الانتخابات الإيطالية: اليمين المتطرف يقترب من الفوز حسب استطلاعات رأي الناخبين بعد التصويت

المرصاد-متابعات

أعلنت الزعيمة اليمينية المتطرفة، جورجيا ميلوني، فوزها بالانتخابات العامة

_126845724_0f03845793c7e00ea414a920e56db5dce5a1e160.jpg.jpg في إيطاليا، مستبقة إعلان النتائج الرسمية.

وفي حال تأكد النتائج، بشكل نهائي، ستصبح أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في تاريخ البلاد.

وستبدأ ميلوني، بتشكيل حكومة ائتلافية، تقود البلاد، ويغلب عليها الساسة اليمينيون، بحيث تكون أكثر حكومة متطرفة في تاريخ البلاد، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويشكل فوز اليمين بالانتخابات الإيطالية، وهي ثالث أكبر اقتصاد في القارة، رسالة تحذير لأوروبا، في الوقت الذي تتصاعد فيه تبعات الحرب الروسية الأوكرانية.

بيد أن ميلوني قالت بعد التصويت إن حزبها "إخوان إيطاليا" سيحكم باسم الجميع ولن يخون ثقة الشعب به.

وأضافت متحدثة للصحفيين في روما " لقد أرسل الإيطاليون رسالة واضحة لصالح تشكيل حكومة يمينية بقيادة ’إخوان إيطاليا’"، رافعة لافتة كتب عليها "شكراً إيطاليا".

ومن المتوقع أن تفوز ميلوني بما يصل إلى 26٪ من الأصوات، بناءً على النتائج الأولية، يليها أقرب منافسيها، إنريكو ليتا، من يسار الوسط.

ويبدو أن تحالف ميلوني اليميني، والذي يضم أيضاً حزب ماتيو سالفيني اليميني المتطرف ورئيس الوزراء السابق، سيلفيو برلسكوني، فورزا إيطاليا، يسيطر الآن على كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب، بحوالي 44٪ من الأصوات.

وأدى النجاح الدراماتيكي لحزبها في التصويت إلى إخفاء حقيقة أن أداء حلفائها كان سيئاً، حيث انخفضت نسبة الأصوات لحزب سالفيني إلى أقل من 9 في المئة، وفورزا إيطاليا أقل من ذلك. قبل أربع سنوات، فاز إخوان إيطاليا بما يزيد قليلاً عن 4٪ ويعود قرار اختيار رئيس الحكومة، لرئيس البلاد، سيرجيو ماتاريلا، وهي عملية تستغرق وقتاً.

ورغم أن ميلوني، عملت بجهد لتحسين صورتها السياسية، وإعلان مساندتها لأوكرانيا، في مواجهة الغزو الروسي، علاوة على تمييع موقفها المناهض للاتحاد الأوروبي، إلا أن السياسية الصاعدة، تتزعم حزبا متغلغلا، في الحركة الفاشية التي أسسها بنيتو موسوليني، الزعيم الإيطالي السابق، خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

وفي وقت سابق من هذا العام، حددت ميلوني أولوياتها في خطاب صاخب أمام حزب "فوكس" اليميني المتطرف في إسبانيا: "نعم للأسرة الطبيعية، لا لمجموعات التأثير المناصرة للمثليين والمتحولين جنسياً، نعم للهوية الجندرية، لا للأيديولوجية الجندرية... لا للعنف الإسلامي، نعم لتأمين الحدود، لا للهجرة الجماعية... لا للتمويل الدولي الكبير... لا للبيروقراطيين في بروكسل! "

وكان تحالف يسار الوسط متأخراً كثيراً عن اليمين بنسبة 26٪ من الأصوات، وقالت شخصية الحزب الديمقراطي، ديبورا سيراتشياني، إنها كانت أمسية حزينة بالنسبة لإيطاليا. وأصرت على أن اليمين "له الأغلبية في البرلمان، لكن ليس في البلاد".

وفشل اليسار في تشكيل تحدٍ قابل للتطبيق مع الأحزاب الأخرى بعد انهيار حكومة الوحدة الإيطالية التي استمرت 18 شهراً، وكان المسؤولون متشائمين حتى قبل التصويت. وفازت حركة الخمس نجوم بقيادة جوزيبي كونتي بالمركز الثالث، لكنها لا تتفق مع إنريكو ليتا، على الرغم من أن يتشاركا الرؤية نفسها في العديد من السياسات المتعلقة يالهجرة ورفع الحد الأدنى للأجور.

وكان حجم الإقبال على التصويت، ضعيفاً بشكل نسبي، بما يقترب من 65 في المئة، من الناخبين المسجلين، وهو ما يقل بعشر نقاط عن انتخابات عام 2018، وكان الجنوب، أقل المناطق التي شهدت مشاركة، الناخبين.

وتعد إيطاليا أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد الأوروبي، وعضوا في حلف شمال الأطلسي، الناتو، لكن آراء ميلوني، المناهضة للاتحاد الأوروبي، تضعها في في منطقة قريبة من الزعيم القومي، المتطرف للمجر، فيكتور أوربان.

وتتحالف ميلوني مع رئيس الوزراء السابق، سيلفيو بيرلسكوني، زعيم حزب "فورزا إيطاليا"، وماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة، اليميني المتطرف.، وهما السياسيان اللذان كانا يمتلكان علاقات وثيقة مع روسيا.

بيرلسكوني البالغ من العمر 85 عاما، قال الأسبوع الماضي، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تم دفعه دفعا لغزو أوكرانيا، بينما شكك سالفيني في العقوبات الغربية على موسكو.

وترغب ميلوني، في إعادة دراسة الإصلاحات الإيطالية، التي تم الاتفاق عليها مع الاتحاد الأوروبي، في نظير حزمة دعم اقتصادية تبلغ نحو 200 مليون يورو، في أعقاب وباء فيروس كورونا، حيث ترى ميلوني أن ارتفاع أسعار الطاقة غير الوضع بشكل كبير.

وسارع بالاز اوربان، مستشار رئيس الوزراء المجري، إلى تهنئة أحزاب اليمين الإيطالية بالفوز بالانتخابات، قائلا "نحن بحاجة لمزيد من الأصدقاء المقربين، الذين يشاركونا الرؤية، والمنهج، لحل الأزمات التي تواجه أوروبا".

وفي فرنسا، قال جوردان بارديلا من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، إن الناخبين الإيطاليين، أعطوا رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، درساً في التواضع. وكانت قد قالت في وقت سابق إن أوروبا لديها "الأدوات" للرد إذا سارت إيطاليا في "اتجاه صعب".

وقال البروفيسور، جيانلوكا باساريلي، لبي بي سي، إنه كان يظن أن ميلوني، ستتجنب الصدام مع أوروبا، وتركز على سياسات أخرى، مضيفا، "أعتقد أننا سنرى المزيد من القيود على الحقوق المدنية، ومجتمع المثليين، والمهاجرين".

وقال بيرلسكوني، تعقيبا على نتائج استطلاعات الرأي، إن اليمين كان يمتلك تفوقا واضحا، في انتخابات غرفتي البرلمان.

ويتطلع سالفيني، إلى العودة إلى منصبه السابق كوزير للداخلية، ليعوق وصول قوارب المهاجرين القادمة من ليبيا.

وتشهد الانتخابات الحالية تخفيض نحو ثلث مقاعد البرلمان، في مجلسي النواب والشيوخ، وهو الأمر الذي ساهم في دعم فوز التحالف اليميني.

وأوضح استطلاع رأي قناة راى، أن 3 أحزاب ستستحوذ على 227- 257 مقعدا من إجمالي 400 مقعد في الغرفة العليا للبرلمان، وما بين 11- 131 مقعدا من بين 200 مقعد، في الغرفة الدنيا.

 

من الأصوات، لكن هذه المرة استفادوا من البقاء خارج حكومة الوحدة الوطنية التي انهارت في يوليو/تموز.

 

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية