تقرير : مخطط عسكري أمريكي سعودي أماراتي يستهدف سواحل اليمن وباب المندب

المرصاد نت - متابعات

بدأت مؤشرات عدة بالظهور تباعاً تؤشر لمعركة يسعي اليها العدوان للسيطرة على الساحل الغربي لليمن التتعزيزات العسكرية والتحضيرات التي بدأ الحديث عنها منذ حوالي شهر في وسائل almkaa2016.11.27الاعلام


تبدو محاولة جديدة من قبل هادي و تحالف العدوان السعودي لتحقيق انتصار يساعدهم في الضغط على الجيش والجان الشعبية من أجل انجاز تسوية تؤدي إلى احداث تغييرات جوهرية في خارطة الطريق الأممية.

حيث أن زيارة الفار هادي إلى عدن امس واضحة الأهداف والأغراض سيما مع ظهور تحركات جديدة للمبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ الذي وصل الرياض في أعقاب مغادرة هادي إلى عدن، الأمر الذي يوحي بأنها تحركات ذات علاقة وضمن سيناريو واحد يرمي إلى إحداث متغيرات في المعادلة السياسية والعسكرية قبيل انتهاء نوفمبر الجاري وانطلاق المشاورات وفق اتفاق مسقط.

وقرأ مراقبون الزيارة من كونها تأتي للهروب من الواقع الذي يحتم عليه أن يقبل بخطة ولد الشيخ التي كان قد أعلن رفضه لها بشكل قاطع في السابق وفي حين تحدثت أنباء أن هادي يطلب لقاء المبعوث الأممي في عدن فإنه يرمي أن يغطي اللقاء في عدن على مسألة رضوخه وقبوله بخطة ولد الشيخ وهو ما يفهم منه أن الفار هادي وفريقه قبلوا بالخطة ولم يتبق سوى صناعة حدث يغطي على إعلانهم القبول بها من عدن.

من جهة أخرى قرأ سياسيون وعسكريون الزيارة بأنها تأتي في وقت حرج يحتاج العدوان فيه إلى تحقيق أي انجاز من شأنه أن يشكل ورقة ضغط قبيل المشاورات التي يفترض أن تنطلق مطلع الشهر المقبل وهو ما يعزز القول بأن وجود هادي في عدن بمثابة تصعيد عسكري، بحيث يظهر هادي بأنه يقود معارك تعز وباب المندب في محاولة لرفع معنويات المرتزقة في تلك الجبهات وذلك بهدف استعادة القدرة على تجميع وتجنيد المزيد من المرتزقة.

على وقع ذلك تشير معطيات سياسية وتحليلات إلى أن الزيارة تهدف إلى الإيحاء بتواجد ما يسمى الشرعية على الأرض في محاولة لاستعادة ثقة جمهور المرتزقة والجنوبيين في قدرة هادي و فريقه على ترتيب الوضع الإداري والاقتصادي في عدن بعد إفلاس البنك المركزي هناك، علاوة على تصوير الصراع بأنه يمني يمني برغم أن اتفاق مسقط أفصح عن أن الصراع يمني سعودي وانتداب الرباعية لكيري تحمل دلالات عدة على أن الصراع طرفاه اليمن من جهة والرباعية ( أمريكا – بريطانيا – السعودية – الإمارات ) من جهة أخرى.

وبحسب المعطيات فإن الزيارة وما يرافقها من تصعيد عسكري وسياسي واقتصادي تنطلق من محاولات العدوان السعي إلى كسب أوراق ضغط جديدة على الوفد الوطني ليتنازل عن الملاحظات التي طرحها على خطة المبعوث الأممي في مقابل تقديم فريق الفار هادي بأنه في موقع قوي وفاعل ومؤثر باعتباره الطرف اليمني الآخر في معادلة الحرب والصراع  في محاولة للالتفاف على مضامين اتفاق مسقط الأخير وبالتزامن مع ذلك وصل المئات من المقاتلين الذين تم تدريبهم في ارتيريا لخوض معارك بحرية بمواجهة بحرية الجيش اليمني واللجان في باب المندب والبحر الاحمر.

مصدر عسكري قال أن “أن الأمريكيين أشادوا بالجهود التي تبذلها قوات هادي بدعم كبير من دولة الإمارات المتحدة في اليمن ومع الحديث عن الدور الامريكي وعن الدور الإماراتي فقد كشفت صحيفة “الاخبار” اللبنانية عقب انتهاء الهدنة التي أعلنت عنها السعودية عن معلومات تشير إلى وجود مخطط سعودي يرمي إلى إحراز تقدمٍ ميداني كبير على أكثر من جبهة قبل القبول بوقف اطلاق النار والدخول في المفاوضات السياسية” مشيرة إلى أن القوات الموالية لهادي تستعد لشنّ عملية عسكرية وُصفت بـ«الضخمة» في جبهة باب المندب على البحر الأحمر من دون تحديد موعد انطلاقة هذه العملية التي ستشمل الساحل الغربي لمحافظة تعز.

واشارت الصحيفة إلى تصريحات مصدر عسكري موالي لهادي حيث قال أن قيادات عسكرية رفيعة زارت منطقة كهبوب في باب المندب في إطار الترتيب للهجوم العسكري المرتقب”.

وأوضحت الصحيفة في حينه ان العملية التي تستهدف السواحل الغربية اليمنية برمتها تتم بإشراف إماراتي فيما تحدثت مصادر مطلعة  مساء امس السبت إلى أن الولايات المتحدة الامريكية هي التي تشرف على العملية وأن الفريق العسكري الذي وصل إلى عدن مهمته الاشراف المباشر عليها.

وتحضيرا للعملية كانت الولايات المتحدة قد شنت حربا إعلامية حول وجود مخاطر تتهدد الملاحة الدولية في باب المندب وأدعت وزارة الدفاع الامريكية تعرض احدى بوارجها لهجوم صاروخي في عدة مناسبات لم تتمكن من اثباتها، في وقت شنت طائرات التحالف السعودي مئات الغارات على المدن الساحلية اليمنية وشملت مدينة ومديريات الحديدة وكذلك تعز.

هادي و حكومته يرون أن وصلوهم إلى مدينة المخا الساحلية سيؤدي إلى فرض شروطهم لتعديل خارطة الطريق في الاتجاه الذي يخدم بقاء هادي خلال المرحلة المقبلة. فيما يرى تحالف العدوان السعودي أن تحقيق انتصار جديد يوصلهم إلى المخا سيجبر طرفي صنعاء على القبول و لو بالحد الأدنى من مطالبهم في خارطة الطريق التي هي في الأصل خارطة الرباعية الدولية التي تعد السعودية فاعلا فيها بعد التزام طرفي صنعاء بمناقشة الخارطة وفق تراتيبية بنودها في تفاهمات تمت في مسقط مع وزير الخارجية الامريكمي جون كيري الذي رسم خارطة الطريق، منتصف الشهر الجاري.

مؤشرات

– مؤشرات المعركة المرتقبة بدأت تتضح الأسبوع الماضي حين نقل التحالف السعودي تعزيزات عسكرية شملت أسلحة ثقيلة و معدات عسكرية أخرى و ناقلات على متنها جنود إلى جبهة ذو باب عبر عدن.

– و في مؤشر أخر يدل على التوجه صوب التصعيد العسكري في الساحل الغربي نقل تحالف العدوان السعودي الجمعة 25 نوفمبر/تشرين ثان 2016 معدات عسكرية عبر ميناء الزيت في البريقة غرب عدن إلى مقره غير البعيد من الميناء.

– و السبت 26 نوفمبر/تشرين ثان 2016، بدأ طيران تحالف العدوان السعودي باستهداف ابراج الاتصالات في المخا و الخوخة، في محاولة لعزل المنطقة عن باقي المناطق المحيطة بها، تمهيدا لعملية عسكرية قادمة قد تبدأ بعمليات انزال لجنود على الساحل.

معركة الساحل الغربي قد تنجح و قد لا تنجح شأنها في ذلك شأن معركة البقع التي لم تحقق هدفها بالوصول إلى مرتفعات كتاف و قطع طريق حرف سفيان الرابط بين العاصمة صنعاء و محافظة صعدة، و بالتالي عزل صعدة عن العاصمة صنعاء.

في حال لم تنجح المعركة سيجلس المتصارعين إلى طاولة التفاوض و سيتم مناقشة خارطة الطريق وفق تراتيبيتها التي تم التفاهم حولها في مسقط و هنا تكون الرياض قد حققت مكسب كون الوصول إلى هدف طرفي صنعاء في الخارطة بإزاحة هادي قد تحقق قبله الانسحاب من الحدود دون أن يقابله انسحاب قوات التحالف السعودي من عدن و المكلا و مدن الجنوب الأخرى التي توجد فيها قوات اجنبية.

 

طرف هادي سيكون الخاسر من حال فشلت معركة الساحل الغربي كونه لن يستطيع فرض أي تعديلات في الخارطة تمكنه من املاء شروط بقائه و في حال تمكنت قوات هادي من الوصول إلى مدينة المخا فإن ذلك سيفتح شهية هادي للوصول إلى مفرق المخا و قطع الطريق الرابط بين عدن و الحديدة بهدف عزل غرب مدينة تعز التي يسيطر عليها أبطال الجيش واللجان المساند لهم عن محافظة الحديدة المسيطرين عليها بالكامل و من ثم التهديد بالتوجه إلى تعز كورقة ضغط و ربما فتح جبهة جديدة باتجاه غرب مدينة تعز و الت يلن تكون سهلة لكن تحقيق هادي نجاحات فيها ستكون بداية لرفضه خارطة ولد الشيخ.

معركة الساحل الغربي لن تكون سهلة المنال غير أن تحالف العدوان السعودي يراهن على استخدام سلاح الجو و البحر و اللجوء إلى القصف السجادي لتسهيل تقدم القوات البرية في أرض مفتوحة تسهل الانتشار و تحد إلى درجة كبيرة من قدرة الخصم على تحييد سلاحي الجو و البحر و مع كل ذلك لن تسلم القطع البحرية من الصواريخ التي سبق و أن جربت على السفينة الاماراتية “سويفت” و هو ما سيحول منطقة مضيق باب المندب إلى ساحة حرب ستستدعي العالم كله إليها نظرا لحساسيتها و اهميتها الدولية كممر للتجارة العالمية.

إلى جانب ذلك و في حال عمد تحالف العدوان و هادي إلى استخدام القوات البرية فإن المنطقة و إن كانت مفتوحة غير أنها لا تخلو من التحصينات الطبيعية كالسلاسل الجبلية الصغيرة التي تظهر وسط الصحراء، فضلا عن أن تمترس أنصار الله في السلسلة الجبلية المطلة على باب المندب، ستمثل عائقا للتقدم عبر مركز مديرية ذو باب التي باتت تحت السيطرة النارية.

و رغم أن المنطقة مفتوحة لكن لدى الجيش واللجان الشعبية تجربة في هذا الجانب فقد افشلوا تحقيق انتصار لمليشيات هادي في صحراء ميدي اقصى شمال الساحل الغربي رغم أن المنطقة أقل تحصينا من جنوب الساحل الغربي الممتد من ذو باب مرورا بالمخا و حتى الخوخة.

كل طرف لديه خطته العسكرية في حال نشبت المعركة. و قدرة كل طرف على تنفيذ الخطة بدقة هي من ستحدد مطلق رصاصة نهاية المعركة. 

المزيد في هذا القسم: