المرصاد نت - متابعات
يستعدّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي وصل إسطنبول قادماً من دمشق، غداً، لبحث ملفات عدّة يحضر الشأن الليبي بينها بقوة توازياً مع وصول وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، حاملاً نتائج الاجتماع الأوروبي الاستثنائي بشأن ليبيا في بروكسل ولقاءاته الأخيرة في القاهرة مع ممثلين عن مصر واليونان وقبرص وفرنسا.
ويأتي هذا النشاط المكثّف بعد سيطرة قوات «الجيش الوطني» الليبي على مدينة سرت، وإعلان الاتحاد الأوروبي رفضه إرسال قوات تركية لدعم حكومة «الوفاق» في طرابلس، في موازاة التركيز على جهود الوصول إلى «وقف إطلاق نار» في البلاد.
مبادرة أوروبية... «قبول» تركي!
كشف رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسّولي عن جهود مستمرة «من أجل وساطة ومبادرة أوروبية» حول ليبيا، من دون أن يكشف عن تفاصيلها. غير أن وزير الخارجية الإيطالي ألمح إلى إمكانية لقاء الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيف بوريل مع كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» فائز السراج وقائد «الجيش الوطني» الليبي، خليفة حفتر، داخل أو خارج ليبيا. وجاء ذلك في موازاة انعقاد قمة استثنائية حول ليبيا في بروكسل، اليوم، ضمّت كلاً من إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، الى جانب بوريل.
وقبيل مغادرته إلى تركيا قال وزير الخارجية الإيطالي إن «هناك حرباً جارية في ليبيا بتدخّل خارجي... وهدف إيطاليا هو إعادة الحوار بين الأطراف المؤثّرة بهذا السيناريو، من تركيا إلى روسيا مروراً بمصر والولايات المتحدة». واعتبر في مقابلة مع صحيفة «إل فاتّو كووتيديانو»، نُشرت اليوم، أنه «من أجل إعادة تحريك الوضع (في ليبيا)، من الضروري أن يُقام حوار بين الولايات المتحدة وروسيا»، حول الأمر، على حدّ ما نقلت وكالة «آكي» الإيطالية.
وبعدما أعلن الاتحاد الأوروبي رفضه الواضح لخطط تركيا إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وقبيل وصول دي مايو للقاء جاويش أوغلو، أكّد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن أولوية بلاده هي إيقاف الاشتباكات في أسرع وقت ممكن وتحقيق وقف إطلاق النار في ليبيا، فيما بدا كأنه قبول بالمبادرة الأوروبية، والتي تضمن وقف التهديد المباشر على حكومة «الوفاق» وحفظ موقعها على طاولة التفاوض.
تونس: لسنا مع طرف!
من جهتها أكدت الرئاسة التونسية أن الجانب التركي لم يطلب استغلال المجالين الجوي والبحري التونسيين ونقلت وسائل إعلام تونسية عن طارق بالطيّب المكلّف بتسيير الديوان الرئاسي قوله إن «رئيس الجمهورية قيس سعيد متشبّث بالخط السيادي للدولة التونسية ويحرص على عدم إقحام تونس في تحالفات خارجية». وأضاف بالطيّب في حديث لـ«موزاييك إف إم» أنّ «الإشاعات التي تحدّثت عن سماح قيس سعيّد لتركيا بإرسال قوّاتها إلى ليبيا مروراً بتونس لا أساس لها من الصحّة وهدفها المساس بالعلاقات التونسية التركيّة».
وبالتوازي، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال التونسية، يوسف الشاهد، اجتماعاً وزارياً مصغّراً خُصص لمتابعة التطورات على الحدود التونسية في ظل ما تشهده الساحة الليبية؛ وشدّد على ضرورة تعزيز التنسيق «ضماناً لنجاعة التدخل عند الاقتضاء لمجابهة تطور الأوضاع في المناطق الحدودية وتأمين استقبال اللاجئين في أفضل الظروف».
الجزائر تدعو أردوغان لزيارتها
أعلن الجانب التركي أن الرئيس أردوغان تلقّى دعوة لزيارة الجزائر من الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون، ووافق على تلبيتها. ونقلت وسائل إعلام تركية تعليقاً أولياً من وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، حول هذه الدعوة، قال فيه إنه «تم التوافق مع الجزائر على التعاون في الشأن الليبي».
وتساءلت أوساط صحافية تركية عمّا إذا كان الرئيس الجزائري الجديد مستعداً لمنح الجانب التركي تسهيلات عسكرية لدعم خطط الانتشار المرتقبة في ليبيا، بعدما اتخذت تونس موقفاً محايداً في هذا الشأن.
غارة طرابلس تؤجّج النزاع: بدء إرسال قوات تركية
إلى ذلك انتقل التصعيد في الملف الليبي إلى مجلس الأمن الدولي في وقت بدأت فيه تركيا رسمياً إرسال وحدات من جيشها إلى ليبيا لدعم حكومة «الوفاق». وعقد المجلس يوم أمس جلسة استثنائية بناءً على طلب من «الوفاق» بعد قصف طائرات داعمة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، يُعتقد أنها إماراتية، مقرّ الكلية العسكرية في طرابلس مساء السبت ما أدى إلى مقتل ثلاثين طالباً.
وفيما لم يعلن أيّ من القنوات الرسمية التابعة للمجلس عن الجلسة حتى مساء أمس قالت وزارة الخارجية في حكومة «الوفاق» في بيان إن المجلس وافق على طلبها عقد جلسة استثنائية اليوم لبحث التطورات على الساحة الليبية داعية إياه إلى «اتخاذ موقف حازم ضدّ العدوان على العاصمة طرابلس». وكان المجلس الرئاسي لـ«الوفاق» أعلن الحداد ثلاثة أيام على أرواح قتلى الكلية العسكرية، في حين أعلن رئيسه، فائز السراج، أن المجلس في حال انعقاد لمناقشة قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات.
خارجياً أثارت غارة السبت سيلاً من ردود الفعل المندّدة في وقت تواصلت فيه المواقف الداعمة لحفتر من قِبَل الجهات الإقليمية التي تسنده. وفي موقف لافت، دانت «حركة النهضة» التونسية الغارة على مقرّ الكلية العسكرية في طرابلس، واصفة إياها بأنها «جريمة بشعة ترتقي إلى جريمة حرب». وإذ أكدت في بيان رفضها التدخل الأجنبي في ليبيا أعربت «عن تضامنها الكامل مع الحكومة الشرعية» هناك.
واستنكرت وزارة الخارجية التركية، بدورها، الهجوم، مُجدّدة دعمها لـ«الوفاق»، وداعية المجتمع الدولي إلى التدخل لوضع حدّ للهجمات التي تشنّها قوات حفتر، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا. كما دانت وزارة الدفاع التركية الغارة، واصفة إياها بـ«الهجوم القاسي». في المقابل، أعلنت السعودية، ليل السبت - الأحد رفضها وإدانتها التصعيد التركي الأخير في الملف الليبي، معتبرة إياه «انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الصادرة بشأن ليبيا وتقويضاً للجهود الدولية الرامية إلى حلّ الأزمة الليبية ومخالفة للموقف العربي الذي تبنّاه مجلس جامعة الدول العربية في كانون الأول الماضي». ورأت، وفقاً لما أوردته وكالة «واس» الرسمية، أن التصعيد التركي «يشكّل تهديداً للأمن والاستقرار في ليبيا، وتهديداً للأمن العربي والأمن الإقليمي».
واعتبرت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب المصري بدورها، عقب اجتماع طارئ عقدته أمس، قرار البرلمان التركي المواقفة على إرسال قوات إلى ليبيا «محاولة لغزو من نوع جديد بغرض فرض النفوذ والهيمنة». وأضافت أن تدخل تركيا «يتعارض مع مقررات الشرعية الدولية»، ويمثل «انتهاكاً صارخاً.... ويتعارض مع التزامات الدول وفق القانون الدولي والشرعية الدولية». وفوّضت اللجنة إلى هيئة مكتبها مخاطبة برلمانات دول حلف «شمال الأطلسي» (الناتو) وبرلمانات دول حوض البحر المتوسط والبرلمانات الدولية، ودعوة وزارة الخارجية إلى الاستمرار في دعم الملف الليبي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحافل الدولية ودعم قرارات مجلس النواب التابع لحفتر.
في خضمّ ذلك وبعد موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا وهو الأمر الذي واجهه البرلمان التابع لحفتر بالرفض متّهماً السراج بـ«الخيانة العظمى» أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن «قوات تركية بدأت بالتوجّه تدريجياً إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق». وأضاف أردوغان في مقابلة مع محطة «سي إن إن ترك» التلفزيونية أن أنقرة «ترسل أيضاً كبار قادة الجيش». وأكد «عدم انزعاج بلاده من إدانة السعودية لقرار إرسالها قوات إلى ليبيا» قائلاً: «لا نقيم وزناً لإدانتها، بل نحن من ندين إدانتها». وأشار كذلك، إلى أن أنقرة وحكومة «الوفاق» تعملان مع شركات دولية للتنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط.
المزيد في هذا القسم:
- تركيا... إرادة السلطان داوود اوغلو ايضاً رحل .. والرئيس بشارالأسد باق المرصاد نت - متابعات ودّع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو رئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا بعد إعلانه تنحيه عن المنصب في وقت سابق من الشهر الج...
- ترامب .. الوجه الأمريكي لمعاداة الإسلام المرصاد نت - وائل شاري عداءٌ كبيرٌ يحملُه الرؤساءُ الأمريكيون للإسْلَام والمسلمين ويمنّوا أنفسهم بل سعوا إلى طمس الهُوية الإسْلَامية وإبادَة المسلمين كثير من ي...
- أوكرانيا تعتبر أن حلف الناتو "لا يثق بقوته" المرصاد-متابعات قال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا إن "الطيران الروسي يهيمن الآن على المجال الجوي لأوكرانيا"، واعتبر رفض حلف "الناتو" فرض منطقة حظر طيرا...
- الجزائر: شكوكٌ وشروطٌ لإدارة الحوار تعزّز العزلة السياسية للسلطة! المرصاد نت - متابعات عزّز موقف جديد أعلنه اليوم الثلاثاء وزير الخارجية الجزائري الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي بشأن اقتراح شخصه عضواً في الفريق المقرّر تشكيله لإ...
- إخلاء سبيل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك المرصاد نت - متابعات عاد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الى منزله بعد بقائه في مستشفى المعادي العسكري خلال النظر في القضايا التي كان يحاكم بها. وأفادت وسا...
- لبنان : صراعات القوى الناشطة في الحراك وبرامج الرعاة الخارجيين! المرصاد نت - متابعات للبنانيين حكاية خاصة مع الأرقام. لم يخرج بعد محلّل نفسي أو عالم اجتماع يشرح السبب الفعلي لهذه المبالغة الدائمة في لغة الارقام: من الـ 12 ...
- تصادم جديد بين مصر و السعودية بسبب إقامة قاعدة عسكرية في جيبوتي المرصاد نت - متابعات يتوالى الخلاف المصري السعودي فصولاً حيث تكشف التطورّات الأخيرة حجم الهوة القائمة بين البلدين آخر فصول الخلاف تمثّلت في الحديث عن إنشاء قا...
- ليلة الرياض المرعبة: الدراون مسرحية تجافي الحقيقة! المرصاد نت - متابعات نشر المغرّد السعودي "مجتهد" تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر علّق فيها على إطلاق النار الذي حصل في حي الخزامي الّذي توجد به قصو...
- رسوم إضافية على بكين... والحمائية لا تؤتي ثمارها؟ المرصاد نت - متابعات في ظلّ استمرار الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم وفرض كلٍّ منهما رسوماً جمركية جديدة على الآخر بنسبة 25% تسجل بكين ارتفاعاً في ص...
- الاحتلال يعود تدريجاً: «الأطلسي» في بغداد قريباً المرصاد نت - متابعات أعلن حلف شمال الأطلسي موافقته رسمياً على تلبية طلب الإدارة الأميركية إرسال بعثة منه إلى العراق للمشاركة في ما يسمى «مهام التدريب وا...