاف في محافظة شبوة والريان في محافظة حضرموت واللتين تتمّ عبرهما إدارة المصادر البشرية وتسيير الطائرات المسيّرة وتنسيق عمليات التخادم مع «القاعدة». كذلك تتموضع كتيبة إماراتية في جزيرة ميون وسط باب المندب لمهامّ متصلة بالأمن الملاحي بالتنسيق مع البحرية الأميركية المتمركزة في المنطقة.
وفي إطار سعيها لتثبيت ذلك الوجود العسكري والأمني وتعزيزه أقدمت أبو ظبي في خلال الأيام الماضية على اتخاذ العديد من الإجراءات في الساحل الغربي والمحافظات الجنوبية مباشرة أو عبر وكلائها، الذين بدا لافتاً تصعيدهم لهجتهم ضدّ ما يسمّى «الشرعية» وذهاب بعضهم إلى حدّ التهجّم على السعودية وتحميلها مسؤولية تردّي الوضعين الأمني والاقتصادي في الجنوب. ومن بين أبرز تلك الإجراءات، يمكن إيراد ما يلي:
- تَجاوَز وكلاء الإمارات في الساحل الغربي، مطلع الأسبوع الجاري، الوضعية القائمة منذ شهور في مديرية الدريهمي الساحلية والمحاصرة منذ العام الماضي بهجوم واسع عليها استهدف بحسب مصادر مطلعة قياس مدى جاهزية القوات المدافعة عنها. وهو ما ظهر أنه في أعلى مستوياته بفعل إفشال الهجوم من قِبَل الجيش واللجان الشعبية وتكبيدهما منفّذيه قتلى وجرحى حيث أن عدداً منهم وصل إلى مستشفيات عدن. ووفقاً للمعلومات فإن الإصابات تدلّ على أن القوات اليمنية المشتركة استخدمت هذه المرّة قناصات مغايرة لتلك التي استُخدمت سابقاً في عمليات مشابهة.
- سبقت ذلك الهجومَ زيارةُ مسؤولين من ميليشيات «ألوية العمالقة» المحسوبة على الإمارات، مقرَّ قيادة ميليشيات «حرّاس الجمهورية» التي يقودها طارق صالح في المخا غرب تعز. وفي ختام الزيارة، صدر بيان نفى ما سمّاه «الإشاعات» حول خلافات بين الطرفين، واصفاً إياها بأنها «أخبار كاذبة لإثارة الفتنة في جبهة الساحل الغربي». وقال «إننا على قلب رجل واحد، وفي خندق واحد... لقتال ميليشيات الحوثي في الساحل الغربي».
- قبل تلك التطورات كان افتُتح في المخا في الـ11 من الشهر الجاري، مستشفى ميداني جديد من قِبَل طارق صالح، الأمر الذي قرأه مراقبون على أنه يأتي في إطار استعدادات قوى «التحالف» لبدء تصعيد عسكري واسع في الحديدة.
- أيضاً، وضع طارق صالح، مطلع الشهر الحالي، الحجر الأساس لـ«مدينة الثاني من ديسمبر» السكنية الخاصة بمنتسبي ما يسمّى «المقاومة الوطنية»، والتي سيتمّ تشييدها في المخا.
- بالتوازي مع ذلك تعمل أبو ظبي على ضمّ جماعة «أبو العباس» السلفية التابعة لها إلى قوات طارق صالح، بعد أن قامت الجماعة المذكورة بتدريب نحو ألفي مقاتل في مناطق وجودها في المديريات الغربية من محافظة تعز. ويرى مراقبون عسكريون أن خطة الضمّ هذه تستهدف حشد كلّ الإمكانيات من أجل معركة الساحل الغربي.
- وفي مدينة عدن، احتشد أنصار «المجلس الانتقالي الجنوبي»، الموالي للإمارات، أمام مقرّ «التحالف» حيث رفعوا شعارات مناوئة للسعودية، من بينها «يا سعودي يا كذاب إنت داعم للإرهاب»، في ما اعتُبر انقلاباً ضمنياً على «اتفاق الرياض.
- أما في صنعاء فقد كُشف في الأيام الماضية عن مجموعتين أمنيتين، سعودية وإماراتية، كانتا تستهدفان زعزعة الأمن في مناطق سلطة صنعاء وتأليب الناس علىها، وفق ما أعلنت وزارة داخلية حكومة الإنقاذ. وبحسب الإعلان الرسمي، فقد بلغ عدد أعضاء الخلية الإماراتية 20 شخصاً، وكانت تدار من قِبَل عمار محمد عبد الله صالح، ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.
المزيد في هذا القسم:
- النرويج توقف تصدير أسلحتها للإمارات على خلفية جرائمها في اليمن المرصاد نت - متابعات قرّرت النرويج رسميا اليوم الأربعاء وقف تصدير وبيع الأسلحة إلى الإمارات بسبب الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها قوات أبو ظبي بالحرب الجارية علي...
- حكم الإمارات في الجنوب... يتعزز المرصاد نت - متابعات في تطور لافت عقد مجلس إدارة المصرف المركزي اليمني اجتماعاً في عدن أول من أمس وأصدر بياناً اتهم فيه خلية تابعة لـ«التحالف&raqu...
- الحرب القذرة في الحديدة ومزاعم التهدئة ! المرصاد نت - متابعات حينما كانت وسائل الإعلام المرتبطة بقوى العدوان السعودي على اليمن تنشر أخباراً عن وقف المعارك في الحديدة وتثبيت نوع من التهدئة في تلك المن...
- أنصار الله وأحزاب من المشترك يؤكدون تمسكهم بالشراكة والتوافق في إعادة تشكيل مؤسسات الدولة المرصاد نت - صنعاء عقد بالعاصمة صنعاء اللقاء التنسيقي الدوري ﻷنصار الله وأحزاب من اللقاء المشترك. وأكد اللقاء الذي عقد أمس الأربعاء على تمسك الجميع بالشراك...
- صراع الحلفاء في اليمن أهداف خفية لعدو تأريخي وأحد! المرصاد نت - متابعات منذ اللحظة الأولى لإعلان الحرب على اليمن كانت واضحة نوايا الدول التي تزعمت هذا العدوان تجاه البلد الواحد وأبناء هذا الوطن الحالمين بالاستق...
- صنعاء : اللجان الشعبية تقوم باعادة فتح سوق الحصبه المركزي بعد توقف دام لأكثر من اربع سنوات عجزت الحكومات السابقه من فتحه بسبب عنجهية وتعنت مليشيات اولاد الاحمر..الا ان اللجان الشعبية قامت صباح اليوم باعادة فتح السوق ال...
- السعودية تحول المهرة إلى محافظة منكوبة في كافة المستويات! المرصاد نت - متابعات حول النظام السعودي محافظة المهرة إلى محافظة منكوبة في كافة المستويات رغم أنها محافظة بعيدة تماما عن الصراع. ونشرت صحيفة الديلي تليغراف مق...
- نائب وزير خارجية الكويت: أطراف يمنية تبدأ "غدًا" ورشة عمل لتثبيت وقف إطلاق النار متابعات : قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله إنَّ أطرافًا يمنيةً وصلت بلاده لإجراء ورشة عمل تتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار الذي سيعلن ...
- مصدر مسؤول : أنصار الله ليسوا بحاجة لشهادة الخارجية الأمريكية المرصاد نت - صنعاء علق مصدر مسؤول اليوم الجمعة على تصريح وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص انصار الله بأنها لا تعتبر الحوثيين منظمة إرهابية موضحا فيه بالعديد ...
- المرصاد يكشف بعض ارقام الفساد هذه ورقة واحدة من الإحصائيات الهائلة لحجم الفساد والهدر الحاصل في المال العام في مكتب الرئاسة وثلاث وزارات حكومية فقط مع ان الاحصائية في وزارة الكهرباء وبقية ال...