المرصاد نت - متابعات
ما يتسرب بين الحين والآخر من أنباء رسمية وغيررسمية عن اتصالات مباشرة وغيرمباشرة بين مختلف المستويات السعودية والإسرائيلية قد يمكن اعتباره على أنه تطبيع إعلامي باتت الدبلوماسية العربية ترى نفسها مجبرة على تقطيره في العقلية العربية قطرة قطرة على مسار التطبيع الأساسي الذي يجري رغماً عنها.
حقاً أن تهيئة العقلية العربية لقبول الكيان الصهيوني كنزيل طبيعي في البيت العربي وتخصيص حيز لا يستهان به من لقمة العيش التي يدبرها المواطن الفلسطيني بشق النفس وفسحة العيش التي تضيق به يوما بعد يوم أمر ليس بالسهل، وهي بحاجة إلى تهيئة الأرضية.
فالشعوب العربية لن تتقبل بسهولة ما تقبله ساستها من إدارة الظهر إلى ماض تاريخي عاشته الشعوب العربية على أساس أنه القضية الأساسية والتي قدمت عدة أجيال عربية الغالي والنفيس لها.
لا ننسى الدموع والدماء التي أهرقت من أجل القضية الفلسطينية من أدنى العالم العربي إلى أقصاه.. ولا ننسى المتطوعين الذين شدوا الرحال من البصرة العراقية والرباط المغربية وعدن اليمينة والاسكندرية المصرية وجبل عامل اللبنانية وغيرها من المدن في شتى أنحاء العالم العربي .. حاملين معهم بنادقهم العتيقة والبسيطة.. والبعض منهم سائراً على بغلته أو حصانه.. لكي يشاركوا الفلسطينيين في معركة الدفاع بوجه عدو اتفق الجميع على أنه العدو الأول للمواطن العربي.
فما حدا مما بدى؟.. كيف وصلنا إلى أننا بتنا اليوم مجبرين على أن نتقاسم خبزتنا وفراشنا مع العدو؟ بل وأن نسلمه حصة الأسد من كل شيء، ونحن صاغرين؟!
الأردن وبحكم الجيرة مع إسرائيل قد يكون مجبراً على التعاطي مع هذا الكيان.. لكن كيف بالنسبة للسعودية؟!.. حوالي 1500 كيلومتراً تفصل بين تل أبيب والرياض.. ولا سلطة لتل أبيب على مصادر المياه أو الأرض أو النفط أو الطرق والمعابر أو.. أو.. في السعودية.. من أعاليها إلى أقاصيها.
تهم إسرائيل أن تكون لها علاقات مع السعودية بصفتها متورطة في مجمل الملفات الإقليمية.. ودأبت منذ أمد لا يعلمه إلا الله على الإعداد لهذه العلاقات.
تعلم تل أبيب أن السعودية بصفتها مرجعاً لكثير من رعاع وهمج السياسة العرب إن رضخت للأمر الواقع في الإفصاح عن علاقات مباشرة مع الكيان الإسرائيلي.. فسوف يتبعها القطيع كله.
والناس على دين ملوكهم .. فإن أجازت الرياض شرعية العناق مع الإسرائيلي فسوف تتسارع آنذاك مختلف الأطراف العربية إلى الترامي في أحضان تل أبيب.
صحيفة "معاريف" ونقلاً عن محرر الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال جاكي حوجي كتبت أن الأخير قال إن صديقاً أردنياً اتصل به مؤخراً وأبلغه بحماسة بالغة بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حضر الاجتماع الثنائي الذي ضم الاثنين الماضي في العاصمة عمّان الملك الأردني عبد الله الثاني ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
حوجي أشار في مقاله إلى أنه سواء كانت هذه المعلومة صحيحة أم لا فإن "تل أبيب" والرياض تجريان اتصالات مباشرة بينهما وأن ثمة لقاءات كثيرة عُقدت في أماكن مختلفة بعيداً عن الأضواء على نحوٍ ستتحوّل إلى أمر روتيني.
حسناً استغلت تل أبيب الوضع الاقتصادي البالغ السوء في الأردن وكذلك قبضتها المحكمة على رقبة الأردن لكي تجعل منه وسيطاً وممراً لزحلقة السعودية إلى فخ التقارب من إسرائيل والتطبيع معها.. الفخ الذي قد لا تمانع السعودية من الانزلاق إليه.
ونحن نكرر أيضاً أنه سواء كانت هذه المعلومة صحيحة أم لا فإن تحويل القناعات العربية من "العدو الإسرائيلي" إلى جهات أخرى تجري بضراوة وعلى قدم وساق.. وهي جزء من اتفاق غيرمعلن تم ترسيخه في كيان الدبلوماسية العربية ليكون نواة تهيئة الشارع العام العربي لكي يحول بوصلته من تل أبيب إلى جهات أخرى ويحذو حذو دين ملوكه في فتح صدوره للبلد الجار والشقيق "إسرائيل".
وأضاف الكاتب الإسرائيلي إن "زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي ينيامين نتنياهو للأردن حينها أثارت ودون أي إعلان مسبق التساؤلات حول طبيعة وماهية الزيارة الأولى له بعد التوتر الكبير الذي شهدته العلاقات الأردنية الإسرائيلية في تموز/ يوليو الماضي بعد حادثة مقتل مواطنين أردنيين على يد حارس أمن إسرائيلي في مبنى يتبع للسفارة الإسرائيلية في عمان حيث جاءت الزيارة السرية بالتزامن مع زيارة وفد أمريكي رفيع المستوى للمنطقة للترويج لخطة سلام جديدة وفقاً لرؤية الرئيس دونالد ترامب ما فتح باب التكهن والتحليل واسعاً لمآلات الزيارة وما بحث فيها خلف الغرف المغلفة".
المزيد في هذا القسم:
- روسيا وأوكرانيا: بايدن يحذر من غزو روسي محتمل لأوكرانيا الشهر المقبل المرصاد-متابعات حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن من وجود "إمكانية واضحة" لأن تقوم روسيا بغزو أوكرانيا الشهر المقبل، بحسب بيان للبيت الأبيض. في هذه الأثنا...
- الأزمة مع الخرطوم في ذروتها ..القاهرة للبشير: زمننا عزّ فيه الشرف! المرصاد نت - متابعات وصلت الأزمة بين مصر والسودان إلى ذروتها مع تصريحات عمر البشير التي تتهم القاهرة بتسليح المتمردين في دارفور الأمر الذي دفع الرئيس عبد الفت...
- الأردن «الحائر» في سوريا... طوق النجاة في المعابر؟ المرصاد نت - متابعات لعلّ انسحاب «جيش العشائر» من مواقع له شرق السويداء باتجاه الأردن، يظهر بشكل أوضح دعم عمان للتهدئة في الجنوب السوري. ويعمل ...
- «محاولة انقلاب» بعد إقالات وتعيينات: قطار تصفية الإسلاميين انطلق بالسودان! المرصاد نت - متابعات يتجه «المجلس العسكري» نحو إقصاء الإسلاميين من أروقة السلطة بذريعة محاولتهم تنفيذ انقلاب عسكري ضدّ حكمه المدعوم من الرياض وأبو ظبي والقاهر...
- العراق : استنفار أميركي عشية انعقاد البرلمان وترقّب لموقف الأكراد المرصاد نت - متابعات في ظل تحركات أميركية مكثّفة لثني الكتلتين «السنية» والكردية عن الانضمام إلى ما تعتبره واشنطن «المعسكر الإيراني»، ...
- أردوغان يتوعّد بعملية شرقي الفرات : استئناف الاجتماع الأميركي التركي بأنقرة! المرصاد نت - متابعات عاد الجانب التركي إلى التلويح بتحرك عسكري ضد «الوحدات» الكردية شرقي الفرات فيما تنتظر منطقة «خفض التصعيد» في إدلب إن كانت الأيام التي تسب...
- قال مسؤول في وزارة الزراعة الأردنية، الأربعاء، إن الفيديو الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل... المرصاد-متابعات قال مسؤول في وزارة الزراعة الأردنية، الأربعاء، إن الفيديو الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر قطيعًا من الأغنام يدور في حركة دائري...
- قريباً.. تداعيات الهزيمة على أبواب دمشق! المرصاد نت - علي فواز وجه الشرق الأوسط يتغيّر. أمن إسرائيل سيصبح عبئاً على واشنطن. الأميركي ينكفئ عالمياً وسوف ينسحب من منطقتنا. عمّا قريب ستتجلى صورة سوريا ا...
- الجيش العربي السوري يقصف مقار لـ 'داعش' جنوب غرب مطار دير الزور المرصاد نت - دمشق تمكنت القوات الحكومية من قطع طريق إمداد المسلحين بعد أن قصفت وحدات مدفعية تابعة للجيش العربي السوري قافلة من عربات عسكرية لـ”أحرار ...
- رفع القيود الإسرائيلية عن أعمار المصلين بالأقصى أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أنها لا تنوي منع الشبان الفلسطينيين من الصلاة اليوم الجمعة، في باحة المسجد الأقصى. وذلك للأسبوع الثاني على التوالي، بعد اشهر من فرض ق...