كيف تخلق الإمارات الانفلات الأمني في الجنوب لتستثمره?

المرصاد نت - متابعات

تزايدت عمليات الاغتيال والسطو المسلح خلال الآونة الأخيرة في مناطق وادي حضرموت واغتال مسلحون مجهولون الثلاثاء الماضي مدير أمن مديرية دوعن علي صالح باداهية قبل أن يغتال مسلحون آخرون ضابطاً إماراتياً من أصول حضرمية يدعى: عبد الله عمر بارشيد في المديرية ذاتها.

وقبل ذلك بأيام كان مسلحون مجهولون قد اقتحموا مصرفين لشركتي «الكريمي» و«العمقي»، في سيئون وتريم وتمكنوا من نهب مبالغ مالية كبيرة ووفقاً لمصادر متطابقة فقد شهد العام 2017م سقوط نحو 100 قتيل في عمليات متفرقة بمناطق وادي حضرموت إضافة إلى عمليات السرقة والسطو المسلح والاختطاف وتؤكد مصادر محلية أن هناك عصابات قتل وسرقة تنشط إلى جانب تنظيم «القاعدة» المسؤول عن عمليات الاغتيال التي تطال منتسبين إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية.

وكانت مناطق وادي حضرموت قد شهدت استقراراً في أوج الفوضى الأمنية التي شهدتها مدن رئيسية بمحافظات جنوبية قبل العام 2017م. كما بقيت مناطق الوادي خارج سيطرة تنظيم «القاعدة» الذي سيطر، في إبريل من العام 2015م، على مدن ومديريات ساحل محافظة حضرموت، قبل أن ينسحب منها منتصف العام 2016م وتحل محله قوات «النخبة الحضرمية» الموالية لدولة الإمارات والمدعومة منها.

ويقول مواطنون إن الإنفلات الذي تشهده مناطق الوادي مفاجئ وغير مبرر، ولا يخفون خشيتهم من أن يكون انفلاتاً موجهاً لمآرب أخرى.

وبالتزامن مع توسع رقعة الانفلات الأمني في وادي حضرموت بدأت أصوات تطالب بدخول قوات «النخبة» إلى الوادي. وكانت قوات «النخبة» قد دخلت مديريتي دوعن والضليعة بالوادي في شهر مايو من العام الجاري بعد عمليات لتنظيم «القاعدة».

غير أن «النخبة» لم تجد مبرراً للانتشار في باقي مناطق الوادي التي تقع ضمن نطاق المنطقة العسكرية الأولى وينتمي معظم منتسبيها إلى محافظات شمالية ومنذ دخول تلك القوات غير النظامية إلى المديريتين المذكورتين شهدت مناطق وادي حضرموت الأخرى انفلاتاً متصاعداً وبالتوازي معه تصاعد نشاط إعلامي ودعائي يتهم المنطقة الأولى بالعجز تارة، وبالتواطؤ مع عصابات القتل تارة أخرى.

ويرى متابعون أن الانفلات في وادي حضرموت ليس عفوياً ولا يستبعدون وقوف دولة الإمارات وراءه لفرض نفوذ باسم مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن. وبحسب المتابعين، فإن إثارة ودعم الفوضى في مناطق الوادي هو المبرر الوحيد لنشر قوات «النخبة الحضرمية» فيها على حساب المنطقة العسكرية الأولى التي تُقدم في وسائل الإعلام المحسوبة على الإمارات كعاجزة أو كمتواطئة.

ويعرب متابعون عن اعتقادهم بأن انتشار قوات «النخبة الشبوانية» في مناطق محافظة شبوة القريبة وخصوصاً في خط عتق ــ العبر، خلال الأيام الماضية سيسهل على الإمارات المهمة في الوادي الذي بات ضمن نطاق جغرافي أوسع تسيطر عليه أبوظبي منذ هذا الانتشار.

ويوجه متابعون اتهامات إلى الإمارات بأنها لا تستثمر الانفلات الأمني فقط وإنما تخلقه لتستثمره ويستشهدون على ذلك أيضاً بتقاعسها عن تطبيع الوضع الأمني في المحافظات الجنوبية بعد خروج «أنصار الله» والقوات المتحالفة معها منها رغم التحذيرات التي أطلقها خبراء أمنيون وعسكريون حينها من سد تنظيمات إرهابية للفراغ في تلك المحافظات، وهو ما حدث بالفعل حيث سيطرت «القاعدة» على مدن رئيسية في عدن ولحج وأبين وحضرموت وشبوة.