المرصاد نت - متابعات
ليست علاقة التكافل الميداني بين السعودية وتنظيم "القاعدة" طارئة على المشهد اليمني إلا أن العدوان السعودي ظهّر هذه العلاقة بصورة واضحة حتى وثقت أحداث ميدانية خلال السنة الماضية
بقتال الطرفين بشكل متوازٍ ومنسق في معارك عدة في صف تحالف العدوان السعودي ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية.
من تعز إلى ميدي شمالاً، ومن مأرب إلى الجوف في شمال الشرق، وفي الجنوب، ومؤخراً بإنسحاب الإماراتيين من أبين توسع نفوذ القاعدة في تلك المنقطة بشكل يدفع نحو التساؤل حول الخطوة الإماراتية، كما أن التعاون بين القاعدة والسعودية جاء بأشكال متعددة إما مباشر أو بوساطة عبر حزب الإصلاح المتماهي مع القاعدة في اليمن إذ الطرفان يؤديان أدواراً وظيفية في خدمة أجندةٍ سعودية.
ومع تقدم المعركة إلى ما آلت إليه اليوم من تطورات بصمود الشعب اليمني والجيش واللجان في ساحات القتال وإيقافهم لأي تقدم للقوى المهاجمة في كافة المحافظات لا بل استخدامهم لخيارات إستراتيجية حسّاسة باستخدام صواريخ بالستية ضربت العمق السعودي وتوغلهم داخل الحدود السعودية أمام وهن وضعف في الجهة المقابلة يبدو أن العلاقة السعودية مع القاعدة بدأت تأخذ منحنى توظيفي جديد يتخذ له أهدافاً قديمة مستجدة وبأشكال مدبرة ومرسومة مسبقاً.
فالتقارير والمعلومات تشير إلى أن السعودية تسعى من خلال دعم القاعدة في اليمن إلى تأطير تدخل أمريكي مبرر في اليمن بمواجهة مباشرة لحسر إنتشار القاعدة وتدمير نفوذها كواجهة للحملة التي يتم تدبيرها فيما الهدف السعودي الأساس يكمن في تخليصها من مستنقع اليمن الذي غاصت فيه عميقاً وبات يستنزفها سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً، ويحرجها حقوقياً وإنسانياً..
وفي الإستدلال على ذلك يمكن أن نرى أن توسع القاعدة حاضراً وسابقاً ينحصر في المناطق المنضوية تحت النفوذ السعودي أو توابعها في الجنوب فيما لا تمتلك القاعدة أي نفوذ ولم تقدر على التوسع في مناطق انتشار الجيش اليمني وأنصار الله والقوى الحليفة.
من جهة أخرى إن التراجع الإماراتي المفاجئ في أبين وبعض المناطق وتوسع القاعدة مكانها هو دليل آخر على المخطط الذي يحاك لليمن بتدبير سعودي أمريكي إماراتي.
هنا نلفت إلى أن أمريكا المتخبطة اليوم بإدارة ترامب لم تبدي إستعداداً في خدمة المصالح السعودية خاصة والخليجية عامةً إلا أن العداء الكبير الذي يكنّه ترامب لإيران واعتبار من يصمد اليوم من الشعب اليمني حليفاً لإيران من جهة وذهنية ترامب المصلحية المادية قد تدفع الأخير بدفع القيادة المتطرفة التي شكلها مع وصوله إلى دخول اليمن ولعب السيناريو الذي تعتقد السعودية أنها سينقذها مقابل تنازلات مادية وسياسية هائلة قد تدفعها السعودية لأمريكا مقابل ذلك.
أمر آخر حساس يدفع نحو هكذا خيار هو الضربات اليمنية المتوالية للسعودية من صواريخ بالستية وتدمير الفرقاطة البحرية إلى صد كل هجوم قامت بها قوات هادي والقاعدة في مختلف المناطق اليمنية الشيء الذي يشعر السعودية بالتقهقر بعد كل هذه المدة من الحصار والتجويع والقصف العشوائي لليمن، ما يجعلها تذهب بعيداً في خياراتها للخلاص من الحرب على اليمن التي كانت تظنها نزهة عدة أسابيع في بدايتها. في المقابل لأمريكا مصلحة إستراتيجية كبرى في هذا الموضوع تدفعها للتجاوب مع السعودية إذ تتمثل أولاً بسعيها نحو السيطرة على باب المندب والمنطقة البحرية هناك والتي تعتبر شرياناً حيوياً أساسياً ومؤثراً في الحركة التجارية العالمية فضلاً عن دوره الكبير في حرب السيطرة والنفوذ البحرية ككل، من جهة أخرى للكيان الإسرائيلي مصالح كبيرة هناك أيضاً أهمها في إريتريا التي تعتبر أكبر حاضنة جاسوسية وعسكرية للكيان في تلك المنطقة والتي تقابل الساحل الجنوبي الغربي لليمن وتطل على المضيق البحري نفسه معه هذا فضلاً عن العدد الكبير من الجزر اليمنية التي تقابل الشريط البحري اليمني وتعتبر مؤثرة هي الأخرى على غير صعيد، وبالطبع ترامب يبدو مستميتاً أمام المصلحة الإسرائيلية والدفاع عنها من جهة ومتشدداً جداً في وجه المحور المرتبط بإيران كما يصفه أي أن سيفعل أي شيء جنوني من أفعاله ليحول دون انتصار أنصار الله وحلفائهم.
المزيد في هذا القسم:
- فبراير... ذكرى ثورة مستمرة وجدل يتجدد! المرصاد نت - متابعات حلت الذكرى التاسعة ثورة فبراير 2011م التي اندلعت في إطار الربيع العربي الذي بدأ من تونس وكانت لأجل المطالبة بكثير من الإصلاحات وإسقاط الأ...
- انفجاران يهزان العاصمة الاول جوار العرضي والأخر جوار السفارة الفرنسية وإبطال مفعول الثالث.... هز العاصمة صنعاء منتصف ليل الأحد إنفجاران متتاليان استهدف أحدهما منزلاً بجوار السفارة الفرنسية الكائنة في شارع حدة وأكد شهود عيان للمرصاد أن الانفجار الذي وقع...
- مقتل 20 من مرتزقة السعودية بصنعاء وإفشال مخططات للعدوان في نهم المرصاد نت - محافظات قال مصدر عسكري يمني الخميس إن عشرين شخصاً من مرتزقة العدوان السعودي قتلوا في المعارك التي دارت شرق العاصمة صنعاء. وذكر المصدر إ...
- 85 ألف طفل يمني قضوا جوعاً: جريمة البطون الخاوية المرصاد نت - دعاء سويدان 85ألف طفل على الأقلّ قضوا خلال ثلاث سنوات ونصف سنة من عمر العدوان. رقمٌ مفزع يفصح عن فظاعة الجرائم غير المباشرة التي ترتكبها الس...
- لماذا تتقاعس الأمم المتحدة عن مساعدة اليمن؟ المرصاد نت - متابعات أعرب ناشط يمني منذ مدة ليست بالبعيدة عن رأيه قائلا: "نحن اليمنيين فقدنا الأمل في الامم المتحدة ونشعر أنه لا جدوى من أي حملات إغاثية دون ا...
- طيران العدوان يشن خمس غارات على معسكر العمالقة بحرف سفيان المرصاد نت - متابعات شن طيران العدوان السعودي الأمريكي اليوم الخميس خمس غارات جوية على معسكر العمالقة بمديرية حرف سفيان بمحافظة عمران. وأكد مصدر عسكري لأن ...
- اللجنة الثورية العليا تصدر قرارا بمنح البيض جوازا دبلوماسيا صدر اليوم قرار اللجنة الثورية العليا رقم ( 6) لسنة 2015م بشأن إلغاء الموانع السياسية والإجراءات الإدارية المتعلقة بمنح جوازات السفر.. جاء فيه: اللجنة الثورية...
- الجنوب وقنبلة «السلاح المتفلت» للفصائل المسلحة والمرتزقة! المرصاد نت - متابعات لا ينتهي الحديث عن «ميليشيات» و«مرتزقة» و«تهريب الأسلحة» إلا ويبدأ آخر وفيما لم ينته اليمنيون بعد من ...
- أحلام الغزاة ومرتزقتهم تتحطم على صخور جبال نهم المرصاد نت - متابعات من يتابع الاعلام العربي الذي يدور بفلك السعودية وحكامها، يبدو له ان تحرير صنعاء كما يتداولون قاب قوسين او ادنى من اتخاذ القرار... بينما ا...
- عودة مسلسل الاغتيالات في حضرموت ..”3 حالات اغتيال ” في يوم وأحد! المرصاد نت - متابعات قتل طالب جامعي ومدني وأصيب أربعة آخرون أول امس الخميس بمديريتي سيئون والقطن وسط حضرموت “شرقي اليمن” بعد ساعات من مقتل جندي. وقال مصدر أمن...