انطلاق قمة العشرين باليابان .... حلبة صراع القوى العظمى!

المرصاد نت - متابعات

انطلقت ​قمة العشرين​ اليوم الجمعة في مدينة أوساكا غرب ​اليابان​ بمشاركة 37 دولة ومنظمة. وقد وصل قادة الدول وممثلوها تباعاً إلى مقر القمة. مصادر قالت إن هناك احتمال بعدم Gaban2019.6.29صدور بيان ختامي عن اجتماع قمة العشرين بسب الخلافات.

وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الاميركي دونالد ترامب ناقشا على هامش القمة الاستقرار الاستراتيجي والملفين السوري والأوكراني.

وقال ترامب في بداية اللقاء إنه يعتقد أن نتائج اللقاء مع بوتين ستكون ممتازة مشيراً إلى أن علاقاته مع بوتين جيدة جداً من جهته قال بوتين إن لقاءه مع ترامب "هو فرصة جيدة لاستكمال الحوار في مواضيع قمة هلسنكي وتم تحديد المسائل كافة".

ونقل البيت الأبيض عن بوتين وترامب خلال لقائهما قولهما إن تحسين العلاقات يصب في مصلحة البلدين والعالم أجمع، وأشار إلى أنهما اتفقا على مواصلة المفاوضات بشأن الحد من التسلح.

لكن مصادر روسية قالت بأنّ قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب في اليابان لم تحقق اختراقات في أي من الملفات الكثيرة التي تناولها الرئيسان. ووفقاً لمصادر فإنّ بوتين وترامب ركزا على القضايا الاستراتيجية لا سيما التسلح والاتفاقيات ذات الصلة. وتابعت أنّ الجانب الأميركي أصر على أن تكون الصين طرفاً في أي مفاوضات مستقبلية، مشيرة إلى أنّ واشنطن تعتبر الترسانة النووية الصينية مكمّلة للترسانة الروسية.

المصادر  ذكرت أنّ "الجانب الروسي لم ير أي نية حقيقية لدى ترامب بشن حرب على إيران". وقد اتفاق الرئيسان على استمرار الاتصالات عبر مجموعات العمل المختصة، فضلاً عن الاتفاق على قناتي الاتصال عبر مستشاري الأمن القومي ووزيري الخارجية حول سوريا وإيران وفنزويلا وأوكرانيا. وتحدثت المصادر عن انفراجات طفيفة اتفق عليها الرئيسان في المجال الإنساني على صعيد الملفين السوري والأوكراني. وفي سياق متصل ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ الرئيسين بوتين وترامب وافقا على ضرورة حل قضية التوتر حول إيران بطرق دبلوماسية.

وعلى هامش القمة قال ترامب إنه "لا داعي للعجلة" في ما يتعلق بمسألة حل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران. وأضاف أن لديه الكثير من الوقت ولا يوجد أي ضغط ويمكنهم أخذ وقتهم في اشارة الى الإيرانيين. وأعرب عن أمله في أن ينجح الأمر في نهاية المطاف قائلاً "إذا نجح، فسيكون ذلك جيداً وفي حال العكس فإنكم ستسمعون بذلك".

بوتين من جهته شدد على ضرورة العمل من أجل تحقيق الاستقرارِ في سوريا. ورأى خلال اجتماع قادة دول البريكس على هامش قمة "العشرين" أن من المهم القضاء على بؤر التوتر المتبقية في سوريا، داعياً دول البريكس الى لعب دور نشط في القضية السورية. وأكد بوتين أن أي محاولة لتدمير أو تهميش منظمة التجارة العالمية أمر غير مقبول، وسيؤدي إلى نتائج عكسية.

وكان بوتين قد صرح قبل ذلك أنه يعتقد أن اجتماعه برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال قمة مجموعة العشرين قد يسهم في إصلاح العلاقات الثنائية بعد واقعة تسميم جاسوس روسي سابق على الأراضي البريطانية. وأوضح بوتين أن الحادث مسألة بين وكالات الاستخبارات ولا ينبغي أن يلحق الضرر بالعلاقات والمصالح الاقتصادية بين بريطانيا وروسيا.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن الرئيس الصيني شي جين بينغ قوله إن منطقة الخليج أصبحت الآن في وضع حساس للغاية و"تقف عند مفترق طرق الحرب والسلام".

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الرئيس الصيني أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال لقاء على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا بأن الصين تقف دائماً إلى جانب السلام وتعارض الحرب.

من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن قمتها مع الرئيس الأمريكي اليوم الجمعة ستتناول عدداً كبيراً من الموضوعات منها التجارة والاستثمارات وغرب أفريقيا ومكافحة الإرهاب وإيران. ووصف ترامب ميركل بأنها "صديقة عظيمة له" وذلك في تصريحات للصحافيين قبيل الاجتماع الثنائي بينهما على هامش قمة أوساكا. كما أشاد بالتجارة بين الولايات المتحدة وألمانيا.

في غضون ذلك حذر زعماء الاتحاد الأوروبي من الأضرار التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي جراء تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.Boutan2019.6.28

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في مؤتمر صاحفي إن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين "صعبة" وتسهم في تباطؤ في الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعمل عن كثب مع الولايات المتحدة والصين واليابان بشأن إصلاح منظمة التجارة العالمية.

«G-20» حلبة صراع القوى العظمى: «الحرب التجارية» عنوان القمة الأول

 «حلبة صراعات». هذه هي الحال التي وصلت إليها قمة الاقتصادات الكُبرى. بعدما كانت تعتبر مجلساً لإدارة العولمة تُعقد قمة «مجموعة العشرين» هذا العام وسط توتّر استراتيجي يرتبط خصوصاً بنزاع واشنطن وبكين حول الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية، ومواجهة ثنائية تشمل أيضاً ملف إيران حيث تدور أسخن الأزمات الدولية الراهنة. وسيحضر إلى طاولة القمة ملف التبادل الحرّ، إلى جانب التغيّر المناخي وهذان خطان أحمران بالنسبة إلى الرئيس الأميركي ما سيصعّب صياغة بيان ختامي يرضي جميع الأطراف.

صباح غدٍ يستأنف الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ المفاوضات بين بلديهما لكَون المواجهة بين العملاقين الاقتصاديين التي عمّقتها عقوبات أميركية ضدّ منتجين صينيين كبار على غرار شركة «هواوي» للاتصالات تنذر بتداعيات لا بدّ من أن تطاول اقتصادات العالم أجمع. وفيما ستطبع مجمل اللقاءات الثنائية التي سيجريها ترامب وعددها تسعة أجواء هذه القمة، صعّد الرئيس الأميركي في وجه حلفائه قبل خصومه مُوجِّهاً انتقادات حادّة إلى اليابان وألمانيا والهند.

وملمّحاً إلى احتمال التوصل إلى اتفاق بين البلدين هوّل ترامب في مقابلة مع شبكة «فوكس بِزنس» أول من أمس قائلاً إن «اقتصاد الصين ينهار يريدون التوصل إلى اتفاق» علماً بأن الإحصاءات تشير إلى خلاف لذلك. وأضاف: «من الممكن قطعاً أن نتوصل إلى اتفاق جيد... لكنني أيضاً أشعر بسعادة كبيرة بشأن ما نحن عليه الآن». وفيما أشار إلى أن الصين تدرك جيداً ما تحتاجه الولايات المتحدة للمضيّ قدماً في أيّ اتفاق تجاري حثّها على العودة إلى طاولة المفاوضات بالتنازلات نفسها التي قدمتها قبل انهيار المحادثات في أيار/ مايو الماضي.

وإذا كانت «وول ستريت جورنال» على حقّ فإن شي سيحثّ ترامب على قبول مقترحات الصين لوقف الحرب التجارية واستئناف المحادثات. وبحسب الصحيفة الأميركية، وضعت بكين عدداً من الشروط لإنهاء الحرب: رفع شركة «هواوي» من القائمة السوداء، إلغاء جميع الرسوم الجمركية التي فرضت أخيراً على الواردات الصينية إلى أميركا إسقاط الجهود التي تُجبر الصين على شراء المزيد من السلع الأميركية.

مطالب مهمّة للغاية بالنسبة إلى الصين، ليس واضحاً إن كان ترامب سيقبل بها ما لم تقدّم بكين من جهتها تنازلات كبيرة في شأن التكنولوجيا، والوصول إلى اقتصادها. وعلى رغم شروطه المسبَقة ليس متوقعاً أن يتّخذ شي وضعية المواجهة مع ترامب وفقاً لمسؤولين صينيين تحدثوا إلى الصحيفة. لكنه بدلاً من ذلك، سيرسم خطاً واضحاً لما يمكن أن تكون عليه علاقة ثنائية مثالية، تشمل تقديم مساعدة صينية في القضايا الأمنية التي تثير قلق الولايات المتحدة خصوصاً في ملفَّي إيران وكوريا الشمالية. وهناك احتمال للتوصّل إلى «اتفاق مصغر» تتريث بموجبه الولايات المتحدة في فرض رسوم جمركية جديدة وتقدّم ربما بعض التنازلات في شأن شركة «هواوي» مقابل استئناف بكين شراء منتجات مزارعين أميركيين كبادرة حسن نية، وفق ديفيد دولار من مركز «بروكنغز» للدراسات.

وفي مطالعة قدّمها مستشار الأمن القومي الأسبق توم دونيلون (2010 - 2013) نُشرت قبل أيام في دورية «فورين بوليسي» رأى الأخير أن إدارة ترامب تستخدم الأدوات الخاطئة للمواجهة، عبر تطبيق أساليب الحرب التجارية الفظّة التي تُذكّرنا بالقرن التاسع عشر بدلاً من صياغة استراتيجية تحافظ على ريادة الولايات المتحدة اقتصادياً وتكنولوجياً. ورأى أن الحمائية التي يطبّقها الرئيس الأميركي لا يمكن أن تواجه التحدّي الصيني؛ إذ إن استعادة مكانة الولايات المتحدة في العالم وتنشيط اقتصادها يتطلبان استراتيجية طموحة لا تعتمد على تغيير السلوك الصيني، بقدر ما تعتمد على إعداد الولايات المتحدة للمنافسة.

«التكنولوجيا الفائقة في الصين تهدّد التنافسية الاقتصادية الأميركية والأمن القومي» هذا ما أشار إليه بوضوح، خصوصاً أن الصين تسعى إلى الحلول محلّ الولايات المتحدة كرائد عالمي في العديد من قطاعات التكنولوجيا المتقدّمة. لكن الرسوم الجمركية لطالما كانت خياراً سيئاً لتغيير سلوك بكين، لكونها تؤدّي في أفضل الأحوال إلى تشكيل سياسات صينية هامشية ما سيتيح للشركات الأميركية وصولاً أكبر إلى الأسواق الصينية ويقلّل العجز التجاري. ومع ذلك، تضرّ هذه الرسوم بالأعمال التجارية، والمزارعين، والمستهلكين الأميركيين كذلك فإنها تؤدي إلى عزل حلفاء أميركا وتزيد من خطر حدوث ركود عالمي.Chaina2019.6.28

مقترحاً حلاً أفضل يعود دونيلون إلى التذكير بأن الردّ الأقوى على التحديات الاقتصادية والتكنولوجية الخارجية يتمثّل دائماً في الاستثمار الداخلي. في هذا السياق يذكّر بأول قمر اصطناعي أطلقه الاتحاد السوفياتي عام 1957م حينها ردّت الولايات المتحدة بتمرير «قانون تعليم الدفاع الوطني» الذي حوّل جميع مستويات تعليم العلوم والرياضيات وعزّز التمويل الفدرالي بشكل كبير للبحث والتطوير ما أدى إلى إنشاء «ناسا» و«وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية» (داربا).

واليوم فإن التقدم التكنولوجي في الصين ــــ وهو يعتبر تهديداً أكبر بكثير من الاتحاد السوفياتي ـــ يجب أن تنتج منه استجابة مماثلة؛ لأن العيب في استراتيجية الإدارة هو تركيزها على الصين وليس على الولايات المتحدة. فالقطعة المفقودة يقول هي التنشيط من الداخل. وبدلاً من فرض رسوم جمركية على البضائع الصينية يجب على الولايات المتحدة أن تستثمر في العلوم والتكنولوجيا والتعليم والبنية التحتية والتركيز على القيم الأساسية: تعزيز التحالفات الأميركية وإصلاح نظام الهجرة لجلب أصحاب المشاريع والعمال المَهَرة.

ويخلص إلى القول إن سياسة الإدارة في الصين تعكس اعتقاد ترامب بأن بكين استفادت لفترة طويلة من واشنطن، خصوصاً في مجال التجارة. لكن الاستجابة التي تركّز على تغيير سلوك الصين ليست كافية على الإطلاق. «لم تولد الريادة الأميركية من الحمائية، ولكن من طريق بناء أكبر محرك اقتصادي في تاريخ البشرية... التفوق على الصين يتعلق بنا وليس بهم».

شركات أميركية تلتف على الحظر
تواصل شركات تكنولوجيا أميركية بيع مكوّنات إلى العملاق الصيني «هواوي» برغم حظر فرضه الرئيس دونالد ترامب لأسباب تتعلّق بـ«الأمن القومي». وذكرت «نيويورك تايمز» نقلاً عن مصادر لم تسمِّها أن مصنّعي شرائح أميركيين وآخرين وجدوا طرقاً لمواصلة البيع ملتفّين على العقوبات ببيع سلع مصنّعة خارج الولايات المتحدة. هذه المنتجات التي تصنعها شركات أميركية في الخارج تُعتبر معفية من الحظر ويمكن أن تسمح لـ«هواوي» ببيع منتجات مثل الهواتف الذكية والخوادم.

وقال جون نوفر من «جمعية صناعة شبه الموصِلات» وهي مؤسسة تجارة مقرها الولايات المتحدة في بيان الأسبوع الماضي إن أعضاء الجمعية «مصممون على الالتزام الصارم» بالعقوبات لكنه أشار إلى أنه «من الواضح الآن أن بعض السلع قد يمكن تزويد هواوي بها» بموجب القانون. وأضاف: «كل شركة تتأثّر بشكل مختلف بناءً على منتجاتها الخاصة وسلاسل التزويد وعلى كل شركة الآن أن تدرس الطريقة الأفضل لمزاولة أعمالها والبقاء ملتزمة».

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية