الغارديان: ضغوط متزايدة علي الاتحاد الأوروبي لإيقاف العدوان والقصف المدمرعلي اليمن

المرصاد نت - متابعات

يواجه الاتحاد الأوروبي ضغوطا متزايدة من أعضاء البرلمان الاوروبي لحظر مبيعات الاسلحة الى النظام السعودي ردا على حملة القصف المدمرة التي يقوم بها وتحالفه المأجورEour2017.10.31 في اليمن.


وحث زعماء اربع مجموعات سياسية في البرلمان الأوروبي الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على حظر الاتحاد الاوروبي الاسلحة للسعودية بسبب العدوان والحرب المدمرة في اليمن التي تركت حوالي 20 مليون شخص في حاجة الى مساعدات انسانية .

وفي رسالة الى موغيريني حصلت عليها الغارديان يتهم قادة البرلمان الاوروبي الاتحاد الاوروبي بانتهاك قواعده الخاصة ببيع الاسلحة الى السعودية في تحد صارخ لقرارات عام 2008 المشتركة حول الصادرات العسكرية. وتملك موغيريني الحق في اقتراح حظر على الاسلحة لكنه سيحتاج الى كسب تأييد الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بما فيها المملكة المتحدة التي تعد من اكبر الدول المصدرة للأسلحة الى النظام السعودي.

وستواجه الدعوة الاخيرة لحظر صفقات الاسلحة معارضة فورية من وزير الدفاع البريطاني الذي حث يوم الاربعاء اعضاء البرلمان بعدم انتقاد السعودية بشأن الصفقة وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن انتقاد السعودية ليس في صالح بريطانيا وسيؤدي إلى عرقلة الصفقات بين البلدين داعيا نواب برلمان بلاده إلى الكف عن ذلك.

ووصفت الامم المتحدة اليمن بأنها اكبر ازمة انسانية في العالم ووافقت في سبتمبر على ارسال محققين في جرائم الحرب الى الدولة المدمرة لفحص الانتهاكات المزعومة لحقوق الانسان التي ارتكبتها الاطراف خلال الحرب المستمرة منذ عامين ونصف العام.

وقالت الامم المتحدة انه بعد ان شنت السعودية عدوان عسكري وحملة قصف في مارس 2015 قتل ما لا يقل عن عشرة الاف شخص خلال الاشهر ال 22 الاولى من العدوان وتوفي ما لا يقل عن 2100 شخص بسبب الكوليرا بينما يصاب الالاف بالمرض كل اسبوع بسبب انهيار امدادات المياه والصرف الصحي.

وقالت بوديل فاليرو عضو البرلمان الاوروبي عن حزب الخضر السويدي إن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يستمر في بيع الأسلحة إلى النظام السعودي في وقت تواجه اليمن "أكبر أزمة إنسانية في العالم".

واضافت فاليرو المسؤولة عن صياغة قرار البرلمان السنوي بشأن تحديد الأسلحة: "لدينا قيم اوروبية مشتركة ولدينا موقف مشترك حول مبيعات الاسلحة ولا يجوز لنا بيع الاسلحة الى دولة لا تحترم القانون الدولي او حقوق الانسان". "يجب ان نقول لا لبيع الاسلحة الى السعودية لان الموقف المشترك لن يسمح بذلك".

وأصدرت فرنسا تليها المملكة المتحدة اكثر تراخيص تصدير الأسلحة إلى النظام السعودي في عام 2015 وفقا لأحدث تقرير عن تصدير الأسلحة في الاتحاد الأوروبي مما يدل على أن 17 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي باع الأسلحة إلى الدولة الخليجية.

وأصدرت المملكة المتحدة تراخيص للسعودية بقيمة 3.3 مليار يورو (2.9 مليار جنيه استرليني) لكنها لم تكشف عن قيمة الأسلحة التي تم شحنها إلى البلاد في ذلك العام فيما أصدرت فرنسا تراخيص بقيمة 16.9 مليار يورو ولكن قيمة الشحنات كانت 899 مليون يورو وامتنعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من اصدار سبعة تراخيص أسلحة إلى السعودية ولكن التقرير لم يذكر البلدان التي امتنعت ولماذا.

وتنص الرسالة الموجهة إلى موغيريني: "إننا نرى أن أي صادرات من هذه الأسلحة إلى السعودية تشكل انتهاكا مباشرا لمعيارين اثنين على الأقل من الموقف المشترك فيما يتعلق بتورط البلد في انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني على النحو الذي تحدده الجهة المختصة في سلطات الامم المتحدة" ووقع على الرسالة زعماء الاشتراكيين والليبراليين واليسار الاوروبي الموحد وحزب الخضر الذين يمتلكون 48٪ عضوا في البرلمان الأوروبي.

وقد أصدر البرلمان قرارا رمزيا لصالح فرض حظر على توريد الأسلحة في فبراير 2016 ولكن الدول الأعضاء، التي تمتلك مقاعد كثيرة في الاتحاد الأوروبي تجاهلت حتى الآن الدعوات إلى العمل نحو تطبيق القرار وبوصفها الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي يمكن ان تضع موغيريني هذه القضية على جدول الاعمال بيد انها مترددة فى القيام بذلك ما لم يحتشد اعضاء آخرون معها.

خبراء أمريكيون يعلقون على تصريحات بن سلمان حول اليمن

إلى ذلك كشف خبراء أمريكيون المغزى من وراء ربط بن سلمان للحرب واستمرارها بمزاعم "النفوذ الإيراني في حدود بلاده الجنوبية" وكذلك "تضخيم المخاوف لدى الغربيين من الخطر على الشحن التجاري" وذلك باستدعائه "مضيق باب المندب" ودفعهم للتفكير بأن هناك سبباً مشروعاً للعدوان والحرب التي تشن على اليمن مؤكدين أنها "كذبة" لكن نظام بن سلمان يميل إليها الآن بشكل أكبر لأن هناك رقابة دولية متزايدة على سير الحرب ومعارضة متزايدة لها في الكونغرس الأمريكي.

وقال مايكل هورتن كبير خبراء مؤسسة (جيمس تاون) الاستخباراتية الأمريكية: المقارنة بين حزب الله والحوثيين أمر سياسي ولكنه خالٍ من الواقع و"من المفارقات بهذا الخصوص أن الحرب السعودية في اليمن وسياسة الرياض قد تدفع الحوثيين فعلاً إلى أن يصبحوا أشبه بحزب الله".

وفي السياق قال بروس ريدل مستشار سابق لأربعة رؤساء أمريكيين ومدير معهد (بروكينغز) الاستخباراتي الأمريكي: من المؤسف أن يتعهد الأمير محمد بن سلمان بمواصلة العدوان والحرب علي اليمن ولا يبحث عن مخرج سياسي وأضاف واضح أن هذه المأساة ليس لها نهاية في الأفق.

الدكتور كريستيان اولريكسن الخبير الأمريكي في الشؤون الخليجية وأكاديمي في معهد بيكر وزميل مشارك في معهد تشاثام هاوس الأمريكي قال إن محمد بن سلمان خلال الاسبوع الماضي لعب على اوتار الجمهور الدولي في وصف العدوان والحرب علي اليمن لضمان استمرار دعم ادارة ترامب وضمان استمرار الدعم الامريكي لحربه في اليمن واضاف الدكتور كريستيان ان بن سلمان اختار تلك المصطلحات في وصف الحرب في اليمن لضمان ان الرئيس ترامب سوف يستمع اليه.

دانيال لاريسون كبير محرري صحيفة (أميركان كونزرفيتف) من جهته قال "إن سخافة ولي العهد محمد بن سلمان وموقفه من العدوان والحرب على اليمن هو أنه كلما طال قيام السعوديين وحلفائهم بتدمير وتجويع وقتل اليمنيين فمن الأرجح أن يتحول الحوثيون إلى وكلاء إيرانيين تدّعي الرياض خوفها منهم. وهي لا تمانع بالاستمرار في حرب شنيعة لا يمكن أن تنتصر فيها".

وأضاف: إلى جانب ذلك لم يكن هناك أي خطر على الشحن التجاري لذلك فمن السخافة أن يقول الأمير إن الحرب لها علاقة بحماية التجارة الدولية. بن سلمان يصرح بذلك لتخويف الغربيين ودفعهم للتفكير في أن هناك سببا مشروعا للحرب التي تشن على اليمن ولكن هذا ليس صحيحا. إن سمعة بن سلمان متعلقة بالحرب لذلك عليه أن يواصل التظاهر بأن الحرب تستحق الاستمرار أو الاعتراف بأنه ووالده ارتكبا أسوأ خطأ في حياتهما ولكي نكون واضحين فإن الحوثيين لم يكونوا وكلاء لإيران قبل التدخل ولا حتى الآن.

وتابع: الادعاء الواهم بأن الهجوم على اليمن كان يهدف إلى معارضة النفوذ الإيراني كذبة لتوفير غطاء سياسي لحرب يتعذر الدفاع عنها. ويميل نظام بن سلمان بشكل أكبر إلى هذه الكذبة الآن لأن هناك رقابة دولية متزايدة على سير الحرب ومعارضة متزايدة لها في الكونغرس. ومن المهم أن يدرك أعضاء الكونغرس هذه الادعاءات الكاذبة ويدركوا أنه ليس هناك سبب وجيه لمواصلة دعم الحرب التي تقودها السعودية بدعم أمريكي كبير.

واختتم مقاله قائلاً: للأسف تنتهي المقابلة مع السؤالين الأخيرين المذكورين أعلاه لذلك لا توجد أسئلة للمتابعة من شأنها أن تجبر بن سلمان على مناقشة الآثار الإنسانية المدمرة للحصار الذي تقوده السعودية. وكان من الأحسن لرويترز مواجهة بن سلمان بالتكاليف البشرية المذهلة للعدوان والحرب التي شنها منذ عامين ونصف العام ومسؤولية التحالف عن التسبب بالجوع والمرض على نطاق واسع. ومهما كانت المبررات الزائفة للحرب التي قد يقدمها، فلا يوجد ما يقوله من شأنه أن يبرر ما تم القيام به للسكان المدنيين في اليمن من قتل وتجويع وتدمير.

النظام السعودي غالط العالم بعدوانه وحربه على اليمن حول إعادة ماتسمي بالشرعية بينما فضح تصريح بن سلمان أطماع السعودية تجاه اليمن للسيطرة على باب المندب وممرات التجارة العالمية وأن العدوان ليس على "أنصار الله" بل على الشعب اليمني وعلى المنشآت والبنية التحتية اليمنية التي لا يملكها "أنصار الله" بل يمتلكها الشعب اليمني وأن باب المندب لا يمكن أن يتم إغلاقه من أي طرف لارتباطه بالتجارة العالمية.ويبدو أن ولي العهد يستقي معلوماته من مصادر تكون بعيدة عن الواقع اليمني بل أفظع من ذلك هو أن القيادة السعودية لاترى أنها من خلال هذا الخطاب تعمل على تعزيز سمعة إيران بأن لها الغلبة في المنطقة على حساب مصلحة القيادة السعودية نفسها بأن تثبت أن لها الهيمنة في المنطقة"وترديد مفردات كـ"حزب الله" و "إيران" في اليمن مثال حي بأن النظام السعودي ليس سوي أداة  لخدمة المشاريع والاجندة الأمريكية والاسرائيلية في المنطقة

وكانت الصحافة السعودية الرسمية أماطت اللثام مؤخراً ولأول مرة عن الهدف الحقيقي من العدوان والحرب على اليمن حيث نشرت صحيفة (عكاظ) تقريراً بعنوان "مشروع القرن السعودي.. قناة تربط الخليج ببحر العرب.. بديلاً عن (هرمز)" وهذا ما يسعى النظام السعودي لتحقيقه - قناة نفطية عبر بحر العرب وخليج عدن- دون المرور بمضيق هرمز الذي يجعلها تحت السيطرة الإيرانية.

المزيد في هذا القسم: