المرصاد نت - جمال عامر
أصبح طول أمد الحرب التي تقودها السعودية على اليمن كابوساً مزعجاً ومقلقاً في الوقت نفسه لنظامها الذي أصبح محاصراً بالعديد من المشاكل الداخلية وكم من الانتقادات الخارجية.
وفي الوقت الذي فشل فيه بتنفيذ استراتيجيته البديلة المتمثلة بتحقيق حلفائه أي انتصارات في جبهات الداخل، وعلى الأخص منها نهم، الذي يسعى عبرها إلى التقدم لمحاصرة العاصمة صنعاء. فقد عجز جيشه ومعه الحلفاء، بإمكانياتهم القصوى على تحرير الأراضي السعودية التي سقطت في يد الجيش والمقاتلين «الحوثيين» في الحثيرة، على محيط مدينة نجران والربوعة بعسير، على الرغم من الإعلان الرسمي عن حملة موجهة لاستعادة هذه المناطق وغيرها من التي كان ينكر السعوديون سقوطها من الأساس لولا التوثيق الجاري من قبل «الإعلام الحربي» أولاً بأول.
كانت الخطة السعودية تقضي البدء أولاً بالتخلّص من «خازوق» احتلال مواقعها للانتقال إلى المرحلة الثانية المتمثلة بتكثيف عملياتها على مداخل محافظة صعدة لإحداث اختراق على مستوى مديرياتها الحدودية بحثاً عن نصر معنوي وإن على المستوى الإعلامي.
إلا أنها وعقب خسارتها الفادحة على الأرض بالجنود والعتاد وبالذات بعد إظهار جنود أسرى على شاشات التلفزة عادت إلى الاحتماء بالجو لتصب حمم صواريخها على كل ما يدب حياً في كل منطقة وزقاق على تراب مديريات صعدة ولم تستثني المنازل الآهلة بالسكان مخلفة خلال أيام من الأسبوع الحالي عشرات الشهداء من الأطفال والمدنيين في هيستريا أصبحت ملازمة بعد كل فشل عملياتي تمنى به.
العمليات العسكرية التي نالت أكثر من المدنيين والأطفال بينما لم تحقق إنجازاً عسكرياً على الأرض مثلت مع استمرارها انتكاسة سياسية وأخلاقية في سجل النظام السعودي على مستوى منظمات دولية حاولت جاهدة أن تداهن لتمنع من وسمه بقاتل الأطفال العام الماضي وهو ما أصبح مستحيلاً إذ عجزت الأمم المتحدة هذا العام عن حماية «التحالف» الذي تقوده السعودية لتدرجه في «القائمة السوداء» رسمياً الخميس الماضي، بسبب قتله مئات الأطفال وقصف عشرات المدارس والمستشفيات خلال العام الفائت 2016 فقط، في ظل ترحيب من المنظمات الحقوقية والإنسانية على رأسها منظمة «هيومن رايتس ووتش» ومنظمة «العفو الدولية».
تحديات أخرى رافقت هزائم المملكة على الأرض والإدانة الأممية تمثلت بانتقال التململ الذي يبديه السياسيون في اللقاءات الخاصة لحليفها البريطاني والأمريكي من تزايد انتهاكاتها في اليمن إلى حالة من الرفض المعلن من قبل المؤسسات التشريعية التي طالبت حكوماتها بعدم المشاركة في الحرب أو بيعها الأسلحة وهو ما عبّر عنه ما يقارب المئة برلماني بريطاني وسانده برلمان الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي لتنتقل حمى الانتقاد إلى برلمانيين أمريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري والذين تقدموا مؤخراً بمشروع قرار يسعى إلى وقف مشاركة الجيش الأمريكي في حرب السعودية ضد اليمن باعتبارها حرباً «غير دستورية» كون «الكونغرس» لم يأذن بها.
وفي هذا السياق ربما استبق الملك سلمان هذا كله بزيارة تعد الأولى لعاهل سعودي إلى روسيا الاتحادية بعد أن كانت فشلت زيارة سابقة لنجله محمد العام الماضي حين كان لايزال نائباً لولي العهد.
وتمثل هذه الزيارة لاشك اعترافاً متأخرا بدور روسيا الذي أصبح حيوياً وفاعلاً في الشرق الأوسط وهو ما لم يعد ممكناً تجاوزه في حال ما أرادت المملكة حلحلة في القضايا العالقة التي تورّطت فيها باليمن وسوريا مع ما تمثّله سوريا لبوتين من بعد له أهميته الاستراتيجية والعسكرية وعلى مستوى تكريس التواجد والنفوذ في المنطقة.
أما الملف اليمني فقد يبدو هامشياً للقطب الروسي إلا بما يعنيه لإيران وهو أمر لا يمثل لديه أهمية إلا بالقدر الذي يمكن من خلاله تحصيل مزيد من المكاسب في الدولة التي شارك في الحرب من أجل عدم سقوط نظامها ووضع قواعده على أرضها التي تتشارك حدودها مع الدولة الصهيونية.
المزيد في هذا القسم:
- صراع مستمر في جنوب اليمن على السيطرة وبسط النفوذ بين قوي العدوان المرصاد نت - لقمان عبدالله ظهرت في الآونة الأخيرة ملامح انقلاب سعودي على الإمارات في الساحة الجنوبية حيث يتنازع الحليفان منذ سيطرة قوات عدوان التحالف على الجن...
- ولد الشيخ يغادر صنعاء الى الرياض ولا نتائج ملموسة على وقف العدوان السعودي المرصاد نت - متابعات غادر المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ العاصمة صنعاء متجها إلى الرياض بعد زيارة استمرت أربعة أيام لإجراء مباحثات مع هادي والنظام السعودي ...
- تجدد الاشتباكات بين المرتزقة في تعز والفوضى عارمة المرصاد نت - متابعات تحولت الشوارع والاحياء وسط مدينة تعز مساء الاثنين فجر الثلاثاء إلى مدن اشباح مع تجدد المعارك المسلحة بين فصائل مرتزقة العدوان السعودي ...
- البنتاغون: قواتنا تشارك في الحرب .. ما وراء الاعتراف الأمريكي؟ المرصاد نت - متابعات ثلاث سنوات من العدوان على اليمن كان خلالها اليمنيون يؤكدون أن أمريكا طرف في هذه الحرب وأنها المحرك والمخطط الرئيسي لها وأن مشاركتها مع ال...
- إطلاق صاروخ باليستي على تجمع للمرتزقة بالجوف المرصاد نت - سبأ أطلقت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية صاروخ باليستي على تجمعا لمرتزقة العدوان السعودي الأمريكي بمحافظة الجوف. وقال مصدر عسكري أن القو...
- إنطلاق مسيرة الخبز الشعبية الراجلة من العاصمة صنعاء إلى ميناء الحديدة المرصاد نت - متابعات انطلقت صباح اليوم من أمام مقر الأمم المتحدة بصنعاء مسيرة الخبز الشعبية الراجلة متجهة إلى ميناء الحديدة تحت شعار " لا لإغلاق واستهداف مينا...
- تثبيت قواعد الاشتباك تمهيداً لـ«حوار جدة»: نحو «مجلس إنقاذ» جنوبي رفضاً للاحتلال ! المرصاد نت - متابعات مع انسحاب مقاتلي «النخبة الشبوانية» الموالية للإمارات، أمس، من آخر معاقلها في منطقة بلحاف الساحلية في مديرية رضوم في محافظة شبوة تكون الم...
- ذهب المهرة الاسود يثير الصراع بين قوي العدوان السعودي الإماراتي! المرصاد نت - متابعات بدأت الإمارات بنشر قواتها في محافظة المهرة شرقي البلاد وذلك في اطار صراعها مع الرياض لاسيما بعد تعزيز النفوذ الإمارتي في محافظة عدن وتقلّ...
- أوبراين: التحالف السعودي يمنع وصول المساعدات والشحنات عمداً المرصاد نت - متابعات قال ستيفان أوبرايان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إنه "لا تقدم مهماً في الكارثة الإنسانية" في اليمن والتي "تتم بأيدي ا...
- “التحالف” يمنع إقلاع طائرة رئيس المراقبين الدوليين من مطار صنعاء الدولي المرصاد نت - متابعات أقدم التحالف على إلغاء رحلة جوية لرئيس المراقبين الدوليين لإتفاق الحديدة في اليمن مايكل لوليسغارد كانت مقررة صباح اليوم الأربعاء من مطار ...