المرصاد نت - متابعات
أعلنت الأمم المتحدة إعفاء المبعوث الأممي إلى اليمن من منصبه بعد أشهر من حالة جمود سيطرت على المسار السياسي
منذ تقدّم إسماعيل ولد الشيخ أحمد بـ«خطة سلام» وصفتها «أنصار الله» بـ«المشبوهة والمنحازة».
يأتي ذلك في وقت يواصل فيه الجيش واللجان الشعبية تنفيذ عمليات «نوعية» كان آخرها أمس ضربة باليستية استهدفت معسكراً لقوات هادي في تعز
وانتعشت يوم أمس الآمال بإمكانية عودة قطار المفاوضات بشأن الأزمة اليمنية إلى سكته مع بروز مؤشرين سياسيين مشجّعَين في هذا الإطار: أولهما إعفاء المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، من منصبه بعدما آلت جهوده إلى طريق مسدود وأضحى وجوده عبئاً على المسار السياسي في ظل رفض حركة «أنصار الله» التعامل معه. وثانيهما صدور موقف روسي متقدم على مستوى المطالبة بوقف الحرب وتفعيل الجهود الدولية لعقد حوار سياسي.
تطوران جاءا في وقت واصل فيه الجيش واللجان الشعبية تنفيذ عمليات «نوعية» سواء على الحدود مع السعودية أو في الداخل اليمني، في مسعى لإيصال رسالة «قوة» إلى من يعنيهم الأمر داخلياً وخارجياً، في لحظة سياسية ذات دلالة.
وأطلقت القوة الصاروخية في الجيش واللجان أمس صاروخاً من نوع «زلزال 2» على تجمعات مدفعية الجيش السعودي ومرابضها في نجران. وقال مصدر عسكري لوكالة «سبأ» الرسمية إن «الصاروخ أصاب هدفه مخلفاً خسائر في صفوف العدو وعتاده العسكري». وجاء إطلاق هذا الصاروخ بعد أقل من يومين على استهداف معسكر «قوة نجران» بصاروخ باليستي، في خامس عملية من نوعها منذ بدء العام الجاري.
وفي وقت سابق من أمس أطلقت القوة الصاروخية في الجيش واللجان صاروخاً باليستياً من نوع «قاهر M 2» على معسكر الخيامي التابع للمليشيات الموالية لهادي في مديرية المعافر غرب تعز. ونقلت «سبأ» عن مصدر عسكري تأكيده «مصرع وإصابة عشرات المرتزقة بمن فيهم قيادات إثر الضربة الباليستية لمعسكر الخيامي والتي تزامنت مع عرض عسكري للمرتزقة».
وأوضحت مصادر أخرى أن القصف استهدف حفل تخرج دفعة عسكرية جديدة من القوات الخاصة الموالية لهادي مضيفة أن نائب وزير الداخلية في حكومة الأخير اللواء علي ناصر لخشع ووكيلَي وزارة الداخلية وقائد القوات الخاصة في عدن ووكيل أول محافظة تعز عبد القوي المخلافي كانوا متواجدين لحظة سقوط الصاروخ. وأشارت المصادر إلى أنه «تم إلغاء الحفل عقب القصف مباشرة فيما غادر نائب وزير الداخلية (الذي لم يصب بأذى) ومعه قيادات عسكرية المعسكر إلى مدينة عدن».
على المستوى السياسي بزرت تصريحات لافتة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي دعا خلال لقائه وزير الخارجية في حكومة هادي عبد الملك المخلافي إلى «الانتقال على وجه السرعة من العمل العسكري إلى المفاوضات وإيجاد تسوية سياسية تشمل جميع القوى اليمنية» عازياً «المشاكل التي نشأت (في اليمن) إلى الصراع السياسي الداخلي وتدخل التحالف ».
وخلال مؤتمر صحافي مشترك لاحقاً نبه لافروف إلى أن «كل الخطط المفروضة من الخارج على اليمن غير مجدية» مبدياً استعداد بلاده لـ«القيام بكل ما في وسعها للمساعدة» في إطلاق حوار شامل لافتاً في هذا الإطار إلى أن روسيا «تملك علاقات مع كل القوى الداخلية المنخرطة في الأزمة الداخلية اليمنية ومع جميع اللاعبين المؤثرين عليه».
وأكد أن موسكو «تعتزم الاستمرار في الحوار مع السلطة في صنعاء مضيفاً أن «هناك اتفاقاً بين موسكو وبين حكومة هادي على استمرار الاتصالات السياسية المباشرة». وشدد على ضرورة «منح الأمم المتحدة الفرصة لتقديم المساعدات الإنسانية دون عراقيل».
من جهته كرر المخلافي اتهام «أنصار الله» بـ«إعاقة عملية السلام في اليمن» قائلاً إن «الحوثيين لم يثبتوا أبداً أنهم شركاء سلام» معتبراً «قتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح دليلاً على ذلك» وأشار المخلافي إلى أن حكومته «تقبل الأمم المتحدة وسيط سلام لحل الأزمة اليمنية ضمن مخرجات الحوار المتفق عليها سابقاً».
في غضون ذلك أعلنت الأمم المتحدة استقالة مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد من منصبه من دون إيضاح أسباب ذلك. وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، استيفان دوجاريك خلال مؤتمر صحافي في نيويورك إن ولد الشيخ أبلغ الأمين العام أنطونيو غوتيريش «نيته عدم الاستمرار في منصبه بعد انتهاء ولايته الحالية في شباط/ فبراير 2018» نافياً تعرض المبعوث الأممي لضغوط سعودية من أجل عدم الاستمرار في مهمته.
ولم يعلن دوجاريك اسم خليفة ولد الشيخ مكتفياً بالقول إن «من المهم بالنسبة لنا ألا تحدث فجوة بين مغادرة السيد إسماعيل ولد الشيخ وبين من سيخلفه في المنصب» وقالت مصادر أممية أن المنظمة الدولية عينت البريطاني مارتن غريفثتن خلفاً لولد الشيخ.
وأفاد مصدر دبلوماسي أن أمين عام الأمم المتحدة اختار البريطاني غريفيث للمهمة من بين عدة مرشحين عرب وغربيين.
وكان من بين أبرز المرشحين العرب وزير الخارجية الاردني السابق ناصر جودة ووزير الخارجيو التونسي السابق منجي حامدي، فيما كان أبرز المرشحين للمهمة من الغربيين سفيرة السويد سابقاً لدى تركيا ولبنان والسفير الحالي لألمانيا بالأمم المتحدة وكذلك الفرنسي جين مريغوا وكيل الامين العام لشؤون حفظ السلام في عهد كوفي عنان وبان كي مون والذي كان من الأوفر حظاً لنيل المهمة التي آلت في نهاية المطاف للبريطاني مارتن غريفيث.
ووفقاً لعدة وكالات خدم البريطاني مارتن غريفيث في مكاتب المبعوثين الثلاثة للأمم المتحدة في سوريا كمستشار للوساطة ونائب رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا. كما عمل غريفيث في الخدمة الدبلوماسية البريطانية ولحساب منظمات إنسانية دولية مختلفة بما في ذلك اليونيسف.
وفي عام 1994 أصبح غريفيث مدير إدارة الشؤون الإنسانية في جنيف وعمل نائبا لمنسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة في نيويورك. كما شغل منصب منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأمم المتحدة في منطقة البحيرات الكبرى والمنسق الإقليمي للأمم المتحدة في البلقان برتبة أمين عام مساعد للأمم المتحدة.
ويأتي إعفاء المبعوث الأممي بعد فترة جمود مستطيل سيطر على مسار المشاورات السياسية منذ تقدم ولد الشيخ بخطة لوقف الحرب رأت فيها القوي الوطنية اليمنية محاولة للمقايضة بين الرواتب التي هي «حق لليمنيين» وبين انتزاع مواقع استراتيجية في مقدمها ميناء الحديدة من قبضة الجيش واللجان. وعلى إثر ذلك اتهمت السلطة في صنعاء ولد الشيخ بالانحياز إلى الفريق الموالي للسعودية معلنة رفضها استقباله في صنعاء أو حتى التقاء مندوبين عنه كما حدث أخيراً لدى زيارة معين شريم إلى العاصمة صنعاء.
وكان ولد الشيخ أعلن بشكل مفاجئ في وقت متأخر من مساء أمس عن خرق في جدار الأزمة اليمنية من خلال إعلانه تجاوب جميع الأطراف على استئناف المفاوضات وأكد تجاوب جميع الأطراف مع الجهود التي تهدف لاستئناف المسار السياسي داعياً إياها للانخراط في العملية بنوايا حسنة.
وقال ولد الشيخ في تغريدته “تجاوبت جميع الأطراف مع الجهود الرامية الى استئناف المسار السياسي وأدعوهم الى اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان الظروف السانحة للانخراط بشكل تام في العملية السياسية وبنوايا حسنة”.
يُذكر أن ولد الشيخ رعى ثلاث جولات من مشاورات السلام المتصلة بالأزمة اليمنية اثنتان منها في سويسرا وثالثة في الكويت من دون أن يفلح في إحداث خرق في جدار الأزمة المتواصله منذ 25 آذار/مارس 2015 تاريخ بدء النظام السعودي وتحالفه المأجور عدوانهم العسكري على اليمن.
المزيد في هذا القسم:
- عمال اليمن في عيدهم .. معاناة يضاعفها استمرار الحرب ! المرصاد نت - متابعات تحتفل مختلف دول العالم باليوم العالمي للعمال الذي يصادف الأول من مايو/أيار من كل عام، والذي بدأت أستراليا بالاحتفال به في أبريل/نيسان 185...
- حجاج يمنيون يشكون تعنت الجانب السعودي بمنفذ الوديعة وتأخيرهم في الدخول ! المرصاد نت - متابعات أعرب حجاج يمنيون عن استيائهم من تعنت القائمين في منفذ الوديعة السعودي وتأخيرهم من الدخول بشكل متعمد. وشكا حجاج مسافرون تكدس الحجاج في أول...
- العاصمة تستيقظ على دوي إنفجارات متفرقة وسط العاصمة صنعاء ( تفاصيل) هزت إنفجارات عنيفة العاصمة صنعاء صباح اليوم الإثنين ناتجة عن انفجار عبوات ناسفة زُرعت في أماكن متفرقة من العاصمة صنعاء . مصادر إعلامية أفادت ان 4 إنفجارات سُمع...
- تقرير شامل يوثق انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن المرصاد-متابعات قالت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان باليمن، اليوم الإثنين، إن عدد ضحايا المدنيين جراء الانتهاكات من قبل أطراف الصراع بلغ (5151)...
- 85 ألف طفل يمني قضوا جوعاً: جريمة البطون الخاوية المرصاد نت - دعاء سويدان 85ألف طفل على الأقلّ قضوا خلال ثلاث سنوات ونصف سنة من عمر العدوان. رقمٌ مفزع يفصح عن فظاعة الجرائم غير المباشرة التي ترتكبها الس...
- مجلس أنصار الله السياسي ينفي مشاركتة في مؤتمر بروكسل ويؤكد أن لا علاقة لهم بمخرجاتة .(البي... أكد المجلس السياسي لأنصار الله أن لا صحة لما تناولتة بعض وسائل الإعلام ومنها وكالة الأنباء اليمنية سبأ بخصوص مشاركتهم في ما سمي بمؤتمر بروكسل وأن لا علاقة لهم ب...
- هيومن رايتس ووتش: على أمريكا الكف عن اختلاق الأعذار لجرائم الحرب السعودية في اليمن المرصاد نت - متابعات دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الإداراة الأمريكية للكف عن اختلاق الأعذار لانتهاكات السعودية في اليمن على الرغم من ارتكاب الرياض لجرائم حرب ...
- القسم التربوي لأنصار الله يُكرم أوائل الجمهــورية يقيم القسم التربوي لأنصار الله الحفل التكريمي الثاني لأوائل الجمهورية 2014 م – 1436هـ صباح الغد الخميس بفندق موفنبيك .حيث يستهدف التكريم اوائل الجمه...
- الحرب تجبر اليمنيين على التقشف في شهر رمضان! المرصاد نت - متابعات استقبل اليمنيون شهر رمضان للسنة الخامسة في ظل الحرب وسط صعوبات اقتصادية وأزمات معيشية وارتفاع متصاعد في الأسعار وباتوا مجبرين على التقشف ...
- أنصار الله بين مفاوضتين مع الرياض .. مالذي تغير ؟ المصاد نت - متابعات ثلاثة أعوام وأشهر قليلة تفصل مفاوضات ظهران الجنوب عن مفاوضات أكتوبر الجاري والتي لازالت بين أنصار الله والنظام السعودي . ثمة متغيرات جذرية...