المرصاد نت - متابعات
لا يترك تنظيم «داعش» فرصة إلا ويستغلها لتوجيه ضرباته إلى العسكريين والمدنيين على حد السواء. التنظيم المهزوم والمطرود من غالبية المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق لجأ إلى أسلوب «الهجمات المحدودة»، والتي لا يتبعها بسط سيطرة وتثبيت دفاعات. الأسلوب الأقل «كلفة» بالنسبة للتنظيم المحدود القدرة والمؤلم والمفاجئ بالنسبة إلى المُهاجَمين اعتمده التنظيم اليوم في سلسلة هجمات دامية شنّها في مدينة السويداء وريفها ضد أهداف عسكرية ومدنية.
من الجيب الذي يسيطر عليه في صحراء السويداء شمال شرق المدينة انطلق عناصر التنظيم نحو قرى ريف السويداء الشرقي ليهاجموا فيها عدداً من المراكز الحكومية بالإضافة إلى الاعتداء على المدنيين والسكان وفي الوقت نفسه شنّ عناصر التنظيم هجمات انتحارية ضد المدنيين في مدينة السويداء.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن عناصر التنظيم «شنّوا هجمات متزامنة على عدد من القرى في الريفين الشمالي والشرقي لمدينة السويداء حيث اشتبكوا مع القوات الحكومية».
وأشار التلفزيون الرسمي إلى أن «مهاجِمَيْن على الأقل فجّرا نفسيهما في المدينة أحدهما قرب سوق والآخر في منطقة أخرى». وقالت الوكالة السورية «سانا» إن «عنصريْن آخرين من التنظيم لقيا مصرعهما قبل أن يتمكنا من تفجير ما معهما من موادَّ ناسفة».
الهجمات المنسّقة التي شنّها تنظيم «داعش» هي الأعنف بين الهجمات التي شهدتها المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية منذ أشهر طويلة. ولاتزال ترتفع حصيلة ضحايا الهجمات إذ أشارت المصادر إلى ارتفاع حصيلة الهجمات الى «221 قتيلاً على الأقل بينهم 127 مدنياً قضت الغالبية الساحقة منهم في الريف الشمالي حيث تم العثور على جثث مدنيين تم اعدامهم داخل منازلهم» والبقية من اللجان الشعبية المحليّة وأن ارتفاع الحصيلة ناتج عن «العثور على المزيد من جثث القتلى في قرى طالتها هجمات التنظيم في ريف المحافظة الشرقي».
في المقابل تمكّن الجيش العربي السوري من احتواء هجمات تنظيم «داعش» على مختلف القرى في الريف الشرقي وقد تصدى أهالي قريتي السويمرة والمتونة في ريف السويداء الشمالي، لهجوم عناصر «داعش» ولاحقوهم مسافة ٤ كم في عمق منطقة اللجاة وقتلوا عدداً منهم. يأتي ذلك فيما أصبحت قرى شريحي وشبكي ودوما ورامي في ريف السويداء الشرقي، التي تعرضت للهجوم هذا الصباح خالية من الإرهابيين. ومن ناحية أخرى فقد تبنّى تنظيم «داعش» التفجيرات الإرهابية التي ضربت مدينة السويداء وتمكنت الجهات الأمنية الرسمية من إلقاء القبض على انتحاري آخر داخل المشفى الوطني في السويداء. وقال عامر العشي محافظ السويداء إن «السلطات ألقت القبض على مهاجم آخر» وأضاف لقناة الإخبارية السورية الرسمية أن «مدينة السويداء الآن آمنة وهادئة».
الهجوم الإرهابي الذي «يُعد الأكبر على الإطلاق منذ أربعة أشهر» منذ فقد «داعش» غالبية مناطق سيطريته في سوريا يأتي بعد يوم واحد على إسقاط جيش العدو الإسرائيلي طائرة سورية من طراز «إس 22» بادّعاء «اختراقها الأجواء الإسرائيلية» في إشارة إلى منطقة الجولان السوري المحتل. وهو ما اعتبر محاولة فاشلة في سياق مساعدات إسرائيل المتواصلة للمجموعات المسلحة التي تسيطر على مناطق بالقرب من الهضبة السورية المُحتلة.
وتعليقاً على التطوّرات دانت وزارة الخارجية الروسية الهجمات الإرهابية التي ضربت محافظة السويداء معتبرة أنها «مؤشّر على يأس الإرهابيين أمام هزيمة قريبة لا مفر منها». وقالت الخارجية، في بيان لها: «نُدين مثل هذه الأعمال الوحشية بأشدّ العبارات ونعرب عن مواساتنا لذوي الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى». وأشار البيان إلى أن «نجاحات القوات الحكومية السورية، المدعومة من القوات الجوية الروسية، في تحرير أراضي البلاد من داعش وجبهة النصرة وتنظيمات إرهابية أخرى تُشعر الإرهابيين بحتمية هزيمتهم ما يدفعهم للجوء إلى العنف ضد المدنيين».
كما دان المكتب السياسي- لأنصار الله - اليمن - الهجمات على المدنيين في السويداء مؤكدا أن «ما حدث في السويداء يكشف مجدداً حجم الهزيمة المدوّية التي تعرّض لها المشروع الأميركي-الإسرائيلي». كما بارك المكتب السياسي في بيانه للقيادة والشعب السوريَيْن «الإنتصارات العظيمة التي دفعت العدو لتحريك طائراته وأدواته على الأرض».
المزيد في هذا القسم:
- الرئيس الأسد رفض عرضاً روسيّاً لحضور «قمة أنقرة» المرصاد نت - فراس الشوفي تغيّرات مهمة ترافق التخبّط الأميركي بشأن نيّات «الانسحاب القريب» من سوريا تصبّ في مصلحة دمشق التي تستقبل مبادرات إيجابية ...
- «يد إماراتية» في نزع الشراكة التجارية بين الأردن وتركيا؟ المرصاد نت - أسماء عواد بعد سبع سنوات على اتفاقية الشراكة التركية ــ الأردنية اكتشفت عمّان أنّ الاتفاق يصبّ في مصلحة أنقرة أكثر في استفاقة مفاجئة للضمير الحكو...
- طلال بن عبدالعزيز : حلفاؤنا خذلونا وجنودنا هربوا من الخدمة و طيارونا مرتزقة المرصاد نت - متابعات كشف الأمير السعودي طلال بن عبدالعزيز في تصريح لقناة “فوكس الألمانية” من محل اقامته في المانيا الاتحادية أمس عن خلافات داخل...
- البحرين... مملكة ينخرها التمييز العنصري المرصاد نت - متابعات تتعدّد أشكال التمييز العنصري وأنماطه وتتفاوت نسبته من بلد إلى آخر. ولا تشكّل نسبته الضئيلة في بعض البلدان دليلاً على عدم وجوده. ذلك أن...
- آثار ومخاطر المظاهرات الفلسطينية على العدو الإسرائيلي المرصاد نت - متابعات تواصل مظاهرات العودة إلى فلسطين فعالياتها منذ 30 مارس 2018 الماضي وستستمر حتى 15 مايو. هذه الفترة التي حددها الفلسطينيون لم تكن عبثاً فخل...
- بغداد تطوي صفحة العبادي: إنقلاب أميركا إلى الفشل المرصاد نت - متابعات خفت المشهد الاحتفائي للإعلام الخليجي بـ«خراب البصرة». بلع المؤجّجون ألسنتهم لحظة إدراك أن ما كان مرسوماً اصطدم بجدار سميك شكّ...
- شهيدان و14 جريحاً جراء اعتداءات إرهابية في ساحة الميسات وبرج دمشق المرصاد نت - متابعات تعرضت العاصمة دمشق صباح اليوم الاربعاء الى الاعتداء بقذائف اطلقها الارهابيون على المناطق السكنية حيث أفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق بارتفاع...
- التجربة الديمقراطية التونسية مستهدفة: الإمارات في قفص الاتهام! المرصاد نت - متابعات يتزايد الوعي في صفوف التونسيين يوماً بعد الآخر، بأنّ تأزّم الأوضاع في بلدهم لا يعود فقط إلى خلل في أدوار الطبقة السياسية الحاكمة وفهمها ل...
- الجزائر: رئاسيات 2019 .. الرئيس بوتفليقة ليس وحده المرصاد نت - مالك زياني خلف الأحاديث الكثيرة التي باتت تؤكد أنّ الرئيس الجزائري سيترشح إلى ولاية رئاسية خامسة برغم وضعه الصحي فإنّ الاستحقاق المقبل لا يقف عند...
- تركيا.. جرابلس عربون مصالحة مع دمشق أم حلم تركي قديم؟ المرصاد نت - متابعات لا يصدق أحد ان ايران وروسيا لم تكونا على علم بالتدخل التركي المباشر في جرابلس ومن المستحيل ان تخفي روسيا وايران ذلك عن القيادة السورية.. ...