عٌمان : مشاورات تمهيدية لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية

المرصاد نت - خاص

تعود الحركة شيئاً فشيئاً إلى المسار السياسي المعطّل منذ أشهر مما قد يفتح الباب على العودة مجدداً إلى طاولة المفاوضات حيث أكدت مصادر خاصة إن طائرة عمانية وصلت عصرOmanfly2018.1.25 أمس الأربعاء الي مطار صنعاء الدولي لإقالة بعض أعضاء الوفد الوطني الي مسقط للبدء في مشاروات مغلقة تمهيدية لأنهاء الأزمة اليمنية


المصادر أكدت للمرصاد نت أن مفاوضات مباشرة ستنطلق خلال الأيام القادمة بين الاطراف المعنية بالازمة اليمنية وبرعاية دولية وخاصةً أن المبعوث الأممي الجديد لليمن مارتن غريفيث يهدف لتحريك الجمود السياسي الذي رافق الملف اليمني منذ عدة شهور وإمكانية تفعيل المسار السياسي مجدداً خصوصاً أن سيرة غريفيث تحمل علامات فارقة على هذا الصعيد .

و حسب المصدر تجري المشاورات التمهيدية بإشراف مباشر من الخارجية العُمانية في مسقط ويشارك فيها دبلوماسيين أمريكيين وروس و بريطانيين.

وأكد المصدر أن المشاورات التمهيدية تجري في ظل تكتم شديد حول أجندات المفاوضات القادمة والشخصيات التي تشارك فيها وأن أطراف دولية تسعى للترتيب لإطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف بتسلم المبعوث الأممي الذي سيعين خلفا لولد الشيخ نهاية فبرائر/شباط القادم.

وأكد المصدر إن الطائرة العمانية غادرت مطار صنعاء الدولي بعد وقت قصير من وصولها حيث ان التنسيق المسبق مع السلطة في صنعاء بدء منذ عدة أيام بالتزمن مع بدء التحرك الدولي لحل الأزمة اليمنية حيث بدأ وزير الخارجية البريطاني زيارة للمنطقة تستهدف الدفع باتجاه «إيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن».

حيث وصل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى سلطنة عمان أمس الأربعاء في زيارة هي الثانية من نوعها خلال أقل من شهرين لبحث آلية إعادة الأزمة اليمنية للمسار السياسي التفاوضي حيث تتولى بريطانيا ملف اليمن في مجلس الأمن وقالت الخارجية البريطانية في بيان لها إن الوزير جونسون سيعقد اجتماعات مع القيادة العمانية وبعدها يسافر إلى الرياض لإجراء اجتماعات مماثلة مشيرة إلى أن اجتماعاته ستركز على إحراز تقدم تجاه التوصل لحل سياسي للأزمة في اليمن”.

واستبق جونسون زيارته بالتشديد على أن «لسلطنة عمان والمملكة السعودية دوراً مهماً في المنطقة وخصوصاً لإيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن» وأشار إلى «(أنني) في اجتماعاتي خلال هذا الأسبوع سأجدد التشديد على أن لا حل عسكرياً للأزمة بل إن محادثات السلام هي الحل الوحيد الطويل الأجل للشعب اليمني».

وتأتي زيارة جونسون للمنطقة بعد اجتماعه يوم أمس في سفارة بلاده بالعاصمة الفرنسية باريس بنظرائه الأميركي ريكس تيلرسون والسعودي عادل الجبير والإماراتي عبد الله بن زايد في إطار الاجتماعات الدورية للجنة الرباعية بشأن اليمن.Gonsaon2018.1.25

وبحسب مسؤول كبير في وزارة الخارجية الفرنسية تناول الاجتماع «الأهداف المشتركة الحاسمة في اليمن وهي قبل كل شيء دعم التدابير المتخذة في الأسابيع الأخيرة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية». ورأى المسؤول أن «هذا ما يسمح لنا بمعالجة الأهداف الأخرى» المتمثلة في «إيجاد حل سياسي للأزمة واستراتيجية تهدف إلى مواجهة النفوذ الإيراني في هذا البلد».

وتأتي الزيارة عقب يوم من اجتماع دول ما بات يعرف بـ”اللجنة الرباعية” في باريس وضم وزراء خارجية بريطانيا والولايات المتحدة والسعودية والإمارات لبحث ملف اليمن حيث كانت اللجنة قد توسعت لتصبح خماسية بعد انضمام سلطنة عمان إليها غير أنها تغيبت في الاجتماع الأخير لأسباب غامضة.

كذلك تأتي زيارة المسؤول البريطاني في وقت أكد فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسمياً ترشيح البريطاني مارتن غريفيث لمنصب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن خلفاً لإسماعيل ولد الشيخ الذي أُعفي قبل يومين من منصبه. وأفاد دبلوماسيون أمميون بأن غوتيريش أطلع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن على اقتراحه مضيفين أنه يبحث حالياً الأمر مع الدول الخليجية.

وتوحي زيارة جونسون مترافقة مع ترشيح غريفيث بإمكانية أن تلعب بريطانيا في المرحلة المقبلة دوراً رئيسياً على خط الأزمة اليمنية بعدما آلت الجهود الأميركية المبذولة على هذا الصعيد (خصوصاً إبان عهد الرئيس السابق باراك أوباما) إلى الفشل. ويعوّل كثيرون في هذا الإطار على خبرة غريفيث ومواقفه في احتمال حدوث انفراجة في أفق الأزمة في قادم الأيام.

إذ يعتقد المبعوث المقترح اسمه الذي سبق أن قاد حوارات بين حكومات ومعارضين في دول عدة في آسيا وأفريقيا أن لا جدوى من العمل على عزل «أنصار الله» لأن ذلك سيؤدي إلى تعنت أنصار الله في مواقفها وأن لا مناص من «منح اليمنيين فرصة المشاركة السياسية وبناء يمن جديد».

وإلى أبعد مِما تقدم يذهب بعض المحللين أن الإتيان بغريفيث الذي تحمل جنسيته وسيرته الذاتية دلالات غير خافية مكان ولد الشيخ المتخصص في الملفات الإغاثية والإنسانية يعني أن ثمة إرادة دولية لإنهاء الأزمة بحسب هؤلاء.

وفي سياق متصل غادر المنسق المقيم لمنظمة الأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكغولدريك عصر أمس الأربعاء العاصمة صنعاء بعد انتهاء مهمته التي استمرت منذ نهاية العام 2015″ وقال السيد ماكغولدريك في حديث لوسائل الإعلام قبيل مغادرته: إن السنتين الماضيتين الذي كنت انا فيها كانت سنتين سيئتين للغاية بسبب ما يعانيه اليمن واليمنيين مع تزايد المعاناه لليمنيين بشكل كامل.

وأضاف:" اغادر اليمن بمشاعر وعواطف مختلطه اشعر بالحزن الشديد لما يعانيه اليمنيون أشعر بنوع من الاحباط والياس لانني لم استطع القيام بكثير من ما كنت امل بالقيام به وارى ان المعاناه ستستمر الى حد ما ..".

على خط موازٍ وفي وقت يعلو فيه مستوى التوتر بين الأطراف المتنازعة في مدينة عدن تتجدد عمليات اغتيال المشايخ السلفيين داخل المدينة مُضاعِفةً المخاوف من تدهور الأوضاع الأمنية المهتزة أصلاً.

حيث اغتال مسلحون مجهولون مساء أمس القيادي في حركة «النهضة» السلفية وإمام مسجد «الرحمة» الشيخ عارف الصبيحي في مديرية المنصورة وأفادت مصادر محلية بأن الصبيحي تعرض لعدة طلقات نارية لدى خروجه من منزله نُقل على إثرها إلى المستشفى الكوبي حيث فارق الحياة.

ونعت حركة «النهضة» الصبيحي في بيان صادر عنها مطالبة حكومة هادي بـ«القيام بواجبها تجاه هذه الجرائم التي تطاول العلماء والدعاة في مدينة عدن والمحافظات المجاورة». وتأتي تصفية الصبيحي لتضيف حلقة جديدة إلى مسلسل دموي بدأ منذ أشهر مستهدفاً الوجوه السلفية المناوئة للإمارات أو حتى غير الموالية لها.

في غضون ذلك سُجّل موقف تصعيدي حادّ لوزير الداخلية في حكومة هادي أحمد الميسري قال فيه: «(إننا) سنقف بكل حسم ضد كل من يريد أن يثير الفوضى والبلبلة في المحافظات الجنوبية داعياً «الشعب إلى عدم الانصياع لهذه الأصوات النشاز» في إشارة إلى «المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي بدأ أمس اجتماعات للتباحث في ما سماها «خطوات إسقاط حكومة أحمد عبيد بن دغر» التي كان قد هدّد بها الأحد الماضي.

المزيد في هذا القسم: