السفير البريطاني السابق في سوريا بيتر فورد "أوقفوا تدمير سوريا"

المرصاد نت - متابعات

في وقت كانت الحكومة البريطانية من أول الأطراف الدولية التي أيدت الحملة الأمريكية على سوريا على خلفية الإتهامات باستخدام أسلحة كيميائيةford2017.4.11


وما أكده وزير خارجيتها بوريس جونسون أن بمقدور أمريكا استهداف الأراضي السورية مجددا إذا أرادت، جاءت تصريحات سفير بريطانيا السابق في سوريا بيتر فورد التي يقول فيها أن بشار الأسد ليس مجنونا ليقوم باستخدام السلاح الكيميائي في سوريا.

ففي مقابلة للسفير بيتر فورد مع مجلة “Meaddle East Eye” وهو الذي شغل منصب سفير بريطانيا في دمشق بين أعوام 2003 و2006، والذي عرف الرئيس السوري عن قرب طيلة ثلاث سنوات، يقول فورد أن الرئيس بشار الأسد ليس مجنونا ليقوم بهكذا عمل في وقت الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قد اتخذ مواقف أكثر ليونة اتجاه سوريا مقارنة لسلفه أوباما وفتح الباب أمام التفاهم مجددا مع النظام السوري. وبشار الأسد يعلم أن استخدام السلاح الكيميائي سيكون مخربا لهذا التوجه الأمريكي، وفق تعبيره ويضيف فورد لقد التقيت بالأسد مرارا في دمشق، هو طبيب عيون وليس شخصا يمشي بمسير دون أن يمعن النظر فيه. ولديه ذهنية تحليلية وحسابية ويعلم جيدا أن أي فعل ستقابله ردة فعل.

ورفض السفير البريطاني السابق في سورية بيتر فورد الانسياق وراء دعاية الـBBC فيما يتعلق بسورية وفجر قنبلة الحقيقة على الهواء مباشرة.

منذ البداية ضاق فورد ذرعاً بالدعاية التي ترعاها الدولة، مستغنياً عن أي مستوى من الكياسة والتنمق منذ أول سؤال وجهه له مذيع البي بي سي، مشيراً إلى مزاعم مسؤولية الأسد عن الهجوم الكيميائي، سأل مذيع البي بي سي "هذا بيان للحقيقة، أليس كذلك؟" خطأ "إنه خرافة" قال فورد، بصوت أجش مفعم بالاشمئزاز من حماقة وبلاهة و أكاذيب وسائل الإعلام السائدة.
"إنه بيان من عدم الحقائق" تابع، وعلى الفور أعاد المذيع إلى عقبيه. "ما نحتاجه هو التحقيق، لأن هناك احتمالين لما حدث. الأول يتمثل بالرواية الأميركية، بان الأسد أسقط الأسلحة الكيمياية على هذه المنطقة. والرواية الأخرى بأنه تم إسقاط قنبلة عادية ضربت ذخائر حيث كان الارهابيون يخزنون الأسلحة الكيميائية. نحن لا نعلم أياً من هذين الاحتمالين هو الصحيح.
"تذكروا، في سياق غزو العراق. الخبراء، وكالات الاستخبارات، السياسيون، كانوا على قناعة بأن صدام حسين يمتلك أسلحة الدمار الشامل. وهم قدموا أدلة هائلة من الصور والرسوم البيانية، كانوا جميعاً على خطأ. كان كل شيء خطأ، من المحتمل أنهم مخطئون أيضاً في هذه الحالة. إنهم يبحثون فقط عن ذريعة لمهاجمة سورية".
كانت هذه أكثر الحقائق التي يمكن للـ BBC عرضها وبثها في غضون اسبوع، مدركاً أن هذه الحقيقة لن تروق لرؤسائه، استمر مذيع الـ BBC وقد تعكر مزاجه، وبدأ القراءة من نفس المخطوطة التي يستخدمها مذيعو الـ CNN وSNBC عادة كلما تجرأ الضيف على التحدث أو فضح الرواية المتعمدة للدولة العميقة.
هل هذا صحيح؟، اتهمت وسيلة الإعلام المضيفة اليائسة بيتر فورد السفير البريطاني السابق في سورية بأنه ناشط –عميل روسي، لكن فورد كان مستعداً لضربة الكوع الضعيفة هذه، حيث تحلى بمظهر الرجل الهادئ اللطيف الذي عانى من إهانة كبيرة للغاية، واستمر فورد في هجومه المضاد كرجل لم يبق أمامه شيء ليخسره قائلاً "أنا لا أترك عقلي عند الباب عندما أفحص الوضع تحليلياً، أحاول أن أكون موضوعياً" وأضاف "مستنداً إلى خبرته السابقة، بما في ذلك العراق، يمكننا أن نرى بأنه لا يمكننا الأخذ بظاهر التقديرات التي يخبروننا بها ما يسمون بخبراء الاستخبارات عندما يكون لديهم أجندة".
"ترامب فقط أعطى الجهاديين ألف سبب لشن عمليات مزيفة، ورؤية مدى نجاح وسهولة هذا، في ظل وسائل الإعلام الساذجة، لتحرض وتقود الغرب إلى ردود فعل مفرطة".
لو كانت هذه المقابلة جرت على شبكة ال CNN لكان تم إزالة الأقمار الصناعية المغذية بظروف غامضة ولكانت أصدرت الأوامر بإدراج اسم بيتر فورد على قائمة أولئك "الممنوعين من الظهور أبداً مرة أخرى على ال "CNN لكن ال BBC ربما لم تعلم تلك الخدعة بعد، وإلا لكان تسنى للمشاهدين رؤية فورد يستفيض في كشف الأكاذيب والتلفيقات لبضعة دقائق قيمة أكثر.
"إنهم [المتمردون –القاعدة وداعش] من المرجح جداً أنهم تدربوا على عمليات على غرار ما فعلوا –وهذا موثق من قبل الأمم المتحدة في آب العام الماضي- هم شنوا هجوماً بغاز الكلور على المدنيين وحاولوا جعل الأمر يبدو وكأنه عملية من صنع النظام".
"سوف يحدث، وسنجد كل دعاة الحرب يأتون ليقولوا لنا أن الأسد يتحدانا وعلينا التوغل والمضي أكثر في سورية".
عند هذه النقطة أدرك المذيع أنه يتعامل مع رجل مصمم على الذهاب إلى الجحيم في قول الحقيقة، وأنه لا يستطيع التخويف بإسكاته عبر اتهامات سخيفة، لذلك قرر المذيع إبداء الاحترام الذي كان يجب أن يقدم لفورد منذ بداية المقابلة. فسأله "وفق خبرتكم –من الجدير القول- أنتم كنتم سفير سابق في سورية –وحسب معرفتكم ببشار الأسد ونظامه في تلك البلاد. ماذا تعتقدون بأن تكون ردة فعله تجاه هذا؟".
قال فورد: "قد يكون الأسد قاسياً... لكنه ليس مجنون، إنه يتحدى الاعتقاد بأن يضع كل هذا في رأسه لأن لا ميزات عسكرية لهذه الضربة، لم يكن للموقع الذي تم ضربه أهمية عسكرية، لا معنى له على الإطلاق، لقد أغضب الروس، لا لسبب آخر، إلا لأنه ببساطه غير معقول"، وأضاف "نحن جميعاً سندفع ثمن عواقب ذلك، ستقفز أسعار النفط، ومن المرجح جداً أن يكون هناك استخدامات أكثر، لا أقل للأسلحة الكيميائية نتيجة ذلك، ومن المهم، أن التعاون الروسي والسوري في مجال مكافحة داعش سيكون أقل".

يذكر أن فورد واحد من قدماء الدبلوماسيين البريطانيين الذين انتقدوا سياسة حكومتهم اتجاه دمشق، وحذروا من قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بهدف تغيير النظام. يؤكد فورد لمجلة “MeaddleEast Eye” أنه نادم لأنه لم ينتقد حكومته بشكل أقوى عام 2003 بسبب غزو العراق. في ذلك الوقت كان سفيرا لبلاده في البحرين وقد أرسل رسالتين انتقاديتين لوزارة الخارجية في لندن. يضيف فورد بأنه وصل إلى نتيجة تقول بأنه كان يجب أن تكون رسائله انتقادية وحادة أكثر مع أصحاب القرار في لندن.

كما أن فورد عُرف بانتقاده لسياسة بلاده أثناء فترة عمله في دمشق ويؤكد اليوم أنه كان يرى أن حكومته لا تدرك حقيقة الواقع العراقي والسوري. وعن فترة عمله في دمشق التي تزامنت مع احتلال العراق يؤكد فورد أن الحكومة السورية كانت تعلم أنها من المرشحين الأساسيين لتكون هدف الأمريكيين بعد العراق وهذا ما كان الأمريكان يصرحون به بشكل أو بآخر ولذلك يقول بأنه كان يدرك السبب وراء دعم الحكومة السورية في ذلك الوقت للمجموعات التي تقاتل في العراق بهدف إنهاك الأمريكيين وإبقائهم في العراق.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية