أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد السوري!

المرصاد نت - متابعات

قرابة منتصف ليل أول من أمس وقعت انفجارات في أربعة مواقع عسكرية في منطقة الهري السورية الحدودية المحاذية لمدينة القائم العراقية التي تقع فيها المنطقة الحرة الخاصة بمعبر القائم - Alqaiam2019.9.19البوكمال. الاستهداف الجديد يأتي بعد قرابة عشرة أيام من ضربات مماثلة تبنّتها إسرائيل معلنة أنها ضد قواعد عسكرية إيرانية في المنطقة الحدودية. هذه المرة بحسب مصادر استُهدِفَت 4 مواقع تابعة لـ«كتائب حزب الله» العراقية من دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات. ومع غياب أي تبنٍّ سواء من قِبَل العدو الإسرائيلي أو غيره للعملية، فإن الجهة المستهدِفة لا تزال «مجهولة»، لكنها تظلّ محصورة بين احتمالين: الولايات المتحدة أو إسرائيل. ووسط هذا الغموض، ترجّح مصادر محلية أن تكون الطائرات المسيّرة التي قامت بالعملية أميركية.

وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عمّا سمّته «مصدراً في التحالف الإقليمي الذي يدعم دمشق»، ومصادر أمنية في العراق أمس أن «طائرة مسيّرة مجهولة ضربت موقعاً بالقرب من بلدة تسيطر عليها الحكومة السورية على الحدود مع العراق الليلة الماضية». وقال المصدر الموالي للحكومة السورية، بحسب «رويترز» إن «الهجوم الذي وقع قريباً من بلدة البوكمال أصاب موقعاً يسيطر عليه مقاتلون عراقيون من قوات الحشد الشعبي ولم يوقع قتلى أو مصابين». وأشارت المصادر الأمنية في العراق من جهتها إلى أن «هجوم الطائرة المسيرة استهدف البوكمال في سوريا»، من دون تقديم مزيد من المعلومات. وقبل أيام، أقيمت جولة لوسائل إعلام عراقية، برفقة مسؤولين من هيئة المنافذ البرية العراقية، في معبر القائم - البوكمال، وذلك في إطار التمهيد لافتتاحه رسمياً.

وسبق تلك الجولة لقاءٌ جمع رئيس هيئة المنافذ العراقية بالسفير السوري لدى بغداد، للتباحث في الإجراءات المتخذة لفتح المنفذ الحدودي. وبينما يرى مراقبون أن الضربات التي تتكرر في المنطقة هدفها منع افتتاح المعبر، ودفع الفصائل الحليفة لدمشق وطهران، المنتشرة هناك إلى الابتعاد عن المنطقة، تقول مصادر في هيئة المنافذ العراقية إن «افتتاح المعبر سيكون الأسبوع المقبل»، مع العلم أن مواعيد افتتاح المعبر التي كانت قد حُدّدت من قبل أُجّلت أكثر من مرة، ولم تُلتزَم.

في غضون ذلك نفى السفير الروسي لدى تل أبيب أناتولي فيكتوروف أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ناقشا خلال محادثات سوتشي عقد اجتماع ثلاثي جديد حول سوريا على مستوى القادة الأمنيين (روسيا، أميركا، إسرائيل). وقال فيكتوروف، في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس إن «هذه المسألة لم تكن موضع نقاش لكن من الواضح أن جهة الاتصال (السابقة) كانت مفيدة وموعد الاجتماع المقبل يعتمد على محتوى هذا التنسيق، وما هي الخطوات العملية التي سيضعها الخبراء». ويأتي تصريح السفير الروسي ليدحض ما كان قد أعلنه نتنياهو بداية الشهر الحالي من أن «مفاوضات تجري لعقد قمة أخرى لمستشاري الأمن القومي مع روسيا والولايات المتحدة في القدس خلال الأسابيع المقبلة»​ الأمر الذي يعزز انطباعاً ساد عقب لقاء نتنياهو - بوتين الأخير بأن أجواء اللقاء كانت «باردة»، ولم تحمل جديداً.

من جهة أخرى أعلن مجلس الوزراء السوري أول من أمس حزمة إجراءات اقتصادية للمساعدة في تخفيف أزمة العملة وذلك عبر تشديد الرقابة على الأسعار وشنّ حملة على «المتربّحين». وقال وزير المالية مأمون حمدان إن «الحكومة وافقت على الإجراءات اللازمة والاحترازية لتخفيف تأثير التقلبات الحادة للعملة المحلية التي دفعتها إلى مستوى قياسي منخفض قبل نحو أسبوعين». وأضاف أن «البنك المركزي سيقدم أيضاً الدولار بسعر تفضيلي للمتداولين الذين يستوردون السلع الأساسية الضرورية. وتشمل الخطوات الأخرى منح القروض الحكومية من دون فوائد لموظفي الدولة».

عودة 153 ألف نازح من الأردن
أعلنت وزارة الداخلية الأردنية أن نحو 153 ألف سوري غادروا المملكة عائدين إلى سوريا، منذ إعادة فتح الحدود عبر معبر نصيب - جابر بين البلدين قبل نحو عام، إثر استعادة الحكومة السورية السيطرة على المنطقة الجنوبية. وقالت مديرية شؤون اللاجئين السوريين في الوزارة، في بيان أمس، إن «عدد السوريين الذين غادروا المملكة من خلال مركز جابر الحدودي، منذ افتتاحه في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حتى أمس (الاثنين)، بلغ نحو 153 ألف شخص، منهم نحو 33 ألفاً يحملون صفة لاجئ (مسجلون لدى الأمم المتحدة كلاجئين)». وأكدت الوزارة «التزام الأردن مبدأ العودة الطوعية للاجئين السوريين وتسهيل الإجراءات اللازمة لمغادرتهم المملكة». وفي الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدّر عمّان عدد الذين لجأوا إلى المملكة منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 بنحو 1.3 مليون سوري.

أهالي الشريط الحدودي متوجّسون من «المنطقة الآمنة»: دعوات «عودة الدولة» تتزايد
يبدي الكثير من سكان الشريط الحدودي الشمالي مع تركيا مخاوف كبيرة تجاه اتفاق «المنطقة الآمنة» الذي بدأت كلّ من أنقرة وواشنطن تطبيقه عملياً من خلال تسيير دوريات مشتركة مطالبين بإيجاد حلّ نهائي يحمي مناطقهم. وتبرز مخاوف السكان وسط التصعيد المتكرر في تصريحات تركيا والتهديد بالدخول البري الوشيك لقواتها، ما يضاعف الخشية لديهم من تكرار تجربة عفرين أو عودة فصائل متطرفة إلى مناطقهم تحت الرعاية التركية في ظلّ عدم الثقة بواشنطن وقدرتها على حماية المنطقة من أي هجمات قد يشنها الجيش التركي، أو فصائل مسلحة تابعة له.

ولم تظهر أنقرة إلى الآن رضىً حقيقياً عن خطوة تسيير الدوريات المشتركة مع واشنطن في مدينة تل أبيض ما دفعها إلى عدم تكرارها في رأس العين كما كان متوقعاً، توازياً مع توجيه اتهامات إلى واشنطن بأنها تسعى إلى خلق منطقة آمنة تحمي «الإدارة الذاتية» ولا تؤمن المصالح التركية. ويشير التصعيد التركي ولو إعلامياً فقط إلى أن الاتفاق يسير نحو الفشل حتى الآن مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نية بلاده شنّ هجمات أحادية الجانب إن لم تُطبَّق بنود الاتفاق حتى نهاية شهر أيلول/ سبتمبر الجاري.

ودفعت تلميحات الرئيس التركي بالهجوم البري على شرقيّ الفرات، قادة التنظيمات الكردية إلى الاستمرار في تنظيم تظاهرات مندّدة بالتدخل التركي، ومطالِبة بحماية مناطقهم. ويوحي استمرار التصعيد الشعبي ضد أنقرة بافتقاد الأكراد الثقة بقدرة واشنطن على حمايتهم من التهديدات التركية وإرادتهم توجيه رسائل إلى الولايات المتحدة بضرورة منع تركيا من أيّ هجوم على «قسد» في المناطق الحدودية. وربّما اختصر قول القيادي الكردي البارز ألدار خليل إن «واشنطن لا تفاوض تركيا لأجلهم بل لأجل مصالحها»، حقيقة موقف القوى الكردية التي قَبِلت بالاتفاق على أمل أن تَصدُق واشنطن بوعود حماية مناطق سيطرة تلك القوى. إزاء ذلك ترتفع الأصوات التي تطالب بضرورة أن تسرع «الإدارة الذاتية» في التفاوض مع دمشق، للاتفاق على صيغة تعيد الدولة السورية إلى كامل مناطق شمال سوريا وشرقها بما يضع حدّاً نهائياً للتهديدات التركية.

ويعكس استطلاع رأي عشوائي أجري في عام 2014م في مدينة عامودا عاصمة «الإدارة الذاتية» رغبة سكان المدينة في المشاركة في الانتخابات الرئاسية آنذاك وموافقة الإدارة الذاتية على وضع صناديق انتخابية تُمكّن السكان من المشاركة في الاستحقاق الدستوري. وشمل الاستطلاع المذكور عشرة أشخاص أبدى سبعة منهم رغبتهم في انتخاب الرئيس بشار الأسد رئيساً للبلاد فيما عارض شخصان آخران الخطوة ورأى ثالث أن الأمر لا يعنيه مطلقاً. وعلى رغم أنه في عام 2014 لم تكن الدولة السورية تسيطر إلا على 20% من مساحة البلاد إلا أن نتائج الاستطلاع عكست رغبة شعبية في عودة الدولة السورية إلى تلك المناطق. وربّما مع ارتفاع مستوى التهديدات التركية لشمال سوريا وشرقها تتزايد الأصوات الداعية إلى حل سوري - سوري يحمي المنطقة.

يستذكر إبراهيم (اسم مستعار) فترة هجوم المجموعات المسلحة و«جبهة النصرة» على مدينته تل أبيض في ريف الرقة الشمالي والمجازر التي ارتكبوها بحقّ الأهالي مع تصاعد الحديث عن دخول بري تركي وشيك إلى مدينته ضمن اتفاق «المنطقة الآمنة». الرجل الذي فرّ باتجاه تركيا بعد احتلال تلك الجماعات لمنطقته، وعاد إثر سيطرة «قسد» عليها، يتمنى أن تعود الآن الدولة السورية إليها على رغم أنه كان معارضاً لها.

يقول إبراهيم إن «عودة الدولة السورية إلى تل أبيض وكامل الشريط الحدودي تعني استقراراً نهائياً» ويرى أن «عودتها تعني بقاء السكان في منازلهم، والحفاظ على ممتلكاتهم وأرزاقهم». كذلك يرى هلات عنتر أثناء مشاركته في وقفة احتجاجية نظمها «الحزب الشيوعي السوري» أمام المركز الثقافي في مدينة القامشلي، وأُحرق فيها العلمان التركي والأميركي تعبيراً عن رفض «المنطقة الآمنة» أن «الاتفاق يكرس الاحتلال التركي للأراضي السورية ويهدف إلى توسيعه» داعياً «جميع الأطراف إلى احترام الحقوق الثقافية للكرد، وجميع المكونات الأخرى» مشدداً على أن ذلك «سيزيد من صمود البلاد أمام كل المخططات التي تستهدفها». ويدين عنتر «التوجهات المنافية لمصلحة الوطن ووحدة ترابه» لافتاً إلى أنها «تفيد المستعمرين فقط». من جهته، يشير حبيب جارو إلى أن «الاتفاق غير مقبول شعبياً» وأنه «يهدد وحدة البلاد وسلامة أراضيها»، فيما يلفت الشاب سليمان من مدينة رأس العين الذي انتهى للتوّ من تشييد منزله في المدينة وبدأ العمل ضمن مشروع صغير يمتلكه فيها إلى أن «سكان رأس العين متخوفون من اتفاق المنطقة الآمنة خصوصاً أنْ لا تفاصيل واضحه حوله» مضيفاً أن «الأهالي يريدون اتفاقاً صريحاً بين الدولة السورية والإدارة الذاتية يحمي مناطقهم من الأطماع التركية».

واشنطن تؤكّد مواصلة دعمها العسكري لقوات سوريا الديمقراطية
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها مستمرة في إرسال أسلحة ومعدّات عسكرية للمقاتلين الكرد في سوريا. وقال مدير مجموعة العمل في البنتاغون بشأن مكافحة داعش كريس ماير إن الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية هو من أجل محاربة التنظيم الارهابي، مشيراً الى أن بلاده تقدّم شهرياً إلى تركيا تقريراً عن ماهية تلك الأسلحة والمركبات.

من جهته أعلن حزب "الشعب الجمهوري" المعارض عقد مؤتمر تستضيفه مدينة إسطنبول يوم 28 أيلول/ سبتمبر الجاري يناقش ملفات الأزمة السورية بحضور مسؤولين من وزارة الخارجية السورية.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن الأربعاء إن بلاده ستفعّل خططها بخصوص "المنطقة الآمنة" شمالي سوريا، إن لم يتم التوصل إلى نتيجة خلال أسبوعين. ولفت الرئيس التركي أن بلاده لم تعد تطمئنها التصريحات بشأن المنطقة الآمنة في سوريا، وتريد إجراءات ملموسة على الأرض.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية