المرصاد نت - لقمان عبدالله
أزدادت وتيرة العمليات العسكرية في العدوان على اليمن بسرعة وبالتزامن تصدّرت الصور التي ينقلها الإعلام الحربي التابع للجيش اليمني واللجان الشعبية المشهد
ما جعل السعودية عاجزة عن إخفاء الحقيقة المرّة لهزيمة جيشها المسلح بأحدث أنواع الأسلحة وهربه المهين أمام المقاتلين اليمنيين بأسلحتهم القديمة والبسيطة.
على المستوى العسكري تصدّر المشهد العالمي صورتان متناقضتان الأولى منهما هي المشاهد التي يوزعها «الإعلام الحربي» باستمرار عن العمليات العسكرية للجنود اليمنيين وهم يطاردون الجنود السعوديين داخل أراضي المملكة ولعلّ أشهر هذه المشاهد كانت تلك التي سُمع فيها صوت مقاتل يمني ينادي جندياً سعودياً محاصراً في نجران بالقول: «سلّم نفسك يا سعودي».
كذلك برزت الحافزية وإرادة القتال لدى الجيش اليمني والقدرة على تدمير المواقع والخطوط الدفاعية السعودية وأكثر ما لفت المراقبين هو الحضور الدائم لكاميرا «الإعلام الحربي» الذي تطور أداؤها وثباتها ونقاوة صورتها.
ولفت متخصصون إلى أن «الإعلام الحربي» يتماثل مع بقية الاختصاصات العسكرية والفنية الأخرى للجيش اليمني لجهة التقدم والاستفادة من التجارب بل يمكن القول إن تغطيته تفوَّقت على نظرائه في سوريا والعراق. كذلك لم يعد احتكار السعودية الأقمار الاصطناعية العربية وامتلاكها مقدرات فنية هائلة، يمكنانها من حجب حقائق الميدان وما يشهده جيشها وآلتها العسكرية الضخمة.
ثمة حضور دائم للكاميرا مع تطور في ثباتها ونقاوة صورتها
استطاع «الإعلام الحربي» بنقل الوقائع من زوايا مختلفة إنتاج مادة تعكس الواقع المرير لأكبر جيش خليجي وهو يتراجع أمام مجموعات يمنية صغيرة وأحياناً مجموعات قبلية ترتدي الزي المدني المناطقي بدلاً من البدلات العسكرية الرسمية.
لم تعد صورة «الإعلام الحربي» أسيرة القيود السعودية بل قفزت عن كل المعوّقات التي وضعتها أمامها المنظومة الإعلامية والفنية الخليجية التي كانت حتى الأمس القريب تتحكم بالإعلام العربي. ولم يكن أمام وسائل الإعلام العالمية إلا التعاطي مع هذه المشاهد ونقلها مثلما هي من منطلق احترافي وكسبق إعلامي يحظى بالاهتمام والمتابعة والتحليل.
من ذلك ما نشره موقع «IHS JANES» البريطاني المتخصص بالشؤون العسكرية في معرض تعليقه على مشاهد «الإعلام الحربي» واصفاً إياها بأنها «أسوأ الحوادث التي يتعرض لها الجيش السعودي» و«سيئة بالنسبة إلى الجيش السعودي». وخلص في معرض تحليله للصور إلى أن العدد القليل من القتلى السعودين يعود إلى «تراجع المدافعين السعوديين قبل دحرهم».
في المقابل تبرز الصورة الثانية وهي صورة المجازر التي يرتكبها الطيران السعودي وملاحقته الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ على الطرقات وفي الأعراس والمستشفيات والأسواق، إلى حدّ بات فيه الأداء العسكري السعودي في اليمن تحت نظر وسائل إعلام عالمية كثيرة.
وكمثال على ذلك ما قاله الكاتب والمؤلف جوناثان مارشال حينما اتهم في مقالة السعودية بشنها حرباً دموية وبأنها خلقت أزمة إنسانية ودمرت التراث الثقافي في اليمن وتهكّم مارشال في موقع «كونسورتيوم نيوز» الأميركي إنه إذا كان هناك «أولمبياد» لشنّ الحروب الدامية فإن السعودية ستفوز بالتأكيد بميدالية لقصفها اليمن بلا هوادة على مدى أكثر من عام ونصف عام.
لم يعد مهماً لصاحب القرار في الرياض منع مشاهد جنوده الهاربين في صحراء وتضاريس الجنوب السعودي في العالم فانتشار الفيديوهات المصورة في العالم تجاوز إرادته وقدرته. ما يهمه حالياً هو منع وصول تلك المشاهد إلى الداخل خوفاً من انعكاسها على الجمهور السعودي خصوصاً، والخليجي عموماً ولما لها من تأثير معنوي ونفسي لذلك استطاع نسبياً التحكم بوسائل الإعلام المختلفة داخل منظومته والحد من التأثيرات التي قد تلحق بجمهوره.
في الجانب الآخر لم يبالِ النظام السعودي بمشاهد الأشلاء اليمنية جراء غاراته الجوية وهو في هذا الإطار مطمئن إلى تجاوزه الضغوط الدولية التي تتهمه بالقتل الجماعي وانتهاكات حقوق الإنسان، بعدما نجح بالتفلت من اتهامه بعدد من المجازر، واضطرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى سحب السعودية من اللائحة السوداء لقتل الأطفال وساعده في ذلك الحضور القوي في المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن.
ما يهمّ السعودية هو أن تتملص من ضغوط أصدقائها المحرجين من صور المجازر في وسائل الإعلام وتأثير ذلك في الرأي العام، خصوصاً في مواسم الانتخابات وذلك بعدما أصبح الدعم الغربي، وخصوصاً الأميركي للحرب على اليمن موضع مساءلة شعبية وإعلامية وبرلمانية.
وإن استطاعت الرياض التفلت القانوني، لامتلاكها مقدرات مالية هائلة مسخّرة لتلميع صورتها، فمن المرجح أنها ستفشل في التهرب من تبعات المسؤولية الأخلاقية والمعنوية التي باتت صور المجازر بحق أطفال اليمن تظهر حقيقتها للعيان.
المزيد في هذا القسم:
- خلال ساعات.. جريمة اغتيال رابعة في عدن المرصاد-متابعات نوفمبر 26,2020 اغتيل مواطنٌ -الخميس- برصاص مسلحين مجهولين في مديرية المنصورة بالعاصمة المؤقتة عدن.وبحسب مصادر محلية، فإن مجهولين أطلقوا ...
- مسيرة حاشدة بعمران تندد بالجريمة البشعة التي ارتكبت في مسجد ﺑﺪﺭ ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺤﺸﻮﺵ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ ﺍﺳﺘﻨﻜﺮ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﻗﻔﺔ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﻭﻣﺴﻴﺮﺍﺕ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺣﺎﺷﺪﺓ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﻣﺴﺠﺪ ﺑﺪﺭ ﺑﺤﻲ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺤﺸﻮﺵ ﺑﺎﻟﺠﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻌﺎ...
- الاندبندنت: اليمن محنة في نهاية الجزيرة العربية تواجه تحديات غير مسبوقة المرصاد نت - متابعات مع عدم وجود حلول سياسية قريبة للحرب والعدوان على البلد تواجه اليمن الآن تحديات أكبر من أي وقت مضى في طرف شبه الجزيرة العربية تستعر حرب كا...
- تحذيرات من مخطط إماراتي لسرقة غاز بلحاف وبيعه لدول أوروبية المرصاد-متابعات حذر خبراء اقتصاديون من مخطط إماراتي للاستحواذ على منشأة بلحاف الغازية وبيع الغاز لدول أوروبية عقب إعلان وزير الاقتصاد الألماني، روبيرت هابيك، ع...
- صحيفة إيطالية تتحدث عن الازدواجية البريطانية إزاء الأزمة اليمنية المرصاد نت - متابعات نشرت صحيفة “لي أوكي ديلا غويرا” الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن الازدواجية التي تتسم بها السياسة البريطانية إزاء الأزمة في اليم...
- المكلا .. قتلى وجرحى في هجوم انتحاري على ثكنة عسكرية وداعش يتبنى الهجوم المرصاد نت - المكلا وقع انفجار عنيف ظهر اليومة الخميس 12 مايو استهدف معسكر تابع للقوات المرتزقة الموالية للعدوان في الأطراف الشرقية لمدينة المكلا شرق البلا...
- تنظيم القاعدة يجني مكاسب من الوقود المهرب ويتوسع في الجنوب واتفاق بين قبليين والقاعدة المرصاد نت - رويترز قالت وكالة 'رويترز' إن عناصر تنظيم القاعدة ما يزالون يتوسعون في مناطق أخرى من جنوب البلاد على الرغم من خروجهم من مدينة المكلا عاصمة مح...
- شاهد عيان من أروقة اجتماع اليوم في عدن! المرصاد نت - خاص ترأس اليوم نائب رئيس الوزراء الدكتور الخمبشي اجتماعاً ضم محافظ ووكلاء محافظة عدن وبعض المأمورين ومدراء عموم المكاتب .. وكالعادة جاء المحافظ سا...
- وسط تواطؤ سعودي.. قصف عنيف يطال مواقع الانتقالي في أبين المرصاد-متابعات وصلت مجاميع مسلحة، تابعة لـ”حزب الإصلاح”، اليوم الخميس، إلى جبهة شقرة بمحافظة أبين. وأفاد شهود عيان، أن الإصلاح عزز مسلحيه بإرسال العش...
- مصالح الكيان الصهيوني من العدوان علي اليمن المرصاد نت - متابعات قبل أيام هدد المتحدث باسم أنصار الله ونائب المتحدث باسم الجيش اليمني "الجنرال عزيز رشيد" الكيان الصهيوني أذا استمر في دعم النظام السعودي ...