المرصاد نت - رمزي باشا
مناورة إثيوبية جديدة، وهذه المرة حول بدء تخزين المياه في سد النهضة، في خطوة بدأت بالفعل، ودفعت القاهرة إلى إعادة النظر في الوساطة الأفريقية، مع طلبها اللجوء إلى مجلس الأمن مجدداً حيث بدأت إثيوبيا رسمياً ملء خزان «سد النهضة» في خطوة من جانب واحد، بعد فشل مفاوضات «الفرصة الأخيرة»، التي استمرت 10 أيام برعاية أفريقية وحضور مندوبين عن الولايات المتحدة و«البنك الدولي»، وانتهت برفع تقرير إلى قادة الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، إضافة إلى جنوب أفريقيا، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، التي يسعى رئيسها للوصول إلى تهدئة واتفاق يضمن حقوقاً عادلة للجميع. جاء الإعلان الإثيوبي أمس رسمياً عبر وزير الري، سيليشي بيكيلي، بعد أيام من رصد صور بالأقمار الاصطناعية لتدفق المياه إلى بحيرة خزان السد من دون توافق، في خطوة تقول القاهرة إنها تخالف التعهدات الإثيوبية السابقة بتجنّب أي قرار أحادي، فيما أعلنت الخرطوم نقص منسوب النيل الأزرق بمعدل 90 مليون متر مكعب يومياً من جرّاء تخزين المياه.
في مشهد استعراضي، أذاع التلفزيون الإثيوبي لقطات لبدء تخزين المياه، قبل أن يتراجع وزير الري عن تصريحاته، مؤكداً أن التنفيذ لم يبدأ، خلافاً لما أظهرته التقارير والصور، في محاولة على ما يبدو لتهدئة الرأي العام العالمي. كما اعتذر التلفزيون الرسمي عمّا وصفه بـ«سوء الفهم» لتصريحات الوزير الذي أوضح أن تعبئة المياه تتم بما يتماشى مع عملية البناء الطبيعية، فيما سارعت مصر إلى طلب توضيحات عبر وزارة الخارجية، كما أجرى الوزير سامح شكري اتصالات مكثفة مع نظرائه الأوروبيين، تمهيداً للتوجه مجدداً نحو مجلس الأمن، مع إعلان فشل الآلية الأفريقية في تسوية النزاع. أيضاً، اتخذت القاهرة والخرطوم مواقف أكثر صرامة مع استمرار التنسيق بينهما، على أن الاتحاد الأفريقي سيعقد قمة مصغرة في وقت لاحق، الجمعة على الأرجح، من أجل مناقشة النقاط العالقة في التفاوض، لكن اللقاء بات مهدّداً بعد الخطوة الإثيوبية أمس.
مع ذلك، وبعيداً جداً ممّا يقال عن حرب، تعوّل القاهرة على المجتمع الدولي في إبراز الانتهاكات الإثيوبية للقوانين والمعاهدات، كما تنقل مصادر، وهي خطوة هدفها الرئيسي الضغط على أديس أبابا من أجل القبول بطلبات مصر في التفاوض، المرتبطة بتحديد آلية عادلة لفض المنازعات، إضافة إلى الكميات التي يمكن تخزينها وارتباطها بمنسوب تدفق المياه، وخاصة أنه بحكم الجغرافيا كانت مصر تحصل على حصة أكبر من حصتها في النيل بسبب غياب العوائق الاصطناعية. وفي المقابل، تدافع إثيوبيا عن تشغيل السد بوصفه قراراً وطنياً لا يمكن أن يكون رهينة بمواقف دول أخرى، خاصة مصر، مع محاولات مستمرة لاستقطاب السودان، وهو ما تحرص القاهرة على تجنّب حدوثه، ولا سيما أن وحدة الموقفين أعطتها دفعة في المفاوضات الدولية حول السد.
مصادر قالت أن الخارجية المصرية هي المسؤولة حالياً عن إدارة الملف كلياً بدءاً من أمس، علماً بأن عملية تخزين المياه بدأت منذ الحادي عشر من الشهر الجاري وفق الرصد، في وقت تدرس فيه الوزارة السيناريوات المتاحة للتعامل مع الأزمة، بداية من مجلس الأمن وصولاً إلى ممارسة ضغوط دولية على إثيوبيا لوقف أي مشاريع تنموية ترغب في الحصول على قروض لها. لكن اللافت، كما تنقل مصادر، أنه ليس لدى القاهرة إجمالاً مانع في بدء تخزين المياه هذا العام، مع تفهّم الاعتبارات الداخلية الإثيوبية بشأن الانتخابات والأزمات الداخلية التي يحاول رئيس الوزراء أبي أحمد التعامل معها بتصدير قضية «النهضة» إلى الرأي العام، لكن تبقى المشكلة في طريقة التعامل مستقبلاً، خاصة أن المصريين يرفضون استمرار سياسة فرض الأمر الواقع التي تحاول السلطات الإثيوبية تطبيقها منذ بداية السد، استناداً إلى الاضطرابات التي شهدتها مصر بعد «ثورة 25 يناير» 2011 حتى وصول عبد الفتاح السيسي إلى الحكم. فالأخير حاول منع «الكارثة» بتوقيع اتفاقية جديدة مع إثيوبيا والسودان، لكن يبدو أن هذا كله يذهب أدراج الرياح.
المزيد في هذا القسم:
- الديموقراطيون منقسمون: البدء بعزل ترامب أو هزيمته في الانتخابات؟ المرصاد نت - متابعات على الرغم من أن المحقق الأميركي الخاص السابق روبرت مولر لم يغيّر موقفه خلال جلستي الاستماع في مجلس النواب، قبل أيام إلا أن عدداً لا بأس ب...
- «فلاشا إسرائيل» يفجّرون غضبهم بسبب التمييز المُمارَس في حقّهم من السلطات الإسرائيلية المرصاد نت - متابعات اتسعت أمس رقعة التظاهرات الغاضبة التي تجتاح شوارع فلسطين المحتلة من مدينة بئر السبع جنوباً وصولاً إلى مستوطنة «كرمئيل» شمالاً منذ يومين. ...
- السبت الأسود في الفوعة وكفريا .. أين دعاة حقوق الإنسان؟ المرصاد نت - متابعات تعرضت حافلات الخارجين من "الفوعة" و"كفريا" في منطقة الراشدين بمدينة حلب السورية إلى أنفجار سيارة مفخخة يوم السبت الماضي راح ضحيته المئات ...
- الحكومة العراقية في مواجهة الشارع: قتيلٌ و200 جريح! المرصاد نت - متابعات شهدت «ساحة التحرير» وسط العاصمة بغداد وشوارع أخرى في محافظات بابل والديوانية وذي قار يوم أمس تجمعات شعبية ندّدت بسوء الخدمات الأساسية وتف...
- موسكو: ردنا على أي تعزيز لقوات الناتو قرب حدودنا سيكون مماثلا وفعالا المرصاد نت - متابعات أعلن مسؤول روسي رفيع المستوى السبت 18 يونيو/حزيران أن رد موسكو على أي تعزيز لتواجد حلف الناتو العسكري بالقرب من الحدود الروسية سيكون م...
- «الأطلسي» يحاور الروس: مصمّمون على «ضمان أمننا» المرصاد نت - متابعات في حدث نادر شهدت بروكسل اجتماعاً بين قادة «حلف شمال الأطلسي» وعدد من المسؤولين الروس. يأتي هذا الاجتماع وسط التوتر الروسي ــ ...
- امريكا تدعو رعاياها في السعودية للابتعاد عن جيزان ونجران وعسير لاتساع المعارك المرصاد نت - متابعات دعت الولايات المتحدة الامريكية رعاياها في السعودية للابتعاد عن المحافظات القريبة من الحدود اليمنية بسبب اتساع رقعة المعارك بين الجيش اليم...
- لبنان : لقاء مصالحة القوي الوطنية ومجلس الوزراء يستأنف جلساته بشكل طبيعي !. المرصاد نت - متابعات كرّست القوى السياسية في لقاء المصالحة الذي انعقد يومَ أمس بين وليد جنبلاط وطلال أرسلان صورتها كقوى غير مؤتمنة على إدارة البلاد. بالتأكيد ...
- رويترز: السعودية تسجل عجزاً مالياً بـ29 مليار دولار! المرصاد - متابعات أظهر تقرير من وزارة المالية بشأن الأداء الفصلي للميزانية أن السعودية سجلت عجزا بلغ 109.2 مليار ريال (29.12 مليار دولار) في الربع الث...
- ابن سلمان في مصر: «تيران وصنافير... سعودية» المرصاد نت - جلال خيرت وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى القاهرة أمس في زيارة تستغرق ثلاثة أيام هي الأولى له منذ توليه منصب ولاية العهد وقد سبقها صدور ق...