وباء الكوليرا يحصد أرواح اليمنيين دون تمييز سياسي أو جغرافي

المرصاد نت - رآي اليوم

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أمس الأحد 28 مايو/ أيار 2017 ارتفاع ضحايا وباء الكوليرا في اليمن إلى 473 حالة وفاة خلال شهر.children yee2017.5.29


وقالت المنظمة - في بيان على حسابها الرسمي بموقع التغريد العالمي “تويتر”- إن هناك تزايدا مستمرا لحالات الاشتباه بالكوليرا والتي بلغت حتى اليوم أكثر 52,000 حالة منها 13,735 حالة سجلت في اليومين الماضيين في ١٨ محافظة يمنية وتعاني المدن اليمنية أوضاعاً صحية سيئة في ظل استمرار الحصار ومنع دخول الدواء والغذاء منذ بدء العدوان الذي تقوده السعودية مع نحو 17 دولة على اليمن منذ مارس/آذار 2015. وحذرت وزارة الصحة اليمنية الخميس الفائت من تصاعد خطر وباء “الكوليرا” وتزايد الحالات رغم جهود مكافحة تفشي المرض وانتشاره والتي لم تتمكن من كسر الهرم التصاعدي للوباء.

وقالت المنظمة في بيان لها الاثنين على حسابها الرسمي على فيسبوك إن حالات الإصابة المشتبهة بالمرض والمسجلة خلال اليومين الماضيين بلغت 14 ألف حالة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت في بيان سابق لها أن ما يقارب 7.6 مليون شخص يعيشون في مناطق متأثرة بمرض الكوليرا (الإسهال المائي الحاد)، وأكثر من 3 ملايين نازح معرضون تعرضاً خاصاً لخطر الإصابة بالكوليرا.

وتفاقمت الظروف الصحية لهؤلاء السكان نتيجة لنقص الغذاء وازدياد حالات سوء التغذية وانعدام فرص الحصول على خدمات صحية ملائمة بسبب العدوان والقصف اليومي للمنشئات الصحية والحصار الشامل المفروض علي اليمن منذ 2015م .

أكدت أرقام منظمة الصحة العالمية أن 315 يمنيا توفوا نتيجة الفقر والمجاعة والحصار الذي يفرضه “التحالف ” بقيادة السعودية برا وبحرا وجوا وقالت المنظمة في تغريدة على حسابها على “تويتر” أن هذا الوباء يستمر في الانتشار في اليمن وتم الإبلاغ عن حوالي 30 ألف حالة إصابة في 19 محافظة يمنية وقد يرتفع إلى 300 ألف إصابة.

الأطفال دون سن الخامسة يشكلون العدد الأكبر من الضحايا لهذا المرض الذي يصيبهم بالجفاف وحالات من الإسهال الشديد مما يؤدي إلى وفاتهم في غضون ساعات.
حكومة الإنقاذ الوطني التي تدير الأوضاع في المناطق الخارجة عن سلطة التحالف السعودي وحكومة هادي التي يجمعها أعلنت مدينة صنعاء مدينة منكوبة بمرض الكوليرا بينما قالت منظمة أطباء بلا حدود أن النظام الصحي في اليمن في حالة انهيار ونقلت وكالة “سبأ” عن وزير الصحة في صنعاء محمد سالم بن حفيظ قوله “إن ما يحدث اليوم يتجاوز قدرات أي نظام صحي متعاف، فما بالكم ونحن في هذه الأوضاع الصعبة والمعقدة”.
انتشار وباء الكوليرا لا يقتصر على المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الإنقاذ الحوثية المؤتمرية وإنما في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الرياض أيضا فقد أطلقت إدارة مستشفى حكومي في مدينة أبين في الجنوب نداء استغاثة أيضا طلبا للعون والمساعدة لمواجهة انتشار هذا الوباء.
المشاركون في القمم الخليجية والإسلامية الأمريكية التي انعقدت في الرياض في اليومين الماضيين لم يعيروا هذه الأوضاع الصحية المتدهورة في اليمن أي اهتمام بل سمعنا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نجم هذه القمم ومحورها، يؤكد على دعم بلاده لهذه الحرب في اليمن، ويوقع عقودا بصفقات أسلحة وذخائر بقيمة 110 مليار دولار تسلم فورا للمملكة السعودية لتسريع انتصارها فيها.
ما يجري في اليمن كارثة إنسانية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى تضاف إلى كوارث أخرى تتفاقم مثل المجاعة التي يعاني منها حوالي 17 مليون يمني حسب إحصاءات الأمم المتحدة.
في البداية كان القصف بالصواريخ وطائرات عاصفة الحزم تحصد أرواح اليمنيين بالآلاف ويدمر المستشفيات، ثم تطور الأمر إلى حصار يقتل الأطفال وأهلهم والآن جاء دور وباء الكوليرا.
أهل اليمن الكرماء النشامى أصل العرب لا يستحقون كل هذه الجرائم ومن جيرانهم وسط صمت المجتمعين العربي والدولي ومن المؤلم أننا لم نسمع كلمة تعاطف واحدة في كل الخطب والتصريحات لأكثر من 56 زعيما ومسؤولا إسلاميا شاركوا في قمم الرياض الثلاث، ولم يتلفظ أي منهم باسم اليمن، باستثناء دعم الحرب فيها.
حسبنا الله ونعم الوكيل .

المزيد في هذا القسم: