هل عودة الأمير أحمد من لندن ستزيد الضغط على بن سلمان ؟

المرصاد نت - متابعات

بضمانات متينة ومحكمة أميركية لا يقبل التراجع عنها ربما ستكون الايام المقبلة حبلى بتطورات واحداث مفاجئة بعد عودة "الضلع" الى الساحة الملكية السعودية. فما الغرض من زيارته في هذا الوقت بالذات ومن اين جاء ومن أعطاه الضمانة لعودته سالما الى بلاده؟.Ahmed souad2018.10.31

عودة الأمير أحمد "70 عاماً" آخر السديريين من أبناء عبد العزيز ستزيد الضغط على بن سلمان الذي يقف حالياً في مأزق بين السعودية وتركيا بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.

وكشفت تقارير صادرة من العاصمة السعودية الرياض عن أن الأمير أحمد بن عبد العزيز عقد عدة اجتماعات مع أشقائه الملك سلمان والامير طلال والأمير مقرن باعتباره رئيس هيئة البيعة مؤكدا أنه تم الاتفاق على عقد جلسة لهيئة البيعة لبحث عدة أمور مصيرية.

وقال المغرد الشهير بوغانم في سلسلة تغريدات له عبر حسابه بموقع التدوينات المصغر تويتر نقلا عن مصادر: معلومات مؤكده 100% بعد وصول الامير احمد بن عبدالعزيز للسعودية التقى بسلمان ثم ذهب الى شقيقه طلال بن عبدالعزيز ثم الى شقيقه مقرن بصفته رئيس هيئة البيعة كما امر سلمان بتطويق قصر الامير احمد حماية له.

وأوضح في تغريدة أخرى أن الامير احمد بن عبدالعزيز دخل قصره قرابة الساعة العاشرة مساء.. كما تم الاتفاق بين اشقائه على أن يكون مساء الغد بعد صلاة المغرب او العشاء اجتماع لهيئة البيعة بدون حضور محمد بن سلمان..(للاجتماع).

وأضاف بوغانم بأن “صاحب المصدر افاد بأن قد تخرج قرارات في نفس الوقت اوامر ملكيه اذا تم الاتفاق وقد يتصاعد الوضع حتى قد يصل الى سلمان نفسه ازاحته هو وابنه في حال لم يصلوا الى حلول حيث افاد المصدر بأن سبب الاجتماع الرئيسي هو الخروج بقرار ازاحة محمد بن سلمان.

الي ذلك كشف موقع «ميدل إيست آي» نقلاً عن مصدر سعودي أنّ عودة الأخير جاءت بعد مناقشات مع مسؤولين بريطانيين وأميركيين وفّروا له الضمانات الكافية ليعود إلى بلده.

وقد عقد الأمير أحمد لقاءات مع أعضاء من العائلة السعودية الحاكمة أثناء وجوده في لندن وكان على تواصل مع مؤيّدين له داخل السعودية ممَّن يشاركونه الأفكار نفسها ويشجعونه على الوقوف ضدّ ابن أخيه.

وبحسب التقرير الذي كتبه ديفيد هيرست يريد الأمير أن يلعب دوراً في تحقيق التغييرات داخل السعودية كما أنه يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في أيّ إجراء أو أن يساعد في اختيار بديل لابن سلمان.

هناك ثلاثة «أمراء كبار» يدعمون تحرّك أحمد بن عبد العزيز وكلّهم قد شغلوا مناصب في القوات العسكرية والأمنية بحسب الموقع.

ويعرف الأمير أحمد بمعارضته لمحمد بن سلمان بدءاً من صيف 2017 حين عارض (وهو أحد أعضاء هيئة البيعة) اختيار ابن سلمان ليكون ولياً للعهد بعد الإطاحة بمحمد بن نايف كما أنّه لم يقدّم له البيعة حين أصبح ولياً للعهد.

كذلك واجه ابن عبد العزيز قبل أشهر متظاهرين يمنيين وبحرينيين أمام منزله في لندن كانوا يصفون بني سعود بالعائلة المجرمة. في حينه قال لهم إنّ العائلة لا تتحمّل المسؤولية عن الحرب في اليمن فقط الملك ووولي العهد يتحملانها وقد ظهر في فيديو يقول للمتظاهرين: «هما المسؤولان عن الجرائم في اليمن. قولوا لمحمد بن سلمان أن يوقف الحرب».

الموقع أشار إلى أنّ الأمير أحمد يحظى بدعم شخصيات مهمة في العائلة الحاكمة من الذين يعتقدون بعد جريمة خاشقجي أنّ ولي العهد «مؤذٍ لسمعة العائلة ككلّ». وذكّر التقرير بأن الأمير السعودي المنشق والمقيم في ألمانيا خالد بن فرحان قال للموقع في أيار/ مايو الماضي إنّ الأمير أحمد والأمير مقرن بن عبد العزيز يمكنهما أن يُصلحا سمعة العائلة «التي دمّرها ابن الملك سلمان: غير العقلاني الطائش والغبي».

التقرير اعتبر أنّ السؤال الأساسي حالياً هو ما إذا كان أحمد يستطيع أن يؤدّي دور الملك فيصل نفسه عندما أطاح بأخيه سعود في انقلاب سابق داخل العائلة عام 1964. كذلك أشار إلى إمكانية أن يلقى مصير رئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد شفيق الذي أراد الترشح ضدّ الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية الماضية. لقد تمّ تشجيع شفيق على العودة إلى مصر بعد فترة إقامة في دبي وعند عودته جرى توقيفه وأجبر على ترك المنافسة الرئاسية.

ويبدو ان مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي له تداعيات على تغيير سلوك النظام السعودي داخليا واقليميا فبينما اصيب المعارضون السعوديون بالرعب من ان يلاقوا نفس مصير خاشقجي وهو الذي كان مقربا من العائلة الحاكمة وله مكانة في الصحف العالمية فاذا تفاجئ العالم بعودة الامير احمد بن عبد العزيز الشقيق الاصغر للملك سلمان ملك السعودية إلى البلاد امس الثلاثاء بعد غياب طويل في لندن ويعد ذلك ضربة قوية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

من الواضح ان النظام السعودي يعيش حالة غير مسبوقة من الضعف وبات يبحث عن مخارج لحل الأزمة التي وضع نفسه فيه ومن هنا بدا بني سعود بمحاولة اصلاح العلاقات التي حطموها مع جارهم القطري حيث خرج علينا المغرد السعودي الشهير "مجتهد" بتغريدة قال فيها ان "بن سلمان مستميت على استرحام قطر والفوز بعفو من تميم حتى يتوسط له عند تركيا" موضحا "أرسل الجبير فسمحوا له بالهبوط واستقبله موظف صغير وقيل له ليس عندنا لك إلا قهوة الضيف ومع السلامة".

وأضاف "مجتهد": ثم أرسل خالد بن فيصل الذي طلب وهو في الطائرة أن لايحصل تصوير فرُفض طلبه فعاد ولم ينزل من الطائرة.

وفي النفس الوقت ادعى موقع "الخليج أون لاين" ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اتصل هاتفيا بمسؤولين إيرانيين رغم أن المسؤولين الإيرانيين لم يؤيدوا هذه الادعاءات ولكن من الواضح ان تغيير سياسة النظام السعودي تجاه دول المنطقة يبدو حتمياً لانقاذ نفسه من تداعيات ورطة خاشقجي.

ويعتقد الخبراء ان تصديق هذا السفر والاتصال صعب الا انه ليس مستبعدا في المستقبل القريب بشرط استمرار الضغوط على السعودية التي تعاني من عزلة دولية جراء تورطها في مقتل خاشقجي.

ويؤكد الخبراء أيضا اذا كانت السعودية تهدف من التقارب الى قطر لفت انتباه إيران للتعاطف معها في صفقة ترامب فمصيرها الفشل منذ البداية.. وذلك بالرغم من أن إيران ترحب دائما بالتواصل الجيد مع دول الجوار والمنطقة.

ولم يقتصر تداعيات مقتل خاشقجي على السياسات الخارجية للسعودية بل اثر أيضاً على سلوك بني سعود داخلياً حيث قال حساب "معتقلي الرأي" المعني بشؤون المعتقلين السياسيين بالمملكة إنه تأكد لديه تأجيل المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض الثلاثاء محاكمة الداعية سلمان العودة ليوم 10 ديسمبر المقبل لأسباب قالت إنها مهلة لإتمام بعض الأمور.

وأوضح حساب معتقلي الرأي أن  تأجيل موعد محاكمة العودة إلى أكثر من شهر، يدل على ارتباك شديد لدى السلطات وخاصة بعد حادثة اغتيال خاشقجي.

تغيير سلوك النظام السعودي ليس بأمر غريب فهو لا يراعي الاخلاق او الحد الادنى في الاعراف الدبلوماسية وغطرسته بما يمتلكه من مال مع عدم الكياسة السياسية جعلته اسيرا لخطاياه الاقليمية والدولية واذا استجابت بعض الاطراف للتغيير السعودي لن يكون بدون مقابل خاصة انها تعرف ان هذا التغيير وقتي وسوف يعود "ربما لعادته القديمة" بمجرد زوال الضغوط. وفي المقابل يستعد الغرب لتهيئة الاجواء في الداخل السعودي حتى يستمر التعاون معه ومن هنا يطرح هذا السؤوال نفسه هل سيكون الامير العائد حصان طروادة للسياسات الاميركية في المنطقة وخاصة السعودية؟ الاجابة يكشف عنها قادم الايام.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية