التحالف الدولي يعلّق أنشطته العسكرية في العراق!

المرصاد نت - متابعات

علّق التحالف الدولي أنشطته العسكرية ضدّ داعش عقب استهداف إيران للجناح الأميركي في قاعدة عين الأسد الأميركية بما فيها تدريب الشركاء ودعم عملياتهم. وتشمل الأنشطة التي علقّها Iran2020.1.8التحالف الدولي التدريب مع الشركاء ودعم عملياتهم ضد داعش.

تجدر الإشارة إلى أنّ الجيش الألماني كان قد أكّد قبل أيّام أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها أوقفوا تدريب القوّات العراقية بشكلٍ مؤقتٍ، نتيجة التهديد المتزايد الذي واجهته بعد العدوان الأميركي على بغداد واغتيال الفريق سليماني ورفاقه الأسبوع الماضي.

إلى ذلك قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن بلاده سترد "رداً خطيراً للغاية"، في حال ارتكبت الولايات المتحدة الأميركية أخطاءً أخرى. وأضاف روحاني خلال اتصالٍ هاتفي مع رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، أن "السبب الرئيسي لانعدام الأمن في الآونة الأخيرة هو انسحاب الولايات المتحدة بشكل غير قانوني من الاتفاق النووي". وتابع: "لقد فرضوا عقوبات على المواد الغذائية والدواء لمدة عامين وارتكبوا جريمة كبرى باغتيال سليماني".

روحاني أشار إلى أن طهران ستبقى ملتزمة بتعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وستواصل الوكالة مراقبة أنشطة إيران النووية كما كان من قبل. وتوجّه الرئيس الإيراني لجونسون بالقول: "لا تنصاعوا للولايات المتحدة وغيّروا مواقفكم من الشهيد سليماني الذي لولا مساعيه ما كنتم لتنعموا بالأمن".

جونسون أكّد بدوره التزام بريطانيا بالاتفاق النووي.على خطٍّ موازٍ، أجرى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اتصالاً هاتفيا بالرئيس الإيراني قدم خلاله التعزية في تحطم الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها عشرات المواطنين الإيرانيين. ودعا ميتشيل إيران إلى تجنب القيام بأعمال لا رجعة فيه، معرباً عن أمله في ألا تكون هناك محاولات أخرى لزيادة التوترات في المنطقة.

وأكد أن الاتفاق النووي يعد إنجازاً مهماً بعد عشر سنوات من المفاوضات الدولية المكثفة ويظل أداة مهمة لتحقيق الاستقرار الإقليمي، مشدداً على أنه لدى الاتحاد الأوروبي مصالحه ورؤيته الخاصتين بالنسبة لهذا الاتفاق.

وفي سياق متصل واحتجاجاً على اغتيال القوات الأميركية قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيرانية الفريق قاسم سليماني والمخاوف التي أثارتها هذه الخطوة من نشوب حرب عالمية ثالثة، نُظمت تظاهرات عدة جابت شوارع الولايات المتحدة، لمناهضة الحرب ضد إيران والتنديد بالأفعال التي يرتكبها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ونظمت المدن الأميركية أكثر من 80 تظاهرة لمعارضة اغتيال سليماني، وقرار إدارة ترامب بإرسال 3000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط. وكانت منظمة "العمل الآن لوقف الحرب وإنهاء العنصرية" التي قادت التظاهرات، أن الحرب ستغمر المنطقة بأسرها ما لم ينهض شعب الولايات المتحدة ويوقفها".

وباغتيال الفريق الشهيد سليماني أراد الرئيس الأميركي دونالد ترامب كسب تعاطف الأميركيين ليكونوا عوناً له ربما في حملته الرئاسية القادمة، فانقلب السحر على الساحر وكسب الشعب الإيرانيّ تعاطف الأميركيين معه. أراد ترامب خلق هوّة بين الإيرانيين وحكومتهم، فتوحّدوا هم وابتعد هو عن شعبه. أراد فتنةً بين الإيرانيين والعراقيين فوحّدوا الصفوف وشيّعوا شهداءهم معاً. حقّق ترامب، "الفاشل" بنظر شعبه، "إنجازاً" في كسر الجليد بين الأميركيين والإيرانيين.

قلب ترامب الطاولة على رأسه حين أصدر قرار الإعتداء على العراق واغتيال الفريق الشهيد سليماني ورفاقه، فتعالت أصوات الأميركيين رافضين سياسة ترامب وانتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي رسائلهم الموجّهة إلى الشعب الإيراني تعاطفاً وحبّاً وتضامناً.

في هذا السياق تلخّص تغريدة الممثل الأميركي ميشا كولينز والتفاعل الإيراني عليها المشهد. فحين كتب كولينز باللغة الإيرانية "نحن الشعب الأميركي، نعلم أنّ الشعب الإيراني وثقافته هما من كنوز العالم، نحن لسنا رئيسنا"، جاءه الردّ الإيراني شاكراً تفهمّه "نحن نحبّ إخواننا وأخواتنا من الشعب الأميركي نحن نعادي السياسيين الشريرين مثل ترامب، جون بولتون بومبيو وغيرهم".
وفي تغريدةٍ ثانية اعتذرت مغرّدة أميركية للشعب الإيراني نيابةً عن تصرفات حكومتها "المضحكة" مؤكّدةً أن ما يقوم به ترامب "ليس إرادة الشعب الأميركي".

في السياق نفسه يُظهر تطبيق "غوغل تراند" التفاعل الكبير على وسم "عزيزتي إيران- DearIran" من اليوم الأوّل للعدوان الأميركي على العراق واغتيال قائد قوّة القدس اللواء قاسم سليماني. ووفق التحليلات بلغ التغريد والبحث عن الوسم أعلى نسبه يوم 4 كانون الثاني/ يناير، أي اليوم الثاني بعد العدوان، ولم يتوقّف حتى هذه الأيّام.

لا تختلف الرؤيا في المقلب الآخر، فالإيرانيين ومحور المقاومة أكّدوا أنّ مشكلتهم ليست مع الشعب الأميركي، وشدّدوا على أنّ المواطنين الأميركيين غير مقصودين بالإنتقام مطلقاً لأنّ العسكرين الأميركيين وحدهم المقصودين.

تتقاطع هذه المواقف مع خطاب الأمين العام العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أكّد فيه أنّ الجيش الأميركي وحده المستهدف في عمليات الرّد على اغتيال الفريق الشهيد سليماني ورفاقه، فرحّب بكلّ المواطنين الأميركيين في المنطقة وطمأنهم بأنّهم في أمانٍ بين شعوب المنطقة.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية