بعد إحتلال عفرين السورية أردوعان يهدد بدخول سنجار العراقية

المرصاد نت - متابعات

السلطان العثماني الجديد أردوغان الذي احتفل بإحتلال عفرين وماأسماه بالنصر الذي حقّقته قُوّاته في مدينة عِفرين يعتقد أن الفُرصة باتَت سانِحة للقَضاء على القُوّات الكُرديّة على طُول الحُدود السوريّة الشماليّة مع بِلادِهEfrain2018.3.20


ممّا يَعني أن مُدنًا أُخرى مِثل منبج وعين العرب “كوباني” وتل أبيض والقامِشلي قد تُواجِه مصير عِفرين إذا لم تُواجِه القُوّات التركيّة مُقاومةً تَمنعها من تَحقيق أهدافها في السيطرة عليها.

أردوغان يعيش حالةً من الهَياج والتعطُّش للانتقام هذهِ الأيّام ويَضرِب يمينًا ويسارًا ولن يتوقّف عن الضّرب حتى يقضي على الميليشيات الكُرديّة التي أرسلت لها الولايات المتحدة أكثر من 5000 شاحِنة مُحمّلة بأحدث الأسلحة وأكثرها فَتكًا وذهب بعضها إلى حزب العُمّال الكُردستاني، وباتت تُشكِّل خَطرًا على استقرار تُركيا ووحدتيها التُّرابيّة والدِّيمغرافيّة.

وما يُؤكِّد هذهِ الحالة تَهديده (الإثنين) بغزو مدينة سنجار المُحاذِية لإقليم كُردستان العِراق لتَطهيرها من قوّات الحِزب الكُردستاني الكردي الذي يقول أنّه تغلغل في المدينة ذات الأغلبيّة الأيزيديّة واتّخذها قاعِدة لشَن هجمات ضِد القُوّات التركيّة في الشَّمال.

ربّما تكون تُركيا حقَّقَت انتصارًا بالسَّيطرة على عِفرين ولكنّه انتصار ربّما يكون مُكلِفًا جِدًّا سِياسيًّا وعَسكريًّا لأنّها سَتكون مُطالَبة بتوفير الأمن والاستقرار للمَدينة أوّلاً والحَيلولة دون عَودة قُوّات الحِماية الشعبيّة إليها ثانيًا، ومُواجهة حَرب عِصابات في أطرافها وربّما في عُمقِها ثالثًا واتّخاذها كقاعِدة انطلاق نَحو مدينة مِنبج وتل أبيض وعين العَرب والقامِشلي رابِعًا، وكيفيّة تَوفير كُل أسباب العَيش الكَريم من مأكَل ومَسكن وأعمال للعائِدين إليها وإدارَة شُؤونِهم خامِسًا.

مايسمي بالجيش السوري الحر لم يَستفِد كثيرًا من هذا “النَّصر” أيضًا وهُناك من يَرى أنّه كانَ من أبرز المُتضرِّرين فقد باتَ يُصنَّف حاليًّا بأنّه ذِراع عَسكري لتركيا يُقاتِل تحت رايَتها ويَحتل أراضي سوريّة لمَصلحتها ويُساهِم في تَهجير أهلها وفقد الكثير من هَيبته وسُمعته عندما شُوهِدت بعض عناصره وهي تَنهب البُيوت والمَحلات التجاريّة وتَضع محتوياتها في حافِلات تَنقُلها إلى مدينة غازي عنتاب التركيّة المُجاوِرة وأدانت قِيادات في الفصائل المسلحة السوريّة مِثل محمد علوش قائِد مايسمي بجيش الإسلام أبرز الفصائِل المُسلَّحة في الغُوطة وخالد خوجة الرئيس السَّابِق للائتلاف السوري الحر أعمال النَّهب هذه في بياناتٍ قَويّة.

تهدّيد أردوغان أمس بدخول قضاء سنجار العراقي تحت ذريعة «تطهيره» من عناصر «حزب العمال الكردستاني» يأتي في وقت تواصل فيه القوات التركية تنفيذ عمليات محدودة ضد مواقع الحزب في شمال العراق في ظل صمت حكومي يطرح علامات استفهام حول حقيقة موقف بغداد مما يدور..

ويأتي تهديد الرئيس التركي في وقت تواصل فيه قواته تنفيذ عمليات ضد معسكرات «حزب العمال» في شمال العراق وكان آخر ما أعلنه الجيش التركي في هذا الإطار يوم الأحد بحديثه عن «تحييد 5 إرهابيين في منطقتي هاكورك وكاني راش» في عملية مدعومة جوياً وأشار البيان الصادر عن الجيش يومذاك إلى ارتفاع «عدد الإرهابيين الذين جرى تحييدهم» منذ انطلاق العملية في 10 آذار/ مارس الجاري إلى 18.Afrain2018.3.20

 وجاء انطلاق تلك العملية بعد يومين من تصريح لوزير الخارجية التركي تحدث فيه عن «عمليات مشتركة مع الحكومة العراقية في الفترة القادمة» محتملاً البدء بها بعد الانتخابات البرلمانية المقررة في العراق في 12 أيار/ مايو المقبل. تصريح التزمت بغداد إزاءه الصمت تماماً كما فعلت أمس عقب خروج موقف أردوغان وقبله إبان العمليات التركية الجارية شماليّ البلاد.

وإذ رفض مكتب العبادي التعليق على كلام الرئيس التركي الأخير اكتفى مصدر مقرب من رئيس الوزراء بالقول إن «العبادي لن يسمح بتحول العراق إلى ساحة صراع»، وهو موقف «ضبابي» لا يُفهم منه ما إذا كان هناك تنسيق فعلاً بين أنقرة وبغداد وما إذا كانت الحكومة العراقية ستنخرط علناً في العمليات المرتقب توسيعها ضد الـ«بي كا كا»، لكن إحجام السلطات عن إصدار موقف واضح يعزّز الرأي القائل برضاء عراقي مضمر بالتصعيد التركي.

هذا الرأي يتبنى ما يقترب منه برلمانيون كانوا قد نددوا بتصريحات أوغلو التي سبقت موقف أردوغان ليعيدوا أمس تجديد كلمتهم الداعية إلى «إغلاق الباب أمام دخول أي قوات أجنبية». واتهم مقرر البرلمان عضو لجنة الأمن والدفاع عماد يوخنا أمس الحكومة بـ«إهمال الوجود التركي في بعشيقة» قائلاً إن «دخول تركيا إلى العراق لم يُجابَه برد حكومي صارم وحازم وسيفتح المجال أمام الوجود العسكري الأميركي والإقليمي». وأشار يوخنا إلى أن «أنقرة لم تسحب قواتها بعد الانتهاء من الحرب على عناصر داعش الإرهابي والحكومة الاتحادية غضت النظر عنها» مضيفاً أن «بغداد لم تبرم أي اتفاق عسكري مع أنقرة يسمح لها بوجودها داخل الأراضي العراقية».

وفي اتجاه الحكومة أيضاً كان موقف «حزب العمال» الذي رأى مصدر قيادي فيه أن «من واجب الحكومة العراقية حماية سنجار باعتبارها مدينة عراقية» مؤكداً في الوقت نفسه «(أننا) جاهزون لأي مواجهة مع تركيا لكننا نتمنى أن لا تقع أي مواجهة». ولفت المصدر إلى أن «لدينا اتصالات غير مباشرة مع الحكومة العراقية وتواصلاً مع أغلب القوى السياسية».

الي ذلك أعلنت الحكومة العراقية أمس أنها أرسلت إلى إقليم كردستان رواتب جميع موظفي الإقليم بعد أقل من أسبوع على رفعها الحظر الجوي الذي كان مفروضاً على مطارَي السليمانية وأربيل. وقالت رئاسة الوزراء، في بيان، إن «وزارة المالية الاتحادية أطلقت رواتب جميع موظفي إقليم كردستان ومن ضمنهم البشمركة» مؤكدة «استمرار التدقيق لضمان وصول الرواتب إلى مستحقيها».

وأوضح المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي في تصريح صحافي أن «مجلس الوزراء حوّل 317.5 مليار دينار إلى إقليم كردستان لدفع الرواتب» مضيفاً أن «هذا المبلغ يأتي ضمن آلية دفعات شهرية ستُرسل دورياً إلى الإقليم استناداً إلى مراجعة وتدقيق السجلات والكشوفات للتأكد من تطابقها مع قانون موظفي الدولة».

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد قرر الأسبوع الماضي إعادة فتح المطارَين الرئيسين في كردستان أمام الرحلات الدولية بعد موافقة حكومة الإقليم على إخضاعهما لسلطة الحكومة الاتحادية.

عفرين تحت الاحتلال التركي ..Afrian2018.3.20

دخلت قوات الاحتلال التركي والفصائل المسلحة التابعة لها مدينة عفرين أمس الأول من دون قتال إثر انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية منها لتسقط كامل نواحي عفرين بما بقي فيها من مدنيين.

الصور التي انتشرت أمس عن اليوم الأول لدخول الغازين أظهرت الوجه الأوضح للمسلحين الذين ربّتهم أنقرة ووظّفتهم في مايسمي ب«جيش وطنيّ» إذ لم يوفّر هؤلاء وقتاً للبدء في نهب المنازل والمحالّ والآليات متباهين بغنائم «غزوتهم» ضد «الكفّار» لتعود مشاهد السكاكين والسواطير وجلابيب «الجهاديين» إلى الإعلام من ساحات عفرين.

وبينما غادر عسكر «الوحدات» إلى الشرق بقي آلاف المدنيين عالقين بين نارين؛ النزوح الطويل أو العودة إلى تحت رحمة «الفاتحين» الأتراك.

مدينة عِفرين سَتَخْلِط أوراق الأزمة السوريّة وربّما تزيدها تَعقيدًا ولا نُبالِغ إذا قُلنا أن النِّظام العربي السوري أقل المُتضرِّرين إن لم يَكُن أكثر المُستفيدين...

 

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية