ولد الشيخ يمارس التضليل وتحالف العدوان يبحث عن ثغرة في المبادرات

المرصاد نت - متابعات

قبل شهر أصرّ هادي على أنّ الحلّ الوحيد في اليمن هو الحلّ العسكري إلا أنّ التطورات الأخيرة على الجبهات أظهرت تفوّق اليمنيين على تحالف العدوان وإخفاق الرهان على oldalchik2017.10.26إسقاط مدينة الحديدة الواقعة عند البحر الأحمر.


وإلى جانب التأثير المباشر لـ«الأزمة الخليجية» التي تُلقي بظلالها على تحالف العدوان وعلى الأطراف المحسوبة عليه فقد حصل تغيّر في مزاج الرأي العام الدولي لمصلحة وقف الحرب كما أخفق الرهان على الخلاف بين «أنصار الله» و«حزب المؤتمر».

لعلّ هذه المعطيات أجبرت القوى المشاركة في الحرب وتلك الداعمة لها على البحث عن فتح ثغرة في جدار الجمود السياسي والعسكري في اليمن. وفجأة تحرّك المسار السياسي، وجاءت كلمة السرّ من السفير الأميركي في اليمن ماثيو تولر فتحركت على إثر ذلك الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ. غير أنّ الأخير وقبل الشروع في أيّ مفاوضات أو إحياء للمسار السياسي ومهما كان مضمون الطروحات التي سيقدمها، فإن انحيازه فاضح للسعودية من دون أي مداراة لدور الأمم المتحدة المفترض فيه الحيادية. وفي مقابل ذلك، فإنّ مطّلعين في العاصمة اليمنية يقولون إنّ «إثبات الحيادية يجب أن تكون بدايته بفتح مطار صنعاء، وهذا أضعف الإيمان».

ومن الجدير ذكره أنّ ما تمّ تسريبه من مبادرة ولد الشيخ لم يأتِ على ذكر وقف إطلاق النار والطلعات الجوية من الجانب السعودي وعلى كيفية إجراء الترتيبات الحدودية بين البلدين. وفضلاً عن أنّ المبادرة لم تلحظ المناطق التي تحتلها كل من الرياض وأبو ظبي في المحافظات الجنوبية والشرقية فإنّها تُظهر الحرب كأنّها صراع داخلي بين المكوّنات اليمنية من دون أيّ ذكر للعدوان على البلد. وتخلو المبادرة كذلك من أيّ التزامات سعودية بالانسحاب ودفع التعويضات.

لكن لعلّ اللافت في الأفكار الجديدة أنّ الحديث عن «عودة أنصار الله إلى شمال الشمال» أي إلى معقلهم التقليدي في جبال مران لم يعد حديثاً صالحاً بأيّ حال وبالتالي إنّ المبادرات التي تطرح تتخطّى الشروط السابقة في وقت ترى فيه «مجموعة الأزمات الدولية» في تقريرها الأخير بشأن اليمن أنّه «كي تنجح المبادرة الإقليمية والمحادثات اللاحقة يجب أن تخرج عن القيود المفروضة بموجب قرار مجلس الأمن 2216 الذي أعاق مفاوضات الأمم المتحدة بسبب طابعه الأحادي الجانب وغير الواقعي».

ولد الشيخ يقدم مقترحا من 3 ركائز للتوصل الى حل سياسي في اليمن

وقدم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مساء الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2017 مقترحا لحل الأزمة في اليمن والتوصل إلى حل سياسي حيث قال ولد الشيخ  في بيان نشر بحسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” “إننا ننظر حاليا في خطوات يمكن أن يتخذها كل طرف لاستعادة الثقة والمضي قدما للتوصل إلى تسوية تفاوضية قابلة للاستمرار”.

وأضاف أن هذه الخطوات تقوم على ثلاث ركائز: “إعادة العمل بوقف العمليات العدائية وتطبيق تدابير محددة لبناء الثقة من شأنها التخفيف من المعاناة الإنسانية والعودة إلى طاولة المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق سلام شامل”.

وأكد المبعوث الأممي أن الازمة في اليمن هي في الأساس نزاع سياسي لذلك لا يمكن حله إلا بالمفاوضات السياسية مشيرا في السياق إلى أنه يكثف الجهود حاليا مع كافة الأطراف لتأمين الظروف التي من شأنها إعادتهم إلى مفاوضات ثنائية جدية ودعا جميع الأطراف إلى تقديم التنازلات الضرورية التي يمكن أن تساعد على تمهيد الطريق لسلام طويل الأمد كما طالب المجتمع الدولي توحيد الجهود ودعم هذه المقترحات التي ستخفف من معاناة الشعب اليمني.oldalshaik2017.10.26

جدير بالذكر أن البيان الصادر عن المبعوث الأممي إلى اليمن جاء إثر زيارته السعودية التي دامت 4 أيام والتقى خلالها مسؤولين يمنيين وسعوديين والتقى في الرياض بهادي ووزير خارجيتة المخلافي وناقش معهما جهوده لإعادة جمع الأطراف للتوصل إلى حل شامل كما التقى أيضا بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير وديفيد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط كما تباحث في مستجدات الملف اليمني مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وأعضاء من البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى اليمن.

محمد عبد السلام لم نستلم اي فكرة للحل وولد الشيخ يمارس التضليل

الي ذلك كشف الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام عن هشاشة وضعف الموقف الأممي تجاه الأزمة اليمنية ومعاناة الشعب اليمني والتعنت الأمريكي المتمثل في عرقلة الحل السياسي في اليمن وقال في مقابلة مع جريدة الاتحاد اللبنانية الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2017 إن المواقف الأمريكية عرقلت كل مسارات السلام في الجولات السابقة ووضعت عوائق أمام مقترحات الحلول مشيراً إلى أن الحل في اليمن يحتاج إلى إرادة أمريكية حتى تتمكن الأمم المتحدة من أن تقوم بدورها بشكل صحيح.

وأكد أن الوفد الوطني لم يتسلم اي فكرة عن مشروع رؤية للحل في اليمن معتبرا أن المبعوث الاممي لليمن يمارس التضليل على الرأي العام  وما اعلنه اسماعيل ولد الشيخ لا علم لنا عنه حتى اللحظة ونعتقد انه يمارس التضليل على الرأي العام لا غير "وأكد عبد السلام "نحن مع أي حل يبدأ بوقف العدوان وإنهاء الحصار المفروض على اليمنيين وصولاً الى اتفاق شامل وجاد

وأوضح أن الأمم المتحدة عجزت عن فتح مطار صنعاء الدولي وفك الحصار الاقتصادي والإنساني وإعادة الجرحى من الخارج مؤكداً في الوقت ذاته أن وقف التحالف السعودي وفك الحصار هما الخطوة الصحيحة التي يحتاجها الشعب اليمني.

وأشار ناطق أنصار الله أن الموقف من ولد الشيخ ليس شخصيا بل هو موقف نابع من تقييمنا لمواقفه في إدارة الحل كوسيط حيث أثبتت التجارب السابقة معه أنه يتبنى وبشكل فاضح كل أطروحات العدوان ويسعى لفرضها على الشعب اليمني.

واضاف: "امريكا هي من يعرقل كل مسارات السلام ويضع عوائق أمام مقترحات الحلول من خلال الدعم اللوجستي والاسلحة للسعودية والامارات وهي تعطيهما مزيداً من الوقت للاستمرار في الحرب نزولاً عند مشاريعها الاستراتيجية الاستعمارية في المنطقة واليمن جزءٌ منها وللاستمرار في تدفق المليارات من الدولارت جراء صفقات الاسلحة التي تنفقها السعودية والامارات في عدوانهم على اليمن ".

وأوضح ناطق أنصار الله أن المعارك على الحدود مع السعودية هي نتيجة طبيعية لشنها عدوانا ظالما وغاشما على اليمن وفرضها حصارا جائرا بدون أي مبرر متهماً النظام السعودي بالتوغل في أراضي الجمهورية اليمنية في حضرموت عشرات الكيلومترات وأن جنوب الوطن يرزح اليوم تحت وطأة الاحتلال الإماراتي بكل ما تعنيه الكلمة والشرعية المزعومة غير قادرة على النزول حتى في مطار عدن.

المزيد في هذا القسم: