المرصاد نت - متابعات
بعد يوم على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف المساعدات لـ«برنامج إعادة الاستقرار في سوريا» على أن تتكفّل السعودية والإمارات بدفعات حليفتهما اتخذت الحكومة البريطانية خطوة مماثلة إذ أعلنت اليوم أنّها أوقفت تمويل بعض برامج المساعدات «غير الإنسانية» في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة.
ونقلت «رويترز» عن متحدثة باسم الحكومة البريطانية قولها: «بعدما أصبح الوضع على الأرض في بعض المناطق صعباً على نحو متزايد، قلّصنا دعم بعض برامجنا غير الإنسانية، ولكن سنواصل تقديم الدعم المهم لمساعدة الذين هم في أمسّ الحاجة إلى الدعم ولتحسين الأمن والاستقرار في هذا البلد».
يأتي الإعلان بعد تقرير أوردته صحيفة «تايمز» البريطانيّة ذكرت فيه أن محاولة تشكيل قوة شرطة مستقلة ستُلغى اعتباراً من أيلول/ سبتمبر المقبل في الوقت الذي تجري فيه مراجعة مشروعات تمويل المجالس المحلية ومن المرجح وقفها بحلول نهاية السنة المالية. وأضاف تقرير الصحيفة أن وزارة الخارجية وإدارة التنمية الدولية، قرّرتا أن برامج المساعدات في المناطق الشمالية الغربية من سوريا «يتعذّر استمرارها».
وتقول الحكومة البريطانية إنها أنفقت 152مليون جنيه إسترليني (193.85 مليون دولار) على «البرامج الإنسانية» في سوريا، خلال السنة المالية 2017/2018.
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن يوم أمس، أنّ بلاده لن تسدّد الدفعات السنوية التي تعهدت بها سابقاً لـ«برنامج إعادة الاستقرار» في سوريا. وكتب ترامب في تغريدة أنّ الدفعات البالغة 230 مليون دولار سنويّاً والتي وصفها بأنها «سخيفة» ستتكفل بها السعودية وبلدان أخرى غنية في الشرق الأوسط بدلاً من الولايات المتحدة.
بوتين للأوروبيين: ساهموا بإعمار سوريا من أجل تمكين ملايين اللاجئين من العودة إلى بلدهم
وفي سياق متصل وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس دعوةً صريحة إلى الدول الأوروبية للمساهمة مالياً في إعادة إعمار سوريا من أجل تمكين ملايين اللاجئين من العودة إلى بلدهم.
وقبيل بدء القمة التي جمعته بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في قصر ميسبيرغ واستمرّت ثلاث ساعات، قال بوتين: «نحن في حاجة إلى توسيع جهود (الإغاثة) الإنسانية في الصراع السوري. وأعني بذلك المساعدات الإنسانية بالدرجة الأولى للسوريين وتوفير الدعم للمناطق ليتمكن اللاجئون المقيمون في الخارج من العودة إليها» مذكّراً بأنّ هناك مليون لاجئ في الأردن وعدداً مماثلاً في لبنان وثلاثة ملايين في تركيا.
ونبّه الرئيس الروسي إلى أنّ أزمة اللاجئين «يمكن أن تشكّل عبئاً هائلاً على أوروبا»، مضيفاً «لهذا السبب ينبغي القيام بكل شيء ليعود هؤلاء الناس إلى ديارهم» ما يعني عملياً إعادة تأمين الخدمات الأساسية مثل «شبكتَي المياه والكهرباء والبنى التحتية الطبية».
ومن دون أن تخوض في التفاصيل اعتبرت ميركل أن الأولوية هي «تجنب كارثة إنسانية في إدلب وسوريا والمناطق المجاورة» مضيفةً أنها كانت قد ناقشت مع بوتين قضية الإصلاحات الدستورية والانتخابات المحتملة عندما التقيا في أيار/ مايو الماضي، في منتجع سوتشي الروسي.
المساهمة الأوروبية ضرورية
في ختام مباحثات بوتين ــــــ ميركل، مساء أمس، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن الجانبين تحدّثا طويلاً وبشكل مفصّل عن الأوضاع في سوريا مشيراً إلى أن الرئيس الروسي دعا العواصم الأوروبية للمساهمة في عودة اللاجئين إلى سوريا.
وبحسب بيسكوف فإنّ بوتين أشار إلى أن «دينامية عملية عودة اللاجئين تتطوّر تدريجياً ودعا العواصم الأوروبية إلى تقديم مساهماتها في جعل هذه العملية لا رجعة فيها» كما تطرق الجانبان إلى «موضوع التسوية السياسية في سوريا موضوع الصيغة الشاملة للتسوية السياسية بمشاركة الجميع».
«السيل الشمالي ــــــ 2»: مشروع مربح
قبيل بدء المباحثات أكّد الرئيس الروسي أنّ خط أنابيب الغاز «السيل الشمالي ــــــ 2 » مشروع اقتصادي بحت لن يؤثّر على إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، لافتاً إلى أن روسيا تولي اهتماماً كبيراً بتطوير التعاون المتبادل المنفعة مع ألمانيا في المجالين السياسي والاقتصادي وغيرهما، خصوصاً في مجال الطاقة لاعتباره إحدى الأولويات.
وذكر بوتين بأنّ ألمانيا أحد أكبر مشتري موارد الطاقة الروسية، حيث يتزايد استهلاك الغاز الروسي باستمرار مضيفاً أن روسيا «صدّرت في عام 2017 نحو 53 مليار متر مكعب من الغاز وهو ما غطى أكثر من 30% من حاجة سوق الغاز الألمانية». وأشار إلى أن ألمانيا ليست سوقاً لواردات المحروقات الروسية فحسب بل حلقة عبور مهمة في نقلها إلى الدول الأوروبية.
وشدد على أن روسيا ومنذ بدء الاتحاد السوفياتي بإمداداته للغاز إلى غرب أوروبا «كانت ولا تزال توفر الطاقة دون انقطاع وتقدم إسهاماً كبيراً في ضمان أمن القارة الأوروبية بأكملها في مجال الطاقة».
كما لفت إلى أن بناء خط أنابيب الغاز «السيل الشمالي ـــــ 2» في ألمانيا سيتيح «تحسين نظام إمدادات الغاز الأوروبي وتنويع مسارات الإمدادات وتقليص مخاطر المرور العابر، فضلاً عن تلبية احتياجات الاقتصاد الأوروبي المتزايد في موارد الطاقة».
في هذا السياق أعلن بيسكوف، أنّ بوتين وميركل، اتّفقا أثناء تطرقهما إلى احتمال فرض عقوبات تتعلّق بتنفيذ «السيل الشمالي ــــــ 2» على أنه «مشروع مربح ومنافس وقابل للتطبيق ويجب حمايته من الهجمات» مشيراً إلى أنّ الجانبين اتفقا كذلك على عدم تسييس المشروع خلال مناقشة عبور الغاز من خلال الأراضي الأوكرانية إلى أوروبا.
ويتضمن المشروع بناء خطّين لخطوط أنابيب الغاز بقدرة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا. ومن المخطط بناء خط الأنابيب الجديد بجوار «السيل الشمالي»، وقد وافقت الحكومة السويدية في وقت سابق، على طلب شركة «نورد ستريم 2 إي جي» (تملكها غزبروم) بناء «السيل الشمالي ــــــ 2» في المنطقة الاقتصادية للبلاد في بحر البلطيق.
ومن المخطط بناء «السيل الشمالي ــــــ 2» عبر المناطق الاقتصادية الإقليمية و/ أو الاقتصادية الحصرية في العديد من البلدان على طول شواطئ بحر البلطيق، ومن بينها روسيا وفنلندا والسويد والدنمارك وألمانيا.
كذلك تطرّق الجانبان إلى الأزمة الأوكرانية إذ أعرب بوتين عن أسفه بسبب تأزّم المفاوضات حول تسويتها، مؤكداً استعداد موسكو لمواصلة جهودها من أجل إيجاد حلول لها. وقال: «نود أن نشدد على أنه لا يوجد بديل من اتفاقات مينسك» مؤكداً اهتمام روسيا بالعمل ضمن صيغة «رباعية النورماندي» ومجموعة الاتصال (الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية)، واستعدادها للتعاون مع بعثة المراقبة الأممية.
من جهتها قالت ميركل إن بلادها وروسيا تواصلان جهودهما لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية على أساس اتفاقات مينسك، معربة عن أملها في التوصل إلى المصالحة في منطقة النزاع في دونباس جنوب شرق أوكرانيا قبل بدء العام الدراسي الجديد.
المزيد في هذا القسم:
- موسكو تحذر.. إنزال عسكريين أميركيين خرق لسيادة سوريا المرصاد نت - موسكو أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها بشأن إنزال عسكريين أمريكيين في سوريا دون تنسيق مع حكومة البلاد معتبرة ذلك خرقاً لسيادة سوريا.وبحسب...
- ليبيا : قوات حفتر تقطع المياه عن أحياء العاصمة طرابلس! المرصاد نت - متابعات وصلت يوم السبت الماضي حوالى 40 عربة مدرعة لقوات حكومة الوفاق إضافة إلى مئات الرشاشات والصواريخ المضادة للدروع وصناديق الذخائر ضمن شحنة دعم...
- «صفقة القرن»... حلول اقتصادية لاحتواء الصراع المرصاد نت - متابعات أكد مسؤول في البيت الأبيض أنّ ما بات يُعرف بـ«صفقة القرن» أي خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ«السلام» في المنط...
- النتيجة النهائية للأستفتاء الشعبي على الدستور المصري ... متابعات: الإجمالي العام  ...
- السعودية تعتقل دُعاتها ..ووسائل اعلامها كاذبة وسخيفة المرصاد نت - متابعات في خطوة مفاجئة أقدمت القوات الأمنية السعودية البارحة على مداهمة بيوت بعض الدعاة السعوديين واعتقالهم. وسط تعتيم إعلامي وحديث عن بداية مرحل...
- عام على التحرير الثاني...المقاومة مناعة لبنان يجب الحفاظ عليها! المرصاد نت - متابعات "وان عدتم عدنا" بهذه الكلمات من العام الماضي بدأ رجال المقاومة الإسلامية جنباً الى جنب مع قوات الجيش اللبناني معركة تحرير السلسلة الشرقية...
- مركز استخباري امريكي: انهيار اتفاق سري بين القاعدة والنظام السعودي بشأن اليمن المرصاد نت - متابعات حذر مركز ستراتفور الاستخباراتي الأمريكي من بدء تنظيم القاعدة الارهابي إعادة بناء قدراته في شمال إفريقيا و شبه الجزيرة العربية. و توقع ...
- حلف النفط الإسلامي والغاز العربي في خدمة تل أبيب.. عبر واشنطن! المرصاد نت - متابعات هل عاد زمن الأحلاف الاجنبية مغطاة هذه المرة بغلاف “الاسلام السني” لمواجهة “ايران الشيعية” ومن معها من الاحزاب والقوى السياسية بعنوان “حزب...
- سوريا المُختلف عليها بين الرياض وواشنطن المرصاد نت - متابعات كنبتة برّية انشقت عن التربة بعفوية هي سوريا التي زُرعت في وجدان أهلها الكثر داخل وخارج حريمها الجغرافي. اتفقت مع نظامها السياسي أو اخت...
- الإسلام السياسي ومحاولة التحكم في مفاصل الدولة الليبية المرصاد نت - طرابلس البرلمان المنتخب شعبيا حاربه الإسلام السياسي منذ نشأته واضطره الى عقد جلساته خارج العاصمة حيث استولوا عليها بقوة السلاح وتم حرق الأملاك...