"طالبان" تشن هجوماً على مدينة قندوز وخلافات تؤجل إعلان الاتفاق مع واشنطن!

المرصاد نت - متابعات

شنت حركة طالبان اليوم السبت هجوماً من اتجاهات عدة على مدينة قندوز الاستراتيجية شمال أفغانستان والتي تعرضت لهجمات متكررة منذ عام 2015م. ويأتي الهجوم الذي لا يزال جارياً فيTalbaan2019.8.31 وقت تسعى الولايات المتحدة وأفغانستان في مفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة إلى التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى انسحاب آلاف العسكريين الأميركيين من أفغانستان في مقابل ضمانات أمنية عدة.

وقال مسؤولون إن مقاتلين من طالبان هاجموا المدينة انطلاقاً من اتجاهات متعددة. وأكد المتحدث باسم شرطة قندوز سيد سرفار حسيني لوكالة فرانس برس أنه "حتى الآن قتل 8 مقاتلين من طالبان في شرق وغرب قندوز". وأضاف: "القتال متواصل. وصلت القوات الخاصة وهي تحاول صدّ هجمات طالبان" وقال مراسل وكالة فرانس برس في قندوز إنه يمكن سماع دوي أسلحة خفيفة وثقيلة في أربعة مواقع من المدينة.

وأعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن الهجوم أدى إلى السيطرة على مبانٍ مهمة عدة. وقال لصحافيين "هاجمت طالبان مدينة قندوز هذا الصباح من اتجاهات متعددة. نحن الآن في المدينة وسيطرنا على مبانٍ حكومية الواحد تلو الآخر".

وأواخر أيلول/سبتمبر 2015م هاجمت حركة طالبان مدينة قندوز الواقعة قرب الحدود مع طاجيكستان، وتمكن المتمردون من السيطرة عليها لوقت قصير. ولم تتراجع "طالبان" إلا بعد دعم جوي أميركي مكثف للقوات الحكومية الأفغانية.

وأظهر سقوط قندوز مدى ضعف قوات الأمن الأفغانية وكان من العوامل التي حملت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عن التراجع عن قرار سحب القوات الأميركية من البلاد. ومنذ ذلك الحين تعرضت المدينة لهجمات متكررة من "طالبان" من غير أن ينجح المتمردون في السيطرة عليها مجدداً بشكل كامل.

إلى ذلك تواصلت في الدوحة اليوم السبت المفاوضات التي تجري برعاية قطرية بين حركة "طالبان" وواشنطن بعد توقفها أمس الجمعة. وتخلل التوقف لقاء بين المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد ورئيس المكتب السياسي لطالبان نائب زعيم الحركة الملا عبد الغني برادر بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لتذليل العقبات التي ظهرت في اللحظة الأخيرة، ومنعت حتى اللحظة الإعلان عن الاتفاق.

وحسب مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات، فإن الخلافات تتعلق بآلية تنفيذ ما توصل إليه الطرفان سابقا، خاصة فيما يتعلق بانسحاب القوات الأميركية، والإفراج عن سجناء حركة طالبان في كابول، فيما ترددت معلومات غير مؤكدة عن رغبة حركة "طالبان" توقيع الاتفاق مع واشنطن، باسم "الإمارة الإسلامية" وهو ما ترفضه واشنطن، وترفضه بشدة أيضا الحكومة الأفغانية، ولم يتسن لـ"العربي الجديد"، التأكد من صحة هذا المطلب من قبل قياديين في حركة "طالبان".

وقالت المصادر إن "الأمور كلها كانت منتهية يوم الثلاثاء الماضي وكان الجانبان على وشك الإعلان عن الاتفاق إلا أن ظهور بعض العقبات حول آلية تنفيذ الاتفاق أخرت الإعلان واستدعت تدخلا من الوساطة القطرية لتذليل هذه العقبات مؤكدة أن هناك اتفاقا بين الطرفين حول انسحاب القوات الأميركية وضمانات عدم استخدام الأراضي الأفغانية".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد قال في تصريح صحافي إنه "حتى بعد الاتفاقية مع طالبان سيبقى 8600 جندي في أفغانستان". ورد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان" سهيل شاهين على ترامب في حديث مع "بي بي سي" باللغة البشتونية: "إنه في حال بقاء أي جندي أميركي لا يمكن تحقيق المصالحة" مؤكدا أن الجانب الأميركي "يتفاوض مع "طالبان" في الدوحة على أساس إنهاء الاحتلال الأميركي وإلا فلا طائل من وراء هذه المفاوضات".

وكان الناطق باسم المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة سهيل شاهين قد توقع في تصريحات نشرت في وقت سابق التوقيع في الدوحة على اتفاق انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان خلال عشرة أيام بحضور دولي كبير حيث تطالب حركة "طالبان" بحضور روسيا والصين ودول الجوار الأفغاني والأمم المتحدة حفل توقيع الاتفاق، لتوفير ضمانات دولية لتطبيقه.

وتزامنت هذه التطورات مع هجوم كبير لطالبان على مدينة قندوز شمال أفغانستان وسيطرتها على مناطق مهمة. حيث اعتبرت الحكومة الأفغانية هذا الهجوم ضربة لعملية المصالحة ومحاولة من حركة طالبان للضغط من أجل تحقيق مطالبها.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية