صنعاء تعلن أن ولد الشيخ لم يعد مرغوباً به وعُمان تواصل جهودها لإستئناف المفاوضات

المرصاد نت - متابعات

أعلنت سلطات صنعاء رفض التعامل مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ ورفض مقترحه بتسليم الحديدة مقابل تسليم مرتبات موظفي الدولة واعتبرتها مساومة غير مقبولةomaan2017.6.6


مطالبة الأمم المتحدة بتعيين مبعوث جديد يتعامل مع الشعب اليمني بندية واحترام  جاء ذلك على لسان رئيس المجلس الأعلى الحاكم بصنعاء صالح الصماد في كلمته امس الاثنين في اللقاء الموسع لأعيان ووجهاء اليمن الذي دعا إليه السيد عبدالملك الحوثي وشهد مشاركة لافتة لمختلف الأطياف السياسية والقبلية والدينية في اليمن.

وقال الصماد في كلمته : ” نوجه عبركم رسائلنا للأمين العام للأمم المتحدة الذي جاء بولد الشيخ ليساومنا على ميناء الحديدة بالرواتب نقول له وبصوت واحد أن مبعوثه غير مرغوب فيه بعد اليوم وإذا أرادت الأمم المتحدة أن تأتي بمبعوث جديد، عليه أن يتعامل مع الشعب اليمني بندية واحترام” وأضاف أن “على المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله ممثلين في الوفد الوطني أن يفهموا أن هذا هو الموقف وأي تواصل مع ولد الشيخ أو ترحيب به بعد اليوم فليس له أي قبول”.

وتابع قائلاً: “رسالتنا ثابتة نحن مع السلام، السلام المشرف الذي يحفظ لليمنيين عزتهم وكرامتهم، وأن من يدين ما يسميه قصف صالح والحوثيين لتعز ويتناسى جرائم ترتكب من العدوان السعودي الأمريكي، ويدين قصف الصواريخ اليمنية لمواقع عسكرية للعدوان وينسى الغارات الجوية على المدنيين والأعيان المدنية، هو ما يجعلنا نتحدث عن ولد الشيخ كمبعوث غير محايد وغير نزيه لا يحمل خبرا ولا خيرا للشعب اليمني غير ما يملى عليه في عواصم العدوان” بحسب قوله.

وجدد الصماد الترحيب “بالسلام ومد اليد لكل مبادرة تفضي إلى إيقاف العدوان ورفع الحصار وكذلك الحوار الداخلي الذي ستتشكل لجان من مؤتمر عقلاء وحكماء اليمن للتواصل مع الأطراف الأخرى إن كان لديها قرار أو جرأة كون الاستعداد متوفر لدينا لتحييد المناطق عن القتال والصراع” بحسب تعبيره .

وكان ولد الشيخ قدم إحاطة لمجلس الأمن في 30 مايو الماضي وكشف فيها عن مقترح لم يكشف تفاصيله لكنه قال أنه ينهي مشكلة الحديدة وتسليم مرتبات الموظفين، وهو ما اعتبرته صنعاء مساومة غير مقبولة فيما رحبت به حكومة هادي المدعومة من التحالف.

واعتبر ولد الشيخ في إحاطته ان “اتفاق الحديدة والرواتب كان من المفترض أن يكون الخطوة الأولى باتجاه وقف شامل للأعمال القتالية ومباشرة محادثات السلام الا أن حتى هذه المحادثات الأولية فرض عليها التعثر وكأن هناك من لا يريد لها أن تجري أصلا” لكنه لم يكشف تفاصيل الاتفاق الذي تقدم به.

وكرر ولد الشيخ قائلاً أن المقترح الذي قدمه لتجنب الاشتباكات العسكرية في الحديدة “يجب التفاوض عليه بموازاة اتفاق آخر يضمن دفع الرواتب لكل موظفي الدولة في كافة المناطق اليمنية” مضيفاً ان “عدم الحصول على الرواتب يؤدي لازدياد نسبة الفقر المدقع ووحده هكذا اتفاق يضع تدابير محددة لوضع كل واردات الدولة المالية، سواء تم تحصيلها في صنعاء أو الحديدة أو أي مكان آخر، لدفع الرواتب والمحافظة على سير الخدمات الحكومية في كل المناطق”.

ودعا ولد الشيخ “جميع الأطراف للتباحث في هذا الاقتراح وبدون أي تأخير. وفي هذا السياق، أعيد وأكرر أن دفع الرواتب لن يكون ممكنا الا بالاتفاق بين الفرقاء اليمنيين وهذا يتطلب تعاونا جديا وبناء بدل وضع اللوم على الأمم المتحدة”.


وفي ذات السياق تواصل سلطنة عمان جهودها شبه المعلنة لإحداث خرق في مسار الأزمة اليمنية التي تواجه طريقاً مسدوداً منذ انتهاء مفاوضات الكويت قبل عام من اليوم وتجري السلطنة لقاءات مكثفة مع أطراف الأزمة اليمنية والأطراف الدولية المؤثرة بهدف التمكن من استئناف المفاوضات، حيث يجري الإعلان عن تلك اللقاءات مع إبقاء نتائجها بعيداً عن الإعلام.

وفي هذا السياق قالت وزارة الخارجية العمانية في تغريدة لها علي صفحتها الرسمية بموقع تويتر أن مندوب عمان لدى الأمم المتحدة التقى يوم الخميس الماضي مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في نيويورك الأمريكية بعد يومين من تقديم الأخير إحاطة لمجلس الأمن حول جهوده السياسية مع الأطراف اليمنية.

وكتبت الوزارة في صفحتها أن خليفة بن علي بن عيسى الحارثي المندوب الدائم لسلطنة عمان بالأمم المتحدة يلتقي بالمبعوث الخاص للأمم ألمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، وأضافت جملة تقول “السلطنة تدعم الجهود الاممية للتوصل لحل سياسي في اليمن” ولم تورد الوزارة العمانية أي تفاصيل حول اللقاء الذي تم مع المبعوث الأممي.

وكانت حكومة هادي أقرت بوجود وساطة عمانية لإزالة العقبات التي تعترض استئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية، مؤكدة صحة الخبر الذي نشره المراسل نت يوم الاثنين، حول وجود أجندة غير ملعنة لزيارة عبدالملك المخلافي وزير خارجية هادي للعاصمة العمانية مسقط.

ونقلت وكالة رويترز يوم الثلاثاء عن مسؤول بحكومة هادي إن “سلطنة عمان تتوسط بين هادي وخصومه بصنعاء فيما يتعلق بخطة للأمم المتحدة لاستئناف محادثات السلام”.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن وزير خارجية حكومة هادي عبد الملك المخلافي في مسقط بناء على دعوة من عمان لبحث سبل تضييق هوة الخلافات مع الحوثيين، الذين يسيطرون على صنعاء مع حلفائهم، بشأن خطط طرحها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الأسبوع الماضي.

وكانت مصادر سياسية تحدثت أن زيارة المخلافي لسلطنة عمان ذات أجندة غير معلنة تتعلق بدور عمان الحيادي ومقترحاتها لحل الأزمة اليمنية قبل أن تقر الحكومة بذلك في التصريحات التي نقلتها رويترز.

 الي ذلك جددت الأمم المتحدة تحذيراتها بشأن انتشار وباء الكوليرا في اليمن بشكل غير مسبوق ودعت المجتمع الدولي إلى بذل المزيد لتقديم الدعم الفوري لجهود الإغاثة في الصحة والمياه والصرف الصحي، فيما تؤكد وزارة الصحة بصنعاء أنه لم تتسلم أي دعم لمواجهة الوباء رغم توجيهها نداء استغاثة.

وقالت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة أن هناك حالات مروعة لأطفال يعانون من الكوليرا ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونقلت وسائل إعلامية عن “غيرت كابيلير” المدير الإقليمي لليونيسيف، بعد زيارته لليمن إنه “في غضون شهر واحد فقط، أُعلن عن ظهور ما يقرب من 70 ألف حالة إصابة بالكوليرا، ووفاة نحو 600 شخص”.

وأضاف أن عدد الأشخاص المتوقع إصابتهم بالفيروس قد يصل إلى 130 ألف شخص خلال الأسبوعين المقبلين.

وأوضح كابيلير أنه “خلال مرحلة تقييم حالات الطوارئ في واحدة من المستشفيات القليلة العاملة التي زرتها، رأيت مشاهد مروعة لأطفال بالكاد على قيد الحياة، وأطفال صغار الحجم جدا، وزنهم أقل من اثنين كيلوغرام، وهم يكافحون من أجل البقاء.” وأعرب عن مخاوفه بأن يكون بعضهم “قد مات خلال الليل.”

وأدى تفشي مرض الكوليرا إلى مقتل أكثر من 670 شخص وتتوقع الأمم المتحدة إصابة 150 ألف شخص بالمرض خلال الأشهر الستة المقبلة وأشار إلى إن “العديد من العائلات بالكاد تتحمل تكلفة نقل أطفالها إلى المستشفيات.”

وأضاف: “لكن هؤلاء هم المحظوظون إذ أن عددا لا يحصى من الأطفال في أنحاء اليمن يموتون في صمت لأسباب يمكن الوقاية منها بسهولة أو علاجها، مثل الكوليرا والإسهال وسوء التغذية.”

وتابع كابيلير: “التقيت بموظفي الصحة الذين يسابقون الزمن من أجل منع وفاة المزيد من الأطفال جراء الكوليرا. وهؤلاء ملتزمون بأداء واجباتهم بالرغم من عدم تلقيهم رواتبهم منذ نحو تسعة أشهر. ويجب علينا بذل كل ما في وسعنا لتوفير المستلزمات الطبية الضرورية، وتقديم الدعم الذي يحتاجونه بشدة.”

وأكد كابيلير أن “المجتمع الدولي بحاجة إلى بذل المزيد لتقديم الدعم الفوري لجهود الإغاثة في الصحة والمياه والصرف الصحي والتغذية وتعبئة المجتمع. يونيسيف تحتاج بشدة إلى 16 مليون دولار للسيطرة على تفشي الكوليرا.”

من جانبه نفى الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة بصنعاء الدكتور عبدالحكيم الكحلاني صحة الأنباء التي تحدثت عن حصول الوزارة على أموال لمكافحة الكوليرا.

وقال في تصريحات لوكالة الانباء اليمنية “لا صحة على الإطلاق لما ينشر عن إستلام الوزارة لا بصفتها الاعتبارية ولا لأشخاص من الوزارة ولا لإدارات عامة لمئات الآلاف من الدولارات لمكافحة الكوليرا أو الأوبئة”.

وأشار إلى أن الحصار المفروض على اليمن يعيق وصول المساعدات الدوائية، حيث تأخرت لأكثر من أربعة أسابيع منذ بدء الوباء ووصلت مؤخرا بعض الشحنات عبر مطار صنعاء وبعد جهود مضنية.

المزيد في هذا القسم: