المرصاد نت - متابعات
خلافاً لما كان مقرراً لم تعقد جولة التفاوض الأخيرة بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير وقد جرى تأجيلها ونفى القيادي في قوى الحرية والتغيير خالد عمر يوسف وجود رفض للاجتماع إلى المجلس العسكري موضحاً أن قوى الحرية والتغيير طلبت من الوسيط الأفريقي مهلة 48 ساعة لمزيد من التشاور بشأن وثيقة الإعلان الدستوري.
إلى ذلك قتل متظاهر وأصيب آخرون برصاص القوات الأمنية خلال تظاهرات ضد تجاوزات قوات الدعم السريع في ولاية سنار جنوب شرق السودان. وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية أن المتظاهر الذي جرى تشييعه قتل برصاص ميليشيات الجنجويد في مدينة السوكي .وقد وقعت مواجهات بين متظاهرين وقوات الدعم السريع بعد اعتصامهم أمام مقر جهاز الأمن والاستخبارات لتقديم شكوى ضد تجاوزات قوات الدعم.
وللمرة الخامسة على التوالي منذ الخميس الماضي تأجّل اجتماع أعضاء المجلس العسكري وتحالف قوى «إعلان الحرية والتغيير»، للتوقيع على اتفاق حول الإعلان الدستوري والميثاق السياسي للمرحلة الانتقالية إلى يوم الثلاثاء المقبل، كما أكدت مصادر . ويعود ذلك إلى خلافات حول نقاط «لم تنجح اللجان الفنية في التوافق على صيغة موحدة لها فتقرر نقلها إلى وفدي التفاوض من أجل النقاش حولها وحسم النقاط العالقة» كما أعلن التحالف المعارض في بيان أول من أمس.
هذا الخلاف حول الشقين السياسي والدستوري، يهدد «اتفاق الخرطوم» الذي رأى «الحزب الشيوعي السوداني»، المنضوي في قوى «الحرية والتغيير» أنه «يكرس الثورة المضادة»، في ظل عودة لغة التصعيد إلى الشارع بعد مقتل مواطن وإصابة آخرين في مدينة السوكي بولاية النيل الأزرق أمس، خلال احتجاجات في مختلف أنحاء البلاد مع ذكرى مرور 40 يوماً على فضّ الاعتصام أمام مقر القيادة العامة وسط الخرطوم لتجدد المطالبة بـ«العدالة أولاً» والقصاص من مرتكبي مجزرة 3 حزيران/يونيو الماضي.
وبينما يقع نائب رئيس المجلس قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتي» في دائرة الاتهام بالدرجة الأولى في هذه الجرائم كونه كان مسؤولاً عن ملف الأمن في «العسكري» طوال تلك المدة ولا يزال يبدو عزم «الحرية والتغيير» على محاسبته وملاحقة مرتكبي المجرزة في صلب الجدل الذي سببه تعارضٌ بين «الاتفاق السياسي» الذي ينص على «تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في مجزرة القيادة العامة في 3 حزيران/يونيو وغيرها من الجرائم التي ارتكبت منذ 11 نيسان/أبريل»، يوم الانقلاب على الرئيس عمر البشير وبين ما ورد في اختصاصات «المجلس السيادي» في وثيقة مسربة لتحالف «قوى الإجماع الوطني» المنضوي في «الحرية والتغيير» (يتكون من 17 حزباً معارضاً أبرزها «الحزب الشيوعي» و«حزب البعث العربي الاشتراكي») أثارت جدلاً في مواقع التواصل الاجتماعي بعد رفض «العسكري» المسودة الأولى للاعلان الدستوري.
وتنص الوثيقة الجديدة على أن أعضاء «السيادي» يتمتعون «بحصانة في مواجهة أي إجراءات جنائية، ولا يجوز اتهامهم أو مقاضاتهم أمام أي محكمة، ولا يجوز اتخاذ أي تدابير ضبط بحقهم أو بحق ممتلكاتهم أثناء ولايتهم»، ما يعني عدم إمكانية تقديم أعضاء المجلس ولا سيما رئيسه عبد الفتاح البرهان ونائبه «حميدتي» إلى العدالة. وقد بدا الأخير بالفعل متخوّفاً من الملاحقة إذ جدد أمس «ديباجة» الطرف الثالث في عملية فضّ الاعتصام وأن هناك «جهات ومندسين يريدون النيل من قوات الدعم السريع» ثم استدرك بالقول إن «منسوبي قوات الدعم السريع ما (هم) صحابة ولا أنبياء هم بشر» كاشفاً عن تدوين 31 بلاغاً في مواجهة منتحلي شخصية أفراد في «الدعم السريع».
إضافة إلى حصانة أعضاء «السيادي» هناك ست نقاط تحدثت عنها وسائل إعلام محلية هي محل خلاف بين الطرفين في الاتفاق: الأولى تتعلق بتبعية وإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية، والثانية بنسب توزيع أعضاء «المجلس التشريعي» الذي ينص «الاتفاق السياسي» على تأجيل تشكيله «لفترة أقصاها ثلاثة أشهر» وهنا تتمسك قوى «الحرية والتغيير» بالنسب المتوافق عليها سابقاً، فيما يطلب «العسكري» مراجعة هذه النسب. النقطة الثالثة تتعلق بمنح صلاحيات تعيين ولاة الولايات لـ«السيادي» والرابعة بتقييد عضوية حاملي الجنسية المزدوجة في «السيادي» والحكومة، والخامسة بعدم إدراج قضايا السلام والنازحين والسادسة بحق تعيين رئيس الحكومة رغم أن الاتفاق ينص على «مجلس وزراء تختار رئيسه قوى إعلان الحرية والتغيير ويقوم رئيس الوزراء باختيار وزراء لا يتجاوز عددهم العشرين بالتشاور مع قوى إعلان التغيير».
بالتوازي مع ذلك، حددت اللجنة المركزية في «الحزب الشيوعي» أسباب رفض الاتفاق قائلة إنه أبقى «على كل المؤسسات القمعية»، مثل ميليشيات «الدعم السريع»، وجهاز الأمن بدلاً من إعادة هيكلته، و«كتائب الظل» وميليشيات «الدفاع الشعبي» والوحدات الجهادية التي لعبت دوراً كبيراً في فض الاعتصام، كما «أبقى على كل اتفاقات النظام السابق، الدولية والإقليمية التي تمس السيادة الوطنية»، منها البقاء في التحالف العربي ضد اليمن، والاتفاقات العسكرية الأخرى و«الأفرويكوم»... إلخ. وقالت أيضاً إن من شأنه «التراجع عما تم الاتفاق حوله في المجلس التشريعي ونسبة الـ67% لقوى الحرية والتغيير» وكذلك السير في «اتجاه جمهورية رئاسية، عبر تدخل مجلس السيادة في تعيين رئيس القضاء والنائب العام والمراجع العام حتى قيام المجلس التشريعي» فضلاً عن أن مسودة الاتفاق أعطت «السيادي» حصانة و«أبقت على قرارات المجلس العسكري السابقة التي اتخذها منذ 11 نيسان/أبريل حتى تاريخ الاتفاق ضمن الفترة الانتقالية، وهذا مرفوض».
وذكرت اللجنة نفسها أن «الاتفاقية بشكلها الحالي لا تساعد في الحل الشامل والعادل لقضايا المناطق الثلاث، وربما تؤدي إلى تعميق الحرب وإثارة النزعات الانفصالية في ظل مواصلة هيمنة النظام البائد وجرائمه في تلك المناطق» كما أن الاتفاقية «لم تضع عقد المؤتمر الدستوري في جدول أعمال الفترة الانتقالية» ما قد يؤدي إلى فراغ دستوري عند نهاية المرحلة الانتقالية.
المزيد في هذا القسم:
- سوريا : معركة الغوطة الشرقية وصراع القوى الإستعمارية المرصاد نت - متابعات تشهد مدينة دمشق والغوطة الشرقية لريف دمشق مسرحا لقتال عنيف بين التنظيمات التكفيرية الوهابية المدعومة من أمريكا والمملكة المتحدة وفرنسا وا...
- وأشنطن تشن عدواناً بإطلاقها عشرات الصواريخ عالية الدقة على سوريا المرصاد نت - متابعات شنت القوات الأميركية ضربة صاروخية علي قاعدة للقوات المسلحة السورية في حمص ونقلت قناة الCNN أن الأسطول الامريكي المتواجد في البحر ...
- نبيه بري: نتطلع لنجاح الديبلوماسية الكويتية في جمع الأطراف اليمنية متابعات : أعرب رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن تطلعه لنجاح الديبلوماسية الكويتية في جمع الأطراف اليمنية. وقال بري في كلمت...
- الظمأ يدفع الغزيين الى الحفر بعد اسبوعين بلا ماء، وبعد معاناة استمرت خمسين يوما خلال الحرب الاسرائيلية على غزة، قرر أبو اسامة، مثل المئات من سكان القطاع، حفر بئر في حديقة منزله. ...
- سلطات الاحتلال تهدم 15 منزلا بالقرب من القدس المحتلة المرصاد نت - متابعات هدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الثلاثاء 11 منزلا فلسطينيا في قرية قلنديا القريبة من القدس في الضفة الغربية المحتلة بحسب مصادر فلسطينية فض...
- وفاة أمير الكويت الشيخ صباح ومجلس الوزراء ينادي بولي العهد أميرا المرصاد-متابعات أعلن الديوان الأميري في دولة الكويت اليوم وفاة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وقد أذاع البيان الشيخ علي جراح الصباح وزير ...
- بغداد: سنشتري «أس 400» وتنويع الخيارات لا يُرضي واشنطن! المرصاد نت - متابعات مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري زار مستشار الأمن الوطني العراقي رئيس «هيئة الحشد الشعبي» فالح الفياض العاصمة الروسية موسكو حيث التقى الأمين الع...
- ماذا دفع عمر البشير لشطب السودان من قائمة المحظورين من دخول أمريكا؟ المرصاد نت - متابعات صدر عن الإدارة الأمريكية مرسوماً جديداً حول الهجرة تضمن تشديداً للقيود على مواطني بعض الدول وأضيفت إلى القائمة السابقة دولاً جديدة لقائمة...
- الموصل ... أكبر من مدينة المرصاد نت - متابعات «كأني بالحدباء مذ بك شرفت *** قد اعتدلت قداً ودقت خصورها»؛ بيت الشعر هذا الذي يُقال إنّ شاعراً موصلياً استقبل به الملك فيص...
- أستانا 9 ينطلق بغياب أميركي: تحولات مدروسة في مناطق تخفيض التصعيد المرصاد نت - متابعات لخصت تصريحات الجانب الروسي في شأن تخلف الوفد الأميركي عن حضور جولة محادثات أستانا الجارية واعتباره مؤشراً إلى غياب الإرادة الأميركية بدعم...