رغم تحذيرات واشنطن لها : 38 دولة تكسر الحصار وتشارك في معرض دمشق الدولي!

المرصاد نت - متابعات

انطلق معرض دمشق الدولي في مشاركة دولية هي الأوسع والاأكبر. مؤسسات وشركات من ثمانية وثلاثين دولة حضرت على أرض دمشق لم تثنها التحذيرات الأميركية عن المشاركة بفعالية وسط Syria Dmascus2019.8.30حضور عربي هو الأبرز لا سيما مع مشاركة وفود كبيرة من دول الإمارات والجزائر وعمان والعراق ولبنان.

العنوان الأبرز للمعرض كان إعادة إعمار سوريا وتفعيل التعاون الاقتصادي معها. مع انتقال سوريا إلى مرحلة ما بعد الحرب حيث سجلت الاجتماعات والفعاليات التي انطلقت نقاشاً لافتاً حول فرص الاستثمار في سورية، بعد سنوات من الحصار وتعطيل الانتاج في هذا البلد.

معرض دمشق شكل رسائل أكثر من رمزية لفتح الطرق إلى العاصمة السورية لمحاولة استكشاف السوق في مرحلة إعادة الاعمار. وفي هذا الاطار قال عضو مجلس الشعب السوري الدكتور نبيل طعمة إن "سوريا بإنجازاتها ووجود صداقاتها وشرفاء العالم غير المتأثرين بالتهديدات الأميريكية تشهد اليوم عودتها الى الساحة الدولية مع وجود مئات الشركات ونجحت في تحقيق معادلة كسر الحقد على أسوار دمشق".

بدوره قال خالد عبد الله الحوسني في جناح سلطنة عمان "إن الرسالة التي نحملها اليوم من عمان بأن نكون متضامنين مع الشعب السوري لأجل العمران والتعاون الاقتصادي مع سوريا لافتا الى وجود 16 شركة عمانية" في حين تمنى زيوش عبد الرحمن في الجناح الجزائري المزيد من التعاون بين الاقتصادين الجزائري والسوري "لأن إمكانات البلدين كبيرة وأشار إلى أنها أول مشاركة لهم في دمشق منذ عام 2011 ".

روسيا وإيران وبيلاروسيا والصين وعبر شركاتهم الحاضرة ركزوا في مشاركتهم على مشاريع البنى التحتية وإعادة إعمار سوريا. كما سجل مشاركة كبيرة للشركات السورية. وقال أسامة عبد الحميد ممثل إحدى الشركات الإلكترونيات السورية: "بقينا نعمل خلال سنوات الحرب ولم يتوقف مصنعنا ساعة واحدة ".

المعرض الذي يزوره أكثر من مئة الف زائر يومياً ويشهد عشرات الاجتماعات الاقتصادية الرسمية وغير الرسمية شكل رسالة نصر اقتصادية سورية قال فيها السوريون "إننا صمدنا رغم ضراة الحرب والدمار وآن الآون للبدء بالاعمار".

وفود عربية وأجنبية في «دمشق الدولي»: ماذا عن التحذيرات الأميركية؟Damscuas2019syr.8.30

«من دمشق إلى العالم» تحت هذا الشعار افتتحت دمشق معرضها لهذا العام بدورته الـ 61. إعلان مشاركة 38 دولة في أجنحة المعرض الذي انطلق أول من أمس وامتد على مساحة 100 ألف متر مربع كأكبر مساحة تُحجز في تاريخ دوراته وبزيادة 500 شركة عن الدورة السابقة، يشي بأهمية استثنائية لهذه الدورة بعدما ضاعت فعاليات الحدث الضخم خلال السنوات السابقة بين الحرب والحصار الاقتصادي.

المشاركة العربية تسيّدت المشهد بعودة وفود من دول صُنّفت سابقاً على أنها من مقاطعي دمشق. فمن بين نحو 400 رجل أعمال عربي وأجنبي صُنّف الوفد الإماراتي بين أضخم الوفود لأنه يضم 40 شخصية رفيعة يليه العماني الذي يشمل 35 شخصية كما نظّمت لجان التسويق المختصة في المعرض دعوات لـ 200 زائر عربي وأجنبي جلّهم من المتخصصين بالقطاع الغذائي والنسيجي.

أما أبرز ما يمكن التعويل عليه في الدورة الحالية فهو حضور الشركات العربية والأجنبية وفق تمثيل مباشر وليس باعتماد على وكلاء كما كان يجري خلال الدورات السابقة. وبدت الأجنحة الإماراتية والعمانية الأكثر تنظيماً وفخامة وضخامة معتمدة الإبهار في إظهار الجانب التراثي خلال عرض المنتجات وتسويقها.

الوفود العربية التزمت توجيهات خاصة تقضي بتجنب التصريح للصحافيين إلا بحضور رئيس الوفد وذلك لحساسية الموقف الخليجي والتحذيرات الأميركية من مشاركة الدول في المعرض والتزام مقاطعة الدولة السورية. رجل الأعمال الإماراتي المهندس محمد مطر وهو المدير العام لإحدى الشركات المختصة بصناعة زيوت السيارات أكد «توجه بلاده إلى الانفتاح على السوريين بالتزامن مع وجود فرص استثمارية مشجعة بسوق سورية واعدة ولا سيما أمام الشركات العقارية والصناعية». وعند سؤاله عن موقفه وموقف وفد بلاده من التحذيرات الأميركية قال: «نحن أيضاً لنا مصالحنا الخاصة. لا مخاوف لدينا من أي تحذيرات. نلنا تسهيلات كبيرة بما يميّز وفدنا عبر تذليل كل المعوقات إضافة إلى لقاءات على مستويات اقتصادية كبرى بين البلدين». وأضاف: «وفودنا بدأت اجتماعاتها مع الجانب السوري قبل الافتتاح وشارك مسؤولون رسميون وكبار رجال الأعمال الإماراتيين على أمل الخروج بطروحات مهمة للتعاون».

كذلك أكد نائب الرئيس التنفيذي لـ«الشركة الوطنية لمنتجات الألمنيوم العُمانية» محمد بن علي بن محمد الراشدي أهمية الحضور إلى دمشق للبحث عن وكلاء وموزعين لمنتجات الشركات العمانية. وأضاف: «منتجنا متوفر في جميع أنحاء العالم. نحتاج إلى موزّع لنا في السوق السورية أسوة بباقي الدول. نريد أن نساهم ولو بجزء بسيط في إعمار هذا البلد ولا سيما أننا نصدّر إلى الدول المجاورة لسوريا كالعراق والأردن ولبنان».

أيضاً بدا أن لا تخوّف لدى رجال الأعمال العمانيين من التحذيرات الأميركية إذ رأى الراشدي أنه «لا تعاملات لدينا مع الجانب الأميركي ولا تصل منتجاتنا إلى الأميركيين» مضيفاً: «نسوّق بضاعتنا بما يناسبنا. ونبحث عن أسواق نتوجه إليها من غير مخالفة أي قوانين. سوريا باتت هدفاً (اقتصادياً) عالمياً، وليس للعمانيين فقط».

حفل الافتتاح هذا العام حاول أن يواكب ضخامة الحدث بما لا يستفزّ مزاج الشارع عبر شعارات مستهلكة إضافة إلى حضور وزراء للتدريبات والعروض التجريبية كما حضر رئيس الحكومة عماد خميس ممثلاً عن الرئيس الأسد. في الوقت نفسه ظهر شعار المعرض («من دمشق إلى العالم») عبر لوحات غنائية قدمتها فرق سورية وروسية وصينية وإيرانية بالتركيز على الفولكلور الغنائي لكل من البلدان المشاركة. و

رأى بعض الحاضرين أن اليوم الأول مرّ «من غير أخطاء تنظيمية» على عكس الأعوام الماضية. وأحيت حفل الافتتاح أوركسترا أورفيوس بقيادة المايسترو أندريه معلولي بعزف المقطوعات الموقّعة باسم المايسترو السوري المعروف طاهر مامللي كما تضمن الحفل لوحات كسرت النمطية، باستعراض حكايات من التاريخ ولوحة فنية بطريقة مبتكرة أدّاها الرسام السوري غياث محمود، إضافة إلى حضور خاص لكورال جرحى الجيش العربي السوري. كذلك قُدم عرض غنائي أخرجه نبال بشير وكتبه سامر إسماعيل ليختتم بعدها الحفل بجولة حكومية على أجنحة المعرض.

واشنطن تهدّد المشاركين
قبل أيام من موعد افتتاح المعرض كان موقع السفارة الأميركية لدى دمشق قد أصدر بياناً حذّر فيه رجال الأعمال وغرف التجارة من المشاركة في المعرض. وجاء في البيان أنه بعد تلقي السفارة «تقارير تفيد بأن بعض رجال الأعمال الإقليميين أو غرف التجارة يعتزمون المشاركة... نكرّر تحذيرنا من أن أي شخص يمارس أعمالاً تجارية مع نظام الرئيس الأسد أو شركائه يعرّض نفسه لاحتمال فرض عقوبات أميركية عليه». وبدا التهديد واضحاً للوفود الأجنبية وخصوصاً العربية ثم شكرت السفارة «أفراد الجمهور الحريصين على توجيه انتباهنا إلى هذه المعلومات».

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية