المرصاد نت - متابعات
تناقلت وسائل الإعلام الإقليمية والدولية في الآونة الأخيرة أخباراً وتقارير مفادها بأن النظام السعودي يسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية لمواجهة ما أسمتاه "الخطر الإيراني" في هذا المجال.
وذكرت هذه الأخبار والتقارير أنه وعلى الرغم من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع مجموعة(5+1) في تموز/ يوليو 2015 ودخل حيز التنفيذ في مطلع العام الماضي والذي اعترف بسلمية النشاطات النووية الإيرانية إلاّ أن النظام السعودي لازال تكرر مزاعمه بشأن "الخطر النووي الإيراني".
وأوضح خبراء ومتخصصون في الحقل النووي بأن السعودية لازالت في بداية الطريق وستحتاج لسنوات طويلة لإنشاء البنية التحتية النووية اللازمة لإطلاق برنامج للأسلحة النووية والذي يتضمن الحصول على منشآت نووية وتعاون واسع مع دول أخرى مثل روسيا وباكستان وكوريا الجنوبية والصين لتبادل التكنولوجيا النووية.
في هذا السياق أشار تقرير لمعهد "العلوم والأمن الدولي" ومقره في واشنطن إلى أن السعودية تسعى للحصول على الوقود النووي تحت ستار برنامج نووي مدني باعتبارها موقعة على معاهدة الانتشار النووي(NPT) منذ عام 1988 وتدعو في الوقت ذاته إلى شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتسرب فيها معلومات عن سعي السعودية لامتلاك برنامج نووي بعد أن انتشرت تقارير في السنوات الماضية تشير إلى إمكانية الاستعانة بباكستان في هذا المجال على الرغم من نفي الأخيرة لمثل هذه التسريبات التي رجح البعض صحتها باعتبار أن السعودية كانت الممول الرئيسي للبرنامج النووي الباكستاني.
بعد هذه المقدمة يبقى التساؤل المطروح هو: لماذا تسعى السعودية للحصول على السلاح النووي في وقت تتظاهر فيه بأنها ترفض وجود ترسانات نووية في المنطقة كالتي يملكها الكيان الإسرائيلي؟
يمكن تلخيص الإجابة عن هذا التساؤل بأن السعودية التي تسعى للدخول في تحالفات عسكرية مع قوى أخرى سواء كانت إقليمية أو دولية، ليست بصدد حيازة برنامج نووي شامل بقدر ما تسعى لإظهار نفسها على إنها قادرة على خلق توازن إقليمي خصوصاً مقابل إيران التي نجحت فعلاً بامتلاك التقنية النووية السلمية رغم الضغوط الكبيرة التي واجهتها طيلة أكثر من عقد من الزمن.
ويبدو أن السعودية وبعد إخفاقها في إقناع الدول الغربية في خلق جبهة جديدة ضد إيران بعد توقيع الاتفاق النووي أصيبت بصدمة شديدة لا تقل عن صدمتها بنجاح طهران في إبرام هذا الاتفاق لأنها يعلم بأنها لا تمتلك المؤهلات العلمية والتقنية التي تؤهلها لأن تكون قادرة على تحقيق حلمها بحيازة برنامج نووي على أرض الواقع.
كما تجدر الإشارة إلى أن السعودية تعرف تماماً بأنها لايمكنها الحصول على التقنية النووية سواء العسكرية أو المدنية ما لم تحصل على الضوء الأخضر من أمريكا كما لا يمكنها ذلك ما لم تعتمد على خبرات ومتخصصين أجانب لأنها لا تمتلك خبرات محلية في هذا المجال وهذا ليس أمراً غريباً على دولة غير قادرة على تأمين ما تحتاجه من التقنيات العلمية في المجالات الأخرى ما لم تستوردها من دول أخرى وضمن شروط ومن هذه الشروط أن تكون في الإطار الذي يضمن عدم استخدام هذه التقنيات في أغراض لم تحدد مسبقاً خصوصاً إذا كانت عسكرية.
في الختام لابدّ من التأكيد على أن السعودية في حال ذهبت إلى خيار إنشاء وتطوير برنامج نووي فأنه من نافلة القول أن برنامجها لن يكون خارج دائرة النفوذ الأمريكية. ومن المستبعد جداً أن تسمح أمريكا والكيان الإسرائيلي للسعودية بحيازة السلاح النووي لخشيتهما من احتمال وقوع هذا السلاح بيد جماعات مناهضة لهما في المستقبل أي بمعنى آخر أن هذا السلاح سيشكل تهديداً بالقوة لأمن الكيان الإسرائيلي حتى وإن تم تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب. ولهذا يعتقد معظم المراقبين في هذا الخصوص بأن حصول السعودية على السلاح النووي يمثل خطّاً أحمر لواشنطن وتل أبيب وكثير من العواصم الغربية الحليفة لهما مستبعدين في الوقت نفسه قدرة الرياض على حيازة هذا السلاح في حين يعتقد البعض بأن الرياض قد تلجأ إلى شراء قنابل نووية بدلاً من امتلاك برنامج نووي شامل لأسباب عديدة بينها إنّها من الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي كما أسلفنا بالإضافة إلى أن ذلك سيمنحها مساحة أكبر للتحرك في حال كان هناك وضع إقليمي استثنائي كما انه سيوفّر لها البديل عن المظلة النووية الأمريكية التي باتت غير مضمونة خاصة بعد اتهام واشنطن للنظام السعودي بدعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة والعالم.
المزيد في هذا القسم:
- روسيا والحلفاء في سوريا .. تباين لا أفتراق المرصاد نت - متابعات تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الهدف الجديد الذي وضعه العدو وحلفاؤه العرب في سوريا. والذي يتركز على سبل إنهاء الوجود ال...
- كيف تصنع أميركا إرهاب العنصرية البيضاء الجديدة لمصلحة "إسرائيل"؟ المرصاد نت - قاسم عز الدين إرهاب التفوق العنصري الأبيض معروف منذ انحدار الشرق وصعود الدول الغربية في العبودية والاستعمار للسيطرة على مقدرات الشعوب الملوّنة. ل...
- الحراك الشعبي متواصل لليوم التاسع في عدة مدن لبنانية! المرصاد نت - متابعات دخلت التظاهرات المطلبيّة في لبنان أسبوعها الثاني على وقع رسالة الرئيس اللبنانيّ ميشال عون ودعوته وفداً من المتظاهرين إلى زيارة القصر الرئ...
- عفرين هدف تركي وجولة جديدة لانتخابات الإدارة الذاتية الكردية المرصاد نت - متابعات يهدد ويتوعد المسؤولون الأتراك القوات الكردية في عفرين ويقولون إن الجيش لا ولن يتردد في القيام بالرد على أي استفزاز مصدره عفرين كما أن الق...
- ليبيا : رؤيتان متناقضتان للحل ..التدخل الخارجي يمدّ أنفاس الحرب! المرصاد نت - متابعات سبق لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني» فائز السراج أن طرح مبادرة لحل أزمة بلاده قبل أسبوع. تركزت المبادرة حول تنظيم «ملتقى ...
- الاحتلال يعتقل 9 فلسطينيين من الضفة بينهم زوجة اسير المرصاد نت - متابعات إعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني فجر الأحد تسعة مواطنين فلسطينيين من الضفة الغربية من بينهم زوجة أسير بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها وذكر تقرير...
- السودان : دعوات إلى مواصلة الحراك الجماهيري! المرصاد نت - متابعات أعلن «الحزب الشيوعي» السوداني و«حركة جيش تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد محمد نور الاتفاق على «استمرار الحراك الجماهيري... بإقامة الندوا...
- معادلة السيد نصرالله الجديدة: العمق الإسرائيلي مقابل الخطوط الحمراء المرصاد نت - متابعات جرعة دعم إضافيّة ضخّها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله للفلسطينيين المُدافعين عن أرضهم والذين سقط منهم عشرات الشهداء أمس في &la...
- بعد تقديم "بريكس" دعوة للإمارات.. الأكاديمي عبدالخالق عبدالله يُعلق على "الاقتراب كثيرا من... المرصاد-متابعات رأى الأكاديمي الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، الإثنين، أن من "الحكمة" عدم الاقتراب كثيرا من الصين عبر تكتل "بريكس" وذلك بعد موافقة المجموعة على ...
- بلى أيها السادة .. في بيروت الاعلام الحرّ أقوى من آل سعود ! المرصاد نت - بيار أبي صعب "هلّق بقولوا عم نضرب الموسم السياحي في لبنان" "السيد حسن نصر لله" سنزف إليكم خبراً مفاجئاً ومفرحاً في آن: السعوديّة ضد...