اليمن يستعيد ذكرى الانقسام: خطاب فك الارتباط برعاية الرياض وأبو ظبي

المرصاد نت - متابعات

غداة تظاهرة ضد زيارة دونالد ترامب إلى السعودية شهدتها صنعاء احتشد الجنوبيون في عدن إحياءً للذكرى الـ23 لإعلان «فك الإرتباط» عن اليمن الكبير في مشهد يجسّد حالة الانقسام التي Adeen2017.5.22يشهدها المجتمع اليمني .


وفي تظاهرة وصفها المنظّمون بـ«الأضخم منذ عام 2007» احتشد آلاف الجنوبيين أمس في مدينة عدن إحياء للذكرى الـ23 لإعلان «فك الإرتباط» عن الشمال وتأييداً لـ«المجلس الإنتقالي الجنوبي».

امتلأت ساحة العروض أكبر ميادين عدن، بأبناء المحافظات الجنوبية الذين رفعوا أعلام «جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية» (سابقاً) وهي الدولة التي كانت كياناً مستقلاً إلى ما قبل تحقيق الوحدة عام 1990 وشعارات معارضة للقرارات الأخيرة لهادي وداعمة لمحافظ عدن المُقال ورئيس «المجلس الإنتقالي الجنوبي» عيدروس الزبيدي.
وفي بيان صدر في ختام الفعالية التي تخللت عرضاً عسكرياً لوحدات «المقاومة الجنوبية»، شدّد المجلس على أنه «استمد شرعيته من إرادة شعبية جمعية احتشد لها شعب الجنوب»، نافياً أن يكون تشكيله «ردّة فعل تستهدف ماتسمي بشرعية هادي». وبايع المجلس تحالف العدوان السعودي مؤكداً أن «الجنوب جزء لا يتجزأ من التحالف وشريك معه في الوجود والمصير والتصدي لكل المخاطر المحدقة بالمنطقة وفي مقدمتها المشروع الإيراني العدواني التوسعي وأدواته المحلية». كما أثنى على دور الإمارات في «تهيئة المنظومة الأمنية والعسكرية لمكافحة الارهاب وتثبيت الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب كافة».
بدوره اعتبر الزبيدي في كلمة ألقاها مباشرة من أبوظبي أن المجلس بات بمثابة «طليعة قيادية معبرة عن هدف شعب الجنوب باستعادة دولته» مشيداً بدور «الجيش الإماراتي الذي سطر أروع ملاحم البطولات لتحرير عدن ولحج وأبين وبقية المحافظات من الميليشيات الحوثية» والدور السعودي في «قيادة التحالف لإيقاف التمدد الإيراني التوسعي».

بدوره قال هادي في خطاب متلفز بمناسبة العيد الوطني للوحدة اليمنية بعد ساعات من مليونية الجنوبيين في عدن إن خيار اليمن الاتحادي خيار اليمنيين “ولن تستطيع أي قوة أن تنتزعه منهم” وأنه لن يسمح بتقسيم اليمن وفقاً لرغبات مشبوهة، حسب وصفه وأضاف أنه لن يسمح لما وصفها “بالكيانات الهشة” أن تفرض نفسها تحت أي مسمى، أو أن تدعي تمثيل البلاد بغير حق، أو أن “تمارس العمالة والارتزاق باسم الشعب اليمني وأوجاعه وآلامه” وقال هادي إنه لن يتم السماح لأي جهة بصرف انتباه اليمنيين عن معركتهم الكبرى ضد ما وصفها بقوى التمرد والانقلاب والإرهاب ومشاريع التفرقة يذكر أن هادي لم يعد يحظى بقبول لا في الشمال ولا في الجنوب بعد أن أصدر قرارات استبعدت قياديين في الحراك الجنوبي ومن أبرز الموالين لدولة الإمارات الأمر الذي استفز الشارع الجنوبي واعتبره إقصاءاً لأبناء الجنوب ولقضيتهم ودفعهم إلى الاصطفاف إلى جانب الرغبات الإماراتية الرامية إلى الدفع بانفصال الجنوب وفقاً لرغبات أمريكية بحسب ما أكدته تقارير غربية سابقة.

في المقابل خاطب الرئيس السابق علي عبد الله صالح في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ27 لإعلان الوحدة بين الشطرين الشمالي والجنوبي الحراك الجنوبي قائلاً: «إذا كان القرار في أيديكم يا حراكيين تعالوا نتفاهم لإيقاف الحرب، ونتحاور لتصحيح مسار الوحدة أو إجراء استفتاء شعبي اليمني وإذا قرّر الشعب الانفصال ننزل عند استفتاء الشعب». كما أكّد صالح أن «التدخل الإيراني كذب» مشيراً إلى أن التواجد الوحيد هو «لقوى التحالف الدولي ضد اليمن» التي اتهمها بـ«تقسيم البلاد وغزوها» ومن ضمنها القوات السودانية التي «تحتل بلحاف ومطار وميناء المكلا».
وتأتي التظاهرة في عدن بعد يوم من تظاهرة حاشدة في صنعاء رفضاً لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية وفي كلمة ألقاها خلال التظاهرة خاطب رئيس «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي حكام العرب والمسلمين متسائلاً: «ماذا قدمتم لأمتكم؟ ماذا تصنعون يا زعماء العرب؟ لقد أثبتم أنكم حزم وعزم من أجل أميركا ومصالح أميركا أمّا في مصالح أمتكم وشعوبكم فأنتم بقر تحلبون ليل نهار من أجل الإرادة الترامبية».

وفيما يرى مراقبون أن الحل السياسي للقضية الجنوبية يعد مطلباً شعبياً لن يتحقق إلا بتمثيل المجلس الانتقالي الجنوبي في كل مفاوضات التسوية لأزمة اليمن ذهب آخرون إلى التقليل من أهمية الرسائل التي حاولت هيئة رئاسة المجلس إرسالها عبر الدعوة والعمل على حشد أكبر قدر ممكن من المواطنين في الذكرى الـ23 لإعلان فك الارتباط عن الشمال عام 1994م ما يشير إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يزال أمامه العديد من العقبات التي يجب عليه تجاوزها في سبيل الحفاظ على كيان سياسي موحد يجمع كافة الأطياف الجنوبية.

وتشير الأحداث المتوالية في الجنوب أن الوضع يسير نحو الصدام بين مؤيدي استعادة دولة الجنوب ومعارضيها في المقابل ترى العديد من النخب السياسية أن الانفصال ليس حلاً نموذجياً لإنهاء القضية الجنوبية التي تعرضت للاضطهاد من قبل القوى المهيمنة في الشمال وترى بأن الحل قد يكون في يد أبناء الجنوب أنفسهم بتولي زمام الأمور وأن دورها قد حان لقيادة اليمن في ظل الوحدة من خلال إنشاء قنوات اتصال بالقوى الشمالية المتواجدة على الأرض (الحوثيين وصالح) والشروع في مفاوضات مباشرة لإنهاء الأزمة اليمنية.

ميدانياً كشفت القوة الصاروخية اليمنية عن منظومة دفاع جوي جديدة قالت إنه تمت تجربتها بنجاح على طائرة حربية نوع «إف 15» تابعة لتحالف العدوان. وأكّد بيان صادر عن وحدة الدفاع الجوي أن «منظومة الدفاع الجوية الجديدة أصابت الهدف بدقة عالية» وذلك بعد ساعات من إطلاق صاروخا باليسيتيا نحو الأراضي السعودية إدّعت قيادة «التحالف» أنها إعترضته. وردّاً على الباليستي اعتبر وزير الخارجية في حكومة هادي عبد الملك المخلافي إن إطلاق الصاروخ يوم وصول ترامب «مؤشر واضح إلى أنها لا تسعى للسلام ولا تؤمن به» زاعماً أن «الحوثيين يحاصرون المدن اليمنية ويعتدون على السعودية ويهددون الملاحة الدولية في باب المندب وجنوب البحر الأحمر».
في غضون ذلك وفي وقت تواصل السعودية حصارها الجوي والبحري والبري على اليمن أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا تخطت 23500 حالة، حتى يوم الـ19 من الشهر الجاري مشيرة إلى أن «الكوليرا يتزايد بسرعة كبيرة في أنحاء اليمن وتم تشخيصه بالفعل في 18 محافظة من أصل 22 محافظة يمنية».

المزيد في هذا القسم: