لمحة ﻋﺎﻣﺔ إلى ظهور الاتجاهات الجديدة في الشرق الأوسط

المرصاد نت - الوقت

کانت منطقة الشرق الأوسط علی مدار 5 إلى 10 سنوات الماضية ساحةً لأكبر التغييرات والتطورات باستمرار حيث شهدت المنطقة أزمات جديدة بشکل يوميmaideleset2016.10.28


وفي هذه الأثناء مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي والتوسع التدريجي لنطاق أنشطته اشتدت النزعة الطائفية بشکل لم يسبق له مثيل وتعرض العديد من البلدان للتقسيم أيضاً.

هذه الأزمات هي عميقة ومؤثرة لدرجة يمكننا القول إن الشرق الأوسط لا يتأثر فقط بالأحداث والمسارات العالمية بل على الأرجح هو نفسه عامل محدِّد للمستقبل الجيد أو السيء لبقية مناطق العالم. أي إن أيّ سيناريو محتمل في الشرق الأوسط له آثار بعيدة المدى بالنسبة لسائر مناطق العالم والصراعات الإقليمية الکبيرة لن تقتصر على المنطقة فقط.

في مثل هذه الظروف يبدو أن هنالك ثلاثة اتجاهات رئيسية آخذة في التکوُّن في الشرق الأوسط حيث يمكن أن تكون لها عواقب غير متوقعة على المنطقة وکافة أنحاء العالم على المدى الطويل.

   - الإنتقال من بنية محورية الدولة إلى القوات غير الحكومية: هيكل الحوكمة الضعيف في المنطقة قد أدی إلى صعود الجهات الفاعلة الأخرى، وبالتالي بروز ملامح دينية وثقافية وغيرها من العوامل، بدلاً من محورية الدولة. وهذا الأمر الهام يلاحظ بوضوح خصوصاً في البلدان التي تشهد أعمال العنف مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن، کما يشاهد في بعض الدول الأكثر استقراراً مثل لبنان والأردن والسعودية، وکذلك المجتمعات المتمتعة بالحكم الذاتي مثل السلطة الفلسطينية وحركة حماس في قطاع غزة. وعلى الرغم من الجهود المكثفة لاستبدال الهيكل القديم للدول في المنطقة، يبدو أن هذا من المستحيل أن يتم في المدى القصير، ويجب القيام بالاستعدادات المطلوبة لإحداث تغييرات وإيجاد النظام والهيكل الجديد في المنطقة.
 -   التزايد المطَّرد لاتفاقيات التعاون قصيرة الأجل على أسس هشة وغير ثابتة: في أعقاب الاضطرابات الإقليمية، تسعى جميع الجهات الفاعلة إلی الاعتماد أكثر على عقود التعاون قصيرة الأجل. على سبيل المثال في سوريا، فإن الوحدة بين الأطراف المعنية تتأثر بشدة بالتطورات والتقدم في ميادين المعركة والدعم الخارجي. هذه الهشاشة في العلاقات يمکن ملاحظتها بين الدول أيضاً. كما أن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، يمتد لخمسة عشر عاماً فقط وهذا هو السبب في وجوب الإقدام علی العقود قصيرة الأجل بدلاً من طويلة الأجل.
 -   الوعي وسيلةً لتحقيق الأهداف الإستراتيجية: يمکن تسمية العقود الأخيرة بمرحلة الانتقال من حروب الجيوش النظامية [الدول] إلى ميادين المعركة غير المتكافئة، مع أعداء متعددي الجنسيات وخصوصاً مع انتشار إرهاب داعش. وهذا الأمر يتم تحديده بشكل أساسي بحسب عوامل الوعي. وأهم مثال لهذه الحروب، هو مقاطع الفيديو التي تُعرض حول داعش بقدرات کبيرة في استخدام وسائل الإعلام، بهدف نشر الرعب وإخافة الناس. والسلطة الفلسطينية أيضاً تستفيد من هذا الأسلوب في المواجهة، ويمكن ملاحظة ذلك في جهودها من أجل إضعاف الکيان الإسرائيلي في الساحة الدولية.

وفقاً لذلك يمكن القول إن الشرق الأوسط في الوضع الحالي، يواجه اضطرابات لها خصائصها والاتجاهات الحالية هي التي ستحدِّد الوضع المستقبلي للمنطقة. في هذه الأثناء فإن تغيير آليات العمل في الساحة السياسة وفي ساحة المعركة، والناجم عن إيجاد أنماط متغيرة وغير موثوق بها قد جعل من الصعب توقُّع مستقبل الشرق الأوسط إلى حد كبير الأمر الذي يرتبط لدرجة كبيرة بغياب التحالفات الثابتة تعدُّد الجهات الفاعلة غير الحكومية واستخدام تقنيات جديدة في الحروب الجديدة وعلاوة على ذلك، فقد زاد تدخُّل الأطراف عبر الإقليمية من تفاقم الوضع.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية