المرصاد نت - متابعات
تستمر الإدارة الأميركية في إعداد كل التحضيرات اللازمة لدعم برنامج عقوباتها ضد إيران. لكن حتى الآن لم يجد الأميركيون ما يكفي من التجاوب مع مطلب وقف الدول شراء النفط الإيراني. وبعد تركيا رفضت الهند التهديدات الأميركية ضد علاقات نيودلهي بطهران في ظل مواصلة التحريض الأميركي على إيجاد بدائل من النفط الإيراني عبر الدعوة إلى تعديل اتفاق «أوبك» الجديد .
تكثّف الولايات المتحدة عملها في سبيل محاصرة إيران وتشديد العقوبات عليها في مسار تصاعدي بلغ حدّ الضغط على دول العالم كافة لمقاطعة النفط الإيراني تجارياً. ومنذ أيام، تؤكد واشنطن عزمها على تصعيد «حرب النفط» في إطار ما وصفه الرئيس دونالد ترامب بـ«أكبر عقوبات في التاريخ» على الجمهورية الإسلامية.
وفي محاولة لجعل العقوبات أكثر فاعلية وإيلاماً للإيرانيين تستكمل إدارة ترامب إجراءات الحظر التي أقرتها على مسارات ثلاثة: الأول محاولة استصدار قرار دولي يدعم العقوبات. والثاني إجبار جميع الدول المستوردة للنفط الإيراني على تبني العقوبات ومقاطعة إيران تحت طائلة «الغضب الأميركي» على هذه الدول. أما الثالث فتعويض النفط الإيراني عبر حثّ الدول المنتجة الحليفة على زيادة إنتاجها.
وحضّت واشنطن أمس أعضاء مجلس الأمن الدولي في أول اجتماع مخصص لبحث الاتفاق النووي منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق على فرض عقوبات ضد طهران. وقال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة جوناثان كوهين إنه «في مواجهة بلد ينتهك باستمرار قرارات هذا المجلس يتحتم علينا اتخاذ قرار في شأن العواقب» مضيفاً أنه «لهذا السبب نحض أعضاء هذا المجلس على الانضمام إلينا في فرض عقوبات تستهدف سلوك إيران الخبيث» في الشرق الأوسط.
وبدت الولايات المتحدة وكأنها تغرد وحيدة في الاجتماع بعدما تمسك ممثل الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة جواو فال دي ألميدا بالاتفاق على اعتبار أن «تفكيك اتفاق نووي فعال لا يضعنا في موقف أفضل لمناقشة قضايا أخرى» في إشارة إلى فصل مسار الاتفاق عن مسار دور إيران الإقليمي وبرنامجها الصاروخي. كذلك فعل المندوب الفرنسي فرانسوا دولاتر الذي حذر من أن انهيار الاتفاق «أمر قد تكون عواقبه وخيمة» على أمن الجميع ومنظومة حظر انتشار السلاح النووي.
لكن الأميركيين لا يعولون كثيراً على التحرك في مجلس الأمن مع علمهم بأن قراراً مماثلاً لن يمر بعد تجربة الـ«فيتو» الروسي ضد مشروع يدين إيران على خلفية مزاعم توريد الصواريخ إلى اليمن. وهي مزاعم عاد المندوب الأميركي أمس ليكررها كذريعة لإقناع الدول الأعضاء بتبني العقوبات. ويستعجل الأميركيون إطباق الحصار على إيران فور دخول العقوبات حيز التنفيذ من خلال ترهيب الدول المستوردة للنفط الإيراني.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن الحكومة الأميركية «مستعدة للعمل مع الدول لتقليص وارداتها من النفط الإيراني على أساس حالة بحالة». وأشار المصدر إلى أن تركيز الإدارة الأميركية «منصب على العمل مع تلك الدول المستوردة للنفط الخام الإيراني لإقناع أكبر عدد منها بوقف الواردات بحلول الرابع من تشرين الثاني» مضيفاً: «نحن جادون في جهودنا لحمل إيران على تغيير سلوكها المنذر بالخطر».
في هذا السياق أتت دعوة السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي أمس الهند إلى إعادة التفكير في علاقاتها مع إيران إحدى أكبر مواردها النفطية. وبلهجة تهديد وابتزاز واضحة توجهت هيلي لحكومة نيودلهي بالقول: «من أجل مستقبل الهند ولكي تكون قادرة على الحصول على موارد... فإنني أشجعهم على إعادة التفكير في علاقاتهم مع إيران» مضيفة أن «على الهند كصديقة أن تقرر: هل (إيران) بلد ترغب في استمرار التعامل معه؟». هيلي الموجودة في الهند سمعت رداً سريعاً من الخارجية الهندية على سؤالها في شأن العلاقات مع «شريك تقليدي جداً... يتمتع بعلاقات تاريخية وحضارية» مع الهند بحسب الناطقة باسم الوزارة رافيش كومال التي شددت على أن هيلي «لها آراؤها وآراؤنا في شأن إيران واضحة جداً».
في الأثناء، كان وزير الطاقة الأميركي ريك بيري يبدي حماسة لزيادة إنتاج النفط من جانب السعودية وروسيا أكثر من ما أقرّه اتفاق «أوبك» الجديد متحدثاً عن «ثقته» بأن «السعودية ستكون قادرة على زيادة إنتاجها إلى... 11 مليون برميل يومياً في المستقبل وأن روسيا ستستطيع زيادة إنتاجها لتنعم سوق الخام العالمية ببعض الاستقرار» وكذلك لسد «الفجوة» الناجمة عن العقوبات الأميركية على إيران.
مقابل هذا الحراك الأميركي خرج مندوب طهران في «أوبك» حسين كاظم بور أردبيلي منتقداً الحديث عن زيادة الإنتاج خلاف الاتفاق المبرم. وقال المندوب الإيراني إن «وزارة الخارجية (الأميركية) تقول إن هذا ليس كافياً والسعودية تقول إنها ستنتج 11 مليون برميل يومياً في تموز. يؤسفني القول إن كليهما يقلل من شأن منظمتنا».
روحاني: الحظر فرصة لإيران
على وقع «حرب النفط» التي تخوضها واشنطن ضد إيران وفي ظل انعكاسات العقوبات الأميركية على اقتصاد طهران توجه الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى منطقة بندر عباس جنوب البلاد حيث أعلن عن تدشين المرحلة الثانية من مصفاة «نجمة الخليج الفارسي». وخلال حفل أقيم هناك هاجم روحاني الإدارة الأميركية بالقول: «إن العدو يكن ضغينة طويلة الأمد ضدنا وأحد القادة الذين يحكمون حالياً في الإدارة الأميركية قال سابقاً إنه يجب أن نجتث جذور الشعب الإيراني».
وفي شأن العقوبات الأميركية رأى أن «الحظر بلا شك سيفرض ضغوطاً وصعوبات على حياة الناس لكن في الوقت نفسه يمكن أن يكون فرصة عظيمة للابتكار والإبداع والإنتاج والفخر أمام القوى المتغطرسة في العالم». وأضاف أن «علينا أن نتزود بالقوة وأن نقف بوجه أولئك الذين يضمرون الشر لبلدنا ينبغي أن نتحلى بالصبر والقوة وأن نرص صفوفنا لمنع تسلل العدو».
ومن المتوقع أن يزيد مشروع «نجمة الخليج الفارسي» إنتاج البنزين محلياً من 12 مليون ليتر إلى 24 مليون ليتر يومياً بجودة «يورو 5» وكذلك إنتاج السولار من أربعة ملايين ليتر إلى ثمانية ملايين ليتر يومياً. ويُعدّ هذا المشروع من أكبر مصافي المكثفات الغازية في العالم ويوفر للبلاد منتجات البنزين وغاز النفتا والغاز المسال وتقول الحكومة الإيرانية إنه يوفر عليها 15 مليون دولار يومياً كانت تذهب إلى الخارج.
المزيد في هذا القسم:
- إعادة إعمار الموصل: واشنطن تدمّر... ولا تبني المرصاد نت - متابعات ينتظر العراقيون لحظة «إعلان النصر» النهائي في الموصل ليُفتح ملفٌ جديد هو إعادة الإعمار تكلفةٌ باهظة على الحكومة العراقية مردّ...
- تونس تحبط مخططاً إرهابياً يستهدف مقرات أمنية وعسكرية جنوب البلاد المرصاد نت - متابعات أكّد الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي أن الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب تمكنت إثر عمل استخباراتي و...
- كورونا.. بريطانيا بلا كمامات والمغرب يفتح أجواءه وأوروبا تجيز أول عقار عبر الفم المرصاد-متابعات بينما تواصل أعداد الإصابات بفيروس كورونا تحطيم الأرقام القياسية بسبب المتحور أوميكرون في عدة دول، أجازت وكالة الأدوية الأوروبية استخدام أول عقا...
- روسيا تدعو لتحقيق شامل في الهجمات الجوية على المدنيين في اليمن المرصاد نت - متابعات دعت روسيا إلى إجراء تحقيق شامل في استهداف المدنيين في اليمن بواسطة الغارات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية. جاء ذلك خلال بيا...
- أين ستظهر مملكة “داعش” المقبلة؟ المرصاد نت - متابعات تزايدت المؤشرات على الأرض الدالة على أن الولايات المتحدة قد حزمت أمرها وبدأت تعد لمعركة شاملة مع “داعش” على جبهات الرقة و...
- عودة الروس إلى دائرة القوة الدولية .. إنجاز روسيا عبر الأزمة السورية المرصاد نت - متابعات في الفترة ما بين أواخر الخمسينات إلى أوائل السبعينات کان الاتحاد السوفيتي السابق رائد بعض البلدان الاشتراكية والعربية التي كانت لها سياسة...
- السودان : العسكر ينهي آمال الوساطة و«قوى التغيير» تعود إلى الشارع! المرصاد نت - متابعات في إطار مساعي المجلس العسكري لفرض مرحلة انتقالية بإلغاء الاتفاقات السابقة مع تحالف قوى «إعلان الحرية والتغيير» والدعوة إلى انتخابات مبكرة...
- الجيش العربي السوري يدعو أبناء ريف حلب الشرقي بالعودة الى منازلهم بعد تطهيرها من الارهابي... المرصاد نت - متابعات أصدر الجيش العربي السوري اليوم الاثنين بياناً دعا فيه أبناء ريف حلب الشرقي بالعودة الى منازلهم بعد أن تم تحريرها من التنظيمات الارهابية ا...
- قتلى في صفوف “داعش” في قصف للجيش العراقي استهدفهم في قضاء الشرقاط المرصاد نت - متابعات في تطور جديد تمكنت قوات الجيش العراقي اليوم السبت من قتل 23 شخصاً من جماعات “داعش” في عملية قصف غرب قضاء الشرقاط في محافظة صل...
- نقل آية الله الشيخ قاسم الى خارج البحرين لتلقي العلاج. المرصاد نت - متابعات افادت مصادر بحرينية بأن آية الله الشيخ عيسى قاسم تم نقله بواسطة سيارة اسعاف من مستشفى ابن النفيس التخصصي الى مطار البحرين الدولي ووصلَ ال...