المرصاد نت - متابعات
أفادت مصادر بأنّ المجلس العسكري والمعارضة في السودان توصلان لاتفاق لاقتسام السلطة خلال المرحلة الانتقالية. كما اتفق الطرفان على أن رئاسة المجلس السيادي دورية.
كما ذكر مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى السودان محمد حسن ولد لباد أنّ "المجلس العسكري والمعارضة توصلان الى اتفاق لتشكيل حكومة مدنية" مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على مجلس سيادي لمدة 3 سنوات. مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى السودان قال إنه تم الاتفاق أيضاً على تشكيل لجنة تحقيق في أحداث العنف الأخيرة وعلى تأجيل تشكيل المجلس التشريعي لحين تشكيل المجلس السيادي.
وكانت قوى الحرية والتغيير في السودان أعلنت الاستجابة لدعوة التفاوض المباشر مع المجلس العسكري الانتقالي. وأشارت القوى في مؤتمر صحافي في الخرطوم إلى أن أي نقاش أو تفاوض يجب أن يتجه للوفاق حول نقاط الخلاف، مؤكدة أن موقفها يرتكز على قبول التفاوض المباشر وفق حيثيات أولها استلام مشروع اتفاق من ست نقاط لا يمكن الرجوع عنها.
جولة رابعة من المفاوضات: رئاسة «السيادي» مفتاح الحل
تبدو الجولة الرابعة من المفاوضات الجارية منذ يومين بين المجلس العسكري وقوى «إعلان الحرية والتغيير» أكثر فاعلية من الجولات الثلاث السابقة، لا لرغبة المجلس في تسليم السلطة لحكومة مدنية باتفاق ثنائي مع التحالف المعارض، أو الضغوط الدولية التي تدعو إلى استئنافها بل لكونها تأتي في مرحلة استبقها كل من الطرفين باختبار مدى استناد الآخر إلى حاضنة شعبية في الداخل وسياسية في الخارج. وهو ما بدا أخيراً في مصلحة قوى «الحرية والتغيير» عبر المسيرات «المليونية» والتظاهرات فضلاً عن الحراك الإفريقي والأميركي والأوروبي الداعم لثنائية المفاوضات، بعيداً عن اتجاه المجلس نحو إيجاد حاضنة من قوى تقليدية وحركات مسلحة وقبائل.
وعلى رغم عدم توصل الطرفين إلى اتفاق حتى مساء أمس إلا أن الجولة تبدو في الشكل أيضاً أكثر جدية؛ لكونها تتركز على نقطة الخلاف الأبرز: «المجلس السيادي» الذي يمثل رأس الدولة، بناءً على مقترح الوساطة الإثيوبية ـــ الإفريقية المشتركة، المقبولة من الطرفين. لكن التفاوض «يتمحور حالياً حول رئاسة المجلس السيادي أكثر من أي شيء آخر، باعتبار أن هناك شبه اتفاق على العضوية بأن تكون مناصفة»، بحسب ما أكده عضو «الحزب الشيوعي السوداني» المنضوي في قوى «التحرية والتغيير» فريد إدريس إذ شهدت جلسة أمس مناقشة مقترحات عديدة حول نسب التمثيل من بينها صيغَتا «5+5+1» و«7+7+1» وكلتاهما تقترحان عدداً مماثلاً من كل طرف على أن تُرجّح الرئاسة كفة الميزان لمن يتولاها، ما يجعلها «نقطة الخلاف الحقيقية» وفق إدريس الذي أشار إلى أن المجلس «يقترح أن تكون من قِبَله لمدة ثلاث سنوات، لكن الحرية والتغيير ترفض ذلك» حتى الآن.
وحول ظهور مكونَين في التحالف المعارض بين من يقبل بالدخول في مفاوضات مباشرة يتمثل بتحالف «نداء السودان» ومن يرفضها متمثلاً بـ«قوى الإجماع الوطني» التي ينضوي داخلها «الحزب الشيوعي» أكد إدريس أن جميع المكونات الموقعة على «إعلان الحرية والتغيير» وافقت على دخول المفاوضات وذلك «بعد اجتماعٍ أول من أمس استمر من الساعة السابعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً اتفقت فيه جميع القوى على شروط التفاوض» التي تشمل إلى جانب شرط الإبقاء على الاتفاقات المبرمة في الجولات الثلاث، التزام المجلس «إجراءات بناء الثقة» التي قدمها وفد التحالف إلى رئيس الوزراء الإثيوبي في السابع من الشهر الماضي في الخرطوم في إطار الوساطة التي كان يقودها الأخير.
وتتضمّن تلك الإجراءات: تحمّل المجلس مسؤولية جريمة فضّ الاعتصام أمام القيادة العامة وتشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم التي ارتكبت منذ انقلاب 11 نيسان/ أبريل وسحب المظاهر العسكرية من المدن والعاصمة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وحماية الحريات العامة والإعلام ورفع الحظر عن خدمة الإنترنت المقطوعة منذ شهر.
«المجلس العسكري وقّع على ورقة مقدمة من الوساطة الإثيوبية ـــ الإفريقية المشتركة تضمنت إجراءات بناء الثقة الآنفة الذكر» بحسب ما كشف عضو «الحزب الشيوعي» لكن المجلس لا يزال يصرّ على قطع خدمة الإنترنت «باعتبارها من المهددات الأمنية». إذ أشار أحد مفاوضي التحالف ـــ رفض الكشف عن اسمه ـــ إلى أن أعضاء المجلس ربطوا عودة الخدمة «بوجود توافق سياسي».
أما في شأن الإفراج عن المعتقلين السياسيين ذوي الصلة بالاحتجاجات فلم يفرج «العسكري» عن أي منهم، بمن فيهم مسؤولان في «تجمّع المهنيين» اعتُقلا أثناء «مليونية 30 يونيو» الأحد الماضي. وأصدر رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان قراراً أول من أمس، بإطلاق سراح أكثر من مئتي معتقل من «حركة تحرير السودان» (حركة متمردة تقاتل في دارفور غرب البلاد)، بعدما كان نائب رئيس «العسكري» محمد حمدان دقلو، الملقب بـ«حميدتي» قد التقى برئيسها مني أركو مناوي في العاصمة التشادية أنجمينا أخيراً في إطار عمله رئيس «لجنة عليا» شكلها المجلس للتوصل إلى «اتفاق سلام» مع هذه الفصائل التي تقاتل القوات الحكومية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، بناءً على مقترحات الوساطة المقدمة من جنوب السودان، التي تدعو إلى مشاركة هذه الحركات في العملية السياسية وبالتالي في المرحلة الانتقالية ما يشي بأنّ المجلس لا يزال يبدي اهتماماً بوساطة جوبا المدعومة مصرياً.
لكن إدريس يرى أن المجلس العسكري بات يعلم أنّ البحث عن حاضنة سياسية من قوى تقليدية وحركات مسلحة وقبائل «لن يجدي نفعاً»، بسبب «صعوبة الوصول إلى اتفاقات حقيقية مع جميع هذه القوى المتعددة الاتجاهات»، معتبراً أن «لا خيار لدى المجلس حالياً سوى التفاوض مع الحرية والتغيير» بسبب «التصعيد في الشارع، وجدولة تظاهرات وعصيان مدني حتى منتصف الشهر الجاري» كموعد نهائي للتوصل إلى اتفاق، بعيداً عن السقف الزمني الذي ينتهي اليوم.
المزيد في هذا القسم:
- موسكو وبكين: تعزيز العملة الوطنية بمواجهة الدولار المرصاد نت - متابعات تسعى موسكو وبكين إلى تعزيز استخدام العملات الوطنية في التجارة بين البلدين والتي بلغت العام الماضي قرابة 90 مليار دولار في خطوة تهدف إلى ا...
- «بريكست» يُحيي معركة استقلال اسكتلندا ! المرصاد نت - متابعات بعد نحو ست سنوات على بتّ مسألة الانفصال عن المملكة المتحدة في صناديق الاقتراع، أعطى «بريكست» دفعاً جديداً لأنصار استقلال اسكتلندا المصمّم...
- تعداد الفلسطينيين والسوريين في لبنان: صمت سياسي وتساؤلات أمنية المرصاد نت - هيام القصيفي مع الإعلان عن تعداد الفلسطينيين في لبنان وتراجع عدد النازحين السوريين لفتت جهات أمنية الى تساؤلات حول النتائج المعلنة في ظل صمت سياس...
- «طالبان» تعلّق الحوار مع الأميركيين: لن نلتقي «نظام الدمية» ! المرصاد نت - متابعات في اللحظات الأخيرة قررت حركة «طالبان» الأفغانية تعليق مشاركتها في المحادثات التي كانت مقررة اليوم في قطر مع الولايات المتحدة....
- بومبيو في بيونغ يانغ... وسيول تراقب بهدوء وقلق المرصاد نت - متابعات في ثالث زيارة له للبلاد والأولى منذ قمة ترامب ــ كيم في سنغافورة وصل وزير الخارجية الأميركي إلى بيونغ يانغ في وقتٍ تراقب فيه سيول مجريات ...
- السعودية على مفترق طرق وبن نايف قد يعزل بن سلمان وملامح فشل في سوريا واليمن المرصاد نت - رآي اليوم يحلل البروفيسور الاردني وليد عبد الحي ست دراسات اكاديمية تحاول استشراف المستقبل السعودي عبر ورقة بحثية أصدرها مؤخرا محددا في ذلك ج...
- ردّ «الجهاد» يبدّد أوهام نتنياهو: المقاومة لن تخضع للابتزاز! المرصاد نت - علي حيدر لم يستطع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا المؤسّستان السياسية والإعلامية في الكيان، الادّعاء أن الجولة الأخيرة للمقاومة ا...
- ألمانيا: لبنان ليس ألعوبة بيد السعودية! المرصاد نت - متابعات تستمر الدولة اللبنانية بقيادة الرئيس ميشال عون بالضغط دولياً من أجل تأمين عودة آمنة لرئيس الحكومة سعد الحريري وعائلته إلى لبنان. وعلى ...
- من مصر وتونس والجزائر وموريتانيا لبن سلمان: "لا أهلاً ولا سهلاً" المرصاد نت - متابعات تشهد مصر وتونس والجزائر وموريتانيا مواقف شعبية رافضة لزيارة مجرم الحرب بن سلمان ودعوات إلى تظاهرات ضدَّ الزيارة. حيث أعلنت مجموعة من الصح...
- الدفاعات الجوية السورية تتصدى لعدوان إسرائيلي على مطار دمشق الدولي المرصاد نت - متابعات تصدى سلاح الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري مساء اليوم لعدوان شنه كيان الاحتلال الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي. وقال مصدر عسكري في تص...