أبرز التطورات الميدانية والسياسية في المشهد السوري

المرصاد نت - متابعات

تستكمل دمشق تحركها العسكري في الغوطة الشرقية من دون إغلاق الباب أمام التسويات السلمية أو قوافل المساعدات فيما يلئتم شمل أعضاء مجلس الأمن الدولي في اجتماع جديد Syriaa2018.3.7لبحث تطورات القرار الدولي المعنيّ بإعلان هدنة شاملة.


يستضيف مجلس الأمن الدولي،اليوم جولة جديدة من الكباش الدولي حول ملف غوطة دمشق الشرقية والتطورات المرتبطة بقرار المجلس «2401» المتضمن هدنة شاملة في الأراضي السورية. الاجتماع الذي يعقد بطلب بريطاني ــ فرنسي سوف يبحث وفق ما أوضح ديبلوماسيون غربيون لوكالة «فرانس برس» الفشل في تبنّي الهدنة الدولية و«تدهور الأوضاع» في الغوطة الشرقية.

وأتى هذا الاجتماع الذي يفترض أن يحضره المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بعد يومين على تبنّي مجلس حقوق الإنسان قراراً بريطانياً آخر غير ملزم طالب بـ«فتح تحقيق شامل ومستقل» في أحداث الغوطة، وأشار إلى «الاستخدام المفترض» لأسلحة كيميائية هناك. ورغم التغييرات التي جرت على الأرض خلال الأيام القليلة الماضية ما زال التوجه الأميركي ــ الأوروبي للتعامل مع ملف الغوطة الشرقية يتحرّك على المسار نفسه عبر تجريم دمشق وحلفائها والضغط لوقف جميع العمليات العسكرية.

وهو مسار بعيد عن الخطط التي ترشح عن تحركات الجيش والقوات الروسية والتي تتضمن استكمال العمليات العسكرية في عدد من المحاور من دون إغلاق ملف التسويات السلمية والسماح بدخول مساعدات محدودة من حيث النوعية.

ومن المنتظر أن تدخل قافلة مساعدات جديدة إلى الغوطة عبر «الممر الآمن» من مخيم الوافدين غداً في حال لم يطرأ تغيير مفاجئ على الخطط. وأتى التوافق على القافلة الثانية بعد اجتماع مع مسؤولين عسكريين روس وممثلين عن المنظمات الإغاثية المسؤولة عن ملف المساعدات أول من أمس.

وفي الوقت نفسه استمرت المعارك أمس وإن بوتيرة أخف على محاور مزارع المحمدية ومزارع الأشعري، بالتوازي مع تقدم الجيش في مزارع بيت سوا ومسرابا ووصوله إلى أطراف الكتل العمرانية في البلدتين. كذلك شهد محور الريحان شرق دوما تقدماً لقوات الجيش بعد النجاح في خرق خطوط الدفاع الأولى للفصائل المسلحة هناك.

وترافق التقدم على الأرض مع انتشار صور وتسجيلات فيديو لعدد من المدنيين في بلدات حمورية وسقبا ومسرابا وهم يرفعون العلم السوري في مناطق عامة داخل البلدات. وجاء ذلك فيما تناقلت بعض الأوساط المعارضة أنباءً عن وجود محادثات لدخول الجيش السوري إلى تلك البلدات من دون قتال وبعد انسحاب الفصائل المسلحة منها إلى المراكز الرئيسة في دوما وعربين من دون أن يصدر أي تعليق رسمي حول هذه النقطة.

وفي سياق متصل كانت وزارة الدفاع الروسية قد عرضت تأمين خروج المسلحين من الغوطة «بأسلحتهم الشخصية ومع أسرهم» من دون أن تحدد الوجهة المحتملة لهم في حال خروجهم. غير أن الفصائل المسلحة نفت وجود أيّ محادثات مع الجانب الروسي في هذا الشأن مشيرة إلى رفضها «جميع مقترحات التهجير» من الغوطة.

وبعد ساعات فقط على إعلان وزارة الدفاع الأميركية توقف العمليات البرية ضد «داعش» في شرقي سوريا بسبب انتقال مقاتلين أكراد في «قوات سوريا الديموقراطية» لمواجهة القوات التركية في عفرين أعربت «قسد» في بيان مشترك مع «الفصائل الثورية في إدلب وحلب» والتي تضم «جيش الثوار» و«لواء الشمال الديموقراطي» و«جبهة الأكراد» و«مجلس إدلب العسكري» عن أسفها لاتخاذها قراراً اضطرارياً لنقل مقاتليها من مناطق شرق نهر الفرات نحو عفرين. وأتى هذا الإعلان في وقت حققت فيه القوات التركية والفصائل التي تقاتل معها في عفرين تقدماً مهماً تمثّل في السيطرة على مركز الناحية الرابع في المنطقة عبر دخولها ناحية شران.

التقدم والسيطرة على شران جاءا ضمن توجه تركي واضح في المرحلة الثانية من عملية «غصن الزيتون» للسيطرة على كامل نواحي عفرين، قبل التقدم نحو مركز المدينة لحصاره. وبعد دخولها شران ينتظر أن تصعّد القوات التركية هجومها على جنديرس التي تتعرض لقصف مدفعي وجوي مكثّف منذ أيام. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من جانبه أن «عملية غصن الزيتون سوف تمضي بشكل أسرع من الآن فصاعداً» مشيراً إلى أنها ستحاصر مدينة عفرين خلال وقت قريب. وبالتوازي مع تلك التطورات قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمس إن «الهدنة (وفق القرار الدولي الأخير) تنطبق أيضاً على الجميع بما في ذلك عفرين». وأضاف أن السلطات الفرنسية ذكرت هذا للمسؤولين الأتراك ونصحت أنقرة «بوضع نهاية» لتدخّلها هناك.

وعلى صعيد آخر أعلنت وزارة الخارجية الكازاخية أن اجتماعاً سيعقد بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وايران في 16 آذار الجاري في العاصمة أستانا في غياب «مراقبين أو أطراف سورية». وأضافت أنه «وفق معلومات وزارة الخارجية الروسية سوف تتم دعوة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا» إلى الاجتماع.

«معاريف»: «سو 57» غادرت سوريا ... بعد أن حققت أهدافها

ذكرت صحيفة «معاريف» العبرية أمس أن المقاتلات الروسية من طراز «سوخوي 57» التي تعدّ أحدث الطائرات الحربية وأكثرها تطوراً في سلاح الجو الروسي غادرت في الأيام القليلة الماضية الأجواء السورية عائدة إلى روسيا بعد أن حققت الغرض من إظهارها في سوريا كرسالة ردع للأميركيين.

وذكرت الصحيفة أن «التقديرات السائدة في إسرائيل تظهر أن رسالة الطائرات المقاتلة هي جزء من حملة يقودها الرئيس فلاديمير بوتين لإظهار التصميم والجدية في وجه الاميركيين، وليست رسالة أو خطوة موجهة ضد إسرائيل».

وذكرت نقلاً عن شركة ISI الإسرائيلية للصور الملتقطة عبر الاقمار الصناعية التابعة للشركة أن المقاتلات حطّت في قاعدة حميميم الجوية ووجودها كان ظاهراً جداً من دون اعتماد أي إجراءات أو أساليب تخفّ «الأمر الذي يؤكد على مهمة ظهور هذه المقاتلات كرسالة قوة من جانب الروس».

الي ذلك قالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرة نقل روسية من طراز أنطونوف 26 تحطمت أثناء هبوطها أمس في مطار حميميم في سوريا. ورجحت الوزارة أن يكون سبب التحطم نتيجة خلل فنّي لأنها لم تتعرّض للنيران وفق معلومات أوّلية للوزارة.

وأشارت الدفاع الروسية إلى أن 26 راكباً و6 أعضاء من الطاقم كانوا على متن الطائرة المنكوبة وبينهم نساء وقد قُتلوا جميعاً جرّاء الحادث بينما نقلت وكالة انترفاكس الروسية أن جميع ركاب الطائرة هم عسكريون روس.

وأعلنت لجنة التحقيقات الروسية فتح تحقيق جنائي في ملابسات سقوط الطائرة وقال المحققون إن التحقيق الجنائي سيبحث في احتمالات مخالفة قواعد السلامة الخاصة بالرحلة.

وفي نهاية العام 2016 تحطّمت طائرة طراز "توبوليف تي.يو-154"، بعد وقت قصير على إقلاعها من مطار سوتشي حيث كانت متوجهة إلى قاعدة حميميم الروسية في مدينة اللاذقية السورية ولم ينج منها أحد ما أدى إلى مقتل جميع ركابها وعددهم 92 شخصاً بينهم عشرات الفنانين من جوقة "الجيش الأحمر" الشهيرة.

البنتاغون: ندفع رواتب لـ 10 آلاف مقاتل سوري ونطمح ليكونوا 65 ألفاً

وفي سياق دعم الولايات المتحدة للفصائل المسلحة السورية ذكر تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن الوزارة تدفع رواتب شهرية لـ 10 آلاف مقاتل من الفصائل السورية الحليفة للولايات المتحدة كما يتم التخطيط لزيادة عدد عناصر هذه الفصائل المشمولة بهذا التمويل إلى حوالى 65 ألفاً بحلول نهاية العام.

وورد في دراسة جدوى مرفقة بميزانية الدفاع الأميركية للعام 2019 أن "قيادة الجيش الأميركي تدفع أموالاً للمجموعات الموثوقة للمعارضة السورية والتي تحارب بنشاط تنظيم داعش".

وتضيف الدراسة أن المدفوعات حالياً تشمل 10 آلاف مقاتل "تم انتقاؤهم من القوات الشريكة" مشيرة إلى أن الرواتب تتراوح بين 200 و400 دولار للفرد شهرياً.

ومن المقرر أن يزداد عدد المقاتلين المشمولين بالمدفوعات ليتراوح بين 60 و65 ألفاً في العام المقبل على أن يتولّى 30 ألفاً منهم تنفيذ عمليات قتالية جارية ضد داعش في حين يشكل الـ35 ألفاً الآخرون قواتاً للأمن الداخلي تضطلع بمهام الحفاظ على الأمن في المناطق المحرّرة من داعش ومنع عودة الإرهابيين إلى تلك المناطق.

ويطلب البنتاغون 30 مليون دولار لتمويل قوات الأمن الداخلي هذه مشيراً إلى أن قطع الدعم عن المعارضة "الموثوقة" يهدد بـ"انبعاث" داعش "ما سيضع كل الإنجازات العسكرية الأميركية في الحرب ضد الإرهابيين في سوريا في مهب الريح" بحسب تقرير الدفاع الأميركية.

وكان التحالف الأميركي لمحاربة داعش قد أعلن في كانون الثاني/يناير الماضي عن نيته تشكيل قوات لحماية الحدود في مناطق شمال سوريا الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وفي تقرير له في الشهر نفسه أشار البنتاغون إلى أن الولايات المتحدة مستمرة في تدريب قوى أمنية محلية في سوريا لتعزيز الأمن للمهجرين والحيلولة دون ظهور داعش مجدداً في المناطق المحررة وأوضح التقرير أن هذه القوة ليست جيشاً جديداً ولا قوة حرس حدود نظامي.

وتطرّق هذه التقرير إلى مخاوف تركيا من العلاقة الأميركية – الكردية معتبراً أنها مشروعة ورأى البنتاغون في بيانه أنه ينبغي على سوريا في المحصلة أن تحدد مستقبلها من خلال عملية سياسية تستند على قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية