طائرة أردوغان كانت تحت مرمى نيران الانقلابيين .. لماذا لم يقتلوه؟

المرصاد نت - متابعات

نشر معهد “ستراتفور” المعروف بارتباطه بأجهزة الاستخبارات الاميركية معلومات مهمة حول رحلة طائرة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من “مطار دالامان” بالقرب من منتجع مرمريس نحو اسطنبول مساء يوم الجمعة الماضي.fly tourkia2016


وقال المعهد إن الطائرة التي انطلقت نحو الساعة 22:40 بتوقيت غرينتش، ظلّت تدور في مسار تحليق ثابت جنوب اسطنبول، بينما كان يُسمع أزيز زخّات من الرصاص في مطار اتاتورك قبل أن تهبط قبيل الساعة الثالثة من فجر السبت.

واضاف انه خلال رحلت اردوغان من «دالامان» إلى اسطنبول، تدخلت طائرتا «اف – 16» تابعتان للانقلابيين بطائرة اردوغان لكنّهما سمحتا له بإكمال رحلته وقال ضابط عسكري سابق مُطّلع على تطورات الأحداث إن «طائرتين على الأقل من طراز اف ـ 16 تدخلتا بطائرة اردوغان وهي في الجو في طريقها إلى اسطنبول. وثبّتت الطائرتان راداريهما على طائرته وعلى طائرتين أخريين من طراز إف ـ 16 كانتا تحرسانه». ولم يستطع الضابط في حديث لوكالة «رويترز»، تقديم تفسير لسبب عدم إطلاق الطائرتين نيرانهما، معتبراً أن ذلك «يظلّ لغزاً».

أما اللغز الثاني الذي برز امس فتمثل ببدء الشرطة التركية عملية تفتيش في قيادة «إمداد الوقود العاشرة» في قاعدة «أنجيرليك» التي يستخدمها «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن ضدّ تنظيم «داعش» في العراق وسوريا.

وأفادت مصادر في النيابة العامة في أضنة بأن طائرات الإمداد بالوقود التي زوّدت طائرات «اف 16» التابعة للمتورطين التي كانت تقصف أنقرة خلال الانقلاب حلّقت من القاعدة التي يستخدمها الأميركيون.

وكانت السلطات التركية قد اعتقلت الجنرال في سلاح الجو بكير ارجان فان و12 ضابطاً في قاعدة «انجيرليك» امس الاول كما أوقفت الشرطة التركية سبعة من العاملين في قيادة القاعدة الجوية الثالثة في ولاية قونية بينهم قائد الطلعات الجوية مصطفى إرتورك.


وأدى اغلاق «انجيرليك» السبت الماضي الى تعليق غارات التحالف لكن واشنطن أعلنت الاحد استئناف العمل في القاعدة الجوية التي كانت الولايات المتحدة قد حصلت على موافقة أنقرة لاستخدامها في العام 2015 وقال مسؤولون اتراك إنهم يشتبهون في ان القاعدة القريبة من الحدود مع سوريا استُخدمت في تموين طائرات عسكرية سيطر عليها منفذو محاولة الانقلاب.

وفي ذات السياق كشف وزير العدل التركي بكير بوزداغ عن تفاصيل الحوار الذي دار بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقائد طائرته قبيل الهبوط في مطار إسطنبول الذي كان يسيطر عليه الانقلابيون قبل أن تتمكن جموع المواطنين والشرطة من تحريره.

في ما يلي ننشر نص الحوار :

– الطيار: أطفأوا إضاءة المطار وبرج التحكّم لا يسمح بالهبوط سيدي الرئيس.

– أردوغان: هل تستطيع الهبوط بالإضاءة الخاصة بالطائرة؟ وإذا لم يعطوا الإذن هل تستطيع الهبوط؟

– الطيار: سيدي.. نعم نستطيع لكن هناك خطورة وهناك احتمال أنه تم إخلاء المدرّج من سيارات الخدمة بالإضافة إلى مخاطر أخرى.

– أردوغان: إذن حاول البقاء في المجال الجوي والمتابعة كم ساعةً تستطيع البقاء في الجو؟

– الطيار: أستطيع البقاء 4 ساعات وهي مدة انتهاء الوقود في الطائرة.

– أردوغان: تابع الأجواء واتّخذ التدبيرات المناسبة وبعد ذلك اهبط في المطار باستخدام الإضاءة الخاصة بالطائرة.

وكان قائد الجيش الأوّل التركي أوميت دوندار قد طلب من أردوغان التوجّه لإسطنبول وسيؤمن له الحماية وطلب منه كذلك عدم القدوم إلى أنقرة في هذا الوقت بحسب مقالٍ للصحفي التركي المقرّب من أردوغان عبد القادر سيلفي، في صحيفة حرييت الأحد.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة الماضي محاولة انقلابية فاشلة ضد الرئيس أردوغان، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، حاولوا خلالها قطع الطرق الحيوية والسيطرة على المنشآت الاستراتيجية والمهمة، يعاونهم في ذلك طائرات من سلاح الجو التركي. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة – استجابة لطلب الرئيس أردوغان للشعب بالنزول إلى الشوارع والميادين – تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، وأجبروا الآليات العسكرية على الانسحاب.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية