دوما «محررة بالكامل»... والرئيس الأسد يحذّر

المرصاد نت - متابعات

بعد ساعات قليلة على إعلان استعادة السيطرة على الغوطة الشرقية بالكامل حذّر الرئيس بشار الأسد من أن أي تحركات محتملة ضد بلاده ستؤدي إلى «مزيد من زعزعة الاستقرار»Syriaa2018.4.12 في المنطقة على خلفية تهديدات واشنطن بشن ضربات عسكرية رداً على الهجوم الكيميائي المفترض السبت الماضي في مدينة دوما.


الرئيس الأسد وخلال استقباله مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي والوفد المرافق له قال: «مع كل انتصار يتحقق في الميدان تتعالى أصوات بعض الدول الغربية وتتكثف التحركات في محاولة منها لتغيير مجرى الأحداث. وهذه الأصوات وأي تحركات محتملة لن تساهم إلا في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وهو ما يهدّد السلم والأمن الدوليين».

ووفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» تناول اللقاء التطورات المتسارعة في الحرب على الإرهاب والارتدادات السياسية الناتجة عنها حيث تمّ التأكيد أن تهديدات بعض الدول الغربية بالعدوان على سوريا «بناءً على أكاذيب اختلقتها هي وأدواتها من التنظيمات الإرهابية في الداخل» جاءت بعد تحرير الغوطة الشرقية وسقوط رهان جديد من الرهانات التي كانت تعوّل عليها تلك الدول.

من جانبه قال ولايتي إن صمود سوريا «في واحدة من أعتى الحروب الإرهابية وتصميم شعبها على النصر على الرغم من كل الدعم والتمويل والتسليح الخارجي لهذه الحرب هو نموذج يحتذى به لكل شعب من الممكن أن يتعرض لمثل هذا النوع من الحروب» مؤكداً أن إيران «كانت وستبقى دائماً إلى جانب سوريا».

في غضون ذلك ومع تصاعد التوترات بشأن ضربة أميركية محتملة في سوريا، قال الكرملين إن خط الاتصال مع الولايات المتحدة الذي يهدف لتجنب الاشتباك غير المقصود، مستخدم من الجانبين ونشط «من كلا الطرفين» في إطار «تفادي أية خطوات من شأنها مفاقمة التوتر». جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الذي أكد أن بلاده تراقب عن كثب تصريحات واشنطن في هذا الشأن. كذلك أشار بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم إجراء اتصالات هاتفية دولية اليوم «ليس بينها محادثة مع (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب».

الرد الأميركي جاء سريعاً إذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على «تويتر» أن الضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا «قد تكون قريبة جداً وقد لا تكون كذلك» على اعتبار أنه لم يقل «قط متى سيحدث الهجوم».

ويأتي ذلك بعيد إعلان قائد مركز المصالحة الروسي في سوريا الجنرال يوري يفتوشينكو في وقتٍ سابق من اليوم أن القوات الحكومية السورية سيطرت على مدينة دوما قرب دمشق وأنه تم رفع العلم السوري فيها.

وقال يفتوشينكو للصحافيين: «اليوم كان هناك حدث مهم في تاريخ الجمهورية العربية السورية وهو رفع علم الدولة فوق مبنى مدينة دوما والذي يشير إلى السيطرة على هذه البلدة وبالتالي على الغوطة الشرقية بالكامل». يفتوشينكو لفت كذلك إلى أنه تم إدخال وحدات من الشرطة العسكرية الروسية لتتولى الإشراف على «تنفيذ واحترام القانون والنظام» في المدينة المحرّرة حتى يتم تسليمها للحكومة الشرعية في سوريا.

في السياق نفسه أعلن النائب الأول لرئيس إدارة العمليات الرئيسية في الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فلاديمير بوزنيخير أن سكان الغوطة الشرقية يحصلون على المساعدات الإنسانية الضرورية سواء من خلال الأمم المتحدة أو من خلال مركز المصالحة الروسي. وفي إطار هذه المهمة أوضح بوزنيخي أنه تم تأمين ثلاث قوافل إنسانية تابعة للأمم المتحدة بحجم 445 طناً من الغذاء والدواء والضروريات الأساسية لافتاً إلى أن «الجنود الروس قاموا بتسليم 518 طناً من الطعام وأكثر من 9000 لتر من الماء و8 آلاف و457 غطاء دافئاً وأكثر من 114 ألف مجموعة من المواد الغذائية». ووفقاً للجيش الروسي فإن مسلّحي تنظيم «جيش الإسلام» سلموا أكثر من 400 قطعة سلاح بينها رشاشات وقاذفات قنابل وقناصات عند خروجهم من المدينة.

قناة الاتصال بين موسكو وواشنطن تعتمد بحسب الكرملين على خط هاتفي خاص. ويؤدي هذا الخط دوراً رئيسياً في تفادي الحوادث على الأرض وفي الأجواء السورية علماً أنه تم الإعلان عن تعليق العمل به مراراً في السابق خلال فترات التوتر وهو قائم بين مركز قيادة العمليات الجوية لـ«التحالف الدولي» في قطر ومركز القيادة الروسي استخدم الروس والأميركيون الخط لتحديد مناطق «فض الاشتباك» وهي مناطق يعدها أحد الطرفين حساسة جداً وينظر إلى أي تدخل فيها على أنه تهديد. وعدا عن الخط الهاتفي، اتفق الروس والأميركيون على عدد من الإجراءات المتبعة في عملياتهم مثل الاتفاق على الترددات اللاسلكية المستخدمة في المبادلات بين طياري البلدين.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية