المرصاد نت - متابعات
أعلن التلفزيون الحكومي التونسي أن المرشح للانتخابات الرئاسية قيس سعيّد فاز في الانتخابات وأصبح رئيساً لتونس بنسبة 76.9% بحسب نتائج سبر الآراء. فيما قال سعيّد عقب إعلان فوزه "كنت أتمنى أن يكون العلم الفلسطيني حاضراً إلى جانب العلم التونسي" وأضاف "تونس تدخل مرحلة جديدة في التاريخ وسنرفع كل التحديات خاصة الاقتصادية".
وأغلقت في تمام الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي صناديق الاقتراع فيما أكد مصدر في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة التصويت تجاوزت 60% في الداخل و23.5% في الخارج. وبعد حوالى ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع أعلنت شركة «إمرود كونسلتينغ» لاستطلاعات الرأي عن تقديرها فوز قيس سعيّد بالرئاسة التونسية بنسبة تجاوزت 72 بالمئة على حساب منافسه نبيل القروي. بدورها قدّرت شركة «سيغما كونساي» فوز قيس سعيّد بنسبة تجاوزت 76 بالمئة من أصوات الناخبين. ووفق تقديرات الشركتين حاز سعيّد أغلبية الأصوات في جميع الدوائر الانتخابية على امتداد البلاد وخارجها مع نسب قياسية في دوائر جنوب البلاد بلغت 97% في ولاية تطاوين الحدودية مثلاً.
أما هيئة الانتخابات وعلى رغم عدم إعلانها أيّاً من نتائج الفرز التي ستبدأ في الكشف عنها تدريجياً على امتداد اليومين القادمين إلا أنها قدمت نتائج حول مستويات مشاركة الناخبين. وقالت الهيئة إن نسبة المشاركة في أغلبية الدوائر الانتخابية تجاوزت 50 بالمئة ما يعني أنها تجاوزت نسب المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية وكذلك الانتخابات التشريعية. ولم تأت النسبة العالية من فراغ بل كانت نتيجة لحملة تعبئة واسعة ساهمت الدولة فيها عبر منح الطلبة الجامعيين عطلة يوم السبت للسماح لهم بالعودة إلى مسقط رأسهم (كان لهذا دور مهم، فأغلب الطلبة صوّتوا لسعيّد) وعبر حملة تحفيزية قادتها هيئة الانتخابات في وسائل الإعلام. كما كان أيضاً للأحزاب دور، حيث دعا أغلبها الناخبين إلى المشاركة بأعداد غفيرة.
واستفاد قيس سعيّد من أكثر حملات الدعم السياسية. فمن جهة ساندت معظم الأحزاب سعيّد على نحو مباشر على اختلاف انتماءاتها السياسية من حركة «النهضة» الإسلامية وصولاً إلى «حزب الوطنيين الديموقراطيين الموحد» الماركسي مروراً بحزب «التيار الديموقراطي» من يسار الوسط. ومن جهة ثانية لم يحظ نبيل القروي سوى بدعم المرشحَين الرئاسيين المنهزمَين في الدورة الأولى عبد الكريم الزبيدي ومهدي جمعة.
ويأتي كلّ من سعيّد والقروي من خلفيات متباينة، مع وجود قاسم مشترك بينهما هو عدم خبرتهما في إدارة شؤون الدولة. إلى حدود العام الماضي مارس قيس سعيّد التدريس الجامعي في اختصاص القانون الدستوري وساهم منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي في تأسيس ندوات حول التحوّل الديموقراطي، وتقديم مداخلات تلفزية وخاصة خلال فترة كتابة الدستور الجديد. وعُرف سعيّد سابقاً بموقفه المتشدّد من النظام الانتخابي المبنيّ على القوائم ونادى بمقاطعة الانتخابات السابقة ما لم يتغيّر النظام إلى اقتراع على الأفراد.
أما نبيل القروي فقد بنى مسيرته المهنية في قطاع الإعلام حيث أدار قناة «نسمة» التلفزيونية وشركة إعلانات. ساهم القروي في تأسيس حركة «نداء تونس» ودَعَم صعود الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي لكنه توجّه إلى بناء مشروعه السياسي الخاص قبل حوالى عامين غداة وفاة نجله. انطلق القروي في مشروع خيري عبر جمعية «خليل تونس» يقوم على تلقي مساعدات وإعادة توزيعها على الناس والقيام بمشاريع خدماتية، وبثّ هذه الأنشطة على تلفزته ما أكسبه شعبية واسعة.
وتمّ إيقاف القروي في السجن نهاية الشهر الماضي بتهم تبييض أموال وتهرب ضريبي قبل أن يُطلَق سراحه يوم الخميس ويتم إبقاؤه على ذمة القضية. وواجه القروي فضيحة تتعلق بتعاقده مع شركة علاقات عامة كندية يملكها مستشار أمن قومي سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي ساهمت في إطاحة شعبيته. وشهدت تونس مساء يوم الجمعة أول مناظرة بين مرشحَين رئاسيين في الدورة الثانية حيث رفض قائد السبسي عام 2014 مناظرة منافسه المنصف المرزوقي. وخلّفت المناظرة بين سعيّد والقروي آراء متضاربة لكن يبدو أنها ساهمت أيضاً في تراجع شعبية القروي.
وفيما برزت مظاهر احتفال واسعة لأنصار سعيّد في شوارع تونس خرج القروي في ندوة صحافية بدا خلالها متوتراً وقال إنه لم يتمتع بفرص متساوية لإجراء حملته الانتخابية نظراً الى سجنه وأشار كذلك إلى ما اعتبره «تجاوزات» يوم الانتخابات «وصلت الى حدّ الاعتداءات بالعنف». وأضاف القروي إن ما حصل ليس نهاية الأمر إذ إنه يملك الآن الكتلة الثانية في البرلمان متابعاً أن النتائج المعلنة تقديرية وأنه سيعلن عن تحركاته اللاحقة بعد إعلان هيئة الانتخابات النتائج الرسمية في اليومين المقبلين.
المزيد في هذا القسم:
- التطبيع البحريني مع الكيان الإسرائيلي: أصالة أم وكالة؟ المرصاد نت - متابعات يواصل وزير الخارجيّة البحريني خالد بن أحمد آل خليفة السير بمشروع التطبيع وزير خارجيّة أصغر دولة خليجية اختار أن يدخل على خطّ الصراع العرب...
- التطبيع الخليجي يُثمر أميركياً: إسرائيل دولة غير محتلة! المرصاد نت - علي حيدر لم يكن استبدال وصف «الأراضي المُسيطَر عليها» بـ«الأراضي العربية المحتلة عام 1967» في تقرير وزارة الخارجية الأمير...
- «هوليغانز» في أروقة صنع القرار: دبلوماسية الغلمان تعمل بلا أرشيف المرصاد نت - فؤاد إبراهيم لكي نفهم الدبلوماسية السعودية التي أخذت في عهد سلمان شكل «الهوليغانيسم» فإن لزاماً على أي مراقب العودة إلى التاريخ من أجل...
- تركيا: تصعيد في العلن وطلب مساعدةٍ في السر! المرصاد نت - متابعات بعبارات دينية ووطنية، صعّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان اليوم هجومه على من يعتبر أنهم السبب في انهيار عملة تركيا واصفاً أزمة الليرة بأن...
- موسكو: سنضرب الجماعات الأرهابية وندعو واشنطن للتعاون معنا المرصاد نت - متابعات دعا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو واشنطن للعمل المشترك ضد الإرهابيين في سوريا بدءا من يوم الأربعاء المقبل مؤكدا حق موسكو في استهداف ا...
- أبرز التطورات السياسية والعسكرية في المشهد السوري المرصاد نت - متابعات لا تزال الاتصالات الدولية بين الأطراف الفاعلة في سوريا تجري للحفاظ على التهدئة في منطقة «خفض التصعيد» في الجنوب السوري. وفي ا...
- حملة تضييق واعتقالات اسرائيلية بالضفة مع اقتراب عيد"الفصح" المرصاد نت - متابعات شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات في الضفة الغربية طالت قيادات من حركة حماس. كما أغلقت مدن الضفة ومنعت الفلسطينيين من الوصول ...
- القناة الإسرائيلية الثانية تتابع معركة الموصل: كيف باتت تل أبيب مُضطرة للنزول الى الميدان... المرصاد نت - متابعات شكلت معركة الموصل محور اهتمام العديد من الدول والأطراف في حين يمكن ملاحظة حجم اهتمام الإعلام الإسرائيلي بالمعركة وهو ما يعكس أهميةً يوليه...
- جدار فصل عنصري جديد جنوب الخليل وتوغل جرافات الاحتلال الصهيوني شرق رفح المرصاد نت - متابعات قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه سيتم إنجاز بناء جدار الفصل مع مناطق جنوب الخليل خلال عام. ويقام جدار الفصل العنصري الجديد ...
- الشيخ الصباح يغادر الرياض وسط غضب كويتي والقمّة الخليجية في مهب الريح المرصاد نت - متابعات بعد نحو شهرين من آخر تحرك كويتي معلن في إطار الوساطة لحل الأزمة الخليجية وعلى بعد بضع أسابيع من موعد القمة الخليجية المزمعة في الكويت قام...