فنزويلا تتحدّى تهديدات ترامب والاتحاد الأوروبي يحذّر: لا للتصعيد العسكري!

المرصاد نت - متابعات

في أعقاب تجديد دونالد ترامب تلويحه بالخيار العسكري وتوجيهه تهديدات إلى الضباط الفنزويليين أعلنت كاراكاس حالة التأهب على الحدود تحسباً لوقوع مواجهة قد يدفع إليها Cracas2019.2.20استمرار تحريض خوان غوايدو ومن ورائه واشنطن على إدخال المساعدات التي يرفضها نيكولاس مادورو..

يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب العمل على رسم المسار الذي يرغب في أن تسلكه الأزمة في فنزويلا متابعاً اعتماد لهجة التهديد والوعيد. وفي انتظار يوم السبت الذي قد يكون مفصلياً وجّه ترامب تحذيراً شديد اللهجة إلى القادة العسكريين الفنزويليين من أنهم قد «يخسرون كل شيء» في حال رفضهم دعم الانقلابي خوان غوايدو. هذا الأخير يتشبث بالتوجه إلى الحدود مع مناصريه من أجل إدخال المساعدات الأميركية التي يرفضها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو فيما يقف الجيش متأهّباً لمنع إدخالها.

وقال وزير الدفاع، فلاديمير بادرينو، أمس إن «الجيش سيُبقي على انتشاره، وبحالة تأهب على طول الحدود، لمواجهة أي خرق لسيادة الأراضي»، مجدداً تأكيده أن الجيش يدين بـ«الطاعة والخضوع والولاء الذي لا يتزعزع» للرئيس نيكولاس مادورو.

وفي ما يمكن اعتباره تلميحاً جديداً إلى احتمال اعتماد الخيار العسكري في فنزويلا قال ترامب في خطاب ألقاه ليل الاثنين ـــ الثلاثاء في ميامي أمام الجالية الفنزويلية في فلوريدا: «أنظار العالم بأسره مسلّطة عليكم اليوم» داعياً الضباط الفنزويليين الذين لا يزالون موالين لمادورو إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى بلادهم. وأضاف: «لا يمكنكم الاختباء من الخيار الذي يواجهكم يمكنكم أن تختاروا قبول عرض العفو السخي الذي قدّمه الرئيس (بالوكالة) غوايدو والعيش بسلام مع عائلاتكم ومواطنيكم». ولم يقف ترامب عند هذا الحد بل حذّر الضباط من أنه «يمكنكم اختيار المسار الثاني مواصلة دعم مادورو. إذا اخترتم هذا المسار فلن تجدوا ملاذاً آمناً لن تجدوا مخرجاً سهلاً لن يكون هناك سبيل للخروج. ستخسرون كل شيء».

وصفّق الحاضرون طويلاً للرئيس الأميركي الذي رافقته زوجته ميلانيا والذي وصف الرئيس الفنزويلي بأنه «دمية كوبا». وفي خطابه، هاجم ترامب بحدة «الاشتراكية» قائلاً إن «أيام الشيوعية معدودة في فنزويلا لكن أيضاً في نيكاراغوا وكوبا». كذلك أشار إلى أن السلطات الأميركية تعرف «أين توجَد مليارات الدولارات التي سرقها» عدد صغير من أعضاء النظام الحاكم في كراكاس. وعلى رغم إعلانه أنه يفضل «انتقالاً سلمياً» في فنزويلا جدّد التأكيد أن «كل الخيارات» مطروحة على الطاولة بخصوص هذا البلد.

ودخلت فنزويلا أول من أمس أسبوعاً صعباً مع إعلان غوايدو أن المساعدة الإنسانية الأميركية ستنقل السبت إلى البلاد مهما كلّف الأمر على رغم رفض مادورو القاطع لذلك. وفي المقابل أعلن الأخير أمس أن روسيا أرسلت إلى بلاده 300 طن من المساعدات الإنسانية مجدّداً رفضه السماح بدخول مساعدات وأدوية أرسلتها واشنطن وتعتزم المعارضة إدخالها بالقوة.

وقال في بيان بثّه التلفزيون: «الأربعاء، ستصل 300 طن من المساعدات الإنسانية من روسيا»، مشيراً إلى أن هذه المساعدات هي «أدوية باهظة الثمن». وجدد الرئيس الاشتراكي وصفه المساعدات الأميركية المكدّسة في كولومبيا، على الحدود مع فنزويلا، بانتظار السماح لها بالدخول، بأنها «استعراض سياسي» و«فخّ مخادع». وأكد أن البضائع التي تستوردها بلاده «دفعنا ثمنها بكرامة» وهي تأتي من روسيا والصين وتركيا ودول أخرى إضافة إلى مساعدات من الأمم المتحدة. وأضاف أنه سيجري الإعلان في غضون أيام عن وصول أدوية أو مواد أولية لإنتاج الأدوية مشيراً إلى أن هذه المساعدات مصدرها دول عدة وستصل إلى بلاده «من خلال الأمم المتحدة».

كذلك انتقد مادورو «استهداف» ترامب للنظام الاشتراكي، واصفاً تصريحات الأخير بأنها «أشبه بالنازية» وبأنها تعكس العقلية العرقية للبيت الأبيض. واستنكر تهديد ترامب للجيش الفنزويلي متسائلاً: «من هو القائد الأعلى للجيش الفنزويلي؟ هل هو ترامب؟ هؤلاء يظنون أنفسهم مُلّاكاً للدولة الفنزويلية». وأضاف: «ما الذي يحبه ترامب في فنزويلا، هو يحب النفط والألماس وأكثر من ذلك يحب أعوانه المأجورين في الداخل الفنزويلي المساعدات الإنسانية التي يقدمها مجرد استعراض هو سرق 30 ملياراً من أموال فنزويلا».

في غضون ذلك أعلن وزير الخارجية الياباني أن بلاده تدعم غوايدو. وقال تارو كونو في مؤتمر صحافي إن «بلدنا دعا إلى انتخابات مبكرة (في فنزويلا) لكن للأسف لم يحصل ذلك». وأضاف: «نظراً للظروف، نحن ندعم بوضوح الرئيس بالوكالة غوايدو. وندعو البلد من جديد إلى تنظيم انتخابات حرة وعادلة».

الاتحاد الأوروبي يحذّر: لا للتصعيد العسكري في فنزويلا

في الوقت الذي يسعى فيه خوان غوايدو إلى استفزاز الجيش الفنزويلي بإعلانه التوجّه إلى الحدود مع كولومبيا السبت المقبل لتسلّم المساعدات ظهر أول مؤشرات المعارضة الأوروبية لأي تحرّك عسكري أميركي على لسان مسؤولين رجّحوا كفة «الحل السياسي»..

حيث حذّر الاتحاد الأوروبي أمس من عواقب حصول تصعيد عسكري في فنزويلا في ما يعتبر معارضة لأي تحرّك عسكري هدّد الرئيس الأميركي بالقيام به في هذا البلد. وخلال مؤتمر صحافي إثر اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في بروكسل قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: «لقد استبعدنا بشكل قاطع أي دعم للاتحاد الأوروبي لتصعيد عسكري في فنزويلا أو أي قبول بذلك»، في حين أعرب وزير الخارجية الأسباني جوزيب بوريل عن قلقه حيال معلومات تتحدث عن «انتشار جنود أميركيين على الحدود بين كولومبيا وفنزويلا» وصرّح لدى وصوله إلى الاجتماع بأنه «يجب تأكيد هذه المعلومات ولكن علينا تجنّب تصعيد عسكري في فنزويلا بكل السبل».

قلق الوزير الإسباني تردّد على لسان نظراء له من دون أن يغفلوا تجديد دعمهم لتسلّم الانقلابي خوان غوايدو السلطة، بـ«السبل السياسية». فقد رأى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنه «لن يجري الخروج من الأزمة السياسية في فنزويلا إلا عبر انتخابات رئاسية»، معتبراً أن «هذا المخرج الدبلوماسي بالنسبة إلينا يعود إلى خوان غوايدو (رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض)، لأنه يتمتع حالياً بالشرعية لإجراء هذه الانتخابات». كذلك، قال نظيره الألماني هايكو ماس: «ليس وارداً أن يمارس (الرئيس نيكولاس مادورو) لعبة الوقت وينتصر في النهاية. لهذا السبب، من المهم أن نبقي الضغط على النظام» في إشارة إلى إمكانية فرض عقوبات جديدة.

من جهة أخرى أوضحت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي والأوروغواي اللذين يشاركان في ترؤس مجموعة الاتصال الدولية سيرسلان بعثة تقنية «هذا الأسبوع» إلى كراكاس بهدف «تقييم الدعم الواجب تقديمه لفتح الطريق أمام انتقال ديموقراطي وسلمي» وخصوصاً إجراء «انتخابات رئاسية حرة». وأكدت أن أعضاء الوفد «سيلتقون مختلف الأفرقاء»، مضيفة: «نسعى إلى مخرج سلمي لهذه الأزمة». ورفضت موغيريني أي إجراء يطاول سكان فنزويلا واقتصادها، لكنها لم تستبعد إضافة أسماء جديدة إلى قائمة الأفراد في نظام مادورو المحظر عليهم دخول الاتحاد الأوروبي. وقالت: «ستكون عقوبات محدّدة ومبررة بمسؤولية عن أعمال العنف أو إعاقة الديموقراطية».

التصريحات الأوروبية جاءت غداة طرد الحكومة الفنزويلية خمسة نواب أوروبيين محافظين الأمر الذي أدانته موغريني. وهؤلاء النواب هم ثلاثة إسبان وهولندية وبرتغالي وينتمون إلى «الحزب الشعبي» الأوروبي. وقد أعلنوا أمس أنهم سيحاولون العودة إلى فنزويلا السبت المقبل مع المساعدة الإنسانية الأميركية المكدسة في كولومبيا. وفي تصريح صحافي أدلى به في مدريد قال النائب الأوروبي الإسباني استيبان غونزاليس بونس إن «وزير الخارجية الكولومبي اتصل بي وقال لي: تعال إلى كولومبيا السبت المقبل». وأضاف: «قبلنا الدعوة وسنحاول المرور مع مواد غذائية وأدوية من كوكوتا» المدينة الكولومبية الحدودية مع فنزويلا.

في هذا الوقت تزداد حدة المواجهة بين غوايدو والرئيس نيكولاس مادورو بشأن وصول المساعدات الدولية. وقد حدّد غوايدو يوم السبت المقبل أي بعد مرور شهر على إعلان نفسه رئيساً بالوكالة موعداً لمواجهة مادورو بشأن المساعدات، التي تكدّست قرب الحدود الفنزويلية في مدينة كوكوتا الكولومبية. وقال غوايدو في رسالة إلى 600 ألف من أنصاره الذين انضموا حتى الآن إلى التحرك الهادف إلى إدخال المساعدات إن «مهمتنا الأساسية تتمثل في الوصول إلى مليون متطوع بحلول 23 شباط/فبراير». وأكد أن المتطوعين سيتجمعون في نقاط محدّدة أو سيشاركون عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إلا أن غوايدو لم يوضح كيف ينوي تجاوز الحواجز الحدودية التي وضعها الجيش الفنزويلي بأوامر من مادورو.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية