حرب الإرادات ... دروس من المقاومة الإسلامية في لبنان في ذكرى انتصارها!

المرصاد نت - متابعات

حذّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من خطر توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذي "يقترب بسرعة" وفي كلمة له في عيد المقاومة والتحرير شدد السيد نصر الله على ضرورة Nasrallah2019.5.25العمل من أجل إعداد خطة فلسطينية لبنانية مشتركة لمواجهة خطر التوطين.

ونبّه السيد نصر الله من أن المسألة الأهم التي قد يؤدي إليها مؤتمر المنامة هي توطين الفلسطينيين في لبنان وبلدان أخرى مشدداً على أن اللبنانيين يُجمعون على رفض التوطين، والفلسطينيون جميعاً يرفضونه أيضاً ويصرون على حق العودة.

وقال السيد نصر الله إن القضية الفلسطينية تواجه اليوم أكبر مؤامرة لتصفية وجودها داعياً إلى أوسع مشاركة شعبية في احتفال يوم القدس الذي سيقام مساء يوم الجمعة المقبل في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأكد أن الجميع معنيون في "تحمل المسؤولية التاريخية في مواجهة صفقة القرن المشؤومة" منوهاً بالموقف الفلسطيني العارم الموحد والصارم في رفض مؤتمر المنامة والدعوة إلى مقاطعته.

واعتبر أن الموقف الفلسطيني الإجماعي الرافض لمؤتمر المنامة هو "الموقف الملك لأنهم أصحاب القضية"، منوهاً أيضاً بموقف علماء البحرين الرافض لمؤتمر المنامة ولاحتضان أرضهم مؤتمراً يستهدف تصفية قضية فلسطين.

 وقال السيد نصر الله إن عيد المقاومة والتحرير هو يوم تاريخي وعظيم جداً للبنان ولمجريات معادلات الصراع العربي الإسرائيلي، مشيراً إلى أن انجاز التحرير عام 2000 جاء بفضل تضحيات كبيرة شاركت فيها جميع الفصائل والجيشان اللبناني والسوري، كما لسوريا ولإيران دور أيضاً في إنجاز الانتصار.

وأضاف إنّ الرئيس الأميركي كان ليهب جنوب لبنان إلى "إسرائيل" كما فعل في القدس والجولان المحتلّين لولا التحرير عام 2000م ولفت إلى أن من أهم انجازات انتصار العام 2000 م هو صنع معادلة القوة في لبنان، مؤكداً أن كل ما تردد عن تسويات أو غيرها ساهمت في إنجاز التحرير كان سراباً وكذباً وتضليلاً.

وأشار إلى أن من إنجازات انتصار التحرير أنه لم يعد يُنظر إلى لبنان على أنه الحلقة الأضعف بل بات من الأقوى منوهاً إلى أن العدو الإسرائيلي بات يتعاطى جدياً بعد التحرير بأن هناك قوة حقيقية موجودة في لبنان. وأضاف السيد نصر الله أن العدو وحلفاءه بعد التحرير باتوا يسعون للقضاء على حزب الله الذي كان عصياً على كل المؤامرات، موضحاً أن ما يسميه العدو تهديداً نسميه قوة دفاعية وردعية ومانعة للعدو من تحقيق أي من أطماعه.

وشدد الأمين العام لحزب الله أن على اللبنانيين إدراك قوتهم في الحفاظ على سيادة وأمن وخيرات وحاضر ومستقبل لبنان والحفاظ عليها، لافتاً إلى أن المقاومة جزء من القوة الأساسية التي يجب الحفاظ عليها في وجه مؤامرات الأعداء للتخلص منها. وقال إن لبنان يستطيع أن يمنع العدو من النفط والغاز إذا منع العدو لبنان من استخدام نفطه وغازه.

وأوضح السيد نصر الله أن هناك إصراراً أميركياً غربياً خليجياً على رفض عودة النازحين السوريين إلى بلدهم بسبب الانتخابات السورية موضحاً أن انعدام الأمن هو من الادعاءات الهادفة إلى تخويف السوريين من عودتهم إلى بلدهم.

وقال إن الرئيس الأسد أكد له الرغبة في عودة جميع النازحين والاستعداد لتسهيل هذه العودة، مضيفاً أن هناك مساع لمنع عودة النازحين السوريين إلى بلدهم لأسباب سياسية وذلك عبر الترهيب والترغيب.وأشار إلى ضرورة مناقشة مسألة عودة النازحين السوريين بعد الانتهاء من نقاش الموازنة في لبنان.

ولفت السيد نصر الله إلى أن عملية مكافحة الفساد وسد الهدر المالي في مؤسسات الدولة اللبنانية تحتاج إلى وقت، وهي أصعب من الميدان.

واعتبر الأمين العام لحزب الله أن معركة مكافحة الفساد تحتاج إلى تعاون الجميع، وأكد أن حزب الله جزء أساسي ومتقدم في هذه المعركة مشدداً على أن موقف الحزب ساهم في إيجاد مناخ وطني كبير حول قضية مكافحة الفساد التي أصبحت قضية أساسية. وكشف عن أنه تم تحضير عدد من الملفات وسيتم تقديم المزيد منها بعد أن باتت جاهزة بعد الإنتهاء من مشروع الموازنة مضيفاً أنه الحزب الله حضّر أيضاً عدداً من الاقتراحات يجري مناقشتها مع الحلفاء لبحث سبل الانتصار في معركة مكافحة الفساد.

حرب الإرادات ... دروس من المقاومة الإسلامية في لبنان في ذكرى انتصارها..

كتب : علي أبو الخير - كاتب مصري.

نكتب عن ذكرى انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان، ونحاول استخلاص الدروس المُستفادَة من النصر، لأنها تُعطي الأمل، لأننا نعيش في الوقت الذي تُحاصِر فيه دوائر الاستكبار العالمي والصهيونية العنصرية قوى المقاومة، والإبقاء على التيارات التكفيرية التي تقتل المسلمين وتُمزِّق دولهم، ومن ثمّ نريد استلهام دروس النصر وعندما نتحدّث عن الإنجازات التي تحقّقت بعد انتصار المقاومة كأننا نتحدّث عن كيفية إعادتها ودراستها والأخذ بما يصلح منها في هذه الأيام في الحرب والسِلم والصِراع مع الأعداء وهم الحشد الاستعماري الصهيوني الخليجي.

لقد كانت المرة الأولى في تاريخ الصراع مع الصهيونية، وفي يوم 25 أيار/ مايو عام 2000م تقوم الدولة الصهيونية بتنفيذ قرار صادر عن مجلس الأمن هو القرار 425 لسنة 1978 وتنسحب من أرض عربية احتلتها، من دون أية مفاوضات أو تنازلات، انسحبت القوات الصهيونية تحت وطأة ضربات المقاومة التي لم تهدأ رغم استشهاد بعض قادتها مثل الشيخ "راغب حرب" عام 1984م والسيّد "عبّاس الموسوي" عام 1992م والسيّد "هادي حسن نصر الله" عام 1997م وغيرهم كثيرون أي أن المقاومة تضرب الأمثلة للتضحية والفداء، فلا بدّ لها من الانتصار.

من الدروس المستفادة من النصر وجود دولة إسلامية ثورية تؤسِّس وتحمي المقاومة ولقد تزامن بدء التفكير في تأسيس المقاومة في لبنان بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 مباشرة لأن مشروعها الأساسي الثوري هو التصدّي للاستكبار والصهيونية العالمية وخرجت المقاومة من رحم المأساة لأن القوات الصهيونية دخلت لأول مرة عاصمة عربية واحتلتها هي "بيروت" عام 1982م وأشرفت القوات الصهيونية على مذابح "صبرا وشاتيلا" المشهورة وتمّ طرد المقاومة الفلسطينية من لبنان إلى الشتات في تونس فساد اليأس في عقول شعوب الأمّة وقلوبها هذا وقد أوحى الأميركيون إلى "صدّام حسين" بشنّ الحرب على الجمهورية الإسلامية الوليدة كل ذلك أدّى إلى الشعور العام بالإحباط ولكن الجمهورية الثورية أخذت على عاتقها وخلال أتون حرب الثماني سنوات مساعدة المقاومة وتمكّنت من توحيد صفوف المقاومين لتنصهر في بوتقة المقاومة الإسلامية التي بدأت تؤتي ثمارها وبدأ الأمل يدبّ في الأرجاء اللبنانية والعربية من جديد..

فقد قامت المقاومة في 23 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1983 بعملية نوعية كبيرة، استهدفت مبنيين للقوات الأميركية والفرنسية في بيروت وقد أدّت إلى مقتل 241 أميركياً و58 فرنسياً وكانت السبب الرئيس في انسحاب أميركا وغيرها من لبنان وانسحاب القوات الصهيونية مكتفية باحتلال الشريط الحدودي ولم تتوقّف المقاومة فقد قامت "عروس الجنوب" الفتاة صاحبة السبعة عشر ربيعاً "سناء محيدلي" بأول عملية استشهادية في الجنوب اللبناني يوم 9 نيسان/ إبريل عام 1985م فجَّرت نفسها وسط التجمّع الصهيوني الذي كان ينظّم المرحلة الثانية من الانسحاب من القطاع الشرقي لجنوب لبنان فقتلت العشرات من جنود الاحتلال واستُشهدت وقد احتفى بها شعراء العرب وغنّى لروحها الفنان المصري "محمّد منير" من كلمات الشاعر"بخيت بيومي" إحدى أهم أغانية القومية "أتحدّى لياليك يا هروب وأتوضّأ بصهدك يا جنوب" وانتشرت واشتهرت الأغنية فكان صداها مُقرّباً للمصريين من نهج المقاومة إلى درجة أننا عملنا كمجموعة وعلى مسؤوليتنا الكاملة بعد انتصار المقاومة الثاني عام 2006م استطلاعاً لألف شخص من مختلف الطبقات المصرية عن أهم شخصية إسلامية لعام 2006م حصل السيّد "حسن نصر الله" على المركز الأول وحصل الرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد" على المركز الثاني وقد نالنا الأذى بسبب استطلاعنا ذاك ..

وعندما زار القاهرة أحد أبرز الكوادر المقاومة هو السيّد "عمار الموسوي" بعد النصر الثاني 2006م احتفت به كافة القيادات السياسية المختلفة في نقابة الصحافيين المصرية ما يعني أن الشعوب العربية تعرف عدوها، وتحتفي بمن ينتصر على غروره وعندما نتذكَّر ذلك لا بدّ من أن نعي أن الصهيونية لا تنسى "حزب الله" المقاوِم ولا إيران التي أسّست ورعت المقاومة فاليوم وبعد أن انشغل العرب بالفِتَن الداخلية تعتقد أميركا والصهيونية وبعض الدول الخليجية أن الوقت قد حان لمُحاصرة إيران وضربها وبالتالي إبعاد وهزيمة المقاومة في لبنان وفلسطين لتُنجِز مشروعها الاستعماري ولكنّ إيران تمتلك أوراق ضغط هائلة وقد أسّست المقاومة وهي تحت نيران الحرب الكونية ضدّها واليوم تتمتّع بقدرات اقتصادية وسياسية وعسكرية أكثر من الثمانينات وحقّقت سوريا النصر بدعمٍ ثوري إيراني ولذلك نثق في الله وفي الإرادة الثورية لإيران التي تخوض"حرب إرادات قبل حرب الجيوش" كما قال الإمام المُرشِد "على الخامنئي".

ومن الدروس من انتصار المقاومة أنها ألهمت الأشقاء في فلسطين، فكانت الانتفاضة الأولى أو ثورة الحجارة من كانون الأول/ ديسمبر 1987 – 13 أيلول/ سبتمبر 1993م ونهاية الانتفاضة كانت منذ تمّ التوقيع في ذات التاريخ على اتفاقية "أوسلو" بين الزعيم "ياسر عرفات" مع رئيس وزراء الكيان "شيمون بيريز"التي مازالت تداعياتها تنتقص من الحق الفلسطيني ولقد حقّقت الانتفاضة الأولى بعض النتائج السياسية ولكنها ضاعت مع اتفاقيات "أوسلو"، ولكن في كل حال تمكّن الفلسطينيون من تأسيس "حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين" وانتصرت غزّة عدّة مرات على العدوان الصهيوني وأيضاً جاء تأسيس السلطة الفلسطينية نتيجة ثورة الحجارة وبدأ بالفعل العدّ التنازُلي للتوسّع الجغرافي الصهيوني الذي يريد الكيان الصهيوني إحياءه من جديد.

كما كشفت المقاومة اللبنانية في ذكرى انتصارها الدور المُشين لليمين الديني أو للرجعية العربية التي وقفت ضد المشروع المقاوٍم منذ البداية كلنا يتذكَّر النداء المشهور "واأفغانستاه" الذي كان ينطلق من حناجر الخطباء من فوق ألف منبر ومنبر مُنادين بالجهاد في أفغانستان وزوّروا وقالوا إنهم يتضامنون مع أهل الكتاب (يقصدون أميركا) ضد "الاتحاد السوفياتي"(الكافِر) ولكن وبعد الاحتلال الأميركي لأفغانستان، لم يصدر ذاك النداء لأن الحرب كانت بناء على أوامر سلطانية سعودية، بناء على تعليمات أميركية وهو ما اعترف به مؤخّراً وليّ العهد السعودي "محمّد بن سلمان" عندما أكّد أن تمويل الجهاد الأفغاني كان بناء على طلبات أميركية أثناء الحرب البارِدة وهو يُكرِّر نفس الأمر اليوم.

ولنفس الأسباب جاءت الفتاوى الوهّابية الصريحة الخادِمة للصهيونية، تفتي بعدم جواز نصرة المقاومة في لبنان أو حتى مجرّد الدُعاء بالنصر لها، مثل فتاوى "عبد الله بن جبرين" و"عبد العزيز بن باز" ومَن سار على دربهما من شيوخ الوهّابية في مصر وغيرها نفس الفتاوى الطائفية الخادِمة للاستعمار وهذا يذكِّرنا بموقف الشيخ المصري المشهور "محمّد متولي الشعراوي" الذي اعترف أنه صلّى ركعتي شكر لله عندما انهزمت مصر في حرب حزيران/يونيو 1967م وبرّر سجود الشكر، لأن مصر كانت تتعاون مع الاتحاد السوفياتي، وأنه أيضاً سَجَدَ شكراً لله عندما انتصرت مصر عام 1973م رغم أن مصر استعملت نفس سلاح الاتحاد السوفياتي وأميركا هي مَن تساعد الصهيونية دائماً بالسلاح والسياسة والسجود شكراً لله على الهزيمة يعني السجود شكراً لانتصار الصهيونية، هو اليمين الديني المتحالف دائماً مع الغرب الاستعماري وهو ما يتكرَّر في الوقت الراهِن، ولكنهم اليوم انكشفوا وأخيراً تُحقِّق المقاومة مقولة الإمام علي بن أبي طالب "الحياة في موتكم قاهرين، والموت في حياتكم مقهورين".

 

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية