المرصاد نت - متابعات
لم تكن مفاجئة زيارة الرئيس الدكتور بشار الأسد الغوطة الشرقية بالأمس فقد عوّدَنا على تواجده في أصعب نقاط المواجهة والاشتباك على جبهات رجال الجيش العربي السوري
وهو الضابط الميداني الأول الذي يعرف جيداً قيمة ما يعطيه تواجد القائد الأعلى للقوات المسلحة مع الضباط والجنود في الميدان مباشرة من معنويات وحوافز وطنية مقدسة، تدعم وتحصن المهمة وأهداف المعركة خاصة اذا كانت في سبيل الدفاع عن الدولة والوطن والكرامة.
المفاجئ في هذه الزيارة هو توقيتها الحساس وطريقة تنفيذها المكشوفة في ظل التهديدات الاميركية باستهداف العاصمة دمشق ومواقع حيوية للدولة والجيش العربي السوري خارج العاصمة وفي ظل تهديد علني من العدو الاسرائيلي باستهداف شخص الرئيس مباشرة ونحن نعلم قدرات وامكانيات الاميركيين والاسرائيليين في المراقبة الجوية وفي الرصد والمتابعة الأمنية وحيث انها ستكون حتما موضع بحث وتحليل اقليمي ودولي واسع ودقيق فقد حملت هذه الزيارة الكثير من المعاني والرسائل التي يمكن تحديد بعضها بالتالي:
أولا:
– هي رسالة تقدير من الرئيس لأبطال الجيش العربي السوري الذي يواجهون حربا كونية بامتياز وثبتوا على جبهاتهم وفي ميادينهم وانتصروا وفيها أيضا رسالة تقدير متبادلة من هؤلاء الأبطال لرئيسهم الذي وقف أيضا بمواجهة العالم وقاد وصمد ونجح في معركة لا يمكن لأي عاقل إلا أن يلتمس صعوبتها وقساوتها.
– رسالة فيها الكثير من التقدير والإعجاب من الرئيس لقيادة العمليات العسكرية على المناورة الميدانية الصادمة التي اعتمدتها في تنفيذ عملية الاقتراب من مواقع المسلحين الارهابيين وطريقة الاشتباك معهم واختراق مواقعهم المحصنة والتي توِّجَت -بعد عملية امنية عسكرية معقدة حيَّدت وحَمَت المدنيين الابرياء - بتحرير غالبية جغرافية الغوطة الشرقية بهذه السرعة القياسية.
ثانياً:
– تحمل رسالة للداخل السوري كاملاً بأن الدولة كانت وستبقى راعية الجميع والدليل ردة الفعل الصادقة لمواطني الغوطة الخارجين من تحت ضغوط وسيطرة الارهابيين والتي أظهرت بما لا يحتمل الشك أبداً ولاءهم الصحيح والكامل للدولة وللجيش.
– تحمل الزيارة أيضا رسالة الى من يسمون أنفسهم “ثواراً” أو من بقي منهم بعد أن حُرِقوا في معارك الاستغلال الإقليمية والدولية ودُفِعوا الى معارك عبثية بمواجهة جيشهم ودولتهم بأن خلاصكم لن يكون إلا على يد الدولة والجيش وليس على يد الدول المجرمة التي تلطخت أيديها بدماء السوريين وما تزال.
ثالثا:
– فيها أيضا رسالة واضحة وقوية للعالم كله (في الإقليم والغرب) أن الدولة السورية انتصرت وهي الآن على الطريق النهائية للملمة ما تبقى من مواقع مبعثرة وإعادتها الى رعاية وسلطة الشرعية.
– فيها ايضا رسالة شكر وتقدير للحلفاء والاصدقاء من دول أو أحزاب والذين وقفوا ودعموا وساندوا وقدموا التضحيات في سبيل الانتصار على الارهاب المُمَثَل بعناصرَ شاردة إجتمعت من أقاصي الأرض غباءً أو تشدداً او انجراراً و المُتمَثَل ايضا بدول معروفة وواضحة، وما أكثرها.
واخيرا وقد تكون هذه الرسالة هي الاكثر وفاء ووجدانية هي رسالة الشكر والتقدير والاحترام لدماء الشهداء جميع شهداء الجيش العربي السوري وايضا جميع شهداء حلفائه واصدقائه بأن شهادتهم أثمرت نصراً هو الان يكتمل ويتعزز.
شارل أبي نادر
المزيد في هذا القسم:
- معارك السلطة والمال في الجزائر: الجميع يتكلم باسم الرئيس! المرصاد نت - متابعات في السنوات الأخيرة ومع تدهور صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كانت الصراعات تولد وتختفي في الساحة السياسية الجزائرية بين يوم وليلة فيتغير ا...
- تركيا العدو الجديد للعرب: هل يُغيّر الغاز في اصطفافات محاور المنطقة؟ المرصاد نت - عبد الله محمّد فجأة قرّرت تركيا التنقيب عن الغاز حول قبرص بعد أن كان مقرّرا أن تبحث عن موارد الطاقة في البحر الأسود في شهر شباط فبراير الحالي. لا ...
- بعد فشل العدوان في اليمن…المغرب تسحب قواتها المرصاد نت - متابعات قالت صحيفة “الصباح” المغربية إن القيادة العسكرية المغربية قررت إعادة نشر قواتها في صفوف ما أسمته التحالف العسكري لاستعادة الش...
- ثلاثة مرشحين لرئاسة الحكومة العربية السورية المرصاد نت - متابعات ذكرت مصادر سورية مطلعة الخميس 9 يونيو/حزيران أن ثلاثة مرشحين يتنافسون على منصب رئيس الحكومة الجديدة وهم القيادي في حزب البعث هلال هلال...
- الأسباب التي سمحت للسعودية بلعب دور يفوق حجمها الطبيعي رغم فشلها المرصاد نت - متابعات تعتمد الدول كما الأفراد على عنصرين رئيسيين في سبيل تحقيق الأهداف المتوخّاة الأول ظاهر والآخر خفي ورغم أن القدرات الصلبة لهذه الدول ...
- خلافات قطرية إماراتية أمريكية .. حجب الجزيرة وتراشق إعلامي المرصاد نت - متابعات نقلت وكالة الأنباء القطرية عن الشيخ تميم بن حمد بن خليفة حاكم قطر قوله إن ترمب يواجه مشاكل قانونية في بلاده وأن ثمة توتر في العلاقة مع إد...
- الحريري يعلن عن مبادرة جديدة لحل الأزمة السياسية المرصاد نت - متابعات أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري العمل على مبادرة جديدة لحل "المشاكل" للأزمة السياسية التي برزت أخيراً بين خطي رئاسة الجمهورية وال...
- «تفاهمات» المرحلة تلغي ما قبلها: إلى توسيع «اتفاق الخرطوم» ! المرصاد نت - متابعات يبدو أن ما قبل «اتفاق الخرطوم» ليس كما بعده بالنسبة إلى تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير» التي خاضت مواجهة مع المجلس العسكري منذ الانقلاب...
- عزل ترامب: منذ الانتخابات حتى تلويحه بالخراب الاقتصادي المرصاد نت - متابعات منذ الشهور الأولى لوصول دونالد ترامب للحكم في أمريكا برزت قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وفي اختصار للمرحلة منذ توليه الرئاس...
- التسلل السعودي والخليجي عبر عقارات القدس..! المرصاد نت - متابعات شكَّل العام 2016 علامةً فارقةً في مسار الوصاية الهاشمية على مدينة القدس بعد دخول السعودية على الخط، في محاولةٍ للسيطرة عليها وإيجاد بديل ...