المرصاد نت - متابعات
لم تصل المشاورات الأوروبية الإيرانية بعد إلى خواتيم مرضية لطهران، تتوافق مع الشروط التي التزمت بها من اليوم الأول للتفاوض عقب الانقلاب الأميركي على الاتفاق النووي. جولات ثانية تنتظر الدبلوماسيين على الطرفين هذا الأسبوع تصرّ إيران على أن توفر «ضمانات» وافية أمام العقوبات الأميركية مع تشكيك متواصل في قدرة الأوروبيين على تحدي السياسات الأميركية
منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على طهران تراوح المشاورات الدبلوماسية بين الإيرانيين والأوروبيين وبقية شركاء الاتفاق مكانها من دون أن تفضي إلى حل جدّي قادر على فرض حماية عملية لمكتسبات الاتفاق. لم تمنع الإجراءات الأوروبية لحماية الشركات العاملة في إيران أو معها المتمثلة بتفعيل قانون «التعطيل»، من مغادرة الشركات الكبرى والمصارف للجمهورية الإسلامية. وهذه الحالة تدفع بالدبلوماسية الإيرانية النشطة هذه الأيام إلى إعلان أن ما توصل إليه الأوروبيون غير كاف حتى الآن، ولا يقدم «الضمانات» التي تشترطها إيران للبقاء في الاتفاق.
الموقف الإيراني أبلغه وزير الخارجية محمد جواد ظريف لمفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة ميغيل أرياس كانتي أمس. وقال ظريف لكانتي إنه «مع انسحاب أميركا زادت توقعات الرأي العام الإيراني حيال الاتحاد الأوروبي من أجل الحفاظ على مكاسب الاتفاق» قبل أن يستدرك بالقول: «الدعم السياسي من الاتحاد الأوروبي للاتفاق ليس كافياً». وأوضح للمسؤول الأوروبي الذي زار طهران لتنسيق جهود الحفاظ على الاتفاق أن «إعلان شركات أوروبية كبرى احتمال انسحابها من تعاونها مع إيران لا يتسق مع التزام الاتحاد الأوروبي». ورأى أن تعهدات الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاتفاق غير كافية وأن عليه أن يقوم «بخطوات ملموسة إضافية وأن يزيد استثماراته في إيران».
لكن تقرير الفريق الإيراني المفاوض، المرفوع للبرلمان، يشير إلى أن قانون التعطيل مجدٍ مع الشركات المتوسطة والصغيرة، على عكس الحال مع الشركات الكبرى، كما يشير التقرير إلى أن أيدي الأوروبيين «مغلولة» على رغم ظهور الخلافات مع الأميركيين ونوايا الأوروبيين برهنة «السيادة» بوجه الضغوط الأميركية وهو ما جعل التقرير يخلص إلى أن الوفد «راضٍ حيال سير المفاوضات مع الأوروبيين». ولفت الناطق باسم رئاسة البرلمان بهروز نعمتي إلى أنه تم البحث في اجتماع مغلق، على ضوء التقرير الضمانات التي يجب على الأوروبيين تقديمها بعد الانسحاب الأميركي، مضيفاً: «المفاوضات جارية ولم نصل إلى موقف موحد ونهائي».
وشكك مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي علي أكبر ولايتي من جهته في المواقف الغربية معتبراً أن الدول الأوروبية تطلق مواقف متضاربة واصفاً ذلك بـ«الأمر المثير للشكوك». وأمل ولايتي في أن يحصل المسؤولون الإيرانيون على ضمانات في مفاوضاتهم «إذ إنه لا يمكن الوثوق بطرف متذبذب الموقف يطلق تصريحات متناقضة».
وتأتي المواقف الإيرانية في وقت تتواصل التصريحات الأوروبية حيال دعم الاتفاق وابتكار حلول عملية لإنقاذه، فيما تستمر الشركات والمصارف الغربية في إعلان انسحابها من إيران بغية تجنب العقوبات الأميركية من دون أن يظهر أثر فعلي للإجراءات الأوروبية على قرار الشركات الكبرى. وفي تصريح من شأنه أن يضيف ضمانات للشركات الأوروبية المتعاملة مع إيران قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير أمس إن بلاده تنظر في ما إذا كان بمقدور الاتحاد الأوروبي أن يعوض الشركات الأوروبية التي قد تواجه عقوبات من الولايات المتحدة. وجدّد لو مير رفضه أن تلعب واشنطن دور «الشرطي الاقتصادي للعالم» مشيراً إلى ضرورة أن يشدد الاتحاد الأوروبي من قواعد «التعطيل» التي يرجع تاريخها إلى عام 1996، والتي قد تسمح بالتدخل لحماية الشركات الأوروبية.
ويلمح الوزير الفرنسي في حديثه عن تعويض الشركات الأوروبية إلى مسار قانوني يجري تداوله أوروبياً يتضمن مجموعة إجراءات تتبع تفعيل قانون «التعطيل»، للحد من تأثير العقوبات الأميركية والحفاظ على المصالح الأوروبية في إيران. وعلى رأس هذه الإجراءات معلومات يجري تداولها حول إنشاء «صندوق تعويضات» يعمل على شقين: الأول، يمكّن الشركات الأوروبية من استعادة الرسوم والغرامات التي تفرضها الهيئات الناظمة الأميركية على الأنشطة مع إيران والمسموحة بموجب القانون الأوروبي.
أما الثاني، وهو الأكثر تعقيداً وكلفة، فيعطي الهيئات الناظمة في الاتحاد الأوروبي صلاحية الإشراف على نشاط وزارة الخزانة الأميركية والتدقيق في تطبيقها للعقوبات الثانوية ضد الشركات الأوروبية وأصولها التي تقع في نطاق القانون الأميركي وسلطاته القضائية. وتتواصل التحركات على خط إنقاذ الاتفاق النووي، ومن المتوقع أن تعقد اللجنة المشتركة للاتفاق، المشكلة بناء على طلب طهران الجمعة المقبل اجتماعها الأول من دون مشاركة أميركية.
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس، إن اللجنة المشتركة ستجتمع الجمعة المقبل «بهدف دراسة الأبعاد الناجمة عن خروج الولايات المتحدة»، مؤكداً أن المحادثات مع الأوروبيين تقتصر على ضمان مصالح إيران «وليست لدينا أي محادثات حول قضايا غير الاتفاق».
المزيد في هذا القسم:
- بعد توقف إمدادت السعودية...مليوني برميل نفط كويتي لمصر شهريا المرصاد نت - متابعات كشف رئيس الهيئة العامة للبترول المصرية، طارق الحديدي، أن "بلاده وقعت عقودا طويلة الأجل مع الكويت، لإمدادها بنحو 2 مليون برميل شهريا لمدة ...
- تكلفة مخاطر الحرب تهبط بمبيعات وقود السفن بالإمارات لصالح سنغافورة! المرصاد نت - متابعات قالت مصادر تجارية إن شركات الشحن تحاول تقليص الوقت الذي تقضيه سفنها في الشرق الأوسط بعدما أدت هجمات على ناقلات نفط إلى رفع تكلفة التأمين ...
- أميركا بين الغباء الإسرائيلي والتحدّي الإيراني؟ المرصاد نت - متابعات يبدو الآن جلياً أن القدرة الإيرانية على التحرّك في الأحداث والعواصف السياسية جعلت من أميركا الأسوأ في المنطقة – وبالتالي - أخذت تخوّف "ال...
- من أجل إقصاء الحاكم وتغيير النظام في العالم العربي ! المرصاد نت - متابعات تصطدم الحركة الشعبيّة في الجزائر والسودان بواقع صعب: نجحت الحركتان في إقصاء الحاكم لكنهما لم تغيّرا النظام بعد. الحركة الشعبيّة في البلدي...
- غارات إسرائيلية على غزة والمقاومة تقصف تجمّعاً للعدو الإسرائيلي المرصاد نت - متابعات جددت طائرات الاحتلال الصهيوني مساء اليوم الخميس غاراتها على مواقع المقاومة الفلسطينية في أنحاء متفرقة في قطاع غزة فيما أكدت وزارة الصحة ع...
- حرب لبنان الثالثة ..28 يوما كحد أقصى المرصاد نت - متابعات أعلن محلل الشؤون العسكرية في “القناة الأولى” اليران طال ان “الجيش “الإسرائيلي” يعمل على تقليص أيام الحرب (ا...
- التطبيع الخليجي يُثمر أميركياً: إسرائيل دولة غير محتلة! المرصاد نت - علي حيدر لم يكن استبدال وصف «الأراضي المُسيطَر عليها» بـ«الأراضي العربية المحتلة عام 1967» في تقرير وزارة الخارجية الأمير...
- «العودة» مُستمرة... والقصف الإسرائيلي أيضاً المرصاد نت - متابعات يستمر الفلسطينيون في قطاع غزة بفعاليات مسيرة العودة الكبرى التي بدأت قبل أسبوعين. وفيما ارتفع عدد الشهداء إلى 29 والجرحى إلى الآلاف قصفت ط...
- دول الخليج في مواجهة إيران أم في مواجهة الفراغ؟ المرصاد نت - متابعات يبدو أن الحُكم السلالي في دويلات الخليج على المحكّ، وأكيد أنه في طريق الزوال وعلى أكثر تقدير في السنوات الثلاث المقبلة. تؤكِّد رؤيتنا هذه...
- تونس : الفخفاخ سيؤلف حكومة مصغّرة تُحقق أهداف الثورة! المرصاد نت - متابعات قال رئيس الوزراء التونسي المكلف إلياس الفخفاخ إنّه سيؤلف «حكومة مصغرة بهدف التركيز على تحقيق أهداف الثورة وإرساء دولة عادلة وقوية تُنهي ع...