المرصاد نت - متابعات
تتجه الأنظار إلى بروكسيل التي وصلها وزير الخارجية الإيراني ضمن جولته لاستطلاع مصير الاتفاق النووي بعد الانسحاب الأميركي. وتُعدّ محادثات اليوم بين ظريف والأوروبيين خطوة حاسمة على طريق حماية الاتفاق من الانهيار حيث يسعى الإيرانيون للاستحصال على ضمانات عملية واتفاقات تقنية للحد من تأثير العقوبات على مصالح طهران
بعد محادثات أجراها في بكين وموسكو، وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس إلى بروكسيل للقاء وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى جانب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني. وبعدما حصل ظريف على دعم الصينيين والروس في مواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخروج من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على إيران تُشكّل بروكسيل المحطة الأهم في جولة الوزير الإيراني الموسعة، لإنجاز الترتيبات اللازمة لما بعد قرار واشنطن.
ومع أن طهران حددت مهلة تتراوح ما بين 45 و60 يوماً للتوصل إلى اتفاق واضح مع الأوروبيين فإن المشاورات التي يعقدها ظريف اليوم في بروكسيل ستكون مصيرية ومهمة لاستكشاف مدى جدية أوروبا وقدرتها على حماية الاتفاق. على أن من الواضح أن مشاورات ظريف اليوم لن تكون الأخيرة في حال تلمّس تجاوب أوروبي مع المفاوض الإيراني. وأعلن ظريف، قبيل مغادرته موسكو أنه سبق وطلب من موغيريني، في رسالة بعثها بتاريخ 10 أيار الجاري تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة الاتفاق النووي.
وتُعدّ جولة ظريف خطوة محفوفة بالتحديات الداخلية والخارجية سواء لجهة وجود معارضة إيرانية شديدة لاستمرار حكومة الرئيس حسن روحاني في الاتفاق بعد الانقلاب الأميركي، وهي معارضة لا ترقى إلى درجة عرقلة محاولات روحاني وظريف الاستحصال على ضمانات أوروبية وكذلك لجهة حجم الضغوط الأميركية على الأوروبيين والشركات الكبرى العاملة في إيران وضبابية مستقبل تصدير النفط. وتستمرّ حكومة روحاني في الاتفاق النووي وفق ضوء أخضر من المرشد الأعلى علي خامنئي مشروط بالاستحصال على ضمانات واضحة وعملية ومحددة من الأوروبيين.
من هنا تبدو مهمة ظريف صعبة إذا ما فشل في التوصل إلى اتفاق واضح وصريح وعملي مع شركاء الصفقة النووية الأوروبيين، في وقت يُفهم من تصريحات روحاني أن الوعود بالالتزام بالاتفاق لن تكون كافية إذا لم تُرفَق بخريطة طريق عملية تحفظ مصالح إيران ومكتسباتها. وعاد ظريف أمس عقب لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو ليؤكد وجهة الدبلوماسية الإيرانية في المرحلة الراهنة، بالقول: «الهدف النهائي من كل هذه المحادثات هو الحصول على ضمانات بأن يتم الحفاظ على مصالح الشعب الإيراني كما يكفلها (الاتفاق)».
على المقلب الأوروبي بدا وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا في إصرار على إنقاذ الاتفاق النووي. وخلال لقاء عقد أمس في لندن عشية اجتماع بروكسيل، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إن «موقفنا يعبر عن عزم ووحدة وتصميم على استمرار هذا الاتفاق» وأضاف لودريان: «لقد أسفنا لهذا القرار الأميركي»، مشدداً على أن «اتفاقاًَ دولياً لا يصبح لاغياً لمجرد أن الولايات المتحدة انسحبت منه. نحن باقون في الاتفاق ونريد أن يستمر ما دامت إيران تحترمه».
وأوضح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسن بدوره أن اجتماع بروكسيل سيبحث «ما يمكننا القيام به لمساعدة الشركات البريطانية والشركات الأوروبية بحيث تكون واثقة بأنها تستطيع الاستمرار في ممارسة أعمالها»، مؤكداً أن «المملكة المتحدة وفرنسا عازمتان على صون جوهر الاتفاق». وتُعدّ إشارة جونسون إلى الخطوات العملية نحو تأمين شبكة حماية للشركات الأوروبية، عاملاً رئيساً من عوامل تحديد مصير اجتماع بروكسيل اليوم وإن كان الوزير البريطاني لم يؤكد أن هذه المساعي ستُكلَّل بالنجاح، حين علّق على الأمر بالقول: «لن أدّعي أن ذلك سهل لكننا عازمون على حماية شركاتنا».
وبالتوازي مع اجتماع لندن التحضيري لمشاورات بروكسيل أصدرت الخارجية الفرنسية بياناً دعت فيه الولايات المتحدة إلى عدم شمول الشركات الفرنسية والأوروبية بالعقوبات الجديدة، مؤكدة عزم باريس على مواصلة حماية الشركات الفرنسية. وأوضح البيان أن وزيرا الخارجية والاقتصاد الفرنسيين سيعقدان لقاءات في بروكسيل مع النظراء الألمان والبريطانيين والإيرانيين. ويؤكد حضور وزراء الاقتصاد في اجتماع اليوم وفق البيان الفرنسي أن الاتفاق على الجانب التقني والإجراءات العملانية سيمثل مؤشراً إلى نجاح المشاورات ومن ثم إنقاذ الاتفاق. كل ذلك وسط أجواء قلق تعبر عنها الشركات الكبرى المتعاملة مع إيران والتي لا يريد الأوروبيون خسارة عوائدها، فيما تنظر طهران إليها كشبكة أمان لتحرر النفط ومجالات أخرى من العقوبات.
المزيد في هذا القسم:
- وساطة إثيوبية على أنقاض الاعتصام: لا تفاؤل بجولة تفاوض جديدة ! المرصاد نت - متابعات قدمت قوى الحرية والتغيير في السودان لائحة شروط إلى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قبل الدخول في مفاوضات جديدة مع المجلس العسكري الانتقالي...
- أردوغان يخلط أوراق سوتشي من حميميم وترامب . المرصاد نت - متابعات الحرب الكونية على سورية تتجه نحو نهاياتها المحتومة كما أراد لها أهل الحق من شعب وقيادة ومقاومة سورية وعربية وإسلامية. وهذا ما يتأكد يومياً...
- الملك السعودي يطيح بولي عهده ويعين نجله محمد بن سلمان مكانه المرصاد نت - متابعات عيّن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز فجر الأربعاء نجله الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد بموجب أمر ملكي أعفى فيه الأمير محمد بن نايف من...
- البرلمان العراقي ينعقد اليوم لحسم إخراج القوات الأميركية! المرصاد نت - متابعات يعقد البرلمان العراقي اليوم الأحد، جلسة استثنائية للبتّ بمسألة الاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد ومناقشة تداعيات الاعتداء الجوي الأميرك...
- مقتل واصابة العشرات في إنفجار قرب معهد الأورام في القاهرة! المرصاد نت - متابعات أعلنت وزارة الصحة المصرية فجر اليوم الإثنين أنّ 19 شخصاً قتلوا وأصيب 30 في انفجار وقع خارج المعهد القومي للأورام وسط العاصمة القاهرة. مص...
- حماس تشن حملة إعتقالات في غزة... على خلفية تحرير حلب المرصاد نت - هاني إبراهيم في تناسق وتناغم كبيرين بين أذرع «الإخوان المسلمون» في دول عربية وإسلامية حفل اليومان الماضيان بحملة كبيرة استهدفت استعاد...
- حصار قطر: التضحية بوحدتنا قرباناً للولايات المتحدة المرصاد نت - متابعات ماذا يحدث في الخليج ماذا حدث لدول مجلس التعاون الخليجي؟ لماذا هذا الانقسام لماذا كل هذه الحرب الإعلامية المسعورة من قبل بعض القنوات الممو...
- الأعنف منذ قرن.. إعصار "مايكل" يغرق مناطق فلوريدا الأميركية المرصاد نت - متابعات ضرب إعصار "مايكل" ولاية فلوريدا الأميركية مصحوباً برياح عاتية بلغت سرعتها 250 كلم في الساعة وهي الرياح الأعنف منذ أكثر من قرن وسط مخاوف م...
- من غيتس إلى كارتر: الشقّ السعودي في مذكّرات وزراء الدفاع المرصاد نت - متابعات يقدّم وزراء الدفاع الأمريكيون في مذكّراتهم صورة إجماليّة عن أيّامهم في البنتاغون المذكّرات ورغم أهميتها للكاتب والقارئ على حدّ سواء...
- اسرائيل تحقق الإكتفاء الذاتي من نفط الجولان ! المرصاد نت - متابعات ضربت "إسرائيل" اتفاقيات لاهاي الدولية التي تحظرها من استغلال الموارد الطبيعية، في الجولان العربي السوري المحتل عرض الحائط وسمحت لشركة ...