الجامعة العربية: اجتماع «طارئ» لفلسطين

المرصاد نت - متابعات

يعقد مجلس جامعة الدول العربية في القاهرة اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين لبحث «جرائم الاحتلال الإسرائيلي» في الأراضي الفلسطينية المحتلة تلك التي أسفر آخرها عنpalstein2018.4.2 استشهاد 17 فلسطينياً عند حدود قطاع غزة خلال إحياء الذكرى الـ42 لـ «يوم الأرض»


أعلن الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في جامعة الدول العربية سعيد أبو علي أن مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين سيعقد اجتماعاً طارئاً غداً (الثلاثاء) بناءً على طلب من فلسطين وتأييد كل من الكويت ومصر والأردن لبحث جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة «ضد المتظاهرين السلميين الذين خرجوا في مسيرة تحت عنوان مسيرة العودة الكبرى لمناسبة الذكرى 42 ليوم الأرض، الجمعة الماضي، للمطالبة بحق العودة».

وفيما أكد أن الجامعة تتابع «عن كثب هذه التطوُّرات وآخرها المجزرة الاسرائيلية التي ذهب ضحيتها 17 شهيداً وأكثر من 1500 جريح»، شدّد أبو علي على ضرورة «تحمل المجتمع الدولي بأسره وكافة مؤسساته المسؤولية الكاملة لوضع حد فوري لهذه الجرائم الإسرائيلية وتشكيل لجنة تحقيق بصورة عاجلة لمساءلة الاحتلال وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني على طريق إنهاء هذا الاحتلال».

واشنطن تحبط بياناً حول المجزرة
الإعلان عن الاجتماع العربي الطارئ كان قد سبقه دعوة وجهها الاتحاد الأوروبي يوم السبت لإجراء تحقيق «مستقل وشفاف» حول استخدام القوات الاسرائيلية لذخائر حية في المواجهات التي اندلعت على حدود غزة. وبالتزامن مع دعوة الاتحاد الأوروبي أحبطت الولايات المتحدة مشروع بيان قدمته الكويت باسم المجموعة العربية يطالب بـ«إجراء تحقيق مستقل وشفاف» بعد المجزرة التي اقترفها الاحتلال، ويدعو إلى «احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي بما في ذلك حماية المدنيين». وبحسب مصادر صحافية اعترضت واشنطن بصورة نهائية على مشروع البيان، حيث خرقت ما يسمى «إجراء الصمت» لتحول بذلك دون صدور البيان.

ويذكر في هذا الإطار أن الكويت كانت سعت إلى استصدار بيان من مجلس الأمن خلال جلسة المشاورات التي عقدت مساء الجمعة. وحين عارضت واشنطن ذلك دعت الكويت إلى جلسة مفتوحة عقدت السبت على مستوى المندوبين، انتهت بالاعتراض الأميركي على مسودة البيان على رغم أنه لم يتضمن إدانة لاستهداف مسيرة العودة التي ستستمر حتى حلول ذكرى النكبة في منتصف أيار/ مايو المقبل وعلى رغم إعاقة الولايات المتحدة لمثل هذه الخطوة من خلال مجلس الأمن أكد مسؤولون فلسطينيون أمس أن السلطة تسعى إلى إجراء تحقيق دولي في أحداث المجزرة في جنيف.

ليبرمان يتوعَّد بعنف أكبر
انتهى يوم أمس بإعلان وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان رفضه فتح أي لجنة تحقيق حول أحداث يوم الجمعة وذلك رداً على تصريحات رئيس حزب «ميرتس» تمار زاندبرغ، والتي طالبت فيها رئيس وزراء الكيان بينامين نتانياهو، بفتح لجنة تحقيق إزاء عمليات القتل التي جرت بحق المعتصمين.

وقال ليبرمان: «لن نتعاون مع أي لجنة تحقيق»، متوعداً باستخدام القوة «بشكل أكبر» و«أكثر حدة ضد المتظاهرين الفلسطينيين في المرة المقبلة». وفيما أعرب عن استيائه من الأصوات الدولية والإسرائيلية من أحزاب «اليسار» خصوصاً حزب «ميرتس»، في شأن مطالبتهم بتشكيل لجنة تحقيق أكد أن جيش الاحتلال لن يتردد في «استخدام كل الوسائل الموجودة في متناول أيدينا» مطالباً في المقابل بفتح «لجان تحقيق لنصف مليون شخص قتلوا في سوريا وعشرات الآلاف في ليبيا والسودان واليمن».

مجزرة «يوم الأرض»

استشهد 17 فلسطينياً على الأقل وأصيب نحو 1500 آخرين بجروح وحالات اختناق من جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة العودة الكبرى في المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال وجنود القناصة على خطوط التماس الحدودية شمال وشرق قطاع غزة. و«يوم الأرض» تسمية تُطلق على أحداث جرت في 30 آذار/ مارس 1976، استشهد فيها 6 فلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948 خلال احتجاجات على مصادرة سلطات الاحتلال مساحات واسعة من أراضٍ فلسطينية.

فصائل غزة تحذر من تكرار المجزرة
في أول رد على تصريحات ليبرمان حذرت الفصائل الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي من ارتكاب المزيد من الجرائم وتهديده بشن ضربات في عمق القطاع وذلك خلال اجتماع عُقد، أمس، في مخيمات العودة على الشريط الأمني لقطاع غزة.

وأكد القيادي في حركة «حماس» إسماعيل رضوان أن المسيرات التي انطلقت يوم الجمعة الماضي ستستمر حتى 15 أيار محذراً تل أبيب من «أي حماقة قد ترتكبها بحق المدنيين العزَّل». بدوره شدّد القيادي في «حركة الجهاد الإسلامي» خالد البطش على «رفض الفلسطينيين صفقة القرن التي تقول تقارير متواترة إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تسعى لفرضها بمساعدة من دول عربية بهدف إنهاء القضية الفلسطينية». في غضون ذلك قالت وسائل إعلام إسرائيلية أمس إن قوات الاحتلال نشرت عدداً من بطاريات منظومة الدفاع الصاروخي (القبة الحديدية) في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة تحسباً لعمليات إطلاق محتمل للصواريخ.

وبحسب القناة السابعة العبرية، فإن «قيادة الجيش الإسرائيلي تستعد لإمكانية حدوث تصعيد ميداني»، قد يتطور إلى إطلاق صواريخ من غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية مشيرة إلى أن الفلسطينيين يخططون لتظاهرات جديدة خلال الأسابيع المقبلة.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية