المرصاد نت - متابعات
يبدو أن مساعي الاتحاد الأوروبي للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني لا ترضي كلاً من طهران وتل أبيب على السواء. فبالنسبة إلى الأولى الخطوات الأوروبية «غير كافية». أما لدى الأخيرة فإن تمايز الأوروبيين عن قرار واشنطن إعادة فرض الحصار على إيران يتسبب بضرر بالغ للسياسة الخارجية الإسرائيلية
على رغم أن سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه الاتفاق النووي لم ترقَ إلى مستوى يرضي طموح طهران إلا أن تمسّكه بمكتسبات الاتفاق يثير حفيظة تل أبيب. إذ تسبّب إعلان الاتحاد تخصيص 18 مليون يورو لمساعدة إيران على تعويض خسائرها من العقوبات الأميركية بغضب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي رأى أن القرار الأوروبي «خطأ كبير». وحاول نتنياهو تحريض دول البلطيق على إقناع الاتحاد الأوروبي بضرورة التراجع عن سياسة الاتحاد حيال إيران.
وفي مؤتمر صحافي جمعه أمس مع نظرائه من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا في فيلنيوس قال: «طلبت من دون أي حرج مساعدة أصدقائي هنا لتصحيح ما أعتبره وجهة نظر مشوهة، رؤية مشوهة عن إسرائيل في الاتحاد الأوروبي». وأضاف أن الاتحاد الأوروبي «لا يفهم تماماً» السياسة الإسرائيلية حيال إيران مشدداً على أن «على جميع الدول أن تضمّ جهودها لإعادة فرض العقوبات على إيران لحضّها على وقف العدوان ومنع أنشطتها الإرهابية».
وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت أول من أمس إقرار سلسلة أولى من التدابير لمساعدة طهران، «بقيمة 18 مليون يورو من بينها ثمانية ملايين يورو لمصلحة القطاع الخاص، من أجل دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة». وقالت المفوضية في بيان إن هذه المشاريع «الأولى من مجموعة أوسع من التدابير بقيمة 50 مليون يورو من أجل إيران، تهدف إلى مساعدة البلاد على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى».
ووضع البيان المشاريع في إطار «التعاون والحوار المتجدِّدين بين الاتحاد الأوروبي وإيران» بعد توقيع الاتفاق النووي. ووفق وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني فإن تلك التدابير «ستساعد في توسيع العلاقات الاقتصادية في المجالات التي سيستفيد منها مواطنونا».
ومع أن الخطوة الأوروبية تُعدّ مؤشراً على رغبة دول الاتحاد في عدم خروج إيران من الاتفاق النووي وتمسكها باستمرار العلاقات إلا أن المساعدات المالية لا تشكل بديلاً مقنعاً للإيرانيين. فطهران قد تنظر إلى المسعى الأوروبي كمحاولة تعويض زهيدة عن الخسائر الكبرى التي لم يَحُل الاتحاد الأوروبي دونها ولم يواجهها بشكل كاف خصوصاً بعد خروج «توتال» من مشروع حقل «بارس» وبداية خروج شركات الطيران من العمل داخل إيران كما أعلنت كل من الخطوط الجوية البريطانية (بريتش إيروايز) وشركة الطيران الفرنسية (إير فرانس) أول من أمس. والشركتان وفق ما أعلنتا ستوقفان رحلاتهما إلى إيران ابتداءً من أيلول/ سبتمبر المقبل تفادياً للعقوبات الأميركية.
ووسط الضغوط الأميركية المستمرة عشية دخول الحظر النفطي الأميركي حيّز التنفيذ، يبقى الرهان الإيراني على التعاون مع الاتحاد الأوروبي وبقية دول العالم، لكسر هذا الحصار والحفاظ على تصدير البترول ولو بالالتفاف على العقوبات. ووفق البعض في طهران، فإن بقاء إيران في الاتفاق النووي قد يكون محلّ اختبار جدي في المرحلة المقبلة ورهن كيفية التعاطي الأوروبي والغربي مع ملف الضغوط الأميركية على بيع النفط. بموازاة ما تقدّم تواصل طهران مساعيها لمجابهة الضغوط الأميركية عبر وسائل مختلفة من بينها اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
ومن المرتقب أن تبدأ المحكمة الدولية في لاهاي الاثنين المقبل النظر في شكاوى تقدّمت بها إيران تطلب وقفاً فورياً لإجراءات الحظر الأميركية التي ترى فيها طهران انتهاكاً للقوانين الدولية. وبدا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف متفائلاً بالمسار القضائي في لاهاي على اعتبار أن موقف بلاده «قوي للغاية» خصوصاً لجهة خرق واشنطن الاتفاق النووي.
المزيد في هذا القسم:
- انفجار سيارة مفخخة شمال حلب وانسحاب أميركي من عين العرب! المرصاد نت - متابعات قتل شخصان وأصيب أربعة أخرون بجروح خطيرة جراء انفجار سيارة مفخخة في بلدة الراعي الخاضعة لسيطرة المجموعات المسلحة في ريف حلب الشمالي الشرقي...
- ترامب يهدّد: استبعادي يعني الحرب الأهلية! المرصاد نت - متابعات مرّ الأسبوع الأول على إطلاق نواب ديموقراطيين أميركيين تحقيقاً قد يمهّد لمساءلة الرئيس دونالد ترامب وهي الخطوة الأولى في إجراءات العزل الذ...
- تقرير إسرائيلى: العرب يأكلون أنفسهم .. وعلينا فقط أن نتفرج المرصاد نت - متابعات لست خائفًا من مليارات العرب التى ينفقونها على شراء الأسلحة لكنى سأصاب بالرعب فى حال وقفوا طابورًا حين يركبون الحافلة. تلك عبارة لوزير ...
- حرب ترامب التجارية: الأوروبيون موحدون... وبكين تواصل الانفتاح المرصاد نت - متابعات مع بدء الحرب التجارية رسمياً بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، أكدت بكين في اليومين الماضيين التزامها بالانفتاح وحرية التجارة... في ...
- كيف شلّت حركة الجيش التركي في "الباب"؟ المرصاد نت - متابعات بعد تحرير حلب على يد الجيش العربي السوري وحلفائه الاقليميين إحتدم التنافس بين الاطراف المشاركة في الحرب السورية على السيطرة على مدينة "ال...
- ترامب وحلفاؤه يتجهون نحو المزيد من التصعيد في المنطقة المرصاد نت - متابعات ترحيب كبير لقيه قرار الرئيس الأميركي المثير للجدل دونالد ترامب إقالة وزير الخارجية الأميركي ريكس تلرسون وتعيين مدير وكالة الإستخبارات ماي...
- التطبيع الخليجي طَوْق نجاة "نتنياهو" في الانتخابات القادمة! المرصاد نت - متابعات صوَر العواصم الخليجية المُشرَعة أمام قادة اليمين الإسرائيلي بدءاً من تجوّل نتنياهو رئيس الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ "إسرائيل" في قصور ...
- هكذا توبخ ألمانيا أردوغان ! المرصاد نت - متابعات وجه رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت توبيخا حادا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ردا على الهجمات التي شنها الأخير على نواب البرلمان ا...
- أبو ظبي تنفق «أموالاً باهظة» لاستمالة «التجارة العالمية» ضد قطر ! المرصاد نت - الأخبار كشفت معلومات أن التوتّر بين قطر والإمارات، ازداد في الآونة الأخيرة في إطار الصراع القضائي الذي يخوضه الطرفان ضد بعضهما البعض منذ اندلاع ...
- المعلّم: خُطط إردوغان لتوطين اللاجئين السوريين "تطهير عرقي" المرصاد نت - الميادين وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلّم خطط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتوطين اللاجئين السوريين في المناطق الآمنة بـ"التطهير العرقي" مؤ...