من “لاس فيغاس” إلى “الصالة الكبرى” في اليمن.. الدور السعودي الامريكي

المرصاد نت - متابعات

في الوقت الذي يرثي الأمريكيين جريمة إطلاق النار الجماعي في لاس فيغاس الذي أودى بشكل مأساوي على حياة أكثر من 50 من رواد الحفل يشهد اليمنيون الذكرى السنوية Sanaaaaaa2017الأولى لأكبر مأساة أدت إلى مقتل وجرح أكثر من 640 شخصا لم يكونوا في حفل بل في قاعة عزاء.


كانت مذبحة لاس فيغاس جريمة ضد الإنسانية نفذها ما يبدو ذئب مجنون. لكن قصف قاعة عزاء مكتظة في صنعاء جريمة حرب قام بها حليف وثيق لواشنطن – السعودية – بمساعدة لا غنى عنها من الولايات المتحدة. وبينما نحاول توجيه المحادثات المحلية إلى الحاجة إلى السيطرة على الأسلحة ينبغي أن نسعى أيضا إلى وضع حد للتدفق الهائل للأسلحة الأمريكية إلى النظام السعودي التي تنجم عنها هذه المجزرة. وهناك قرار جديد في الكونغرس وربما يفعل ذلك تماما.

وقعت جريمة قاعة العزاء بعد ظهر يوم 8 أكتوبر 2016 عندما تجمع عدة مئات من الناس لعزاء علي الرويشان وهو شخصية عامة وأب وزير الداخلية في إدارة صنعاء وحضره عدة مئات من الناس بمن فيهم الزملاء والأصدقاء وأقارب المتوفى وعادة ما تكون مراسم جنازة الشخصيات العامة في اليمن حاضرة بشكل جيد ومفتوحة للجمهور.

وفي حوالي الساعة الثالثة والنصف مساء سمع المعزون طنين طائرة فوقهم. وفجأة سقط صاروخ ضخم على سقف القاعة مما تسبب في مجازر وفوضى لا تطاق ومع وصول عمال الإنقاذ للمساعدة سقط صاروخ آخر. وتظهر الصور ومقاطع الفيديو التي التقطت بعد الهجوم جثث متفحمة مشوهة داخل القاعة وخارجها.

وكان مئات من القتلى والجرحى من المدنيين وفقا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان. وكانت الذخائر التي قتلتهم هي قنبلة موجهة بالليزر من طراز غبو-12 بافيواي إي 500 مصنوعة من قبل شركة رايثيون الأمريكية.

ووصفت الأمم المتحدة التفجير بـ”الفاحش” وجريمة حرب واضحة. وأعربت إدارة أوباما، في السلطة في ذلك الوقت، عن قلقها الشديد وأطلقت مراجعة لدعمها للتحالف الذي تقوده السعودية وأعلن الرئيس أوباما أن دعم الولايات المتحدة للمملكة “ليس شيكا على بياض”. إلا أن إدارة ترامب احتضنت السعودية بشدة مع زيادة مبيعات الأسلحة والدعم اللوجستي.

في مارس 2015 دخلت السعودية الصراع في محاولة لهزيمة الجيش اليمن واللجان الشعبية وقد قتل آلاف الأشخاص بمن فيهم المدنيون في هذه الحرب. ويعاني ملايين آخرين من الجوع والمرض والتشرد وانتشار الكوليرا.

وأصبحت الولايات المتحدة متورطة في الحرب من خلال تزويد التحالف الذي تقوده السعودية بمعلومات استخباراتية ولوجستية وطائرات للتزود بالوقود لاستمرار عمليات القصف. وتواصل الولايات المتحدة بيع الأسلحة للسعوديين، على الرغم من الاعتراف المتزايد بأن الأسلحة تستخدم بشكل غير قانوني.

والآن وبفضل الكونغرس قد تفقد السعودية بعض الدعم الذي ييسر ارتكاب جرائم الحرب هذه. في 27 سبتمبر 2017 عرض مجلس النواب الأمريكي قرارا رقم 81 بسحب القوات المسلحة الأمريكية من اليمن وهي الخطوة التي من شأنها إنهاء مشاركة الولايات المتحدة في تحالف السعودية للدول التي تشن حربا ضد الشعب اليمني. ومن شأن ذلك أن يعطي الرئيس 30 يوما لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية ما لم يصدر الكونغرس إما إعلان حرب أو تفويضا بتلك الأنشطة.

ويستخدم المشرعون في الكونغرس قانون قوى الحرب ليشككوا في شرعية تدخل الولايات المتحدة في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن.sanaa2017.10.8sa

ويضع قانون قوى الحرب أي قرار مقترح من الكونغرس لاتخاذ إجراء بشأن الاستخدام غير المصرح به للقوة على المسار السريع للتصويت مما يجعله “قرارا ذا أولوية” وبمجرد أن يحال هذا القرار إلى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب أو مجلس الشيوخ ينص قانون قوى الحرب على أن تقدم اللجنة تقريرا في غضون خمسة عشر يوما وأن يصدر القرار للتصويت في غضون ثلاثة أيام.

ومثلما نحاول من الكونغرس اتخاذ إجراءات لوقف فيضانات البنادق التي يسرت قتل رفاق الحفل في لاس فيغاس لذلك يجب أن نطالب الكونغرس بالعمل لوقف الدعم الأمريكي للقتل الجماعي في اليمن.

* ميديا بينيامين: مؤسس منظمة “كود بينيك” للسلام
*موقع “ديسيدنت فويس” الأمريكي

المزيد في هذا القسم: