أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد السوري!

المرصاد نت - متابعات

واصل الجيش العربي السوري تقدمه على محور سراقب ومحور سفوهن في الريف الجنوبي، بعد إحباطه عدة هجمات شنتها التنظيمات المسلّحة. ونجح الجيش والحلفاء في صدِّ هجومٍ على Syria2020.3.5حاس وكفرنبل وسراقب بمساندة سلاح الجو السوري الذي نجحت طائراته في قصف رتل للمسلحين خلال محاولته التقدّم لمؤازرة الجماعات المسلحة المحاصرة في سفوهن.

وأمس الأربعاء بدأَ الجيش العربي السوري وحلفاؤه عملية اقتحام بلدة سفوهين في ريف إدلب الجنوبي لاستعادتها وأفادت مصادر في ريف إدلب الجنوبي بتكثيف الجيش العربي السوري وحلفائه الرمايات باتجاه بلدتي سفوهن والفطيرة، لافتةً إلى دخول سلاح الجو السوري بكثافة على خط الهجوم على تجمّعات المسلّحين في المنطقة.

وكانت القوات الروسية في سوريا قد استحوذت على مواد سامة وعبوات ناسفة حاول المسلّحون استخدامها "من أجل عرقلة تقدّم القوات السورية في الأحياء الغربية من سراقب، واتهامها في ما بعد باستخدام الأسلحة الكيميائية" وفق ما ذكر بيان المركز الروسي للمصالحة.

إلى ذلك هاجمت الفصائل المسلحة بغطاء ناري تركي، محور مدينة سراقب عبر محاولة التقدم من خلال قرية ترنبة غربي المدينة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. كذلك هاجمت محورَي قبتان الجبل والشيخ عقيل في الريف الشمالي الغربي لمدينة حلب. وفشل المسلحون في تحقيق أيّ تقدّم على محاور الهجوم المختلفة، حيث تمكّن الجيش من صدّهم مُكبّداً إياهم خسائر كبيرة.

وبحسب «المرصد السوري» المعارض فقد قُتل 28 مسلحاً في معارك محور مدينة سراقب بينما وردت معلومات عن مقتل عشرات المسلحين على محورَي قبتان الجبل والشيخ عقيل، عبر الغارات والقصف الذي استهدف قواعد انطلاق الهجمات في دارة عزة بشكل خاص. كما اعترفت وزارة الدفاع التركية أمس بمقتل اثنين من جنودها، وإصابة 6 آخرين في وقت أعلن فيه الجيش السوري تمكّنه من إسقاط طائرة تركية مسيّرة في محيط مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي.

في هذا الوقت قال الرئيس التركي إنه يتوقع أن يتوصل مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إلى وقف إطلاق نار بسرعة في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب. وفي إجابته عن سؤال عما إذا كان الجانب التركي قد تلقى أيّ مقترحات قبل زيارته لروسيا أشار إلى أنه «لا توجد مقترحات في الوقت الراهن، لنجرِ زيارتنا أولاً وسنعقد مؤتمراً صحافياً مع السيد بوتين عقب اللقاء».

بدوره لفت وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار إلى أن إردوغان سيعرض على بوتين «مطالب تركيا وأهدافها ومقترحاتها في شأن الأوضاع في محافظة إدلب». وأضاف أكار، من أمام مقرّ البرلمان التركي في أنقرة، إن «هدف بلاده هو إيجاد حلّ سلمي وسياسي للأزمة السورية»، مذكّراً بأن «الاتفاقيات المبرمة مع روسيا بشأن إدلب تواجه مشاكل عدة، والرئيس إردوغان سيبحث مع بوتين سبل إنهاء تلك المشاكل».

من جهته بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشية القمة مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي الوضع في إدلب والعلاقات الروسية ــــ التركية بحسب ما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف. على خط موازٍ أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مباحثات مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف حول التطورات في إدلب. ودعا ظريف إلى «عقد قمة الدول الضامنة لمسار أستانا حول الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن». وأعلن الوزير الإيراني في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي أن هذه «القمة سوف تعقد في إيران» معتبراً أن «عملية أستانا هي الآلية الوحيدة التي تمكّنت من تقليل حدّة العنف في سوريا وحرّكت الأزمة السورية نحو الاستقرار إلى جانب مكافحة الإرهاب».

من جهة أخرى ندّدت وزارة الدفاع الروسية بالاتهامات الغربية والأممية للحكومة السورية بارتكاب «جرائم حرب». وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف، في بيان نشر أمس، إن «الدول الغربية والأمم المتحدة لم تكترث على الإطلاق للانتهاكات الجسيمة لمذكرة سوتشي لعام 2018 بشأن إدلب والتي ارتكبتها تركيا والجماعات الإرهابية الموجودة هناك والمتمثلة في قصف متزايد للمناطق السورية المجاورة وقاعدة حميميم الروسية وتعزيز قبضة الإرهابيين من هيئة تحرير الشام والحزب التركستاني وحراس الدين على المنطقة وتمازج مواقعهم مع نقاط المراقبة التركية بدلاً من إخراجهم من المنطقة وفصلهم عن المعارضة المعتدلة». وجدّد كوناشينكوف القول إن «عملية الجيش السوري في إدلب هي تطبيق لاتفاق سوتشي».

وقبل  اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في موسكو لا تزال أنقرة تغصّ باللقاءات الدبلوماسية المخصّصة لتطورات إدلب ومحيطها، فيما شهدت خطوط التماس اشتباكات واسعة لم تسفر عن تغيير في خريطة السيطرة الميدانية،

إذ شهد ريف حلب الغربي ومحيط سراقب (شرقي إدلب) وقرى جبل الزاوية، معارك بين الجيش السوري والفصائل المدعومة من أنقرة، إثر محاولة الأخيرة التقدم، رفقة دعم تركي مدفعي وصاروخي. و لم تتمكن الفصائل من إحداث أي خرق على جبهة ريف حلب الغربي، ولا في ترنبة وآثار شنشراح وسفوهن في ريف إدلب. وجاء ذلك بالتوازي مع إعلان وزارة الدفاع التركية مقتل عسكريين وجرح 6 آخرين جراء المعارك في إدلب، أمس الثلاثاء، من دون أن توضح مكان مقتلهم وإصابتهم.

ترقّب لـ«قمة موسكو»
أكدت الرئاستان، الروسية والتركية، موعد القمة المرتقبة غداً من دون الدخول في تفاصيل دقيقة عن طبيعة النقاشات والنتائج المرتقبة. وبينما أعرب الرئيس التركي عن تطلعه للوصول إلى «وقف إطلاق نار» في لقاء موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: «توجد خطط لمناقشة أزمة إدلب مع أردوغان. ونتوقع أن يتم التوصل إلى تفاهم في شأن هذه الأزمة وأسبابها وتداعياتها... ومجموعة التدابير المشتركة الضرورية التي تهدف إلى إنهائها».

نشاط دبلوماسي تركي
شهدت أنقرة اليوم وأمس لقاءات عدة بين كبار مسؤوليها وآخرين من الدول الحليفة معها ضمن إطار «حلف شمال الأطلسي». والتقى أردوغان اليوم، مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جايمس جيفري، في المجمع الرئاسي بعيداً عن الإعلام. وكان لافتاً في ما رشح عن الاجتماع، تركيز أطرافه على أهمية تجيير عملية «درع الربيع» التركية للضغط في اتجاه «الحل السياسي... وخلق مناخ ملائم لإجراء انتخابات حرة وعادلة من أجل تحقيق وقف إطلاق نار دائم، وفقاً للقرار الأممي 2254». كما جرى التأكيد على «أهمية تضامن الناتو، وتنفيذ البلدان الأعضاء في الحلف وفي مقدمتها الولايات المتحدة لدعمها الملموس لتركيا».

وهو ما تقاطع مع تصريحات للأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي» يانس ستولتنبرغ أكد فيها ضرورة وقف إطلاق النار في إدلب و«المضي نحو حل سياسي» في سوريا. وجاء ذلك في وقت اعتبر فيه الرئيس التركي، في حديث سبق الاجتماع أن «النظام السوري سيجد نفسه في مواجهة مع شعبه بعد فترة ليس في إدلب فحسب بل في المناطق السورية الأخرى، حينها فإن إمكانات قواته البرية والجوية لن تكون كافية»، وفق ترجمة نقلتها وكالة «الأناضول».

وإلى جانب المسؤولين الأميركيين زار مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنقرة، والتقى أردوغان وعدة مسؤولين بينهم وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو.

عراك «برلماني» بعد انتقاد أردوغان
تبادل نواب داخل البرلمان التركي اللكمات، اليوم، في عراك اندلع أثناء إلقاء أحد نواب المعارضة كلمة بعدما اتهم الرئيس رجب طيب أردوغان في وقت سابق بعدم احترام الجنود الأتراك الذين قتلوا في سوريا. وأظهر مقطع فيديو للواقعة انضمام عشرات النواب إلى الشجار حيث صعد بعضهم فوق الطاولات أو سدّدوا اللكمات بينما حاول آخرون إنهاء الشجار. واتهم النائب انجين أوزكوك من حزب «الشعب الجمهوري» المعارض أردوغان خلال مؤتمر صحافي ثم في تغريدات على «تويتر»، بعدم احترام الجنود الذين قتلوا في إدلب. كما اتهم أوزكوك الرئيس بعدم التحلي بالمسؤولية لإرساله القوات إلى صراع من دون غطاء جوي. وندّد رئيس البرلمان مصطفى شنطوب بتصريح النائب المعارض.

برلين تدعو إلى «منطقة آمنة»
قالت متحدثة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن على بوتين وأردوغان «تحديد منطقة آمنة» داخل سوريا مخصصة للاجئين ومنظمات الإغاثة. وأوضحت المتحدثة باسم المستشارة، أولريكي ديمر، أن ميركل حضّت على إنشاء هذه المنطقة خلال مكالمات هاتفية مع الرئيسين مضيفة أنه «يجب ضمان وصول آمن وفعّال للمساعدات (إلى المناطق الآمنة)». واقترحت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب-كارنباور في تشرين الأول الماضي، إنشاء منطقة آمنة خاضعة للمراقبة الدولية على الحدود السورية ــ التركية لحماية النازحين. لكن الانقسامات داخل التحالف الحكومي الألماني أحبطت هذا المقترح إضافة إلى تسارع تطور الأحداث الميدانية.

طهران: لالتزام «أستانا»
وسط تصويب غربي لافت على «فشل مسار أستانا» في إدلب أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن «مسار أستانا هو الآلية الوحيدة التي أدت إلى خفض العنف والمضي قدماً نحو مكافحة الإرهاب». وشدّد ظريف على ضرورة عقد الاجتماع المقبل لمباحثات «أستانا» في طهران في أسرع وقت ممكن وعلى أعلى المستويات. وبحث الوزير الإيراني الملف السوري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، عبر الهاتف اليوم إلى جانب عدد من القضايا الثنائية والدولية.

«أوروبا لن تخضع لابتزاز تركيا»
أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، اليوم، أن أوروبا لن «ترضخ للابتزاز» الذي تمارسه تركيا، وستظل حدودها «مغلقة» أمام المهاجرين واللاجئين الذين ترسلهم أنقرة. وقال أمام اعضاء الجمعية الوطنية إن «حدود اليونان ومنطقة شنغن مغلقة، وسنضمن بقاءها مغلقة»، مضيفاً أن على أردوغان «توضيح نواياه مع حلفائه في حلف شمال الأطلسي بدلاً من المطالبة بالدعم بعد اتخاذه خطوة أحادية في سوريا». وأضاف القول: «نحتاج إلى إجراء مناقشة عامة صريحة وجدية مع تركيا لنعرف أين يقف كل طرف وأين تكمن مصالحنا المشتركة، وإلا لن نخرج من هذه» الأزمة.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية