هل يقبل السعوديون البقاء تحت حكم نظام أرتبط بقاء "إسرائيل" ببقائه؟

المرصاد نت - متابعات

" إذا نظرتم إلى إسرائيل، فإن إسرائيل ستكون في ورطة كبيرة من دون السعودية". بهذه الكلمات برر الرئيس الأميركي دونالد ترامب دفاعه عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد Ksa usaIsril2018.11.24الاتهامات التي وجهت للأخير بإعطاء أمر قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

الموقف الذي أتى به ترامب لم يكن بعيداً عن التوقعات فرجل كترامب بات معلوماً ما يمكن أن يصدر عنه من مواقف وتصريحات تخالف جميع الأعراف والبرتوكولات الدبلوماسية والسياسية. فرجل الصفقات لا يمكنه التلاعب بالكلمات والقرارات. لما يكمن وراء ذلك من امكانية التلاعب بها والخوض في جدالاتها.

موقف يحسب للرئيس ترامب حيث كان صادقاً وشفافاً فيه لدرجة أنه القى القناع الذي كان يخفي الحقيقة الأميركية خلفه عن الكثيرين. وكشف الوجه الحقيقي لما تتبجح به الولايات المتحدة والإدارة الأميركية عن تحكيم حقوق الانسان والقوانين الدولية. ترامب قال أنه إذا أتبع معايير معينة فلن يكون لديه حلفاء. ما يعني أنه قادر على وضع جميع المعايير الأخلاقية والمقررات الدولية والمعاهدات الدولية في مهب الريح من أجل بقاء حلفاء يمكنه من خلالهم تأمين مصالح إدارته وحماية "إسرائيل".

ترامب قال للصحفيين أن "إسرائيل ستكون في ورطة من دون السعودية"؛ وتساءل مستنكراً؛ "ماذا يعني ذلك؟ هل تعتزم المغادرة؟ هل تريدون أن تغادر إسرائيل؟!" كلام كهذا يضعنا أمام مسؤولية كبيرة في التعمق في الدور السعودي في المنطقة وما هي مكانة الرياض بالنسبة لواشنطن.

من هنا يمكن أن نفسر الكثير من أقوال ترامب حول الشراكة والتحالف الذي يجمع الطرفان. وفي أي مقلب ولمصلحة من يعمل هذا الحلف. فالسعودية الحليف القوي لواشنطن كما أعتبرها ترامب. وتبين لترامب بعد بحث وتدقيق أن حليفه القوي يعلن على لسان أعلى المستويات فيها كالملك وولي عهده أن الرياض لم ترتكب فظاعة قتل خاشقجي. وتناسى ترامب ما كان يقوله عن احتمال كذب بن سلمان حول القضية فالمصلحة أولى من الصدق.

ترامب وصف الرياض بالحليف الرائع في معركتهم ضد ايران. المعركة التي أعلنت ضد طهران منذ إنطلاقتها الجديدة في ظل الجمهورية الاسلامية قبل أربعة عقود. يتضح جلياً من كلام ترامب سبب هذه المعركة وأهدافها. وهي ضمان مصلحة أميركا و"اسرائيل" وبقاء الأخيرة في المنطقة وضمان أمنها وكذلك حلفائهما. ولهذا السبب بالتحديد قال ترامب ان بلاده تعتزم البقاء شريكا ثابتا للسعودية. ولكن ضد من؟ طبعا في وجه خط المقاومة الذي يشتد عوده يوما بعد يوم مع خوضه التجارب والحروب المفتعلة ضده في المنطقة والعالم. ويخرج منها منتصرا.

الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة في هذا السياق هي ما هو الموقف الذي يمكن أن يخرج به مسؤولو السعودية بعد ربط بقاء إاسرائيل" ببقائهم في السلطة. هل سيقبلون بهذا الأرتباط أم أنهم سيعتبرونه انتقاد أصدقاء كما حدث منذ فترة بعد الإهانات الترامبية لمملكة النفط وملكها سلمان.

أما السؤال الأهم هنا هو ما موقف الشعب السعودي العربي والمسلم والحضان للحرمين الشريفين من هذه التصريحات. هل سيقبل البقاء تحت حكم رجل ارتبط بقاء الكيان الاسرائيلي ببقائه في السلطة. الشعب السعودي شعب أرض الحرمين الشريفين والقبلة الثانية للمسلمين. هل سيقبل ببقاء محمد بن سلمان المرتبط بقاؤه ببقاء "إسرائيل" التي تحتل قبلة المسلمين الأولى. أم أنهم سيعلنون موقفا للتأريخ والأجيال. ويرسمون هويتهم القومية والدينية البعيدة عن أوامر ولاة الأمر وحكام البترول؟؟

سؤال برسم الشعب السعودي...

كتب : إبراهيم شربو - إعلامي سوري

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية