المرصاد نت - متابعات
طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس دول مجلس التعاون بتمويل تكلفة وجود القوات الأمريكية في سوريا مطالباً مستشاريه بترتيب انسحاب قواته خلال ستة شهور.
وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن ترامب "طلب إنهاء مهمة القوات الأمريكية ضد تنظيم داعش بسوريا في ستة أشهر" معرباً عن "امتعاضه من قيمة الأموال الأمريكية التي تنفق في المنطقة".
وتساءل ترامب وفق تقرير "CNN" وقد استند إلى عدة مصادر مطلعة على سير الاجتماع حول سبب عدم التدخل من قبل دول أخرى في المنطقة ولاسيما البلدان الغنية في الخليج .
وهاجم ترامب خلال اجتماع الثلاثاء وخلال محادثات شخصية أخرى مع مسؤولين دول مجلس التعاون ولاسيما السعودية والإمارات بسبب عدم تقديمها موارد كافية لمحاربة "داعش" في سوريا وقال حسب التقرير إن "الملوك الأغنياء لهذه الدول سيضطرون إلى التخلي عن طائراتهم الخاصة ونمط حياتهم الفخم حال انسحاب أمريكا من المنطقة".
وقال الرئيس الأمريكي خلال محادثاته الهاتفية مع أحد حكام دول مجلس التعاون مؤخراً حسب ما كشفه لـ"CNN" مسؤول تحدث مع ترامب إثر المكالمة: "إنكم من دوننا ما كنتم لتستمروا في مواقعكم مدة أسبوعين ولكنتم انتقلتم إلى رحلات تجارية عادية (بدل طائراتكم الخاصة. وطالب دونالد ترامب من بن سلمان دفع 9 مليارات دولار لإبقاء القوات الأمريكية في سوريا.
ونقلت "سي إن إن" عن سيناتور في الإدارة الأمريكية أن ترامب اشتكى في اجتماع مع فريق الأمن القومي من استمرار إنفاق الأموال الأمريكية في المنطقة والتي بحسب قول ترامب لم تأتِ في المقابل بنتيجة بالنسبة لبلاده.
إدفعوا ثمن البقاء
ورقة الانسحاب أو البقاء خاضعة للمقاولة بالمعنى الحرفي للكلمة وفقاً لحسابات الربح والخسارة المالية وعلى المدى القصير. إذ لا يزال الأميركي في كل اجتماعات «الناتو» يطالب حلفاءه بثمن حراسة أمنهم في أوروبا مشترطاً عليهم لذلك رفع ميزانيات دفاعهم إلى ٢ في المئة من ناتجهم القومي الخام مع الاستمرار بالانفراد بالقرارات الاستراتيجية.
وعلى المنوال نفسه يبتز دونالد ترامب الشريك السعودي علناً: «العربية السعودية أمة ثرية جداً ونأمل أن يعطوا الولايات المتحدة جزءاً من ثرائهم هذا عبر خلق وظائف وشراء أرقى المعدات العسكرية في العالم».
فإما أن يموّل ولي العهد محمد بن سلمان الحملة الأميركية شرق الفرات التي تستعجل الحصول على أربعة مليارات دولار وتمويل خطة واسعة لتدريب جيش من المرتزقة المحليين، وإما أن يؤوب إلى الديار الألفا جندي أميركي تاركين كما قال ترامب، «للآخرين تدبر الأمر بأنفسهم في سوريا» ومن ضمنهم روسيا، وايران، وتركيا، وحزب الله... والسعودية.
يتصرف محمد بن سلمان على أساس أنه شريك في محور عسكري
ليس الابتزاز المالي وحده هو الخيار الذي طفا على سطح خطاب ترامب الانسحابي من سوريا. فتحت سطح الخطاب نفسه لا تزال تتفاعل أصداء حملته الانتخابية ووعودها بمشاطرة الخليجيين أموالهم سداداً لحماية لن تكون مجانية من الآن فصاعداً. أما البعد الأخير فهو الذي يعكس نزوع الشخصية الرئاسية الدؤوبة إلى محاولة فرض سلطتها على الدولة العميقة.
إن إعلان قرار الانسحاب كان تمريناً «ترامبياً» على علو كعبه على أقطاب الدولة العميقة داخل الإدارة التي فرضت عليه التراجع تباعاً. ففي الملف الروسي أولاً كان الرئيس ينوي التعاون مع روسيا بإيجابية في سوريا وفي ساحات اشتباك أخرى للتركيز على أولوية احتواء الصين. كما فرضت عليه التراجع في الملف السوري الذي تحول إلى ساحة مواجهة مع روسيا، لاستنزافها، وصار إسقاط النظام ممراً إجبارياً لاحتواء إيران، بعد أن كان شريكاً إجبارياً في المعركة ضد «داعش».
أما الفرضية الأخرى فتجعل من الانسحاب محطة إعداد وتمهيد لحرب أوسع وأشمل تحقق للولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ما لم تستطع العمليات العسكرية الأميركية تحقيقه منذ أيلول ٢٠١٤ والضربات الجوية الإسرائيلية ضد حزب الله، ودخول الولايات المتحدة شريكاً مباشراً في الحرب السورية وإنهاء الحرب بواسطة برامج «السي اي اي»، والبنتاغون لتدريب المعارضات المختلفة وتسليحها.
إن الانتشار الأميركي في سوريا سواء انحسر أو امتد في الأسابيع أو الأشهر المقبلة قد أدى غرضه ووظيفته القتالية ولن يغيّر شيئاً في حقيقة أن محور المقاومة قد تطور ونما وتحول خلال الحرب إلى قوة هجومية ديناميكية قادرة على مواجهة إسرائيل. ولم يعد مجرد انتشار قوات أميركية شرق الفرات مع الغطاء الجوي والضربات الإسرائيلية كافياً لحجب واقعة أن حزب الله أصبح قادراً على تصنيع صواريخ دقيقة وموجهة تعتبرها إسرائيل كاسرة للتوازن.
انكسرت قواعد اللعبة التي حاول الإسرائيلي فرضها وهو ما حدا رئيس الأركان غادي أيزنكوت إلى التهديد «بشن حرب تدميرية كبرى لا تبقي ولا تذر، ولا تستثني المدنيين». إن أي حرب قادمة ستكون حرباً أميركية إسرائيلية مشتركة وتل أبيب ستكون عاجزة عن الدفاع عن نفسها كما قال نائب رئيس الأركان السابق يائير غولان أمام «معهد واشنطن» في أيلول الماضي وإنّ «شن أي حرب في المستقبل لن يكون ممكناً من دون الولايات المتحدة وإن إسرائيل تعوّل عليها للانتصار على إيران».
وكان أيزنكوت قد توقع أن يقود «حرباً قبل نهاية هذا العام». ويعزز المعادلة الجديدة للحرب الأميركية الإسرائيلية، التوسع الكبير في المناورات المشتركة بين الطرفين في إسرائيل في الأشهر الاخيرة، ونشر المزيد من شبكات «الباتريوت» والقبة الحديدية لسد الثُّغَر الكبيرة التي ظهرت فيها، سواء خلال المناورات أو الأداء السيئ لصواريخ «الباتريوت» التي ضلت طريقها في سماء الرياض قبل أسبوعين، والتي بيّنت هشاشة الادعاءات الحديدية للقبّة الأميركية الإسرائيلية .
طرح التجاذب الانسحابي الأميركي من سوريا وجهة أخرى تزعم أن الانسحاب لن يكون تراجعاً أمام محور المقاومة لكنه قد يكون فرصة للحرب والانتصار فيها. فالشروط كلها تبدو مواتية لكي تشتعل نيرانها أكثر من أي وقت مضى. إذ تجد إسرائيل نفسها إلى جانب إدارة أميركية لا حدود لصقوريتها بل تزايد عليها في قرع طبول الحرب. وهناك السعودية التي كانت متواطئة مع إسرائيل في حرب تموز ٢٠٠٦، وفي الحروب على غزة ٢٠٠٩ و٢٠١٢، وتحوّلت اليوم إلى المحرّض الأول عليها. يتصرف محمد بن سلمان على أساس أنه شريك في محور عسكري يضمه إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
وتقول مصادر مطلعة إنّه أبلغ البريطانيين خلال زيارته الاخيرة للندن أن بلاده يمكن أن تشن الحرب على إيران مراهناً على نصرة الغرب إياه تكراراً لسابقة عاصفة الصحراء وحرب الخليج التي هبّ الغرب خلالها لتدمير العراق بعد غزوه الكويت.
إن ما يمنع هذا السيناريو الذي يشي به الكلام الانسحابي الأميركي هو الأكلاف الباهظة التي لن تستطيع إسرائيل احتمالها إذا ما وقعت الحرب. تملك المقاومة القدرة على إلحاق خسائر فادحة بالمثلث الاستراتيجي في أكبر تجمع سكاني لإسرائيل في تل أبيب، حيفا, القدس الغربية. وهو مثلث تقطنه النخب اليهودية الغربية التي لم تدفع أثمان الحروب السابقة للكيان الصهيوني.
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد توقع أن تمتد الحرب إلى أكثر من ساحة تتجاوز لبنان وأن تشهد الجبهات تدفق الآلاف من المقاتلين من العراق وإيران وجبهات محور المقاومة كذلك إن تلك الحرب مفتوحة على أزمان لن يكون بوسع إسرائيل التحكم بمجرياتها ولا بخواتيمها وهو الأشد قتلاً لها.
المزيد في هذا القسم:
- نتنياهو وبن زايد مرشحا نوبل للسلام.. عندما تنتصر الجائزة للجلاد المرصاد-متابعات أصبحت معايير جائزة “نوبل للسلام” تنتصر للجلاد على حساب الأبرياء وتبحث عن السفاحين وقادة الحروب وخفافيش الدماء لتحولهم إلى حمام سلام في ...
- الفاتيكان يعلن وفاة البابا السابق بنديكت السادس عشر صباح اليوم المرصاد-متابعات أعلن الفاتيكان، السبت، وفاة البابا السابق بنديكت السادس عشر، الساعة 9:34 صباح اليوم، عن عمر يناهز 95 عاما. جاء ذلك في تغريدة للفاتيكان على توي...
- تونس : اقالة وزراء واشتباكات مسلحة جنوب البلاد المرصاد نت - متابعات أعلن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد مساء أمس الأحد اقالة كل من وزيري المالية والتربية من مهامهما بعد تصاعد الاحتجاجات في عدد من المدن ...
- روسيا تعلن اعتقال شخصين يشتبه بتورطهم بقتل المعارض نيمتسوف أعلن رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، أنه تم اعتقال شخصين يشتبه تورطهما في حادث اغتيال السياسي المعارض بوريس نيمتسوف قبل أسبوع بالقرب من ال...
- اتفاق دولي لتهدئة الازمة في أوكرانيا توصلت الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا إلى اتفاق على اتخاذ خطوات من شأنها تهدئة الأزمة الأوكرانية. وجاء ذلك خلال اجتماع لوزراء الأطراف ا...
- حزب الله ينفي استهداف الطائرات الصهيونية قافلة له المرصاد نت - متابعات نفت قناة المنار التابعة لحزب الله صحة الأنباء التي تحدثت عن استهداف الطائرات الحربية للعدو الاسرائيلي إحدى قوافل حزب الله في منطقة مجد...
- الرئيس بشار الأسد يؤكد رفضه اقامة مناطق عازلة في سوريا المرصاد نت - متابعات جدد الرئيس بشار الأسد رفض بلاده المطلق لإقامة مناطق آمنة للاجئين والنازحين قائلا إنها لن تجدي لأنها لن تحمي السوريين من الجماعات المسلحة....
- تحركات أميركية للسيطرة على الحدود العراقية ـــ السورية المرصاد نت - نور أيوب تُكثّف الولايات المتحدة تحركاتها العسكرية عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن في سعي مُتجدِّد من قِبَلها للإمساك بالطرقات الدول...
- الرئيس الفنزويلي مادورو: لدينا أكثر من مليوني مقاتل! المرصاد نت - متابعات يريد مايك بومبيو الجائل في الإقليم اللاتيني ــ بهدف تثبيت تعاون دوله المُلحقة بواشنطن ضد الجار الفنزويلي ــ مزيداً من الانخراط في الانقلا...
- وزير الخارجية التركي: لن نسلح الأكراد ولن نسمح بعودتهم لمواجهة داعش في كوباني مولود تشاووش أوغلوعلق وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو على دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستفان دي ميستورا، للسماح للأكراد السوريين بالعودة إلى عين ا...