“الورقة المخفيّة” الى الميدان: رسالة ناريّة من الأسد الى ترامب !

المرصاد نت - متابعات

دخلت الحلبة السّورية منعطفا جديدا لعلّه الأكثر أهميّة بعد الضّربة الأميركية على مطار الشّعيراتalaseed2017.4.24


على وقع تأكيد اكثر من مصدر عسكري روسي تسلُّم دمشق اسلحة روسيّة نوعيّة وأنظمة دفاع جوّي متطورة باتت تُتيح للجيش السوري ليس الرّد فقط على ايّ عدوان قادم على الأراضي السورية، بل ايضا مواجهة خطط الغزو البرّي التي تجهّزها ادارة ترامب وتل ابيب عبر الأردن على الحدود السورية-الأردنيّة.. فتوازيا مع “إنزالات” اميركية-بريطانيّة بالجملة سُجّلت الأسبوع الماضي شمالا، تمّ رصد حراك عسكري اميركي غير مسبوق جنوبا، حيث تشي الإستعدادات العسكرية المعادية في تلك المنطقة، بقرب معركة عنيفة بهدف التسريع بإقامة الحزام الأمني الذي تريده “اسرائيل” في الجنوب السوري.

لعلّه السيناريو الأخطر الذي حُبكت خيوطه بين دونالد ترامب والملك الأردني خلال زيارة الأخير لواشنطن، حيث تمّ الإتفاق على البدء بهجمات مسلّحة عنيفة على القوات السورية وحلفائها انطلاقا من درعا، تشكّل ذريعة لتدخّل قوات اردنيّة-اسرائيلية بشكل مباشر، على ان تساند مقاتلات اميركية عمليات غزو تلك القوّات للأراضي السورية.. حُدّد فجر التاسع من الجاري لانطلاق الهجمات، وبدأ اكثر من 3000 مقاتل هجوما ضخما من درعا وسهل حوران والسويداء على مواقع الجيش السوري وحلفائه في منطقة المنشيّة كمقدّمة لاقتحام درعا. الا انّ المفاجأة كمنت بجهوزيّة فائقة للرّد أفضت الى مقتل مئات المهاجمين، بينهم ابرز قادة الهجوم وعلى رأسهم قائد جبهة” النّصرة”في حوران، ما حدا بباقي اعداد المهاجمين الى الفرار سريعا من المواجهة.

بعد فشل الهجوم، تسارعت وتيرة الحراك العسكري المعادي، مستشارون عسكريون اميركيون وبريطانيّون جالوا داخل مدينة بصرى الشام حيث الحضور القوي لمقاتلي جبهة “النّصرة”، تزامنا مع حشود عسكرية اردنيّة في مدينة المفرق الأردنية، قابلتها اخرى اسرائيلية بدأت تتجه من الاراضي المحتلة باتجاه منطقة الأغوار، ومنها الى الحدود السورية- الأردنية –وفق ما تؤكد معلومات وُصفت ب”الموثوقة”، استعدادا لإطلاق هجوم آخر حُشد له هذه المرّة ضعف عدد المهاجمين السابق حسب اشارة المعلومات.

مصدر عسكري روسي رفيع المستوى، كشف عن رسالة ناريّة بتوقيع حلفاء سورية، اعقبت إفشال “غزوة” الجنوب يوم التاسع من الجاري، ابلغتها موسكو الى واشنطن مفادها” نرصد كلّ الحراك المعادي على الحدود السورية-الاردنية، وأيّ عدوان قادم على سورية-جوّا أو برّا- سيفتح باب جهنّم على “اسرائيل” بالتحديد، وما جهّزناه بعد ضربة الشعيرات أخطر بكثير مما تتوقعون!”. الرسالة لم تُغفل إبلاغ ترامب وادارته، انّ الجيش السوري وحلفائه باتوا جاهزين لرمي “الورقة المخفيّة” التي طالما كانت من الخطوط الحمر منذ بداية الحرب على سورية، وأنّ دفاعات جوّية متطورة وصواريخ كاسرة للتوازن باتت متموضعة في اماكنها بانتظار اي عدوان، للإنطلاق الى اهدافها، وأنّ الردّ الصاروخي السوري على الطائرات الإسرائيلية حين اغارت على موقع قرب تدمر في 17 اذار الماضي، ستعتبره تل ابيب نزهة مقارنة بما هو آت!

لا ينف المصدر الروسي التقارير التي تحدّثت عن جهوزيّة دفاعية وهجومية سورية غير مسبوقة بعد الضربة الأميركية على مطار الشعيرات، والتي استفزّت روسيا ونخبة أنظمتها الصاروخية “اس 300″ و”أس 400” المتواجدة على الأرض السورية. لعلّ القناة العاشرة العبرية كانت اوّل من رصد خطورة وتهوّر الضربة الأميركية تلك على “اسرائيل” تحديدا، فهي بادرت الى وصفها بال “غبية جدا”، مشيرة الى انّ “اسرائيل” ستكون جرّاء هذا التهوّر مسرح العمليّات العسكرية القادمة، ” وشعبها لن يكون امامه سوى الهروب من الصواريخ الروسية والايرانية”-حسب توصيفها-.. رسالة دمشق وحلفائها الى واشنطن تزامنا مع الحشود العسكرية المعادية جنوبا، اُلحقت بأخرى مرّرها الرئيس السوري بشار الأسد “الى من يعنيهم الأمر” عبر وسيط اقليمي – وفق ما كشفت معلومات صحافية نروجيّة- حذّر من خلالها ترامب وادارته انّ اهدافا حيويّة اسرائيلية حسّاسة ستكون عُرضة لردّ صاروخي عند ايّ محاولة “غزو” معاد تحديدا في الجنوب السوري.

وفي السياق اكّد الخبير والباحث الروسي مكسيم تشوسكوف لموقع “آل مونيتور” الأميركي، انّ الجيش السوري تلقّى امرا حازما بالرد على اي عدوان اميركي او اسرائيلي على الأراضي السورية فورا، ودون الرجوع لقيادته. ولم ينف المصدر ارسال قوات خاصة روسية الى الجبهة الجنوبية، مبيّنا انّ جهوزية القوات السورية والايرانية والحليفة الأخرى في تلك المنطقة باتت غير مسبوقة عدّة وعديدا. وكالة “نوفوستي” وصحيفة” إزفيستيا” الروسيّتين، كشفتا بدورهما انّ دمشق نشرت بالتعاون مع موسكو، صواريخ تابعة لنظام خفر السواحل” ريدوت” في مواقع محددة، لتذهب “نوفوستي” للإشارة الى انّ الأخطر، يتمثّل بنصب الجيش السوري بطاريات صواريخ “ياخونت” التابعة لنظام “باستيون”، والتي تشكل تهديدا مباشرا للأسطول الأميركي في البحر المتوسط.. ولتنقل عن الخبير الإستراتيجي ايفان كونوفالوف تأكيده، انّ مجزرة حقيقية ستحلّ بالأميركيين او “الاسرائيليّين” في حال وجّهوا اي ضربة لسورية، اذا ما حُرّكت تلك الصواريخ.

وعليه، ترصد موسكو توسّع النّفوذ العسكري الأميركي المباشر على الأرض السورية، تحديدا في الشرق السوريّ، وتدرك انّ اهمّ الأهداف المقصودة من هذا النفوذ هي روسيا نفسها. الا انّ ثمّة حدثا خطيرا سيُفرمل جموح ساكن البيت الأبيض في غضون اسابيع ليضع قوّات المارينز في سورية في عين الخطر- وفق ما نقلت صحيفة نيزافيسمايا غازيتا” الرّوسية عن مصادر استخبارية روسية- كشفت عن احداث دراماتيكية وشيكة ستُهدّد الاردن ودولة الامارات، سيكون من اهم تداعياتها نصر سوري كبير في اخطر الجبهات الساخنة على الأرض السورية!

تقرير : ماجدة الحاج – الثبات

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية